وسط الآلاف من المصطفين، انتظرت آمنة لأكثر من 6 ساعات في طابور طويل مع أطفالها الخمسة في أحد مراكز استخراج الجوازات في مدينة بورتسودان في شرق البلاد على أمل التمكن من الحصول على جواز السفر الجديد الذي أشار مراقبون إلى أنه أصبح الأغلى عالميا بعد مضاعفة سعره 5 مرات الأسبوع الماضي.

وتقول آمنة لموقع سكاي نيوز عربية إنها مضطرة لتحمل عبء الطوابير والتكلفة "الخيالية"، لتتمكن من الفرار بأسرتها إلى خارج السودان بعد أن حاصرتها مصاعب الحياة الباهظة التكلفة في بورتسودان التي لجأت إليها فارة من القتال في الخرطوم، تاركة كافة مقتنياتها وجوازات سفر أسرتها التي استخرجتها قبل شهر واحد فقط من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل.


وتضيف "انتظرت طويلا لتنتهي الحرب، لكن لا يبدو أن هنالك أمل للعودة إلى بيتي في الخرطوم (...) نعيش الكفاف هنا في بورتسودان التي ارتفعت فيها أسعار الإيجارات، وتكاليف الحياة إلى الحد الذي خرج عن سيطرة الجميع".

وتشير إلى ان الياس من توقف الحرب دفعها للتفكير في السفر إلى خارج البلاد لعلها تحظى بظروف حياة أفضل وهو ما جعلها تبيع حليها الذهبية لتغطية تكاليف استخراج الجوازات التي وصفتها بـ "الانتقامية".

ورغم التكلفة العالية؛ اصطف آلاف السودانيين من الأطفال والنساء وكبار السن منذ ساعات صباح الأحد الباكرة في طوابير طويلة للغاية في عدد من المراكز في ثلاث من مدن البلاد لبدء إجراءات استخراج الجواز بعد توقف دام نحو 5 أشهر.

واعلنت وزارة الداخلية السودانية الأسبوع الماضي استئناف عمليات استخراج الجواز السوداني؛ لكن الرسوم الجديدة التي فرضت عليه والبالغة 150 ألف جنيه "نحو 250 دولار"، أثارت غضبا كببرا في أوساط آلاف العالقين من المرضى والطلاب والمغتربين.

وفاجات الرسوم الجديدة الشارع السوداني، إذ ارتفعت بأكثر من 500 في المئة مقارنة بما كانت عليه قبل توقف خدمة استخراج الجواز بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث كانت التكلفة الكلية لا تتعدى 30 ألف جنيه.

وترتفع التكلفة الجديدة بأكثر من 400 في المئة عن المتوسط العالمي لرسوم استخراج الجواز والذي يتراوح بين 15 و70 دولار في معظم بلدان العالم.

وبررت وزارة الداخلية السودانية الارتفاع الكبير في سعر استخراج الجواز بارتفاع تكلفة الورق والطباعة؛ لكن مراقبين أشاروا إلى أن أعلى تكلفة لطباعة أجود انواع الجوازات الإلكترونية لا تتعدى 40 دولارا للكتيب الواحد؛ واعتبروا التكلفة مبالغ فيها ولا تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السودانيون في ظل الحرب الحالية.
وقالت الكاتبة الصحفية شمائل النور في تغريدة على صفحتها في فيسبوك: "الدولة عاجزة عن توفير الحد الأدنى لحماية وأمن مواطنها، وفوق ذلك تصعب عليه طريق الخروج بفرض رسوم فلكية على استخراج الجواز... وطالما عجزت عن حماية المواطن يفترض أن تصدر الجوازات مجاناً وتفسح له الطريق للخروج".

ويواجه السودان أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية بسبب التداعيات الكبيرة التي نجمت عن الحرب الحالية والتي أوقفت أكثر من 80 في المئة من عمليات الإنتاج، وعطلت جزءا كبيرا من الأنشطة المصرفية، وأوقفت دخول معظم السكان الذين يعتمدون على الأعمال اليومية والمقدر عددهم بنحو 60 في المئة من مجمل سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة يعيش 40 في المئة منهم تحت خط الفقر.

