موقع 24:
2025-03-16@19:22:37 GMT

هل ينجح أردوغان في إعادة بوتين إلى اتفاق الحبوب؟

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

هل ينجح أردوغان في إعادة بوتين إلى اتفاق الحبوب؟

يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، على أمل إقناع الزعيم الروسي بالانضمام مرة أخرى إلى صفقة حبوب البحر الأسود، التي انفصلت عنها موسكو في يوليو (تموز).

تحاول تركفهم موقف روسيا وطلباتها بشكل أفضل والاستجابة لها

ويأتي الاجتماع في سوتشي على الساحل الجنوبي لروسيا، بعد أسابيع من التكهنات حول موعد ومكان لقاء الزعيمين، خاصة وأن أردوغان  كان قد صرح في وقت سابق بأن بوتين سيسافر إلى تركيا في أغسطس (آب).

وتذكر "أسوشيتد برس" في تقرير لها أن الكرملين كان قد رفض تجديد اتفاقية الحبوب قبل ستة أسابيع.. وقد سمح الاتفاق -الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو (تموز) 2022- لنحو 33 مليون طن متري (36 مليون طن) من الحبوب والسلع الأخرى، بمغادرة ثلاثة موانئ أوكرانية بأمان على الرغم من الحرب الروسية.

❗️❗️❗️Critical Meeting ⚠️⚠️⚠️https://t.co/QBrmTDx2N5

— Sin_City_Cynic (@sincitycynic) September 4, 2023

ومع ذلك، انسحبت روسيا بعد أن زعمت أن الاتفاق الموازي الذي ينص على إزالة العقبات أمام الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، لم يتم الوفاء به.

واشتكت موسكو من أن القيود المفروضة على الشحن والتأمين أعاقت تجارتها الزراعية، على الرغم من أنها شحنت كميات قياسية من القمح منذ العام الماضي.

لماذا تعتبر تركيا وسيطاً؟

ومنذ انسحاب بوتين من المبادرة، تعهد أردوغان مراراً وتكراراً بتجديد الترتيبات التي ساعدت على تجنب أزمة الغذاء في أجزاء من إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.. وتعد أوكرانيا وروسيا من الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس، وغيرها من السلع التي تعتمد عليها الدول النامية.

وحافظ الرئيس التركي على علاقات وثيقة مع بوتين خلال الحرب التي استمرت 18 شهراً في أوكرانيا، ولم تنضم تركيا إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بعد غزوها، وبرزت كشريك تجاري رئيسي ومركز لوجستي للتجارة الخارجية لروسيا.

ومع ذلك، دعمت تركيا، العضو في الناتو، أوكرانيا أيضاً، وأرسلت الأسلحة، والتقى أردوغان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ودعم محاولة كييف للانضمام إلى الناتو.

العلاقات بين روسيا وتركيا لم تكن دائماً وردية

وأثار أردوغان غضب موسكو في يوليو (تموز) عندما سمح لخمسة قادة أوكرانيين بالعودة إلى وطنهم، وكانت روسيا قد أسرت الجنود وسلمتهم إلى تركيا بشرط أن يبقوا هناك طوال مدة الحرب. 

Turkish President Tayyip Erdogan will try to convince Kremlin chief Vladimir Putin to return to a Ukraine grain export deal that helped ease a global food crisis when the two leaders meet in Russia's Black Sea resort of Sochi on Monday https://t.co/zwETpp7E7G

— Reuters (@Reuters) September 4, 2023

ويعتقد أن بوتين وأردوغان يرتبطان بعلاقة وثيقة، تعززت في أعقاب الانقلاب الفاشل ضد أردوغان في عام 2016، عندما كان بوتين أول زعيم رئيسي يقدم دعمه.

وتقاربت تركيا وروسيا، الخصمان التقليديان على مدى السنوات التالية مع ارتفاع مستويات التجارة، وإقامة مشاريع مشتركة مثل خط أنابيب الغاز التركي وأول محطة للطاقة النووية في تركيا.

وكثيراً ما أثارت علاقات أنقرة مع موسكو قلق حلفائها الغربيين، وأدى حصول تركيا على صواريخ دفاع جوي روسية الصنع في عام 2019، إلى قيام واشنطن بطرد تركيا من برنامج المقاتلة الشبح F-35 الذي تقوده الولايات المتحدة.

وازدهرت العلاقات الروسية التركية في مجالات مثل الطاقة والدفاع والدبلوماسية والسياحة والتجارة، على الرغم من وقوف الدولتين على طرفي نقيض في الصراعات في سوريا وليبيا وناغورنو قره باغ.. ومنذ إعادة انتخاب أردوغان في مايو (أيار)، واجه بوتين تحديات داخلية قد تجعله يبدو شريكاً أقل موثوقية، وأبرزها التمرد المسلح قصير الأمد الذي أعلنه زعيم المرتزقة الراحل يفغيني بريغوجين في يونيو (حزيران).

ما هي مطالب روسيا؟

وتأتي قمة سوتشي في أعقاب محادثات بين وزيري الخارجية الروسي والتركي، يوم الخميس، سلمت خلالها روسيا قائمة بالإجراءات التي يتعين على الغرب اتخاذها من أجل استئناف صادرات البحر الأسود الأوكرانية.

وأبدى أردوغان تعاطفه مع موقف بوتين.. وفي يوليو، قال إن بوتين لديه "توقعات معينة من الدول الغربية" بشأن اتفاق البحر الأسود، وإنه "من المهم بالنسبة لهذه الدول أن تتخذ إجراءات في هذا الصدد".

وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤخراً إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، "مقترحات ملموسة" تهدف إلى إيصال الصادرات الروسية إلى الأسواق العالمية والسماح باستئناف مبادرة البحر الأسود.. لكن لافروف قال إن موسكو غير راضية عن الرسالة.

ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان جهود تركيا "المكثفة" لإحياء الاتفاق، قائلا إنها "تحاول فهم موقف روسيا وطلباتها بشكل أفضل والاستجابة لها"، وأضاف: "هناك قضايا كثيرة تتراوح بين المعاملات المالية والتأمين".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني البحر الأسود فی یولیو

إقرأ أيضاً:

ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟

خطا الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاث خطوات مُهمة نحو إعادة توحيد سوريا، ومواجهة مشاريع تقسيمها. الأولى، إفشال التمرد المُسلّح الذي قادته خلايا النظام المخلوع في مناطق الساحل بهدف إسقاط الدولة الجديدة وإشعال حرب أهلية. والثانية، إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الدولة الجديدة، والثالثة، الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء الجنوبية على دمجها الكامل في مؤسسات الدولة.

 

مع ذلك، تبقى مُعضلة الجنوب السوري إشكالية ضاغطة على سوريا؛ بسبب التحركات التي بدأتها إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الأسد واحتلالها أجزاء جديدة من الأراضي السورية ومحاولتها تأليب دروز الجنوب على إدارة الرئيس الشرع.

 

على الرغم من أن إسرائيل سعت في البداية إلى تسويق تحرّكاتها العدوانية في سوريا في إطار مواجهة مخاطر أمنية مزعومة تُهددها، فإن النهج الإسرائيلي أصبح بعد ذلك أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 فبراير/ شباط الماضي عن نوايا إسرائيل الإستراتيجية في سوريا. وتتضمن هذه النوايا تحقيق أربعة أهداف متوسطة وبعيدة المدى.

 

أولًا، تكريس احتلال المنطقة العازلة في الجولان وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية كأمر واقع من خلال ربط التواجد الإسرائيلي فيهما بالتهديدات المزعومة بعيدة المدى التي تواجه إسرائيل من سوريا، وليس القريبة المدى. وبالنظر إلى أن المناطق المُحتلة الجديدة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإن إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بها، إما بهدف ضمها لها بشكل نهائي، أو بهدف تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مُحتملة مع النظام الجديد في سوريا.

 

ثانيًا، محاولة إحداث شرخ كبير بين الدروز في جنوب سوريا والإدارة الجديدة كبوابة لتأسيس كيان درزي كمنطقة عازلة بينها وبين سوريا. ولا تقتصر وسائل إسرائيل بهذا الخصوص على تشجيع النزعة الانفصالية بين الدروز، وتقديم نفسها كحامٍ لهم، بل تشمل كذلك طرح مطلب تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح وعدم انتشار الجيش السوري الجديد فيها، فضلًا عن اعتزام السماح للدروز بالعمل داخل إسرائيل.

 

ثالثًا، تدمير ما تبقى من الأصول العسكرية التي أصبحت ملكًا للدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد من أجل إضعاف القدرات العسكرية لهذه الدولة، وتقويض قدرتها على امتلاك عناصر القوة لبسط سيطرتها على كافة أراضيها وللتعامل مع التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها، خصوصًا مع الأطراف: (قسد، خلايا النظام في الساحل، والتشكيلات المسلحة في الجنوب). وتندرج هذه الإستراتيجية ضمن أهداف إسرائيل في تشجيع النزعات الانفصالية على الأطراف لإضعاف السلطة المركزية في دمشق.

 

رابعًا، تقويض قدرة تركيا على الاستفادة من التحول السوري لتعزيز دورها في سوريا، وفي المنافسة الجيوسياسية مع إسرائيل في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، تعمل إسرائيل على مسارات مُتعددة، ليس فقط محاولة إيجاد موطئ قدم لها بين الدروز في الجنوب، بل أيضًا شيطنة الإدارة السورية الجديدة للتأثير على القبول الدولي بها، والضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم الاعتراف بالرئيس الشرع، وإبقاء العقوبات على سوريا كسيف مُصلت عليها لتحقيق مصالح إسرائيل، والضغط كذلك على واشنطن لإقناعها بالحاجة إلى بقاء الوجود العسكري الروسي في سوريا كضرورة لمواجهة نفوذ تركيا.

 

حتى في الوقت الذي يبدو فيه تقسيم سوريا أو فَدْرلتها أو تحويل الجنوب إلى منطقة منزوعة السلاح (عدم وجود الجيش السوري فيها)، غير مُمكن وغير واقعي، فإنه من المرجح أن تحتفظ إسرائيل باحتلال المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية لفترة طويلة.

 

كما ستسعى لاستثمار الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية بناء الدولة الجديدة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من أجل مواصلة شن ضربات على امتداد الأراضي السورية؛ بذريعة مواجهة تهديدات مُحتملة، أو خطر وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات تُشكل تهديدًا لإسرائيل.

 

إن هذا النهج الإسرائيلي المُحتمل ينطوي على مخاطر كبيرة على سوريا وإدارتها الجديدة، لأنه سيُقوض من قدرتها على تحقيق استقرار داخلي كامل وبناء مؤسسة عسكرية قوية. ولا تبدو احتمالية الدخول في حرب مع إسرائيل واردة على الإطلاق على جدول أعمال الرئيس الشرع، خصوصًا في هذه المرحلة التي تفرض عليه تركيز أولوياته على إنجاح المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، وبناء علاقات جيدة مع الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإطلاق عملية إعادة الإعمار.

 

لقد شدد الشرع في القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد. ويعمل الشرع على ثلاثة سياقات لمواجهة التحدي الإسرائيلي.

 

التأكيد على التزامه باتفاقية فض الاشتباك لإظهار رغبته في تجنب أي صدام عسكري مع إسرائيل.

 

تقويض قدرة إسرائيل على استثمار الانقسامات الطائفية والمجتمعية والعرقية في سوريا من خلال السعي لدمج الحالات على الأطراف: (الشمال الشرقي، الساحل، الجنوب) في الدولة الجديدة.

 

تعزيز القبول الدولي به لإقناع القوى الفاعلة في المجتمعين: الإقليمي والدولي بالضغط على إسرائيل للحد من اندفاعتها في سوريا، والعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في الجنوب قبل سقوط نظام بشار الأسد.

 

علاوة على ذلك، يُحاول الشرع توسيع هامش المناورة لديه في مواجهة التحدي الإسرائيلي من خلال تعميق الشراكة الجديدة لسوريا مع تركيا.

 

على الرغم من وجود مشروع لاتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، فإن الشرع لا يزال متريثًا في الإقدام على هذه الخطوة لاعتبارات مُتعددة. لكنه في حال تصاعد خطر التحدي الإسرائيلي على استقرار سوريا ووحدتها، فإنه قد يلجأ إلى هذه الاتفاقية للحصول على دعم تركي في تسليح الجيش السوري الجديد، وتعزيز قدرته على مواجهة هذا التحدي.

 

والخلاصة أن التحدي الإسرائيلي يُوجد عقبات كبيرة أمام نجاح التحول في سوريا، لكنه يُوجد في المقابل فرصًا للشرع لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا التحدي، وتعزيز القبول الدولي به كضمان لمنع اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل في المستقبل.


مقالات مشابهة

  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • تركيا تتحول إلى مركز العالم
  • تركيا: نراقب عن كثب اتفاق الحكومة السورية مع قسد
  • بوتين يعلن التوصل إلى اتفاق شراكة استراتيجية وتعاون بين روسيا وفنزويلا
  • وزير خارجية تركيا: نراقب عن كثب اتفاق الحكومة السورية مع قسد
  • بوتين: ترامب يسعى بشدة لاستعادة العلاقات مع موسكو
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • أردوغان يؤكد اقتراب بلاده من هدفها المتمثل في تركيا خالية من الإرهاب
  • اتفاق الشرع ـ عبدي: ما الذي يتبقى من معادلة «روج آفا»؟
  • إيطاليا تستدعي السفير الروسي احتجاجًا على تصريحات موسكو ضد الرئيس ماتاريلا