سودانايل:
2024-07-01@20:10:30 GMT

دولة في القصر الجمهوري

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

تحدثنا كثيراً عن مساوئ الحرب ولكن لو كان لها أن تجود بتجسيد مفهوم المثل القائل "رُبّ ضارةٍ نافعة"، لقلنا أنها وضعت الخيارات واضحة أمام الشعب السوداني وبأن يختار بين السودان أو الكيزان.
كل ما يُثار من دعوات استقطاب للفرز في وسائط التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، او في القنوات الفضائية او استاثرت بها جلسات الأُنس الخاصة او أعتمرت تشويشاً في النفوس أو اختمرت تارة في العقول، من شاكلة "الغرابة والجلابة"، "دولة الزغاوة الكبرى"، "التركيز في مثلث حمدي" "دولة البحر والنهر"، "فصل دارفور"، "الشباب والكبار"، "الأحزاب سبب البلاء"، "رفض أصحاب الجوازات الأجنبية".

..ألخ...القائمة الطويلة التي ربما تتذكرونها كلها أو بعضها، ليست إلا مادة ترويجية للتأثير على الشعب في الاختيار بين السودان أو الكيزان.
ثلاثون سنة من حكم ماوتسيى تونج في الصين، كانت كافية لتجعل من الصين دولة نووية، ثلاثون سنة من الحكم، كانت كافية لتنقل الحكومات الهندية المتعاقبة، الشعب الهندي من مجاعة إلى وفرة وتصدير الغذاء، ثلاثون سنة كانت كافية للحكومات اليابانية المتعاقبة أن تجعل من اليابان دولة صناعية منافسة للولايات المتحدة الأمريكية، ثلاثون سنة كانت كافية لتنقل سينغافورا من اقليم مرفوض من ماليزيا إلى دولة مرفّهة، ثلاثون سنة من الحكم كانت كافية لتصبح في كوبا، أفضل خدمات صحّية في قارتها، ثلاثون سنة كانت كافية لتنتقل رواندا من أشلاء الإبادة والانقسام والحرب إلى الوحدة والتنمية في وئام، والأمثلة بلا حدود.
الأخوان المسلمون بتعدد المسمّى، جبهة الميثاق، الجبهة القومية الإسلامية، المؤتمر الوطني، المؤتمر الشعبي، النظام الخالف أو ما قد يأتي من تسمية جديدة، قد انتزعوا السلطة وأنفردوا بها لثلاثين سنة، ورغم أنهم لم يأتوا بتفويض من الشعب، إلا أنها كانت فرصة لم تُتَح مثلها لغيرهم من التنظيمات السياسية في السودان، لتسويق أنفسهم، رؤيةً وتنظيماً وأفراداً من خلال عمل ملموس يقدمونه للمواطن والوطن، ولكنهم عوضاً عن ذلك، انخرطوا في التمكين، فكانت النتيجة هي السودان المنهار الآن، وهي نتيجة كافية كان ينبغي أن تقودهم للاعتراف بفشلهم والانزواء على الأقل خلال أي فترة انتقالية لتقييم تجربتهم توطئة لتقديم أنفسهم للشعب في أي انتخابات قادمة إن كانوا يأملون.
هناك حقيقة لا يمكن القفز عليها وهي أن كل المعادلات السابقة لحكم السودان لم تحقق نجاحاً، بل قادت في أقسى تجلّياتها إلى تقسيمه إلى بلدين. الخطاب نفسه يجري تسويقه الآن. المطلوب بلا تشويش هو أن ينخرط السودانيون أينما كانوا، في حوارات صريحة وشفّافة، فيها اعتراف بفشل كل معادلات الحكم السابقة، لأنها قفزت في التأطير والممارسة على مبدأ المواطنة وتكافؤ الحقوق والواجبات. ولا بد لهذه الحوارات أن تبدأ في عقل وضمير كل سوداني، أولاً بالاختيار بين السودان أو الكيزان، وثانياً، العمل على انتاج معادلة للحكم تحافظ على شعار "حرية سلام وعدالة"، لأنه الشعار الوحيد الذي بتطبيقه يمكن أن يحفظ ما تبقّى من السودان وطناً واحداً.
تأكدوا أن الاختيار الخاطئ الذي تسوقه دعوات الاستقطابات المسعورة، ستقود إلى المزيد من النزاعات التي بدورها ستقود إلى انقسامات ودويلات، ربما آخرها يمكن أن تكون حدودها هي مساحة القصر الجمهوري، فهناك من لا يهمه إذا كان رئيساً على دولة حدودها هي أسوار القصر الجمهوري.

jabdosa@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المطلوب بعيدا عن الجلابة ودولة ٥٦م!

