حرب الاستنزاف ليست الملعب المناسب لإسرائيل بشكل عام، وفي هذا الوقت بشكل خاص، وفي غياب فكرة سياسية منظمة، ستجد تل أبيب نفسها في حملة عسكرية مستمرة ومنهكة، وهو ما يستدعي تثبيت استقرار السلطة الفلسطينية، وتوجيه ضربات نوعية للبنية التحتية لفصائل المقاومة.

هكذا يخلص تقدير موقف لـ"معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"، وترجمه "الخليج الجديد"، تعليقا على ما أسماه التصعيد المستمر للعمليات الفلسطينية خلال أغسطس/آب الماضي، في الضفة الغربية والقدس وإسرائيل.

ويلفت التقدير إلى تواصل قيادة حماس في الخارج وخاصة صالح العاروري من بيروت، مع قادة حماس من غزة، لتشجيع العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية، وتطوير البنية التحتية للمقاومة، بما في ذلك مختبرات المتفجرات وتهريب الأسلحة، والتركيز على تطوير البنية التحتية في جنوب لبنان بالتنسيق والمساعدة من إيران وحزب الله.

وفي الوقت نفسه، فإن السلطة الفلسطينية، التي بدأت منذ انتهاء عملية "المنزل والحديقة" في جنين، تتصرف بتصميم أكبر في المنطقة، ولكن بشكل رئيسي في نابلس وطولكرم وقلقيلية ورام الله، قد انجرفت إلى الاشتباكات مع الشباب الفلسطيني الذي ينظر إليها على أنها "متعاونة مع الاحتلال".

ويحذر تقدير الموقف من أن نطاق نشاط الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية، وعدد المعتقلين والجرحى الفلسطينيين، والجهود الاستخباراتية الهائلة، كلها آخذة في التزايد.

ومع ذلك، إلى جانب العديد من العمليات المثيرة للإعجاب لإحباط أعمال المقاومة الفلسطينية، اتسعت العمليات، ولا تزال تؤثر على المواطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية وإسرائيل.

اقرأ أيضاً

الاحتلال تحت ضربات المقاومة.. قتيل إسرائيلي و12 إصابة في 5 عمليات بالضفة خلال 24 ساعة

وتشير هذه الاتجاهات إلى تطور المقاومة الذي يجتاح إسرائيل منذ مارس/آذار 2022، بل وأكثر من ذلك منذ مايو/أيار 2022، وسرعان ما تطور إلى نظام متوسع يرتكز على بنية تحتية نفسية راسخة في وعي الكفاح المسلح المزروع في قلوب الشباب الفلسطيني، وفق تقدير الموقف.

إلى جانب ذلك، وكما لو كانت متأثرة بالحكم الضعيف للسلطة الفلسطينية، يعترف المعهد بضعف الإدارة الإسرائيلية فيما يتعلق بالعنف اليهودي ضد الفلسطينيين.

ويضيف: "الأسوأ من ذلك أن هذا العنف قوبل جزئياً من قبل السياسيين الذين بدلاً من إدانته اختاروا تفسيره وتبريره وتوجيه اللوم إلى قادة جيش الدفاع الإسرائيلي ورئيس وكالة الأمن الإسرائيلية"، محذرا من أن هذه السياسة ستكون بمثابة "صب الزيت على نار العمليات المتنامية".

ويلفت تقدير الموقف إلى أن إسرائيل تجاوزت "لحظة الحقيقة"، وفرضت "منطقة الراحة التي منحتها إسرائيل حتى الآن لقيادة حماس في قطاع غزة وخارجه، ثمناً باهظاً لا يطاق".

وأوصى المعهد باتخاذ خطوة عسكرية كبيرة من شأنها أن تلحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية العسكرية لحماس في قطاع غزة.

ويقول إن "البنية التحتية العسكرية هي مصدر القوة السياسية لحماس، وبدونها سوف تضعف حماس إلى حد كبير".

