هل ينجح أردوغان في إعادة بوتين إلى اتفاق الحبوب؟
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، على أمل إقناع الزعيم الروسي بالانضمام مرة أخرى إلى صفقة حبوب البحر الأسود، التي انفصلت عنها موسكو في يوليو (تموز).
تحاول تركفهم موقف روسيا وطلباتها بشكل أفضل والاستجابة لها
ويأتي الاجتماع في سوتشي على الساحل الجنوبي لروسيا، بعد أسابيع من التكهنات حول موعد ومكان لقاء الزعيمين، خاصة وأن أردوغان كان قد صرح في وقت سابق بأن بوتين سيسافر إلى تركيا في أغسطس (آب).
وتذكر "أسوشيتد برس" في تقرير لها أن الكرملين كان قد رفض تجديد اتفاقية الحبوب قبل ستة أسابيع.. وقد سمح الاتفاق -الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو (تموز) 2022- لنحو 33 مليون طن متري (36 مليون طن) من الحبوب والسلع الأخرى، بمغادرة ثلاثة موانئ أوكرانية بأمان على الرغم من الحرب الروسية.
❗️❗️❗️Critical Meeting ⚠️⚠️⚠️https://t.co/QBrmTDx2N5
— Sin_City_Cynic (@sincitycynic) September 4, 2023ومع ذلك، انسحبت روسيا بعد أن زعمت أن الاتفاق الموازي الذي ينص على إزالة العقبات أمام الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، لم يتم الوفاء به.
واشتكت موسكو من أن القيود المفروضة على الشحن والتأمين أعاقت تجارتها الزراعية، على الرغم من أنها شحنت كميات قياسية من القمح منذ العام الماضي.
لماذا تعتبر تركيا وسيطاً؟ومنذ انسحاب بوتين من المبادرة، تعهد أردوغان مراراً وتكراراً بتجديد الترتيبات التي ساعدت على تجنب أزمة الغذاء في أجزاء من إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.. وتعد أوكرانيا وروسيا من الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس، وغيرها من السلع التي تعتمد عليها الدول النامية.
وحافظ الرئيس التركي على علاقات وثيقة مع بوتين خلال الحرب التي استمرت 18 شهراً في أوكرانيا، ولم تنضم تركيا إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بعد غزوها، وبرزت كشريك تجاري رئيسي ومركز لوجستي للتجارة الخارجية لروسيا.
ومع ذلك، دعمت تركيا، العضو في الناتو، أوكرانيا أيضاً، وأرسلت الأسلحة، والتقى أردوغان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ودعم محاولة كييف للانضمام إلى الناتو.
العلاقات بين روسيا وتركيا لم تكن دائماً ورديةوأثار أردوغان غضب موسكو في يوليو (تموز) عندما سمح لخمسة قادة أوكرانيين بالعودة إلى وطنهم، وكانت روسيا قد أسرت الجنود وسلمتهم إلى تركيا بشرط أن يبقوا هناك طوال مدة الحرب.
Turkish President Tayyip Erdogan will try to convince Kremlin chief Vladimir Putin to return to a Ukraine grain export deal that helped ease a global food crisis when the two leaders meet in Russia's Black Sea resort of Sochi on Monday https://t.co/zwETpp7E7G
— Reuters (@Reuters) September 4, 2023ويعتقد أن بوتين وأردوغان يرتبطان بعلاقة وثيقة، تعززت في أعقاب الانقلاب الفاشل ضد أردوغان في عام 2016، عندما كان بوتين أول زعيم رئيسي يقدم دعمه.
وتقاربت تركيا وروسيا، الخصمان التقليديان على مدى السنوات التالية مع ارتفاع مستويات التجارة، وإقامة مشاريع مشتركة مثل خط أنابيب الغاز التركي وأول محطة للطاقة النووية في تركيا.
وكثيراً ما أثارت علاقات أنقرة مع موسكو قلق حلفائها الغربيين، وأدى حصول تركيا على صواريخ دفاع جوي روسية الصنع في عام 2019، إلى قيام واشنطن بطرد تركيا من برنامج المقاتلة الشبح F-35 الذي تقوده الولايات المتحدة.