*في شندي كانت لي وقفة وحديث عابر مع رئيس وفد الرزيقات السيد الضيف عليو وسألته عن سر التهديد المركز للمدينة أكثر من غيرها من قبل مرتزقة الدعم السريع فقال لي:-السبب يمكن يكون//مكاواة// ساكت بسبب أن القيادة الحالية للسودان من شندي*

*اضاف الضيف:-شندي لا تختلف عن بقية مدن السودان بل هي أقل في الخدمات من مدن كثيرة وذكر أن له شخصيا أهل وأصهار في منطقة صنقعت في شندي*

*رئيس وفد الرزيقات في شندي كانت قد أشار في حديثه بالمدينة أنهم رهن مقاومة شندي وأشار لرئيس المقاومة فيها أن يختار من الشباب الذين معه من يريد للمقاومة وختم بما رآه بأن (إسرائيل)لن تستطيع دخول شندي!!*

*كنت ولا زلت من الداعمين والمتفائلين بدور تنسيقات القبائل في التأثير إيجابا على مسار الأحداث الجارية في السودان وذلك بكف أذى بعض ابنائهم المتورطين مع مليشيا الدعم السريع من خلال تحييدهم والحال ينطبق على أي قبيلة في السودان حتى وإن كان لها ابن واحد منتم للدعم السريع وذلك لتأثير القبائل في الراهن مقابل ضعف الأجسام الأخرى وعلى رأسها الأحزاب*

*إن الذي لا اتفق عليه مع قادة تنسيقات القبائل هو الدخول للدور المأمول منهم من خلال تمجيد دولة ٥٦ ونفى وجود مجموعة بمسمى جلابة على الأرض*!!

*دولة ٥٦م فاشلة بالتلاتة منذ ٥٥م وقبل أن تقوم ولقد سبق أن ذكرت وفصلت في ذلك ولا ازيد هذا مع التأكيد المستمر على أن مرتزقة الدعم السريع لا علاقة لهم بها ولا بغيرها في السودان ولا بالسودان كله!!*

*علينا مع الحرب الجارية وبعدها أن نسعى لتجاوز دولة ٥٦م وبناء الدولة الفدرالية التى تناسب السودان وتحقق له الإستقرار والاستمرار بعيدا عن محفوظات التاريخ التى أضاعت الحاضر ولن تبني المستقبل!*

*مصطلح //جلابة// في حقيقته كان يطلق على التجار وأصحاب الأموال وهو مصدر فخر واعزاز وهو حقيقة على الأرض وليس فيه -ابدا-ما يعيب ومثله في ذلك مثل اسماء المهن المختلفة ومنها بقارة وحواتة وصاغة واخيرا دهابة ومحاولة نفى حقيقة الجلابة سوف يعمل على شحن هذا المصطلح -العادي-بالمزيد من الادعاءات غير الحقيقية والمرفوضة بالضرورة عند الجلابة!!*

*بقلم بكري المدنى*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «الشعب الجمهوري»: الحفاظ على الأمن القومي من أولويات الحكومة المرتقبة
  • «الشعب الجمهوري» بالقليوبية يحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو ويكرم أسر الشهداء
  • «الشعب الجمهوري» يواصل حملة التوعية والكشف عن سرطان الثدي في أسيوط وبني سويف
  • حين (..) يتبخر حلم دولة العطاوة في السودان .. وكأنك (يا أبزيد ما غزيت)
  •  معسكر شباب «الشعب الجمهوري» يزور دور المسنين والأيتام في بورسعيد (صور)
  • المطلوب بعيدا عن الجلابة ودولة ٥٦م!
  • «الشعب الجمهوري»: ثورة 30 يونيو أعادت لمصر هيبتها ومكانتها
  • عاجل:- مصر ترسل مساعدات إنسانية إلى جنوب السودان
  • الإمارات: استمرار العنف يؤكد أن الأطراف المتحاربة لا تمثل الشعب السوداني
  • في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني