تستدعى ضربات حاسمة.. معهد إسرائيلي يحذر من حملة منهكة من المقاومة
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
حرب الاستنزاف ليست الملعب المناسب لإسرائيل بشكل عام، وفي هذا الوقت بشكل خاص، وفي غياب فكرة سياسية منظمة، ستجد تل أبيب نفسها في حملة عسكرية مستمرة ومنهكة، وهو ما يستدعي تثبيت استقرار السلطة الفلسطينية، وتوجيه ضربات نوعية للبنية التحتية لفصائل المقاومة.
هكذا يخلص تقدير موقف لـ"معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"، وترجمه "الخليج الجديد"، تعليقا على ما أسماه التصعيد المستمر للعمليات الفلسطينية خلال أغسطس/آب الماضي، في الضفة الغربية والقدس وإسرائيل.
ويلفت التقدير إلى تواصل قيادة حماس في الخارج وخاصة صالح العاروري من بيروت، مع قادة حماس من غزة، لتشجيع العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية، وتطوير البنية التحتية للمقاومة، بما في ذلك مختبرات المتفجرات وتهريب الأسلحة، والتركيز على تطوير البنية التحتية في جنوب لبنان بالتنسيق والمساعدة من إيران وحزب الله.
وفي الوقت نفسه، فإن السلطة الفلسطينية، التي بدأت منذ انتهاء عملية "المنزل والحديقة" في جنين، تتصرف بتصميم أكبر في المنطقة، ولكن بشكل رئيسي في نابلس وطولكرم وقلقيلية ورام الله، قد انجرفت إلى الاشتباكات مع الشباب الفلسطيني الذي ينظر إليها على أنها "متعاونة مع الاحتلال".
ويحذر تقدير الموقف من أن نطاق نشاط الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية، وعدد المعتقلين والجرحى الفلسطينيين، والجهود الاستخباراتية الهائلة، كلها آخذة في التزايد.
ومع ذلك، إلى جانب العديد من العمليات المثيرة للإعجاب لإحباط أعمال المقاومة الفلسطينية، اتسعت العمليات، ولا تزال تؤثر على المواطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية وإسرائيل.
اقرأ أيضاً
الاحتلال تحت ضربات المقاومة.. قتيل إسرائيلي و12 إصابة في 5 عمليات بالضفة خلال 24 ساعة
وتشير هذه الاتجاهات إلى تطور المقاومة الذي يجتاح إسرائيل منذ مارس/آذار 2022، بل وأكثر من ذلك منذ مايو/أيار 2022، وسرعان ما تطور إلى نظام متوسع يرتكز على بنية تحتية نفسية راسخة في وعي الكفاح المسلح المزروع في قلوب الشباب الفلسطيني، وفق تقدير الموقف.
إلى جانب ذلك، وكما لو كانت متأثرة بالحكم الضعيف للسلطة الفلسطينية، يعترف المعهد بضعف الإدارة الإسرائيلية فيما يتعلق بالعنف اليهودي ضد الفلسطينيين.
ويضيف: "الأسوأ من ذلك أن هذا العنف قوبل جزئياً من قبل السياسيين الذين بدلاً من إدانته اختاروا تفسيره وتبريره وتوجيه اللوم إلى قادة جيش الدفاع الإسرائيلي ورئيس وكالة الأمن الإسرائيلية"، محذرا من أن هذه السياسة ستكون بمثابة "صب الزيت على نار العمليات المتنامية".
ويلفت تقدير الموقف إلى أن إسرائيل تجاوزت "لحظة الحقيقة"، وفرضت "منطقة الراحة التي منحتها إسرائيل حتى الآن لقيادة حماس في قطاع غزة وخارجه، ثمناً باهظاً لا يطاق".
وأوصى المعهد باتخاذ خطوة عسكرية كبيرة من شأنها أن تلحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية العسكرية لحماس في قطاع غزة.
ويقول إن "البنية التحتية العسكرية هي مصدر القوة السياسية لحماس، وبدونها سوف تضعف حماس إلى حد كبير".
