سودانايل:
2025-04-11@23:51:36 GMT

هل استمرار الحرب سيُنهيها؟

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

لم تختلف طرقُ وأساليب المؤسسة العسكرية السودانية في التعاطي مع أزمات البلاد منذ استقلالها وحتى اللحظة, سواء ذلك من حيث عدم تطوير المقدرات القتالية لدى الجندي ، ترسيخ العقيدة القتالية فيه وتعليمه أن الأولوية في الحرب هي المحافظة على أمن المواطن وحمايته وتجنيبه المخاطر قدر الإمكان، عدم تحديث التكتيك الهجومي وإدارة المعارك خارج الخنادق، أو حتى دراسة الأوضاع ومحاولات لإيجاد حلول ذات خسائر قليلة مقارنةً باستمرارية الحرب…
وبالتالي فإن النتائج عادة ما تأتي مماثلة لسابقاتها في كل مرة, بصورة تدفعنا للتساؤل مراراً, حول جدوى استمرارية هذه الحرب، طالما ان هنالك طرقًا اخرى لتجنبها أو تقصير أمدها.


* خاضت المؤسسة العسكرية في السودان أولى معاركها في ظل الحكومات الوطنية ضد ثورة (أنيانيا 1), التي اندلعت في الثامن عشر من أغسطس 1955_ قبيل الاستقلال_ فكانت غير مستعدة لغير الحسم العسكري الذي استمر لسبع عشرة سنة, قبل ان تشهد نهايتها في السابع والعشرين من مارس 1972 بتوقيع اتفاقية أديس أبابا للسلام.
إلا أن تصريحات للرئيس السوداني الـأسبق المشير جعفر محمد نميري في لحظة حماس متهور، في سبتمبر 1983؛ وضعت حدًا لنهاية هذه الاتفاقية، حينما أعلن عن ما أسماها ب"قوانين الشريعة الإسلامية" بإعياز ووسوسة من شياطين الجبهة الاسلامية التي كانت ضمن مكونات حكومة الإئتلاف، ثم أصبحت فيما بعد بلاء السودان و عقبة تقدمه.
*اشعلت تلك القوانين جذوةَ ثورةٍ أخرى أكثر تنظيماً،وأوضح رؤية وأوجع ضرباً، وأوسع وعياً وانتشاراً وأبلغ تأثيراً في الآفاق الإقليمية والدولية، تحمل نفس الاسم (أنيانيا 2) التي سرعان ما اكتسبت اسم ( الحركة الشعبية لتحرير السودان) بزعامة الراحل د. جون قرنق ديمابيور...
لتعاود المؤسسة العسكرية ذات اللغة التي كانت بمثابة عويش تغذي استمرارية الحرب, إلى أن توصلت إلى حقيقة أن لا جدوى من استمرارية الحرب, لتضع بذلك الحرب أوزارها باتفاقية السلام الشامل في نيفاشا في العام 2005, لتكتسب لقب أطول حرب في تأريخ أفريقيا الحديث… بعد٢١ عام من الحرب، فقدَ خلالها مليون ونصف المليون شخص من أبناء الشعب السوداني أرواحهم.

*لم تستفد مؤسستنا العسكرية من تجربتيها التي كلفتها خوض معارك استمرت في مجملها 38 سنة من الحرب والدمار ضد أبناء الشعب السودني, فوقَعت في ذات الخطأ حين صرح الرئيس السوداني الأسبق والقائد الاعلى للقوات المسلحة المشير عمر البشير بعد فاصل رقص -كارب- اهتزت فيه الاصلاب والذقون في العام 2003 حين اندلعت ثورة مصغرة في دارفور معلنة عن نفسها،تحمل مطالب متواضعة جداً, وبدلاً عن ارسال من يجلس معهم لمعرفة من هم وماذا يريدون, وصفهم البشير ب( تجمع الرعاة وقطاع الطرق) و توعد بحسمهم عسكرياً خلال أسبوع, إلا أن ذلك الاسبوع لم ينتهي حتى لحظة كتابة هذه السطور، رغم ابرام العشرات من اتفاقيات السلام، وأضعاف أضعاف ذلك العدد من صفقات شراء الذمم.
فيما اضطر البشير وحزبه الدموي للاستعانة بعصابات قبلية تجهل تمامًا أبجديات الوطنية والأخلاق والدين والقيم, فصنعت منها مليشيات الجنجويد التي ما انفكت تأتمر بأوامرها في الفتك والعبث بأرواح وأعراض وممتلكات الشعب السوداني في دارفور، دون أي حساب أو حتى جُملة إدانة أو عتاب لما تفعله في دارفور طوال العشرين سنة الماضية!
نتج عنها مقتل مئات الالاف من المواطنين ولا تزال اعداد الضحايا في تزايد مستمر، على رأس كل دقيقة جريمة ترتكب هناك.
*اليوم وبعد ٥٨ عامًا من تجربة استمرار الحرب، نتابع تصريحات البرهان الحماسية القاطعة باستمرار الحرب حتى النهاية،ضد جنجويده، كحلّ أوحد لا رجوع عنه, في ظل عجز المؤسسة العسكرية عن التقدم أو تغيير أساليب القتال التقليدية التي مكنت مليشيات الدعم السريع من إحكام قبضتها على معظم أجزاء العاصمة الخرطوم وجميع ولايات دارفور – باستثناء حاميات وخنادق الجيش وبعض القرى عديمة التأثير هناك؛ أرى أننا مقبلون على تكرار ذات السيناريوهات السابقة, والتي سيترتب عليها المزيد من معاناة المواطن وتدمير ما تبقى من البنية التحتية التي كشفت هذه الحربُ جليّاً أن كلا الطرفين غير آبهين بهما البتة.
* إن أية دعوة لاستمرار الحرب الحالية بشكلها الحالي في السودان , تعني بالضرورة استمرار الدمار, استمرار انتهاك مزيد من الأعراض، استمرار استيطان منازل المواطنين وتهجيرهم بالملايين الى دول الجوار، بل واستمرار السقوط بالبلاد نحو الهاوية.

