مونتريال تحيي ذكرى تغييب الأمام الصدر
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
أحيت جمعية الرسالة اللبنانية الكندية الذكرى الخامسة والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه في مدينة مونتريال في حضور قنصل لبنان العام أنطوان عيد، النائب عن مقاطعة كيبك أليس أبو خليل، ممثلي الطوائف الدينية، وفود حزبية وكشفية وجمعيات ووسائل إعلام ورجال أعمال وحشد كبير من أبناء الجالية في مونتريال ولاڤال.
وبعد النشيدين الوطنيين الكندي واللبناني ألقى راعي أبرشية مار مارون بول – مروان تابت كلمة جاء فيها:
نفتقدُك أيّها الإمامُ السيِّدُ القائد، نفتقدُك يا صاحبَ الرؤيةِ السَّديدة، نفتقدُك بأقوالِك وأفعالِك وقراراتِك وتوجيهاتِك، ولبنان يقف على مفتَرَقِ طُرُقٍ، وأهلُنا فيه يُعانون من تعبِ سنين الحرب وتبِعاتِها.
وأضاف: رجل صلاة كنت، رجل مودّة كنت، ورجل حوارٍ كنت، ورجل مواقف كنت، ورجلَ قرارٍ كنت، ورجل الفقير كنت، ورجل المحرومين كنت، ورجل دولة كنت. أزعجَ حضورَكَ الكثيرين فاتّفقوا أن يغيّبوك. في أفعالك، نسجّل فخورين التفاعل الصادق المحب بين المسلمين والمسيحيّين. وفي اقوالك... نتذاكر ما كنت تردّده على كلّ مسمع وأذُنٍ:" الطائفيّة في لبنان بحثٌ سياسي وليست بحثاً دينيّاً"...
بقولكم هذا يا سيّد، نطقتم بالحق الغائب عن ثقافتنا السياسيّة اللبنانيّة، وعن روحيّة دستورنا.
في زمن تغييبك أيها الإمام، سياسيّو لبنان ومجتمع لبنان بحاجة إلى مبادرة - مصالحة كبرى منشودة، مصالحة قائمة على مصارحة حول حق الجميع في الوجود، وكيف يكون لبنان وطناً نهائيّاً لكل أبنائه، وطن الدولة المدنيّة وتعزيز الحياة الديمقراطيّة ومثالاً في التعدديّة والقدرة على إدارة التنوّع دون صدام أو عنف.
وأضاف: في الواقع، لنا اليوم دمعة نذرُفُها على لبنان، لما آلَتْ إليه الأيام وما يُعَدُّ لهُ، وسيأتي: فسادٌ مستشرٍ، قيادة سياسية ضعيفة ودون أفق،وطنٌ شرذمته الطوائف والمذاهب وطنٌ "تَناتشَتْه" تحالفات المصالح، دولٌ مجاورة يقدِّمُ أهلُ الوطنِ مصالحَها على مصالحِهم، خطّةُ تقطيعِ أواصل قد تنهي الوطن وأهل الوطن، واقعُ حالٍ ديمغرافي بدأ يبدّل النسيج اللبناني.
وختم: ولأنّ الوطنَ يفتقدُ رجالاً فيه، فقدْ فقدَ حصنَه السياسي والفكري والاجتماعي والاقتصادي... وأجرؤ أن أقول إنه فَقَدَ حُصنَه الوجداني.
وكان توالى على الكلام القنصل العام في مونتريال أنطوان عيد ، الشيخ سعيد فواز ممثل دار الفتوى في كندا ، ورئيس جمعية الرسالة اللبنانية الكندية الحاج علي فاعور.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المفتي طالب: لنخرج من دائرة التصنيف الذاتي
دعا المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب، في بيان، الى "النهوض بالدولة على المستويات الادارية والاقتصادية والاجتماعية كافة وصولاً الى تحقيق الاستقرار السياسي الذي انتظره اللبنانيون طويلا".
وأشار إلى أن "على جميع الأطراف الداخلية أن تستغل هذه السانحة ولا تفوّت هذه الفرصة أو أن تتباطأ في الوقت، وخصوصاً مع الاندفاعة العربية تجاه لبنان والمناخ الدولي المساعد، على الرغم من استمرار العدو في اعتداءاته وخروقاته محاولاً الاستفادة الى أبعد الحدود من الوقت الذي يعتبره متاحاً امامه قبل استكمال تشكيل حكومة فاعلة وبداية العمل الجدي لملء الفراغ الاداري والسياسي في لبنان بالاضافة الى بعض الظروف المساعدة له من الادارة الاميركية الجديدة".
ودعا الى "الاستثمار السريع في عناصر الثقة الداخلية الناشئة من توّفر القيادات التي تتمتّع بالمقوّمات الكبيرة التي تشكّل مسارات أمان واطمئنان لدى الناس من خلال الشفافية والنزاهة والتاريخ، الذي لا يحمل أية أعباء من الحساسية والانفعال او العصبية او الدخول في المتاهات الطائفية او السياسية او المنافع الذاتية، وعلى رأس هؤلاء جميعا رئيس الجمهورية الذي يمثّل قيمة كبرى وشخصية تحظى بتقدير واحترام وثقة اللبنانيين التوّاقين للإنتقال بالبلد الى مرحلة الدولة القوية العادلة التي تحظى فيها كل المكوّنات بحقوقها تحت سقف القانون، كما أن إصرار رئيس الحكومة المكلّف على الاستفادة من كل هذه العناصر واختيار شخصيات كفؤة ولها صدقيتها واستقلاليتها يمثّل استكمالا طبيعيا لعناصر النجاح التي ينتظر اللبنانيون استكمالها على المستويات كافة".
وختم طالب مؤكدا أن "الأثمان الكبيرة التي دفعها ويدفعها لبنان جرّاء الحرب الاسرائيلية واستمرار العدوان عليه بطريقة وبأخرى لا يمكن الخروج من تحت دائرة الخطر المتمثّلة فيها الا بوحدة لبنانية جامعة مانعة تخرج فيها الناس من دائرة التصنيف الذاتي بين رابح وخاسر في هذه التشكيلة او عملية الانتقاء للعناصر المؤهلة لخدمة الوطن من الاطار المذهبي او الطائفي او السياسي الخاص الى الفضاء الوطني العام ومصلحة الدولة، وسط كل هذه المتغيرات التي تتوالى في المحيط، فليس هناك من خاسر ورابح في عملية الانصهار الوطني للنهوض بالبلد والكل يربح عندما ننتهي من الاحتلال وتسير الدولة على السكّة الصحيحة وينطلق قطار الاعمار والنهوض والاصلاح محمّلاً بتأييداللبنانيين الذين سيمحضونه المزيد من الثقة ويساعدونه في الاندفاع حتى يبلغ الوطن محطة الأمان والسلام والاستقرار".