العشائر العربية تنفي الهدنة مع قوات سوريا الديمقراطية والاشتباكات تتوسع
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
نفى شيخ العكيدات، إحدى العشائر العربية الكبرى في سوريا، وجود هدنة بين العشائر وما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، بعد أسبوع من القتال بين الطرفين خلّف قتلى وجرحى وامتد إلى مناطق جديدة خلال اليومين الماضيين.
وقال شيخ قبيلة العكيدات في سوريا إبراهيم الهفل، إنه لا توجد هدنة بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية، وذلك رغم محاولة واشنطن التوسط بين الطرفين لإخماد الاشتباكات في المنطقة الغنية بالنفط والغاز وتوجد بها قواعد أميركية.
واندلعت الأسبوع الماضي اشتباكات في بضع قرى في ريف محافظة دير الزور الشرقي بعد اعتقال قوات سوريا الديمقراطية قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها أحمد الخبيل ما دفع مقاتلين محليين موالين له إلى شن هجمات ضدها سرعان ما تطورت إلى اشتباكات انضمت إليها العشائر العربية التي ينتمي إليها سكان المنطقة الممتدة حتى الحدود مع العراق شرقا.
وتخشى الولايات المتحدة من اتساع الاشتباكات في مناطق نفوذها بشرق سوريا حيث تسيطر على عدد من أكبر حقول النفط والغاز في البلاد وتعتمد على قوات سوريا الديمقراطية في السيطرة على مناطق بشمال وشرق سوريا بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة منها عام 2019.
وفي مستجدات الاشتباكات، أفادت مصادر محلية في سوريا بأن القتال بين مقاتلي العشائر العربية وما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية امتد إلى ريفي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) المجاورتين لمحافظة دير الزور التي بدأت منها الاشتباكات الأسبوع الماضي.
وبث مقاتلو العشائر صورا، قالوا إنها لسيطرتهم على قريتي "الطركي" و"تل الطويل" بريف الحسكة، إضافة إلى قرية "صكيرة" في ريف الرقة. كما هاجموا نقطة في بلدة محيميدة بريف دير الزور الغربي. وبثوا كذلك صورا قالوا إنها لهجوم قرب بلدة "سلوك" بريف الرقة الشمالي.
كما اشتبكوا مع قوات النظام السوري وقطعوا الطريق الدولي "إم أربعة" M4 على محور "صكيرو"، جنوب تل أبيض بريف الرقة.
وذكرت مصادر محلية أن مقاتلي العشائر سيطروا على حاجز لقوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية في ريف تل تمر شمال الحسكة بينما أفادوا بمقتل مدنيين وجرح آخرين إثر قصف شنته قوات سوريا الديمقراطية قرب مدينة البصيرة بريف دير الزور.
وطرد مقاتلو العشائر العربية في بادئ الأمر القوات التي يقودها الأكراد من عدة بلدات كبيرة، لكن قوات سوريا الديمقراطية تقول إنها بدأت في استعادة السيطرة على الوضع.
وساطة أميركية
في سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون ومصادر أمنية وسكان إن اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين زارا محافظة دير الزور أمس الأحد، في محاولة لنزع فتيل الاشتباكات بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن إيثان غولدريتش نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون سوريا والميجر جنرال جويل بي فاول قائد العملية الأميركية ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، اجتمعا مع شيوخ العشائر العربية وقادة قوات سوريا الديمقراطية واتفقوا على "نظر المظالم المحلية" و"وقف تصعيد العنف بأسرع ما يمكن".
كما أفادت المصادر بأن المسؤوليْن الأميركيين أكدا ضرورة تجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وأهمية الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية في جهود دحر تنظيم الدولة.
وواجهت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية انتقادات من سكان المناطق العربية التي تسيطر عليها ووجهت إليها اتهامات بالتمييز العرقي كون قياداتها وعمودها الفقري من وحدات حماية الشعب الكردية رغم حرصها على تعيين قيادات من باقي المكونات موالين لها.
وأوردت مصادر محلية أن العشائر العربية طلبت من الولايات المتحدة بعد الاشتباكات الأخيرة طرد قوات سوريا الديمقراطية من دير الزور كون سكان المحافظة من العرب، وتشكيل تحالف مع العشائر مشابه لتحالفها مع تلك القوات.
ونددت قوات سوريا الديمقراطية بـ"دعايات متعمدة تحاول إظهار أن ما يجري على أرض الواقع هو حرب ما بين قواتها والعشائر العربية"، مؤكدة أن هذا هدفه "خلق الفتنة".
وأضافت في بيان "على عكس ما يقال ليس هناك أي خلاف بين قسد (قوات سوريا الديمقراطية) وعشائر المنطقة، ونحن على تواصل دائم معهم".
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة لم تدخل كطرف في القتال إلى جانب حليفتها قوات سوريا الديمقراطية كونها تخشى من زعزعة الاستقرار في المنطقة وأن تتحول حقول النفط والغاز التي تسيطر عليها ويوجد فيها جنود أميركيون إلى جزر واقعة في محيط معادٍ لها كونها تقع في منطقة العشائر العربية.
وتتقاسم السيطرة على محافظة دير الزور التي يقسمها نهر الفرات قوات تابعة للنظام السوري مدعومة من روسيا ومليشيات إيرانية من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة من جهة أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات سوریا الدیمقراطیة من الولایات المتحدة العشائر العربیة دیر الزور فی سوریا
إقرأ أيضاً:
شيوخ وعائلات غزة يؤيدون موقف مصر: «لا للتهجير.. نعم لوحدة الصف ضد المحتل»
اجتمع ممثلو العائلات والأسر الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت؛ من أجل إعلان تأييد الموقف المصري وتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي الرافضة للتهجير، بينما تجولت السيارات في الشوارع وهي تحمل الأعلام المصرية وصور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتعالت الهتافات المؤيدة لمصر وموقفها.
منسق شؤون العشائر في قطاع غزة: شكرا للأشقاء في مصروفي تصريحات خاصة لـ «الوطن»، قال الحاج وضاح الوحيدي أبو زاهر، منسق شؤون العشائر في قطاع غزة «لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر للأشقاء في جمهورية مصر العربية وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي لمواقفهم المشرفة والداعمة للقضية الفلسطينية، وهذا ليس جديد على إخواننا من الشعب المصري وهم منذ بداية نكبة 1948 ومن قبلها ووقوفهم بجانب قضيتنا مشهود له من الدعم في جميع النواحي سواء دعم سياسي أو اجتماعي ودعم في جميع القضايا ودعمونا، حيث اختلط الدم المصري بالفلسطيني وهذا ما نعتز به ونفتخر».
ووجه رسالة للعائلات والعشائر الفلسطينية قائلا: «يا أخوتي يا أبنائي يا أهلي، هذه الساعة تجبرنا على وحدة الكلمة لأن العالم لا ينظر للضعيف ويجب أن نتمسك وقوتنا في وحدتنا وإن القدس هي الأولى أن نحافظ عليها والتراب الفلسطيني تراب غالي»، مطالبا بالبعد عن التحزب والمصالح الضيقة والعمل لأجل مصلحة فلسطين.
الموقف المصري مع القضية الفلسطينية قديم متجددمن جهته، أكد العميد الدكتور عبد الله عياش، نائب رئيس الهيئة المستقلة لشيوخ الترابين وأستاذ التاريخ المعاصر، أن شيوخ ووجهاء ورموز وطنية وجماهير الشعب الفلسطيني يشيدون بهذا الموقف المصري الرافض لمشاريع التهجير وإعادة التوطين، مضيفا: «نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، إذ أن هذا الموقف ليس جديدا، بل هو امتداد لموقف مصري ثابت مع القضية الفلسطينية منذ عصور ما قبل الميلاد».
وطالب العشائر الفلسطينية في قطاع غزة باتخاذ مواقف أكثر إيجابية لوقف مخطط التهجير وتغير شكل المنطقة، مشددا على ضرورة تكاتف العشائر الفلسطينية وتجمعها من أجل مستقبل أفضل للقطاع.
نور أبوشباب الترابي: وقفتنا من أجل تأييد موقف السيسيوقالت الإعلامية الفلسطينية نور أبوشباب الترابين، إن هذه الفعالية تأتي دعما لموقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتأييدا للفكرة التي ترفض تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن الحضور الكبير لممثلي العشائر الفلسطينية واللجنة المصرية، التي تعمل مباشرة على قضية المساعدات وتوزيعها لضمان وصولها لأكبر عدد من المنكوبين جراء حرب الإبادة التي شُنّت على قطاع غزة، يُرسل رسالة واضحة بأن التوافق والاندماج بين العشائر الفلسطينية بمختلف أطيافها، إلى جانب وجود اللجنة المصرية، يحمل رمزية كبيرة في المشهد السياسي الفلسطيني.
وأشادت الترابين بالتحصين الاجتماعي للعشائر الفلسطينية، مؤكدة أن هذه العشائر بممثليها تشكل أكبر حاضنة شعبية لفكرة رفض التهجير، إذ أنها قادرة على أن تكون صمام أمان اجتماعيا، وشبكة واسعة تضم عشرات بل مئات الآلاف من الفلسطينيين تحت موقف موحد محليا وإقليميا، دعما وتأييدا للموقف المصري الذي شكل بارقة أمل كبيرة بأن الواقع الإقليمي حول فلسطين والمحيط بالقضية الفلسطينية يدفع للتفاؤل.
وأضافت: «عندما تقول مصر هذه الكلمة، فهذا يعني أن عددا كبيرا من الدول العربية سيقول ذات الكلمة، وهو ما لاحظناه لاحقا في تصريحات شخصيات دبلوماسية كبيرة في بعض الدول التي تبنت نفس الموقف، وهذا الموقف، واجب التبني، ومن يحتاج إلى جهد أو وقت لإعلان رفض التهجير، عليه أن يراجع عقيدته العربية التي تقوم على مبدأ جوهري هو القضية الفلسطينية، وعلى قاعدة أن العربية لا يمكن أن تتخلى عن درة التاج، بيت المقدس، وعن جوهرها فلسطين».
المؤرخ علي أبوعودة: هذه الوقفة دعما لموقف مصر العظيموقال المؤرخ والمؤلف المختار علي أحمد أبوعودة أبوعلاء مدير عام التعليم بوزارة التربية والتعليم سابقا، إن الفلسطينيين يقفون هذا الموقف انتصارا لقضيتهم ودعما لموقف مصر العظيم برافض التهجير، مضيفا «ما دمت مصر حصن العروبة الحصين والمنيع موجودة فإن الله سبحانه وتعالى لن يمكن ترامب ولا غيره من تمرير مشاريع التهجير؛ لأن مصر هي التي تظهر في قواصم الأمور وهي التي كسرت الصلبيين وأخرجتهم وهي التي قضت على الخطر المغولي وخلصت العرب والشرق منهم وهي بطلة العبور حينما اجتاحت خط بارليف ولقنو الإسرائيليين درس لم يتلقنه لهم غيرهم ونحن أبناء هذه البلد فيها عشنا ولن نموت إلا هنا».