أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عدداً جديداً من مجلته الدورية "آفاق اقتصادية معاصرة" وهي مجلة يصدرها شهريًّا لتقدم إطلالة على الآراء الاقتصادية المختلفة -لأبرز الخبراء والمحللين سواء من داخل مصر أو من خارجها-، والتي تشغل الدوائر الاقتصادية؛ وذلك لتقديم رؤى اقتصادية متكاملة لأهم الموضوعات المطروحة على الساحة، واستعراضًا لأبرز المؤشرات المحلية والدولية، مع التركيز على موضوع محدد في كل عدد.


وتناول المركز في العدد الجديد موضوع "التكتلات الاقتصادية"، والذي تضمن مجموعة متنوعة من المقالات والتحليلات التي تغطي مختلف موضوعات "التكتلات الاقتصادية"، كما استعرض المفاهيم المرتبطة بالتكتلات الاقتصادية، والمؤشرات والخبرات المتميزة على المستويين المحلي والدولي، فضلا عن عرض مقالات عديدة للرأي جاء أحدهما بعنوان "التكتلات الإفريقية ومنطقة التجارة الحرة: فرص مصر وسياسات دعم وجودها الإفريقي" للأستاذة الدكتورة سالي محمد فريد أستاذ الاقتصاد ورئيس قسم السياسات والاقتصاد بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، حيث أشارت من خلال المقال إلى أداء التكتلات الإفريقية ومؤشر التكامل الإفريقي، موضحة أن معدل النمو في قارة إفريقيا قد بلغ نحو 3% عام 2019 ووصل إلى 3.2% عام 2020 ونسبة 3.5% عام 2021، ويعد إقليم شمال إفريقيا أعلى الأقاليم الإفريقية مساهمة في معدل نمو الناتج المحلي لإفريقيا يليه دول غرب إفريقيا ثم دول شرق إفريقيا ثم دول الجنوب الإفريقي ثم وسط إفريقيا عام 2021، وتعد جماعة شرق إفريقيا أعلى التكتلات الإفريقية من حيث كثافة التجارة ومدى تأثير التكتل على ارتفاع كثافة التجارة بها. مضيفة أنه بشكل عام فإن التكامل في الأقاليم الإفريقية يمكن أن يحرز تقدمًا بشكل ملحوظ.


وأوضح المقال الأبعاد الخمسة لمؤشر التكامل الإقليمي الإفريقي في كل تكتل اقتصادي إفريقي عام 2019 وتتمثل في (التكامل التجاري، تكامل البنية التحتية، التكامل الإنتاجي، حرية انتقال الأفراد، تكامل الاقتصاد الكلي)، وعلى مستوى الأبعاد الخمسة جاءت قيمة متوسط البعد الخاص بالتكامل التجاري ليسجل 0.383 نقطة، أما تكامل الاقتصاد الكلي فبلغ كمتوسط 0.399 نقطة، وسجل البعد الخاص بحرية انتقال الأفراد متوسط 0.441،  ويعد اتحاد المغرب العربي التكتل الأعلى أداءً بالنسبة للتكامل الإنتاجي، ومجموعة شرق إفريقيا هي الأعلى بالنسبة لتكامل البنية الأساسية، والمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا بالنسبة لتكامل الاقتصاد الكلي، وبالنسبة لحرية انتقال الأفراد حيث حققت كل دول (الإيكواس) 0.733 نقطة، وطبقت بروتوكول حرية انتقال الأفراد والذي يُمكن مواطني (الإيكواس) من السفر لكل الدول الأعضاء بدون تأشيرة.


كما أشار المقال إلى اتفاق منطقة التجارة الحرة القارية ومكتسباتها في إفريقيا والذي يهدف إلى إزالة العوائق أمام التجارة فيما بين البلدان الإفريقية بشكل تدريجي عن طريق تسوية مشكلة تداخل عضوية الجماعات الاقتصادية الإقليمية مما يعزز تحرير التجارة ويتيح إجراء تحول هيكلي، بالإضافة إلى تحسين القوة التنافسية لاقتصادات البلدان الإفريقية وجذب الفرص الاستثمارية داخل إفريقيا وإزالة الحواجز والمعوقات الجمركية وغير الجمركية وخلق سوق إفريقية موحدة للسع والخدمات، وقد قامت الدول الإفريقية بتخفيض التعريفات الجمركية الخاصة بها لزيادة حجم التجارة البينية الإفريقية وإن كانت تختلف درجة تأثر هذه التعريفات كإيرادات.


