ما قصة الطائرات المسيرة من سوريا إلى الأردن؟
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
للمرة التاسعة خلال هذا العام، تعلن القوات المسلحة الأردنية إسقاطها لطائرات مسيرة قادمة من الأراضي السورية، محملة بالمخدرات والأسلحة والذخائر، حتى وصل الأمر إلى محاولة إدخال متفجرات TNT.
المنطقة العسكرية الشرقية الأردنية أسقطت فجر اليوم الاثنين، على إحدى واجهاتها ضمن منطقة مسؤوليتها، طائرة مسيرة محملة بمواد مخدرة قادمة من الأراضي السورية، وذلك انطلاقاً من جهود القوات المسلحة في المحافظة على أمن واستقرار المملكة وحماية حدودها، والتزاماً منها بواجبها الوطني تجاه الوطن.
وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي: "إن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية العسكرية، رصدت محاولة اجتياز طائرة مسيرة بدون طيار الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وتم إسقاطها داخل الأراضي الأردنية".
وبيّن المصدر أنه تم العثور على الطائرة محملة بكمية من مادة الكرستال، وتم تحويلها إلى الجهات المختصة.
وأكد المصدر على أن القوات المسلحة الأردنية ماضية في التعامل بكل قوة وحزم، مع أي تهديد على الواجهات الحدودية، وأية مساعٍ يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه.
العميد المتقاعد والخبير الأمني فايز شبيكات الدعجة لـ"العربية.نت" يقول إن طائرات الدرون تعتمد أساسًا على الشبكات اللاسلكية (واي فاي)، وعلى أنظمة تحديد المواقع (GPS) التي تعطي بيانات دقيقة للإحداثيات الجغرافية، وعلى جهاز استشعار المسافة بالموجات فوق الصوتية لتجنب العقبات في الهواء أثناء الطيران، وهو يتميز بأنه ذاتي التحكم يعمل بكود برمجي قوي وقابل للتطوير.
ويقول الخبير الدعجة إن مدى التحليق للطائرة يبلغ نحو 3 آلاف كيلومتر، ويصل أقصى ارتفاع لها 45 ألف قدم، بينما تبلغ سرعتها القصوى نحو 240 كيلومتراً، وبالإضافة إلى قدرتها على العمل في الظروف الجوية القاسية.
وأشار إلى أنه يتم استخدام ميزة الرؤية الليلية في بعض الأوقات، وتحلق على علو منخفض لكي لا يتم رصدها من قبل رادارات الأجهزة الأمنية.
وأكد الدعجة أن الطائرات "بدون طيار" تتطلب أن يكون لها طيار في محطّة أرضية، وهذا الطيار الأرضي يتحمل مسؤولية قيادتها، ويضمن عدم وقوعها في أية حوادث، ويتدخل في حالات الطوارئ، لكنه لا يفعل ذلك بواسطة عصا تحكُّم مثل عصا توجيه طائرات الألعاب، بل إن عليه تحديد نقاط مسار الطائرة، وبعدها تقوم الطائرة بتوجيه نفسها بنفسها وفق هذه الإحداثيات بواسطة نظامها الأوتوماتيكي، أي بتوجيه من نظام طيرانها الآلي.
• حرب مفتوحةأما على الصعيد السياسي يرى وزير الإعلام الأردني الأسبق محمد المومني إن ما يحدث على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية هو حرب مفتوحة بالمعنى الحرفي دخلت مرحلة خطيرة بسبب وجود "المسيرات".
وأكد المومني في تصريحات لـ"العربية.نت" إن الحرب يخوضها الجيش الأردني مع ميليشيات مدعومة أو متواطىء معها من قبل السلطات الرسمية أو أن سوريا الرسمية لا تقوى عليها، بحسب تفسيرات المومني.
وأضاف المومني يقول: "ايادي إيران واضحة في هذه الحرب، وهذا أسلوبها الذي عهدناه".
وتابع المومني يقول: "الإيرانيون يريدون تهريب المخدرات والسلاح طلبا للمال، ولكي يصدرون اللااستقرار كما يفعلون بكافة انحاء الاقليم".
يحاول دائماً مهرب المخدرات إدخال مخدر "الكريستال" من سوريا إلى الأردن، نظراً لسعره المرتفع جداً عند بيعه، ولصغر حجمه يسهل تهريبه سواء براً أو عبر "الدرونات"، حيث يكون الهدف الأول لمهربي المخدرات.
السلطات الأمنية الأردنية كانت حذرت في وقت سابق من مخاطر مخدر الكريستال، المعروف باسم "الثلج" لدى العديد من متعاطيه، وذلك للأضرار الكبيرة، التي يسببها، والتي قد تصل إلى الهلوسة والوفاة.
وقالت إدارة مكافحة المخدرات التابعة لمديرية الأمن العام الأردنية إن "الكريستال مثل: الشبو، الشبوة، الآيس، ثلج، جميعها مسميات عديدة لمادة الكريستال المخدرة"، لافتة إلى أنها مادة "شيطانية" خطيرة كفيلة بتحويل شاب بمقتبل عمره إلى كهل بلا عقل وأسنان.
وأوضحت أن مخدر "الكريستال" المعروف باسم "الثلج" من أخطر أنواع المخدرات في الوقت الحالي، لأنه يهاجم ويدمر جميع أجهزة جسم الإنسان، وعلى رأسها الخلايا العصبية.
كما ذكرت لـ"العربية.نت" أنه "مع بداية تعاطي الشباب لمخدر "الثلج" يشعرون بالسعادة. لكن سرعان ما لا تدوم سعادة تلك البدايات المميتة، حيث يعاني المتعاطي من سلوك عدواني مفرط تجاه جميع من حوله، وحتى نفسه".
وأشارت أيضاً إلى أن من أبرز أعراض وأخطار مخدر "الثلج"، هلوسة سمعية وبصرية، وفقدان الوزن، وسقوط الأسنان، وارتفاع معدلات دقات القلب، والتدمير المتواصل للخلايا العصبية.
فضول الشباببدوره حذر اللواء الأمني المتقاعد طايل المجالي من المخدرات، لافتاً إلى أنه من أسباب تعاطي المخدرات اختلاف البيئة وفضول الشباب وعدم وجود اتصال حقيقي بين الأباء والأبناء وعدم محاورتهم ومتابعتهم.
وأكد في تصريحات صحافية أن الأردن غير منتج للمخدرات وغير مصنع للمخدرات.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News مخدرات سوريا مسيرات الأردنالمصدر: العربية
كلمات دلالية: مخدرات سوريا مسيرات الأردن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأسرة الأردنية الى اين..؟ نحو مؤتمر وقائي وتنويري للحفاظ عليها
#الأسرة_الأردنية الى اين..؟ نحو مؤتمر وقائي وتنويري للحفاظ عليها
ا.د حسين طه محادين*
(1)
الاسرة:-
-دينياً، هي عقد وعلاقة جنسية مشروعة ومقبولة اجتماعيا بين انثى وذكر فقط، كما انها تنظيم حياتي هادف لإشباع وتهذيب غرائز الزوجين اولا، ولإعمار الحياة على وجه هذه الارض التي استخلف الله الانسان لإعمارها والحفاظ على استدامة مواردها القيمية والاخلاقية والاقتصادية التي يتميز بها الانسان عن غيره من الكائنات الاخرى، لذا اعتبر الزواج اية ورباط غليظ يقوم على الاستمرارية والسُكنى توادا وتراحم بين الزوجين والابناء كجزء من تنظيمات المجتمع الاخرى.