ويواجه آلاف الطلاب والمرضى صعوبة بالغة في مغادرة البلاد بسبب انتهاء صلاحية جوازات سفرهم الأمر الذي حال دون التحاقهم بالجامعات التي تم قبولهم فيها في الخارج، أو الحصول على فرص العلاج في دول أخرى في ظل توقف أكثر من 70 في المئة من الخدمات الصحية بسبب الحرب.

بورتسودان - سكاي نيوز عربية  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: استخراج الجواز فی المئة من

إقرأ أيضاً:

السودانيون والموعد مع القدر

كأن أهل السودان على موعد مع النصر وفجر الخلاص، وقدر الله أن تكون العشر الأواخر من الشهر المبارك تحقيقاً للمعجزة وموعداً للانتصارات و استجابة لدعاء الأمهات وصرخات اليتامى، إذ فعلها السودانيون بعزيمة وإصرار و لم نشك لحظة بأن النصر قادم، بل كنا على يقين ومنذ انطلاقة الرصاصة الأولى أن النصر آت لامحالة .. ساندنا جيشنا العظيم منذ اندلاع التمرد في الخامس عشر من أبريل إذ وقفت الأمة السودانية يومذاك موقفاً وطنياً مشرفاً في وجه هذه المؤامرة التي أرادت كسر إرادتنا وهزيمة عزمنا، ولكننا لم نتزحزح عن موقفنا قط وفي أحلك الأوقات، كنا على قناعة بأن النصر هو الغاية والهدف.

اليوم الخرطوم حرة أبية عزيزة وغداً إن شاء الله يتم تطهير ماتبقى من أدران على أرضها

بفضل عزم الرجال الأوفياء الوطنيين الخلص أحفاد بعانخي وتهراقا أبناء مملكة الكوش العظيمة مهد الحضارة الإنسانية رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ..

كانت هذه المواقف المشرفة بمثابة خيبة أمل للطامعين في مقدرات بلادنا ونهب ثرواتها،

وهاهو اليوم علم بلادنا يرفرف في سماء الخرطوم.. خرطوم العزة والكرامة عاصمة اللاءات الثلاث، ساحةالثقافة والريادة والاستنارة ومأوى المظلومين؛ و سيسطر التاريخ هذه الملحمة الوطنية في صفحات ناصعة البياض لأبطال بلادنا الذين بذلوا الغالي والمرتخص من أجل تحرير الأرض والعرض.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .. حفظ الله شعبنا وأمتنا وشفى الجرحى وفك أسر الأسرى ورد الله المفقودين ، وأعاد الاستقرار والطمأنينة والأمن لشعبنا.

دكتورة ميادة سوار الدهب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • “الغارديان” البريطانية تكشف جانبًا من جرائمِ القتلِ الوحشية التي ارتكبها العدوّ الإسرائيلي في غزةَ
  • جهاز الأمن الداخلي: أنشطة “مشبوهة” لمنظمات دولية “تتآمر على أمن البلاد”
  • الوطنية للنفط ترد على “الشائعات”: الإيرادات النفطيّة تُحوَّل بانتظام، ولا تأخير في السداد
  • مناوي يكشف عن رؤيته للقوات التي تقاتل مع الجيش بعد انتهاء الحرب
  • اتصال هاتفي بين وزير خارجية إيران ومدير “الطاقة الذرية” وموافقة مبدئية على طلب لزيارة البلاد
  • فون دير لاين تعلن سبل الرد على “الحرب التجارية” مع الولايات المتحدة
  • منها عربية.. الدول «الأكثر معاناةً» للعام 2025
  • بيباس مخاطبًا ترامب: “أرجوك أنهِ الحرب وأعد الأسرى”
  • السودانيون والموعد مع القدر
  • صاروخ “ذوالفقار” يضرب مطار “بن غوريون” وملايين المستوطنين يتدافعون إلى الملاجئ