وأشارت كاتبة المقال إلى الفرص القائمة لمصر ووجودها الإفريقي، حيث تنتمي الدولة المصرية إلى عضوية اثنين من التجمعات الاقتصادية الإقليمية الإفريقية وهما تجمع "الكوميسا" وتجمع "الساحل والصحراء"، وذلك من بين ثمانية تجمعات إقليمية معتمدة في إفريقيا، وتعد منطقة التجارة الحرة القارية فرصة للوجود المصري بقوة في عدد دول أكبر وبتسهيلات أفضل تتيح نفاذ بضائع مصنعة بمصر للدول الإفريقية كافة بخلاف الاتفاقات الإقليمية الأخرى، كما يتيح تحقيق قيمة مضافة للسلع المصنعة داخل مصر ورفع القدرة التنافسية لتلك السلع وزيادة حركة التجارة البينية والاستفادة من المواد الخام والثروات الطبيعية ويتيح دخول مصر في شراكات واستثمارات كبيرة مع دول التكتل وحرية كبيرة لحركة رؤوس الأموال والأفراد ورجال الأعمال بما ينعكس إيجابيًا على توفير المزيد من فرص العمل أمام شباب مصر والدول الإفريقية.


كما أشار المقال إلى سياسات دعم العلاقات المصرية الإفريقية واختتم بأن تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر وإفريقيا سيكون بالاعتماد على تطوير القدرات وترجمتها إلى سياسات فعالة تعود بالفائدة على دول القارة ككل ومنها مصر، وذلك من خلال إعداد استراتيجيات قادرة على ربط رؤية مصر 2030 مع خطة تنمية أفريقيا 2063.


كما تضمن العدد مقالًا بعنوان "التكامل الاقتصادي في إفريقيا بين الفرص والتحديات (الكوميسا نموذجًا)" للدكتورة جيهان عبد السلام عباس أستاذ الاقتصاد المساعد بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، والذي تناول تحديات التكامل الاقتصادي الإقليمي في إفريقيا، والمزايا الاقتصادية للتكامل الاقتصادي في إفريقيا في ضوء كونها قارة شاسعة المساحة ويزيد عدد سكانها عن 1.4 مليار نسمة، وناتجها المحلي يتعدى 3.1 تريليونات دولار أمريكي عام 2023، كما تمتلك موارد طبيعية هائلة أبرزها (النفط والغاز والمعادن والأراضي الخصبة)، وبالتركيز على الكوميسا فإن مساحة دول التكتل تشكل نحو ثلثي مساحة القارة وعدد سكانها يفوق 583 مليون نسمة وهو ما يجعل احتمالية أن يكون تكتل الكوميسا أحد أكبر الأسواق في العالم، إذا تم الدفع به نحو مراحل التكامل المختلفة، واختتم المقال بأن التكامل الإقليمي في أفريقيا يعتبر بمثابة الوسيلة الرئيسة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأفريقيا التي تتطلع إليها في رؤيتها التنموية 2063، خاصًة لتكتل بحجم وأهمية الكوميسا، وسيظل على البلدان الإفريقية ضرورة وضع سياسات واستراتيجيات فعالة لتنويع هيكل الصادرات والاتجاه نحو التصنيع وإنشاء بنية تحتية قوية ومراكز لوجستية فعالة وتحرير حركة عنصر العمل ويبقى الأهم هو الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني لدول القارة لأنه حجر أساس لعملية التكامل، وهي تلك المتطلبات الرئيسة التي ركزت عليها السياسة المصرية كخطة عمل أثناء رئاستها لتكتل الكوميسا.


وتناول العدد مقالًا بعنوان "ملامح مجموعة البريكس في الاقتصاد العالمي ومستقبله" للأستاذ عمرو عبد العاطي الباحث المتخصص في الشؤون الأمريكية ومساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية بمؤسسة الأهرام، والذى أشار إلى أن مجموعة البريكس والتي تضم كلًا من (الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا) تعد من أهم التجمعات الاقتصادية العالمية، حيث تشكل دولها الخمس 40% من إجمالي سكان العالم، و30% من مساحة الأراضي في العالم وتمتلك ما يقرب من ربع الناتج المحلي العالمي، وخلال العقد الأخير أضحت المجموعة تلعب دورًا منافسًا للمؤسسات الاقتصادية الدولية التي يقوم عليها النظام الدولي الحالي، وتتمتع مجموعة "البريكس" بمزايا كثيرة تؤهلها للقيام بدور فاعل في مستقبل تحولات الاقتصاد العالمي؛ كما تتنوع اقتصادات أعضائها، إذ تمتلك البرازيل اقتصادًا يعتمد على الزراعة في حين أن روسيا مصدرًا رائد للطاقة، والهند قوة اقتصادية ناشئة لديها طبقة متوسطة كبيرة ومتنامية، في حين أن الصين قوة عظمى اقتصادية وتصنيعية، وتعد دولة جنوب إفريقيا لاعبًا رئيسًا في صناعة التعدين، وهو ما يعطي المجوعة ميزة تنافسية قوية ويجعلها قادرة على منافسة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها مجموعة السبع (G7) وامتلاك القدرة على إحداث تغييرات كبرى في النظام الدولي الحالي من خلال وضع أسس لنظام اقتصادي دولي جديد.


كما تضمن العدد مقالًا بعنوان "تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على مستقبل الاتحاد الأوروبي الاقتصادي" للدكتور محمد محمد راضي أستاذ الاقتصاد المساعد بالمعهد العالي للإدارة وتكنولوجيا المعلومات بكفر الشيخ، ومقال للدكتور مهندس أحمد سلطان المتخصص في شؤون النفط والطاقة ونائب رئيس لجنة الطاقة بنقابة المهندسين بالقاهرة بعنوان "أوبك وحلفاؤها أوبك بلس هل استطاعت التحكم في بورصة أسواق النفط؟"، ومقال آخر للأستاذ محمد أحمد الطماوي باحث دكتوراه في الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة بعنوان "مستقبل وآفاق التكامل الاقتصادي بين دول أمريكا الجنوبية تجمع الميركوسور نموذجًا".

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفد هيئة منطقة «SEZA» الكينية

استقبل وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وفد المنطقة الاقتصادية الخاصة بدولة كينيا SEZA، وذلك ضمن الجولة التي يقوم بها الوفد داخل مصر لوضع المبادئ التوجيهية لتقييم المناطق الاقتصادية الخاصة ودليل تشغيل برنامج المناطق الاقتصادية في كينيا.

يأتي ذلك بهدف الاستفادة من تجربة وخبرة اقتصادية قناة السويس، فيما يتعلق بدخول سلع المنطقة الاقتصادية للسوق المحلي، بالإضافة إلى معرفة منظومة الضرائب والجمارك والإعفاءات بالمنطقة الاقتصادية، وذلك تحت رعاية وكالة اليابان للتعاون الدولي “Jica” ضمن برنامجها لدعم المناطق الاقتصادية بعدد من دول شرق إفريقيا لمساعدتها على تطوير أُطر العمل بها، وقد عُقد الاجتماع بحضور عدد من القيادات التنفيذية بالهيئة.

وخلال الزيارة، عبر أعضاء الوفد، عن سعادتهم بالتو اجد داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، للاستفادة من تجربتها المميزة في جذب الاستثمارات الأجنبية بالمناطق الصناعية والموانئ، والاستفادة من خبرات المنطقة الاقتصادية كونها نموذج يحتذي به في القارة الإفريقية، وللتعرف أيضاً على نموذج التكامل بين المناطق الصناعية والموانئ الذي تتبناه اقتصادية قناة السويس، وإجراءات وضوابط دخول منتجات المنطقة الاقتصادية للسوق المحلية، والأطر القانونية لذلك، كما أبدي الوفد تطلعه للزيارات الميدانية لإثراء خبرتهم عن المنطقة على أرض الواقع والتعلم بشأن آليات العمل بها عن قرب.

