فرضيات عن التاريخ والزمن
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
لقد قدم لنا علماء الفيزياء وعلماء التاريخ فكرتان مربكتان عن الأخطاء التي رافقت احتساب التقويم الميلادي. وعن كيفية احتساب تاريخ الزمن. فقد نشر العالم ستيفن هوكينغ عام 1988 كتابه الموسوم: (تاريخ موجز للزمن) أو (A brief history of time)، حاول فيه شرح مفهوم الزمن، وتبسيط المفاهيم الفيزيائية عن نشأة الكون وتطوره، مرورا بالنظريات العلمية الأكثر تعقيداً حول هذا تاريخ الكون.
والحقيقة ان المؤلف يتحدث في معظم فصول كتابه عن الجاذبية باعتبارها من العوامل المؤثرة على الزمن. لكنه لم يتطرق للزمن إلا في المقدمة التي حشر فيها الحديث عن الزمن حشراً لتتوافق مع هذا العنوان التجاري, والذي وُفّق في اختياره كعنوان جذّاب. .
ثم جاءنا المؤرخ الألماني هيربرت إليغ عام 1991 بفرضية الزمن الشبحي، أو الزمن الوهمي (Phantom Time hypothesis)، وهي فرضية مستوحاة من نظرية المؤامرة. يزعم فيها أن فترات التاريخ، وتحديداً العصور الوسطى المبكرة (614-911 م)، إما أنها مؤرخة بشكل خاطئ، أو انها لم تحدث على الإطلاق. يؤيده المؤرخ أولريش نيميتز في هذه المزاعم حول التلاعب بنحو 297 عاما لم تكن موجودة. وبالتالي فان عامنا الحالي ليس عام 2023 وإنما عام 1726، وإن السنوات الوهمية أضيفت إما عن طريق الصدفة، أو بسبب سوء التفسير، أو ربما عن طريق الخطأ. أو بالتزوير المتعمد من قبل متآمرين. .
لا شك ان أصحاب هذه الفرضية ليسوا اغبياء، فلديهم حججهم المبنية على الاسس المنطقية. وبخاصة في التباين والتناقض الملموس في العلاقة بين التقويم اليولياني، والتقويم الغريغوري، والسنة الفلكية الشمسية أو الاستوائية. لقد تسببت التقاويم المختلفة في الارتباك الذي شهدته العصور الوسطى. من هنا يزعم هيريبرت إليغ: أن التقويم اليولياني القديم كان ينبغي أن ينتج عنه تناقض لمدة ثلاثة عشر يوما بينه وبين التقويم الحقيقي (أو الاستوائي). إلا أن الفلكيين العاملين لدى البابا لاحظوا أن الفارق كان عشرة أيام فقط. وبما أن كل قرن يأتي بفارق يوم واحد، فإن الأيام المفقودة تبلغ حوالي 3 قرون. .
وبالتالي فانك لو جمعت الفرضيتين (فرضية ستيفن هوكينغ، وفرضية هيربرت إليغ) فسوف تدخل في دوامة مرهقة، وتتداخل عندك الحسابات والتواريخ والتقاويم. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
لقاء حصري مع مؤسس قمة الويب: لو امتلكت آلة الزمن لما غيرت تصريحاتي بشأن غزة
يمكن اعتبار قمة الويب في لشبونة من أكبر وأقدم الأحداث التقنية التي ينتظرها المحررون التقنيون أمثالنا، فهي نبع القصص والأخبار، ولكن هذه القمة التقنية تعرضت لهزة مفاجئة العام الماضي بعد تنحي مؤسسها عن قيادتها، بسبب منشور تحدث فيه عن رأيه في الحرب على غزة.
بادي كوسغريف، المولود في 19 مارس/آذار 1983 في مقاطعة ويكلو، أيرلندا، هو رجل أعمال أيرلندي يُعرف بكونه المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمؤتمر ويب ساميت (Web Summit)، الذي يعد أحد أكبر المؤتمرات التقنية في العالم.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، استقال كوسغريف من منصب الرئيس التنفيذي لقمة الويب بعد ردود فعل واسعة على تعليقاته بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتي انتقد فيها ضمنا إسرائيل في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتسببت تصريحاته في انسحاب شخصيات بارزة من المؤتمر.