-أما من منظور علم اجتماع الأسرة فالأسرة وكلية المجتمع التي أوكِل لها كتنظيم اساس للتربية والتعلم والتنشئة المتوازنة مهمات الانجاب الشرعي للابناء من الجنسين، وبالتالي فالأسرة هي المصنع /المنجم الدائم الذي يزود المجتمع بالعنصر البشري المربى وصاحب السلوكيات الصالحة تمشيا مع منظومة القيم في أي مجتمع، من حيث تمثل الابناء لضوابط الحلال والحرام، او بمعنى اخر ،الذي يتمثل السلوكات المرغوب فيها او المنهي عنها فيه، فمن هنا يمكن القول بان الاسرة هي الجدار الاخير لاستمرارية وتطور مجتمعنا العربي المسلم وهي التي اصبحت في عصر العولمة اللادينية وعبر اذرعها التكنولوجية المتعددة، حيث يلاحظ الباحث الاكاديمي ان اسرنا بدأت تتعرض وبصورة متنامية للكثير من المهددات الداخلية والوافدة علينا معا هذه العوامل المتنوعة التي ترمي الى إضعاف بنية اسرنا كتنظيم شرعي وتسعى الى خلخة ادوارها الدينية والتربوية تمهيدا لتذويبها بصورة مغرضة ومتدرجة المراحل كما استنتج علميا وحياتيا للأسف.
(2)
من الضرورة بمكان ان نتناول بالتحليل العلمي والحياتي العوامل المؤدية الى ارتفاع اعداد حالات الطلاق في الاسبوع الاول من شهر رمضان الفضيل في مجتمعنا الاردني الموسوم بانه مجتمع عربي مسلم اي ان قيم التآزر والرحمة والتسامح تشكل سمات مميزة له منذ اقدم العصور فما بالنا في شهر رمضان التكافل والعبادات والمكارم من الله على عبادة المؤمنين.
(3)
لعل التساؤل الدامي دينيا واخلاقيا هنا هو:- هل من الطبيعي ونحن في مجتمع مسلم ان تصل اعداد حالات الطلاق الكلية في الاسبوع الاول من شهر رمضان الحالي- وفقا لاحصائية دائرة الافتاء الاردنية المقدرة الى 12,370 حالة طلاق.. بأسباب هشة جدا مثل غياب صبر الازواج اثناء الصيام، تدخل الاهل و الأقرباء في حياة ابنائهم المتزوجين، او الاستخدامات الخاطئة لادوات التكنولوجيا المعولمة كعامل قوي في الوصول الى الطلاق… ثم اين دور كل من؛ اهل الخير رجلا ونساء في اصلاح ذات البين بين ابنائنا من الازواج الذين اشهروا طلاقهم للأسف، ما وأين ادوار التربية والتنوير، والمساجد والمؤسسات التعليمة ووسائل الاعلام المستدامة للوقاية من تفشي او “عدوى” هذه المهددات لمنظومة قيمنا ولبناء مجتمعنا الصابر في محيط ملتهب.. دون ان ننسى خطورة استمرار وتنامي تراجع مكانة وفكرة الزواج نفسه لدى شبابنا من الجنسين، وهم القاعدة الاوسع في الهرم السكاني لمجتمعنا الاردني الذي يوصف علميا بأنة مجتمع شاب ايضا، وكل المؤشرات السابقة تستند بالاصل الى مفهوم غربي معولم مفاده لدى شبابنا في الاغلب هو ضرورة الحفاظ والتمتع بالحريات الفردية مع عدم رغبة جلهم في تحمل مسؤوليات جديدة في ظل البِطالة المرتفعة النسبة وبالتالي ضع اقتصادي ضاغط على الجميع ؟.
اخيرا..وبالترابط العضوي مع كل ماسبق..فأنني ادعو الى عقد مؤتمر وطني متخصص لمواجهة هذه التهديدات المتنامية التي اخذت في اجتياح اسرنا، وان يكون هذا المؤتمر المنشود مثلا، تحت عنوان” ليحاور الاردن أُسره حفاظا على منظومة قيمه وعلى استمرارية ذاته كمجتمع يُصنف بأنه مرن البناءات الفكرية والامنية والحياتية الاوسع ومنفتح على الحوار بالتي هي احسن فكرا وتآزر…فهل نحن فاعلون..؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.