أحمد محمود كانم
٤ سبتمبر ٢٠٢٣
amom1834@gmail.com
/////////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المؤسسة العسکریة استمرار الحرب

إقرأ أيضاً:

هل تؤثر عرائض الاحتجاج العسكرية على حرب غزة؟ خبير يجيب

هدد قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار بأنه لن يتسامح مع إضعاف الجيش خلال "خوضنا حربا تاريخية"، معتبرا عرائض الاحتجاج تعبر عن انعدام الثقة وتضر بتماسك الجيش ولا مكان لها في وقت الحرب.

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن العرائض الاحتجاجية داخل الجيش الإسرائيلي لن تتوقف، خاصة أن الحرب مستمرة، ولم يسفر الضغط العسكري عن استعادة الأسرى المحتجزين بقطاع غزة.

وأوضح الفلاحي -في حديثه للجزيرة- أن تكتلات داخل الجيش بدأت تتشكل، "وقد تؤدي إن استمرت إلى العصيان أو التمرد، مما يشكل تهديدا كبيرا للأمن القومي الإسرائيلي".

وأكد أن حكومة بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني يصران على إكمال الحرب لأسباب سياسية لا عسكرية، مشيرا إلى أن العرائض بدأت بسلاح الجو ثم وصلت إلى سلاحي البحرية والمدرعات، "وقد تتدحرج إلى قوات أخرى داخل الجيش".

وفي إطار عرائض الاحتجاج المتصاعدة، انضم مئات من جنود الاحتياط في وحدة الاستخبارات 8200، بالإضافة إلى نحو ألفين من أعضاء هيئة التدريس، إلى العريضة الاحتجاجية المطالبة بإنهاء حرب غزة.

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن منتسبي وحدة الاستخبارات 8200 حذروا في عريضتهم من أن استمرار الحرب يتسبب في مقتل الجنود والأسرى، وأعربوا عن قلقهم إزاء تزايد حالات الامتناع عن الخدمة في صفوف جنود الاحتياط.

إعلان

وحسب الخبير العسكري، فإن الوحدة 8200 هي وحدة استخبارات نخبوية متكاملة تدعم الجيش الإسرائيلي بالمعلومات اللوجستية الاستخباراتية، إضافة إلى الحرب السيبرانية.

ولفت إلى أن الانقسام بدأ يظهر جليا داخل الجيش الإسرائيلي بشأن استمرار الحرب من عدمه، بعد تغيير القيادات الأمنية والعسكرية في الفترة الأخيرة مثل وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الشاباك.

وقال الفلاحي إن هذه التغييرات جاءت بسبب الولاء السياسي وعدم تفاهم القيادات العسكرية مع حكومة نتنياهو، الأمر الذي أدى إلى استبدالها، إضافة إلى تراجع في نسبة التجنيد في قوات الاحتياط يصل إلى 40% أو 50%.

أما بشأن أسباب عدم تأثيرها على سير الحرب حتى الآن، شدد الخبير العسكري على أن الجيوش بصفة عامة هي بمنأى عن الميول والاتجاهات السياسية، ومن ثم عليها "تنفيذ ما يطلب منها بغض النظر عن التوجه السياسي"، رغم إقراره بأن الداخل الإسرائيلي بدأ يتململ.

وأمس الخميس، صدّق رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير على قرار فصل قادة كبار ونحو ألف جندي احتياط من الخدمة، وذلك بعد توقيعهم على الرسالة.

وأكد زامير أن توقيع هؤلاء الجنود على العريضة يُعدّ أمرا خطيرا، مشيرا إلى أنه لا يمكن للمجندين في القواعد العسكرية التوقيع على رسائل ضد الحرب ثم العودة إلى الخدمة.

ونشر 970 من جنود الاحتياط الحاليين والسابقين في سلاح الجو رسالة تدعو إلى إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين من غزة، حتى لو على حساب إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام.

ورفض وزير الدفاع يسرائيل كاتس "بشدة" رسالة أفراد الاحتياط بسلاح الجو، معتبرا أنها محاولة للمس بشرعية الحرب التي وصفها "بالعادلة".

مقالات مشابهة

  • هل تؤثر عرائض الاحتجاج العسكرية على حرب غزة؟ خبير يجيب
  • اتساع رقعة الاعتراض على حرب غزة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية
  • استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة يفضح تقاعس العالم
  • الصليب الأحمر يناشد أطراف الصراع السوداني التزام «إعلان جدة»
  • السلطة المحلية بأمانة العاصمة تدين استمرار المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الأمريكي بحق المدنيين
  • قرقاش: ادعاءات الجيش السوداني ضد الإمارات تشويش ممنهج
  • الإمارات.. التزام راسخ بدعم الشعب السوداني
  • استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية.. وحماس تدعو لـ هبًـة شعبية في الضفة
  •  الجيش السوداني يتهم الإمارات بأداء "دور محوري" في الحرب
  • المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان