سودانايل:
2025-03-06@22:24:21 GMT

في سودان “الحرب”.. من يضمد جراح الأطباء؟

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

مرتضى أحمد – سكاي نيوز عربية

يعمل الأطباء السودانيين في ظل أوضاع قاسية تحاصرهم نيران الحرب وتردي بيئة المشافي، بينما لم يتقاضوا أجورهم طوال خمسة أشهر ماضية، الشي الذي يهدد بانهيار كلي للخدمات الصحية في البلاد.

وبعد صبر طويل بلا رواتب بدأت حركة إضرابات عن العمل تنتظم المستشفيات في عدة مناطق سودانية خاصة ولايتي شمال كردفان والبحر الأحمر، في تحرك يهدف لنيل المستحقات المالية وتحسين بيئة العمل، وسط تجاوب محدود من السلطات المحلية.



ومنذ اندلاع الحرب بينالجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، توقفت رواتب جميع العاملين في الخدمة العامة في السودان، لكن الأطباء يقولون إنهم يختلفون عن بقية الموظفين لأنهم يواصلون عملهم بدوام كامل في المستشفيات، بينما أغلقت معظم المؤسسات الأخرى ويجلس عمالها دون مهام.
وتقول رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان د. هبة عمر إبراهيم لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "الأطباء يعملون في ظروف لا إنسانية، فقد حرموا من رواتبهم وشتى حقوقهم المالية، في الوقت نفسه يواصلون عملهم بتفان تقديراً لظروف المرضى".

وتشير إلى أن معاناة الكوادر الطبية لم تتوقف عند حرمانهم من مستحقاتهم المالية، لكنهم يجابهون مخاطر أمنية واسعة فهم في خط النار الأول، وفقد العديد من زملاءهم أرواحهم بسبب هذه الحرب.

قتل الأطباء

وبحسب حصيلة للجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان، فإن 24 طبياً قتلوا خلال هذه الحرب إثر إصابتهم بالرصاص أو المقذوفات المتفجرة، فيما قتل 5 من الطلاب يدرسون في مراحل مختلفة بكليات الطب خلال الصراع الحالي.
وكانت المشافي في العاصمة الخرطوم قد تعرضت لعمليات قصف مدفعي واقتحام من القوات المتحاربة، مما قاد الى خروج 72% منها عن العمل، مما أدى لتفاقم تدهور الوضع الصحي هناك.
وبعد إغلاق مستشفيات مرجعية في الخرطوم بسبب الحرب تحول آلاف الأشخاص خاصة مرضى السرطان والكلى إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة لمواصلة علاجهم فيها، مما خلق ضغط كبير على المراكز والأطباء.
وتقول أخصائية الأورام في مستشفى علاج السرطان بود مدني د. ندى عثمان لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "الأطباء يعملون بطاقتهم القصوى من أجل مقابلة التردد العالي في المستشفى، في حين لم يتقاضوا رواتبهم وحوافزهم منذ شهر مارس الماضي وهو أمر قاسي للغاية".
وتضيف "هؤلاء الأطباء لديهم مسؤوليات حياتية من أين يغطونها في ظل عدم وجود رواتب؟ يقضون كامل يومهم في المستشفى وفي النهاية لا يجدون حتى مبالغ أجرة المواصلات الى منازلهم".
وترى ضرورة أن يكون هناك تحرك قوي وعاجل لحل مشكلة رواتب العاملين في الحقل الطبي، لأن توقفهم عن العمل سيقود إلى انهيار الخدمة الصحية ويفاقم مأساة المرضى.

سلاح الإضراب

وفي ولاية شمال كردفان نفذ أطباء مستشفى الأبيض التعليمي إضراباً عن العمل استمر ما يقارب الشهر في تصعيد يهدف لنيل رواتهم، وقاموا برفعه هذا الأسبوع أثر تفاهمات مع السلطات الحكومية الولائية.

وأفاد المدير الطبي لقسم الطواري بمستشفى الأبيض التعليمي د. عبد الرحيم محمد إبراهيم موقع بأن اضرابهم لم يكن بغرض أمور ترفيهية وإنما أشياء ضرورية تتعلق بحياة الأطباء ومعاشهم.

ويقول "إلى جانب توقف الرواتب، هناك تردي مريع في بيئة العمل حيث تنعدم مياه الشرب والاستراحات المهيئة والوجبات، كما لا توجد خدمة ترحيل للكوادر الطبية، لذلك نفذنا الاضراب الأخير بغرض تحسين الخدمة الصحية للمرضى واستدامتها".

ويضيف "قمنا بتعليق الإضراب لمدة شهر قادم بعد أن تم سداد 90% من مستحقاتنا المالية ولمسنا جدية في الاستجابة لبقية المطالب المتعقلة بالترحيل والاستراحات وغيرها من مطلوبات العمل، وقد باشرنا عملنا إبداء لحسن النية ولأن وضع المرضى لا يحتمل أيضاً".

وعلى الرغم من الواقع الذي يعيشونه والمتمثل في تردي بيئة العمل وتوقف الرواتب، يبدو الأطباء في الولايات السودانية أفضل حالاً من زملاءهم الذين ما يزالون يعملون في خط النار داخل العاصمة الخرطوم وسط مخاطر عالية يواجهون خلالها شبح الموت.

ظروف صعبة

وبحسب أمنية كفاح مصطفى وهي مسعفة متطوعة في مستشفى النو بمدينة أم درمان، فإن الكوادر الطبية في هذا المشتشفى تعمل تحت ظروف صعبة حيث لا يخلو الوضع من تهديد، إذ تسقط المقذوفات والذخائر الطائشة من وقت لآخر في محيطه.