وازدهرت العلاقات الروسية التركية في مجالات مثل الطاقة والدفاع والدبلوماسية والسياحة والتجارة، على الرغم من وقوف الدولتين على طرفي نقيض في الصراعات في سوريا وليبيا وناغورنو قره باغ.. ومنذ إعادة انتخاب أردوغان في مايو (أيار)، واجه بوتين تحديات داخلية قد تجعله يبدو شريكاً أقل موثوقية، وأبرزها التمرد المسلح قصير الأمد الذي أعلنه زعيم المرتزقة الراحل يفغيني بريغوجين في يونيو (حزيران).
وتأتي قمة سوتشي في أعقاب محادثات بين وزيري الخارجية الروسي والتركي، يوم الخميس، سلمت خلالها روسيا قائمة بالإجراءات التي يتعين على الغرب اتخاذها من أجل استئناف صادرات البحر الأسود الأوكرانية.
وأبدى أردوغان تعاطفه مع موقف بوتين.. وفي يوليو، قال إن بوتين لديه "توقعات معينة من الدول الغربية" بشأن اتفاق البحر الأسود، وإنه "من المهم بالنسبة لهذه الدول أن تتخذ إجراءات في هذا الصدد".
وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤخراً إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، "مقترحات ملموسة" تهدف إلى إيصال الصادرات الروسية إلى الأسواق العالمية والسماح باستئناف مبادرة البحر الأسود.. لكن لافروف قال إن موسكو غير راضية عن الرسالة.
ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان جهود تركيا "المكثفة" لإحياء الاتفاق، قائلا إنها "تحاول فهم موقف روسيا وطلباتها بشكل أفضل والاستجابة لها"، وأضاف: "هناك قضايا كثيرة تتراوح بين المعاملات المالية والتأمين".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني البحر الأسود فی یولیو
إقرأ أيضاً:
روسيا ترحّب بتوصل أرمينيا وأذربيجان إلى اتفاق سلام
رحّبت روسيا، الجمعة، بمحادثات سلام ناجحة بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك غداة إعلان البلدين توصّلهما لاتفاق سلام.
وخاضت باكو ويريفان حربين للسيطرة على منطقة قره باغ الأذربيجانية وتقطنها غالبية من الأرمن، مرة أولى عقب سقوط الاتحاد السوفياتي كان النصر فيها من نصيب أرمينيا ومرة أخرى في 2020 انتصرت فيها أذربيجان، قبل أن تستولي باكو على الجيب بكامله في هجوم استمر 24 ساعة في سبتمبر (أيلول) 2023.
والخميس، أعلن الجانبان التوصل إلى "اتفاق سلام" لتطبيع العلاقات، وأبديا استعدادهما لتوقيع معاهدة سلام شاملة.
بعد صراع 40 عاماً.. أرمينيا وأذربيجان تعلنان التوصل لاتفاق سلام - موقع 24قال مسؤولون من أرمينيا وأذربيجان، الخميس، إنهم اتفقوا على نص اتفاق سلام لإنهاء صراع لنحو أربعة عقود بين الدولتين الواقعتين في جنوب القوقاز في انفراجة مفاجئة لعملية سلام متعثرة ومريرة.وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "نرحّب بإنجاز المفاوضات".
وتابعت زاخاروفا "ندعم هذه الخطوة الهامة نحو تطبيع كامل وشامل للعلاقات بين أرمينيا وأذربيجان".
وموسكو رسمياً حليفة لأرمينيا، إلا أنها تسعى لإقامة علاقات جيدة مع أذربيجان. والبلدان كانا جزءاً من الاتحاد السوفياتي.
Moskva Azərbaycanla Ermənistan arasında sülh sazişi üzrə danışıqların başa çatmasını alqışlayır https://t.co/0ZZ3KTUCtx pic.twitter.com/NsmNnHE0E8
— AZERTAC News Agency (@AZERTAC) March 14, 2025وبذلت روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جهود وساطة لحل النزاع.
ولم يحدد موعد توقيع الاتفاق، في حين تنتظر باكو التي تتمتّع بثروات أكبر وترسانة أسلحة أوسع من جارتها بفضل تحالفها مع تركيا، من أرمينيا أن تعدّل دستورها في ما يخصّ إعلان الاستقلال وما ورد فيه بشأن قره باغ.