وكان كوسغريف قد قال في منشور على منصة إكس (تويتر سابقا) متأثرا باستشهاد آلاف المدنيين في القصف الإسرائيلي على غزة "صدمت من خطاب وأفعال العديد من القادة والحكومات الغربية، باستثناء الحكومة الأيرلندية على وجه الخصوص التي فعلت الشيء الصحيح لمرة واحدة. جرائم الحرب هي جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء، ويجب أن يتم تسميتها بمسمياتها".
وأدت هذه التصريحات إلى رد فعل عنيف من عدد من أصحاب رؤوس الأموال ومؤسسي التكنولوجيا، إذ أكد عدد من المدعوين البارزين والشركات الكبرى مقاطعة المؤتمر.
فقد قررت شركتا "غوغل" و"ميتا" عدم المشاركة في قمة الويب، التي تعد من أبرز المنتديات العالمية للتكنولوجيا، كما أعلن غاري تان، رئيس مجموعة "واي كومبينيتر" الحاضنة للشركات الناشئة، مقاطعة المؤتمر، فقال في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا) "أرفض المشاركة في قمة الويب وألغي مشاركتي"، في حين قال سفير إسرائيل في البرتغال دور شابيرا حينها إن "عشرات الشركات ألغت حتى الآن حضورها".
عاد كوسغريف في أبريل/نيسان 2024 إلى منصب الرئيس التنفيذي لـ"ويب ساميت"، وكان لموفد الجزيرة نت للقمة فرصة للقائه والحديث معه عن عودته رئيسيا لقمة الويب، وكيف شاهد حضور فلسطين في هذه القمة بعد الأزمة التي تعرض لها في قمة العام الماضي.
بادي كوسغريف عاد إلى منصب الرئيس التنفيذي لقمة الويب 2024 (الجزيرة) رحلة عبر الزمن بعد عام من ردود الفعل العنيفة على تصريحاتك بشأن ما يحدث في "غزة" وتسببها في تنحيك عن قيادة القمة، لو كان هناك آلة للزمن للانتقال فيها لما قبل هذه التصريحات، هل يمكنك أن تغير أي شيء؟لا أعتقد، ما قلته في ذلك الوقت كان ما آمنت به وهي لحد الآن موجودة ولم أقم بمسحها، وحاليا وبعد 14 شهرا يتبنى هذا الاعتقاد العديد في جميع أنحاء العالم.
أعتقد أن الأشخاص يجب أن يتبعوا ما تمليه عليهم إنسانيتهم ليس ما تمليه عليهم شركاتهم.
إذن ما دفعك لهذا التصريح هو النظرة للإنسانية بغض النظر عن الجنسية والعرق والمصلحة؟نعم، ما قلته لم يكن موجها ضد جهة معينة، فقد كان من وجهة نظر إنسانية، إننا كبشر نعيش على هذا الكوكب يجب أن نخضع جميعا لنفس القانون الدولي الذي أوجدناه، والحقيقة الآن هذا ما يقوله العديد من الأشخاص وبحرية، والفرق الوحيد أنني عبرت عنه مبكرا.
نحن الآن في الحاضر بقمة الويب 2024، وأنا كمراسل للجزيرة نت لاحظت تغييرا في نظرة المشاركين لتغطيتنا لما يحصل بفلسطين وإعجابهم بها، وأعرب كثير من الأشخاص الذين قابلتهم هنا عن دعمهم لتغطيتنا ومتابعتهم لنا وهذا يحدث لأول مرة لي كمحرر تقني، هل رأيت الشيء نفسه؟أكيد، يمكنك ملاحظة هذا التوجه في العديد من المقابلات مع الضيوف فهم لا شعوريا يتحدثون عن هذا الموضوع، أو يستدلون به ليس فقط خلف الكواليس ولكن حتى على المسرح. كما أننا نستضيف في هذه القمة مجموعة من الشباب الفلسطينيين من القدس الشرقية لشرح معاناتهم في محاولة توفير فرص عمل للشباب في القدس في ظل الظروف الصعبة وهي فرصة لهم للتعرف على مستثمرين ومساندين يمكنهم إحداث فرق في حياتهم.