RT Arabic:
2025-01-31@10:57:15 GMT

ملابسات اغتيال "رجل شجاع"

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

ملابسات اغتيال 'رجل شجاع'

في واحدة من بين أشهر عمليات الاغتيال التي تعرض لها الدبلوماسيون، قتل السفير الفرنسي في لبنان في 4 سبتمبر عام 1981 بعد إصابته برصاص مجهولين اعترضوا سيارته في بيروت.

إقرأ المزيد "صاحب مذهب المتعة ".. حقنة منومة في بلد عربي تنهي مسيرة "ابن آوى"

كان الرصاص لا يهدأ ولا يتوقف العنف في بيروت في ذلك الوقت، الأمر الذي وصفه أحد أعضاء البعثة الدبلوماسية الفرنسية بقوله: "هنا يقتل الجميع بعضهم البعض ما يجعل من الصعب تحديد من هم أعداؤك".

السفير الفرنسي في لبنان لويس دو لامار الذي كان قضى حينها في منصبه عامينـ قام بعد تدهور الأوضاع في بيروت بإرسال زوجته وأفراد أسرته بداية العام إلى الخارج.

الشرطة اللبنانية حينها روت أن سيارة بيضاء من طراز "بي إم دبليو" كانت تقل أربعة مسلحين اعترضت سيارة السفير وهي من نوع "بيجو" أثناء عوته  الساعة 14:10 من مقر السفارة إلى محل إقامته في غرب بيروت، وأن الرجال الأربعة اندفعوا من سيارتهم وحاولوا فتح أبواب سيارة السفير، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لأنها كانت مقفلة.

المسلحون المجهولون حين لم يتمكنوا من فتح أبواب السيارة، اطلقوا قبل فرارهم نيران بنادقهم الرشاشة من خلال نافذة السيارة الخلفية، ما أدى إلى إصابة السفير الفرنسي، وكان يبلغ من العمر 59 عاما بسبع رصاصات في الرأس والصدر والمعدة.

هذه التفاصيل دفعت الشرطة اللبنانية إلى ترجيح أن ما جرى كان محاولة فاشلة لاختطاف السفير الفرنسي في لبنان انتهت بالاغتيال.

في تلك الأوقات العصيبة، تمكن السائق من نقل السفير وهو في حالة حرجة إلى مستشفى قريب، وهناك فارق الحياة لاحقا في غرفة العمليات.

دو لامار، كان دبلوماسيا فرنسا مخضرما عمل في سفارات بلاده في رومانيا وتركيا وتونس وفي بنين وتولى أيضا إدارة الصحافة والإعلام بوزارة الخارجية الفرنسية قبيل تعيينه رئيسا للبعثة الدبلوماسية لبلاده في بيروت.

وزير الخارجية الفرنسي كلود شيسون نقل عن السفير الفرنسي قوله قبل بضعة أيام من الاغتيال، إنه يرغب في  البقاء في لبنان في ذلك الوقت لأنه "سعيد بالمساهمة في البحث عن حوار في عالم من العنف والدمار وسفك الدماء"

روايات متضاربة عن الجهات المسؤولة عن الاغتيال:

كانت الظروف في لبنان في عام 1981 متفجرة وغاية في التعقيد، الأمر الذي وصفه أحد الدبلوماسيين الفرنسيين بعبارة وجيزة هي "حرب الجميع ضد الجميع"، وانعكس ذلك على حادثة اغتيال السفير الفرنسي، إذ تضاربت الروايات وتعددت ولم تستقر على جهة محددة.

أصابع الاتهام توجهت في إحدى الروايات إلى مسلحين مقربين من إيران، زعم أنهم قاموا بالعملية لصالح طهران انتقاما من فرنسا لأنها منحت ملاذا لرئيسها المخلوع أبو الحسن بني صدر.

اتهام آخر وُجه إلى فلسطينيين معارضين لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأن هؤلاء وهم غير محددين، قاموا بالعملية احتجاجا على لقاء أخير جميع  الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بوزير الخارجية الفرنسية  كلود تشيسون.

تقارير فرنسية أخرى اتهمت في روايتين جهتين في سوريا بالوقوف وراء عملية اغتيال السفير الفرنسي في لبنان، أولها أشار بإصبع الاتهام إلى مسلحين ينتمون إلى مليشيا "الفرسان الحمر" التي قيل إنها مقربة من رفعت الأسد، فيما أشارت الرواية الثانية إلى مسؤولية الاستخبارات الجوية السورية عن عملية الاغتيال.

تقرير ثالث وصف العلاقات بين فرنسا وسوريا في تلك الفترة بأنها وصلت إلى أسوأ حالاتها وذلك لأن السفير الفرنسي جرى اغتياله في بيروت بيد مسلحين "على مرمى البصر من نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري".

لم ينته سيل الاتهامات والتكهنات في هذه القضية عند هذا الحد، وأدرجت بعض التقارير عملية اغتيال السفير الفرنسي في بيرت عام 1981 في سجل الإرهابي الدولي كارلوس، وقيل إنه كان وراءها.

 الرواية الأخيرة وجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل، وصدرت عن صحيفة "هيومانيتي" الفرنسية التي تتحدث باسم الحزب الشيوعي الفرنسي.

الصحيفة ربطت جريمة الاغتيال بإسرائيل لأنها جاءت عقب وقت قصير من اجتماع وزير الخارجية الفرنسي كلود شيسون مع قادة منظمة التحرير الفلسطينية، وأن الوزير تحدث في تلك المناسبة عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية  مستقلة. انطلاقا من ذلك افترضت أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أرادت بعملية الاغتيال تخويف الدبلوماسيين الفرنسيين وفي نفس الوقت دق إسفين العداء بين فرنسا واللبنانيين والفلسطينيين.

الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت فرانسوا ميتران اعتبر عملية الاغتيال "جريمة قتل جبانة "، استهدفت "رجلا شجاعا".

جريمة الاغتيال مع كل ذلك بقيت غامضة تدور في حلقة من التكهنات، تقف بحسب الظروف تارة أمام أبواب دمشق وتارة أخرى أمام طهران.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف الخارجیة الفرنسی فی بیروت

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يهدد بضرب مطار بيروت في هذه الحالة

نقلت صحيفة اللواء اللبنانية عن مصادر إعلامية اسرائيلية قولها إن جيش الاحتلال هدد بضرب مطار بيروت اذا تم استخدامه لتهريب مساعدات لحزب الله .

وفي وقت سابق ، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الخاص به هاجمت عدة أهداف لحزب الله في منطقة البقاع بلبنان.

وفي وقت سابق، استهدفت مسيرة إسرائيلية محيط حسينية الطيبة جنوب لبنان بالإضافة إلى تنفّيذ عملية نسف منازل في كفر كلا.

وذكرت وسائل إعلام في لبنان، أن انفجارا قويا، وقع بمنطقة النبطية جنوب لبنان، ناتج عن غارة إسرائيلية، ما أسفر عن وقوع إصابات.

من جانبها، أشارت وزارة الصحة اللبنانية، إلى أن الانفجار أسفر عن إصابة 14 شخصًا بجروح متفاوتة، حيث تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وبحسب تقارير الإعلام اللبناني، أفادت بأن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت المنطقة قد تسببت في تدمير بعض الممتلكات، فيما دوى انفجار ثانٍ يُرجح أنه ناتج عن غارة إسرائيلية أخرى في مدينة فرح بالنبطية.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يهدد بضرب مطار بيروت في هذه الحالة
  • الجزائر تستدعي السفير الفرنسي احتجاجاً على المعاملة «الاستفزازية» لمواطنيها
  • المشاط تلتقي السفير الفرنسي ومسئولي الوكالة الفرنسية للتنمية
  • المشاط تستقبل السفير الفرنسي ومسئولي الوكالة الفرنسية للتنمية
  • النظام الجزائري يعود للتهريج الفارغ بإستدعاء السفير الفرنسي
  • الخارجية الجزائرية تستدعي السفير الفرنسي.. ما القصة؟
  • الجزائر تستدعي السفير الفرنسي
  • على خلفية المعاملات الاستفزازية.. الخارجية تستدعي السفير الفرنسي بالجزائر
  • الخارجية تستدعي السفير الفرنسي بالجزائر
  • وزير التعليم العالي يبحث مع السفير الفرنسي سبل التعاون المشترك