وتقول أمنية في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" "رغم هذه المخاطر يستمر الأطباء في العمل بمستشفى النو الذي يأتونه بأرجلهم في ظل عدم وجود ترحيل، ويساندهم فريق من الشباب المتطوعين في اسعاف المرضى والمصابين وتوفير الادوية والمستلزمات الطبية".
وتعليقاً على موجة الإضرابات، تقول رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان د. هبة عمر إبراهيم إن لجنتها تدعم بقوة حراك الأطباء وكل وسائلهم للتعبير عن أوضاعهم ونيل حقوقهم.
وتضيف "الأطباء في مختلف أنحاء السودان لديهم فرعياتهم النقابية التي تعبر عنهم حسب مقتضى الحاجة والظروف التي تواجههم، ونحن بدورنا ندعم كل الخطوات التي من شأنها رد حقوق العاملين في الحقل الطبي وحتى يتسن لهم القيام بواجبهم الإنساني تجاه المرضى".
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: سکای نیوز عربیة الأطباء فی عن العمل

إقرأ أيضاً:

العسكر واللعبة المزدوجة: “دعم مدني” أم استنساخ للأزمات؟

لا يكتفي الجيش السوداني بلعب دور "المنقذ الوطني" المُعلن، بل يمارس لعبة خطيرة تجمع بين قمع الخصوم واستقطاب حلفاء مُتناقضين. فـ"الدعم المدني" الذي يتغنى به العسكر ليس سوى واجهة هشة لقوى سياسية منهكة، تُصارع للبقاء في المشهد عبر التحالف مع من داسوا أحلام الثورة. أما الإسلاميون والحركات المسلحة، فليسوا سوى خونة لحظة التاريخ؛ يحاولون إعادة إنتاج ذواتهم عبر التمسك بحبال العسكر الغارقين في وحل السلطة.
السؤال الساسي هنا هل يُصدق أحد أن العسكر يريدون "إنقاذ الوطن"، أم أنهم ببساطة يُعيدون تأهيل نظام البشير بوجوه جديدة؟
التفاوض وَهم الحل أم مسرحية الهروب للأمام؟
الحديث عن التفاوض في السودان يشبه محاولة إطفاء حريق بنزين! فالقوى العسكرية لا تُفاوض إلا لشرعنة وجودها، بينما القوى المدنية منقسمة بين مَنْ يرفض التفاوض مع "جلادي الثورة"، ومَنْ يرى فيه فرصةً وهميةً لالتقاط الأنفاس.
والأكثر سخرية المساءلة والعدالة الانتقالية أصبحتا كابوساً يطارد العسكر، فكيف تُفاوض قوى تخشى أن تتحول طاولة الحوار إلى قفص اتهام؟! التفاوض هنا ليس سوقاً للمساومة، بل استراحة محارب لترتيب الأوراق قبل جولة صراعٍ أشرس.
سيناريوهات مصيرية بين الفشل المُعلن والكارثة المُحتملة
"تفاوض جاد" أم تهويدات دبلوماسية؟:
لو صدقت النوايا لكانت الثورة نجحت من أول شعار. لكن الواقع يقول: أي تفاوض بدون كسر احتكار العسكر للسلطة سيكون مجرد غطاء لـ"صفقة القرن السودانية"، تُعيد إنتاج النظام القديم بطلاء ديمقراطي!
عودة القوى القديمة و لماذا نتفاجأ؟
الإسلاميون والعسكر توأمان في جسد الدولة السودانية. أي محاولة لفصلهم تشبه فصل السكر عن الشاي! فـ"التحالف التاريخي" بينهم ليس مصادفة، بل هو تعاقدٌ خفيٌّ لسرقة الثورات وإعادة تدوير الأزمات.
الانهيار الكامل و هل يحتاج السودان إلى مزيد من الدم؟
استمرار الحرب قد لا يكون الأسوأ! ففي سيناريو الانهيار، سيتحول السودان إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الإقليمية (الإمارات، مصر، إثيوبيا...) وصراعات الوكالات، حيث الجميع يربح إلا الشعب.
الختام الساسي السودان أمام اختبار وجودي... فهل ينجح؟
السودان ليس عند مفترق طرق، بل في حقل ألغام:
إن اختار التفاوض دون ضمانات حقيقية، فمصيره كمن يشرب ماء البحر ليروي عطشه.
وإن سقط في فخ إعادة إنتاج النخب القديمة، فسيُدفن أحلام الشباب تحت ركام "التوافقيات" الزائفة.
أما إذا استمر الصراع، فسيصبح السودان جثةً على مائدة الذئاب الإقليمية.
الثورة لم تنتهِ، لكنها تحتاج إلى هزَّة عنيفة تُخرج العسكر والإسلاميين من جسد الدولة، أو فليستعد السودانيون لدورة جديدة من المعاناة بلا نهاية.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • مدير التأمين الصحي بالقليوبية في جولة مفاجئة لمتابعة جاهزية الطوارئ والخدمات الطبية
  • العلمانية في السودان لو ما (فكرة بت حرام) لما آوى اليها “المنبوذين” و “المرتزقة”
  • يوغندا تنضم للدول الرافضة ل”الحكومة الموازية* في السودان
  • العسكر واللعبة المزدوجة: “دعم مدني” أم استنساخ للأزمات؟
  • تنويع الاقتصاد وتطوير الأسواق المالية.. “السيادي” يعزز الاستثمار في السعودية ودول الخليج
  • “مكيال المالية”: سهم أرامكو ملاذ آمن وسط التقلبات العالمية
  • المالية تعلن موعد ونسبة صرف رواتب الموظفين عن شهر 1/2025
  • دفع رواتب شهر مارس.. وزارة المالية توضّح
  • دفع رواتب شهر مارس.. وزارة المالية توضح
  • موسى هلال: “حكومة نيروبي” المنفية تمثل المنفيين