اقرأ أيضاً

المقاومة جاهزة للرد.. هل تلجأ إسرائيل مجددا لسياسة الاغتيالات؟

ويضيف: "في الوقت نفسه، لا توجد صلاحية حقيقية أو طويلة المدى لحملة عسكرية في قطاع غزة دون هدف سياسي وسياق سياسي أوسع وأكثر أهمية، والذي من المفترض أن تخدمه الحملة العسكرية".

ويتابع تقدير المعهد الإسرائيلي: "يكمن السياق في ضرورة تثبيت استقرار السلطة الفلسطينية وتعزيزها بطريقة تسمح باندماجها في عملية التطبيع مع السعودية وتصميم البنية الإقليمية".

ويلفت إلى أن التركيز على الجهود العسكرية وحدها، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى نوع من حرب الاستنزاف، أن يخفف من مدى وشدة العمليات الفلسطينية لفترات محدودة من الزمن، ولكنه لن يكبحها بشكل كبير أو بمرور الوقت.

ويضيف: "في غياب فكرة سياسية منظمة، ستجد إسرائيل نفسها في حملة عسكرية مستمرة ومنهكة، هذا هو بالضبط هدف المقاومة الفلسطينية، وهو ما تسعى إليه إيران أيضًا، التي تدعم الجبهة الفلسطينية النشطة ضد إسرائيل".

ويختتم بالقول: "حرب الاستنزاف ليست الملعب المناسب لإسرائيل بشكل عام، وفي هذا الوقت بشكل خاص".

وتشهد الأراضي الفلسطينية حالة توتر متصاعدة جراء استمرار قوات الاحتلال في عمليات اقتحام مدن وبلدات بالضفة، يتخللها مواجهات مع الفلسطينيين.

ومنذ بداية العام، استشهد أكثر من 230 فلسطينيا، منهم 45 طفلا، و8 مسنين، و11 من الإناث، في اعتداءات قوات الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة.

اقرأ أيضاً

ردود إسرائيل المتوقعة على المقاومة بالضفة

المصدر | معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل المقاومة الأمن القومي حماس البنیة التحتیة

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي: لا يمكن استعادة 100 محتجز عبر العمليات العسكرية ونحتاج لصفقة مناسبة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي أوفير سوفير، إنه لا يمكن استعادة 100 محتجز عبر العمليات العسكرية، مؤكدا احتياجهم إلى صفقة مناسبة، وذلك حسبما أفادت فضائية "القاهرة الإخبارية" اليوم الأربعاء.

وكانت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة قد أكدت أنه حان الوقت الآن لإبرام صفقة محددة زمنيا نعرف من خلالها كيف ومتى سيعود آخر محتجز.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المُكثف وغير المسبوق على قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، مُخلّفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر عن استشهاد وإصابة أكثر من 151 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية ومرافق الحياة الأساسية.

وفي الوقت الذي تتجاهل فيه إسرائيل مذكرات اعتقال دولية صادرة بحق زعمائها، يستمر صمت المجتمع الدولي، ما يزيد من معاناة سكان غزة الذين يعيشون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على مر التاريخ.

مقالات مشابهة

  • شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية
  • مسؤول إسرائيلي: لا يمكن استعادة 100 محتجز عبر العمليات العسكرية ونحتاج لصفقة مناسبة
  • استشهاد الكاتبة الفلسطينية ولاء جمعة الإفرنجي في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات
  • "جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر
  • زعيم إسرائيلي معارض: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين
  • إعلام إسرائيلي: التوصل إلى اتفاق مع حماس يتطلب قرارات سياسية حاسمة من جانب تل أبيب
  • "الاحتلال" يعتزم توجيه ضربات قوية للحوثيين تشمل البنية التحتية الاستراتيجية
  • كاتس: سنوجه ضربات قوية للحوثيين وسنستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية
  • حماس تدين انتهاكات السلطة الفلسطينية وخطاب التحشيد المجتمعي ضد المقاومة
  • إعلام إسرائيلي: النيابة العامة أكدت تورط نتنياهو بشكل واضح في قضية الرشوة