و أوضح وليد جمال الدين، أن اقتصادية قناة السويس تسعى للتعاون مع مختلف المناطق الاقتصادية الإقليمية لدعم وتنمية القارة الإفريقية، خاصة وأنها سوق واعدة جاذبة لمختلف القطاعات والخدمات، كما أكد على تنوع الحوافز داخل المنطقة الاقتصادية من خلال الحوافز المالية المباشرة وغير المباشرة، والإعفاءات الخاصة بالسلع التي يتم تصديرها، لتعزيز تنافسيتها، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاعاتها الصناعية المستهدفة، حيث أصبحت المنطقة نموذجًا للتعاون الاقتصادي الدولي مشيرًا إلى ثقة العديد من الاستثمارات الدولية التي اختارتها مركزا لتوسعاتها في مختلف الأسواق نظرا لموقعها الاستراتيجي المميز والعمالة الفنية المدربة ذات التكلفة التنافسية.

كما استعرض ئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، رؤية الدولة المصرية في تعظيم الاستفادة من إمكانيات المنطقة الاقتصادية التي تتمثل في 4 مناطق صناعية و6 موانئ بحرية على البحر المتوسط والبحر الأحمر، من خلال تجهيزها ببنية تحتية بمواصفات عالمية، بالإضافة إلى استراتيجية التكامل بين الموانئ والمناطق الصناعية واللوجستية، التي قدمت نموذجًا لدعم سلاسل الإمداد وحركة التجارة والصناعة، وبالتالي أسهمت هذه الجاهزية في أن تكون المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مركزًا لصناعات الوقود، فضلًا عن الموقع الاستراتيجي وجاهزية الموانئ البحرية التي مكنتها من تقديم خدمات تموين السفن بالوقود الأحفوري والوقود الأخضر، كما تطرق أيضًا إلى القطاعات الصناعية المستهدفة التي تم تحديدها وفقًا للعديد من العوامل من أهمها مراعاة احتياجات وواردات الأسواق الإفريقية.

وعقب لقاء الوفد برئيس الهيئة توجه الوفد إلى زيارة ميدانية، شملت: زيارات للمطور الصناعي (تيدا - مصر)، والمطور الصناعي (اوراسكوم للمناطق الصناعية)، بالإضافة إلى الاجتماع مع إدارات خدمة المستثمرين، والضرائب والجمارك، والمشروعات، والبيئة، والجدير بالذكر أن الوفد سيختتم جولته بزيارة منطقة شرق بورسعيد الصناعية وميناء شرق بورسعيد للتعرف على تجربة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن قرب.

مقالات مشابهة

  • تعرف على منافس الأهلي في الدور الثاني بدوري أبطال أفريقيا
  • رئيس اقتصادية النواب يطالب بالاهتمام بتطوير الصناعة في مصر
  • رئيس «اقتصادية النواب» يطالب بالاهتمام بتطوير الصناعة في مصر
  • عاجل - أخر تطورات قرار صندوق النقد الدولي.. بين تأجيل صرف الشريحة الثالثة وتكهنات اقتصادية حول الأسباب الداعية
  • المشاط|المرحلة التي يمر بها الوطن تتطلب التكامل والتنسيق بين أطراف ومؤسسات المجتمع
  • حاكم الشارقة يوجّه بتنظيم الدورة الثالثة لملتقيات الشعر العربي في 9 دول إفريقية
  • رئيس اقتصادية النواب: برنامج الحكومة متميز ويلمس المتخصصين
  • حاكم الشارقة يوجّه بتنظيم الدورة الثالثة لملتقيات الشعر العربي في إفريقيا
  • "اقتصادية النواب" عن برنامج الحكومة: أسلوب جديد
  • رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفد هيئة منطقة «SEZA» الكينية