اقرأ أيضاً
المقاومة جاهزة للرد.. هل تلجأ إسرائيل مجددا لسياسة الاغتيالات؟
ويضيف: "في الوقت نفسه، لا توجد صلاحية حقيقية أو طويلة المدى لحملة عسكرية في قطاع غزة دون هدف سياسي وسياق سياسي أوسع وأكثر أهمية، والذي من المفترض أن تخدمه الحملة العسكرية".
ويتابع تقدير المعهد الإسرائيلي: "يكمن السياق في ضرورة تثبيت استقرار السلطة الفلسطينية وتعزيزها بطريقة تسمح باندماجها في عملية التطبيع مع السعودية وتصميم البنية الإقليمية".
ويلفت إلى أن التركيز على الجهود العسكرية وحدها، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى نوع من حرب الاستنزاف، أن يخفف من مدى وشدة العمليات الفلسطينية لفترات محدودة من الزمن، ولكنه لن يكبحها بشكل كبير أو بمرور الوقت.
ويضيف: "في غياب فكرة سياسية منظمة، ستجد إسرائيل نفسها في حملة عسكرية مستمرة ومنهكة، هذا هو بالضبط هدف المقاومة الفلسطينية، وهو ما تسعى إليه إيران أيضًا، التي تدعم الجبهة الفلسطينية النشطة ضد إسرائيل".
ويختتم بالقول: "حرب الاستنزاف ليست الملعب المناسب لإسرائيل بشكل عام، وفي هذا الوقت بشكل خاص".
وتشهد الأراضي الفلسطينية حالة توتر متصاعدة جراء استمرار قوات الاحتلال في عمليات اقتحام مدن وبلدات بالضفة، يتخللها مواجهات مع الفلسطينيين.
ومنذ بداية العام، استشهد أكثر من 230 فلسطينيا، منهم 45 طفلا، و8 مسنين، و11 من الإناث، في اعتداءات قوات الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة.
اقرأ أيضاً
ردود إسرائيل المتوقعة على المقاومة بالضفة
المصدر | معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل المقاومة الأمن القومي حماس البنیة التحتیة
إقرأ أيضاً:
التوتر مع إسرائيل.. السوداني يحذر من خطر يهدد أمن العراق
قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن مساعي إسرائيل بتوسعة الصراع بالمنطقة "يمثل أهم مكامن الخطر لتهديد أمن العراق واستقراره".
وأضاف السوداني خلال زيارته إلى مقر قيادة قوات الحدود في بغداد، الخميس، أن مجلس الوزراء وفر متطلبات صيانة الحدود وتأمينها خصوصا في ظل الظروف الأمنية المعقدة إقليميا وتداعيات الصراع في المنطقة.
القائد العام للقوات المسلحة السيد محمد شياع السوداني يوجه بتجهيز قوات الحدود بالأسلحة الحديثة وتأمين كل متطلباتها الفنية...
Posted by المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي on Thursday, November 21, 2024المتحدث بأسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، ذكر من جهته أن السوداني سارع بالتحرك على المستوى الخارجي والداخلي "لإيجاد معادلة سياسية وطنية تجنب العراق من أن يكون أرضا لمعركة أو طرفا فيها".
وقال العوادي لوكالة الأنباء العراقية، إن رسالة وزير الخارجية الإسرائيلي للأمم المتحدة "ماهي سوى إعلان عن هجمات مباشرة قريبة"، موضحا، أنه "لولا مناورات الحكومة العراقية وخطواتها الدبلوماسية والسياسية لنفذت إسرائيل تهديداتها منذ أشهر".
الأكاديمي والباحث السياسي العراقي، يحيى الكبيسي، قال لـ "الحرة" إن ردود الفعل العراقية حول التهديدات الإسرائيلية تشير بصراحة إلى "عدم قدرة السلطات العراقية على السيطرة على الجماعات المسلحة".
وأضاف الكبيسي أن هذه الفصائل والميليشيات المسلحة "تعمل تحت غطاء سياسي وتمول من المال العام، لكنها لا تنفذ الأوامر الدولة العراقية".
هذه الفصائل، بحسب الكبيسي، "هي التي تجر العراق إلى هذا الصراع"، مبيا أن "دعم فلسطين ولبنان لابد أن يكون بيد الدولة العراقية، وليس قرار الميليشيات المسلحة".
وأشار الكبيسي إلى أن "قرار منع هذه الفصائل ليس بيد الحكومة العراقية، بل هو قرار إيراني، وأن جميع البيانات العراقية الرسمية التي تتحدث عن جهود تبذل للسيطرة على هذه الفصائل غير صحيح".
مع استمرار الهجمات على إسرائيل.. هل فشل العراق في تفادي "الحرب"؟ رغم تأكيدات الحكومة العراقية على إبعاد شبح الحرب عن البلاد ومحاولة إنهاء التوترات في المنطقة إلا أن الحكومة العراقية لم تتمكن حتى الآن من الحد من الهجمات التي تشنها المليشيات الموالية لإيران بشكل شبه مستمر على إسرائيل والمصالح الأميركية.ويعتقد الكبيسي أن "الفصائل المسلحة هي أجنحة عسكرية لأحزاب ضمن الإطار التنسيقي الذي هو جزء من تشكيلة الحكومة، وبالتالي الجميع يعرف من يطلق هذه المسيرات والجميع يعرف من هي الجهات المتورطة".
وقال إنه "لا توجد إرادة حقيقية وإمكانية لتطبيق قرارات الحكومة بحصر سلاح الفصائل بيد الدولة، فهذه الفصائل لا يمكن المساس بها .. فهي محصنة ولا يمكن لأي جهة عراقية التعامل معها".
شينكر: الأولوية الآن إبعاد العراق عن الصراع في المنطقة قال مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن "الأولوية الآن هي إبعاد العراق عن الصراع بالمنطقة"، في سياق تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران.وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أكد من جهته وجود تهديدات واضحة للعراق من قبل اسرائيل.
وقال في كلمة خلال أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في الشرق الأوسط الذي تقيمه الجامعة الأميركية في دهوك أن الحكومة اتخذت خطوات داخلية وخارجية بشأن تهديدات اسرائيل.
وأضاف حسين أن رئيس الوزراء العراقي وجه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق من يشن هجمات باستخدم الأراضي العراقية موضحا أن الحكومة العراقية لا تريد الحرب وسياستها إبعادها عن البلاد وانها مستمرة في اتصالاتها مع عواصم غربية مؤثرة لوقف الهجوم على العراق.
رئيس مجلس النواب العراقي، محمود المشهداني، قال إن التحديات في منطقة الشرق الأوسط سببها فشل النظام الدولي العالمي.
وفي كلمته خلال أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في الشرق الأوسط المقام في دهوك، أضاف المشهداني أن الصراعات مست الجميع قبل وبعد السابع من أكتوبر 2023، مضيفا أن خرائط الأزمات في الشرق الأوسط تغيرت بعد هذا التاريخ.
الرئيس العراقي: حان الوقت لتعيش شعوب المنطقة بعيدا عن الحروب أكد الرئيس العراقي، لطيف رشيد، الجمعة، أن بلاده والمنطقة يمران بظروف عصيبة، تتطلب وضع حلول مناسبة لها ودراسة الأوضاع بشكل جيد.وفي هجوم جديد، أعلنت فصائل مسلحة في العراق إطلاق طائرات مسيرة نحو هدف عسكري في جنوب إسرائيل.
وأوضح بيان صادر عن هذه الفصائل أن الطائرات المسيرة أطلقت مساء الخميس، ردا على الهجمات التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة ولبنان، مؤكدة أنها ستستمر في استهداف مواقع إسرائيلية بوتيرة متصاعدة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها فصائل مسلحة عراقية مسيرات باتجاه إسرائيل، وقد تكثفت هذه الهجمات منذ تصاعد تبادل الهجمات بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.