وصل  الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى إلى العاصمة الكينية نيروبى للمشاركة في "قمة المناخ الأفريقية" والتى تتناول ملف التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على القارة الأفريقية.

 
وصرح الدكتور سويلم أن المشاركة في هذا المؤتمر المهم تأتي حرصاً على تحقيق التواصل والتنسيق مع مختلف الدول فيما يخص قضايا المياه وسبل التعامل مع ملف التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على قطاع المياه وخاصة بالقارة الإفريقية.


وأضاف  أن هذه القمة تهدف للخروج برؤية إفريقية موحده للتعامل من قضايا المناخ لعرضها خلال قمة المناخ القادمة COP28 والمزمع عقدها فى دولة الامارات العربية المتحدة خلال شهر نوفمبر المقبل . 


ومن المقرر أن يلتقى الدكتور سويلم بالعديد من السادة الوزراء الافارقة المعنيين بملف المياه ، وكبار مسئولى المياه بالمنظمات الدولية والاقليمية المعنية بالمياه .

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية في مضارب الكبابيش

عبد الله علي إبراهيم

1. قال لي حسن نجيلة اندمج بينهم تنجح


في ١٩٦٦ انتدبتني شعبة أبحاث السودان بكلية الآداب جامعة الخرطوم (معهد الدراسات الأفريقية) لعمل ميداني لنيل درجة الماجستير عن تراث شعب الكبابيش الرحل حتى ناظرهم. وأراد مدير الشعبة، أستاذنا بروف يوسف فضل حسن، أن يردف بهذا الشغل في أدب الكبابيش عملاً أنثروبولوجياً كاد طلال أسد (ابن محمد أسد العالم الإسلامي المعروف من منيرة حسين الشمري السعودية) أن يفرغ منه للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة هل ببريطانيا. وصار طلال نجماً أكاديمياً ثاقباً في الولايات المتحدة ذا كتابات في العلمانية لا مهرب منها. ومن أسف أنه لم يعد لمباحثه عن السودان بعد نشر كتابه "عرب الكبابيش" (١٩٧٠).
وما وقع التكليف عليّ حتى كان لقاء المرحوم حسن نجيلة، المعلم، أول مهامي لأفهم منه عن العالم الذي سيطرقه هذا الفتى المديني ممن اقتصرت علاقته ب"العرب، البادية" على التربص بهم في شارع المدينة ومشاغبتهم. وكان كتاب نجيلة "ذكرياتي في البادية" قد صدر وقتها وأشعل خيال الجيل عن أمة منا وليست فينا.
فسعيت إليه في ٢٧ نوفمبر ١٩٦٦ في مكتبه بصحيفة الرأي العام التي عمل فيها بعد تقاعده. وسألته فأجاب بسخاء. كان رحمه الله واحداً من أشرق أبناء جيله. ولا أعرف من ساقنا مثله بكتابه "ملامح من المجتمع السوداني" إلى أن نرتع في عشرينات الوطن وثلاثيناته مثله.
حواري معه:
سؤال: ما منزلة الغناء عندهم؟
• يطغى على كل أجه الحياة. خلال بناء المنازل بواسطة النساء. في ورود الماء. في لقيط القرض. في تقديم المعزات للرعي. وغناء خلال نشل الماء، وحين يجلس الرجال للشراب.
• -وأماكن رقصهم؟
• في الأعياد.
• الأغاني؟
• لهم غناء رقيص. وغناء هسيس. ودلوكة، ودوباي على ظهور الجمال.
سؤال: ما يضايق الكباشي في المدينة؟
• كيف يقضي الحاجة. فلا يطيق الكنيف ويراه قذراً. فيركب جمله كي يقضي حاجته. كما يضايقهم الأكل. فلا يحبون الأكل في المطاعم. فشراء الأكل عيب. فيشترون التمر بدلاً عنه. وأكلهم الدخن وإدامهم لحم شرموط.
سؤال: ما هي جوانب الحياة التي يسعدون بها؟
• النشوغ (وهو موسم بدء الخريف والرحلة) وهو موسمهم المثالي. وله تمجيد في أغانيهم. فحسهم بهذه الرحلة رفيع القدر ومحبب.
سؤال: ما زينتهم؟
• يحبون الريحة بنت السودان والصابون المعطر.
سؤال: ما انطباع الكبابيش عن مدرستك التي أقمتها بينهم؟ (كانت أوفدته مصلحة المعارف في الثلاثينات ليفتح مدرسة في فريق الشيخ علي التوم، النوراب، تترحل معهم(.
• المدرسة حيرتهم فهي خلوة وما خلوة. فالجديد فيها السبورة على شجرة أو حائط. وللتلاميذ كراسات بدل ألواح الخشب. وأقلام الرصاص والريشة والحبر. وباقي المظهر خلوة. وكانوا يتحلقون حولنا أحياناً يسمعون ما نردده في دهشة.
سؤال: من الفقراء بينهم؟
• أغلب الكبابيش على طريقة إبراهيم الكباشي ومن هؤلاء الشيخ علي التوم. وبعضهم على طريقة راجل أم مرح. ولا تجد بينهم طقوس الصوفية المعروفة. كما أن الزار غير معروف بينهم.
سؤال: من رواة التاريخ بينهم؟
• كان إبراهيم الفحيل. وقد توفي. وقد أخذ عنه المؤرخ محمد عبد الرحيم. وبعث مفتش دارفور (من كان المؤرخ محمد عبد الرحيم ضمن موظفيه) ما كتب المؤرخ إلى مفتش الكبابيش والناظر على التوم. وراجعته عليهم. وهو مرجع هام. (لاحقاً وجدت أن الفحيل تحدث إلى مفتش ما ونشر الحصيلة في مجلة السودان في رسائل ومدونات).
سؤال: هل توجد مجموعات بأغان الكبابيش؟
• جمع خواجة اسمه وات جملة منها وعرضها عليّ للمراجعة. ولمحمد التوم التجاني (معلم ووزير للتربية في دولة نميري) بحث في تحليل أصول اللهجة الكباشية احتفظ بنسخة منه.
• ما صدى كتابك "ذكرياتي في البادية" بينهم؟
• سعدوا به. ودعوني لتكريمي في مهرجان قبلي. ونشروا هذا في جريدة "كردفان". وتخلفت. شعرت بخجل أنه ربما يساء فهم حضوري المهرجان.

ونصحني في نهاية اللقاء بالاندماج التام في الحياة البدوية بلا ترفع. فهنا يكمن في رأيه ما أصيبه من نجاح وسطهم.
وهذا نصح كتب فن العمل الميداني ذاته. فتراني مثلاً لبست القميص والتوب طوال اقامتي بينهم.

ibrahima@missouri.edu

   

مقالات مشابهة

  • مصر تعزز جهودها المناخية.. وزيرة البيئة تستعرض أهم قرارات مؤتمر «COP29»
  • إدارة السدود: الوضع العام للسدود مستقر وجاهزية عالية لمواجهة المتغيرات المناخية
  • رئيس الوزراء: التغيرات العالمية تمثل تحديا أمام وضع خطط طويلة الأجل
  • رئيس الوزراء: التغيرات في العالم لا تعطي رفاهية لوضع خطط لفترات طويلة
  • حصاد 2024.. جهود وزارة البيئة فى مجال التغيرات المناخية 
  • معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية في مضارب الكبابيش
  • سويلم: دراسة هولندية مصرية لاستخدام طرق صديقة للبيئة في حماية الشواطئ
  • التغيرات المناخية وتأثيرها على زراعة الطماطم في مأرب… تحديات وفرص
  • مبادرة مناخية إقليمية لتعزيز دور الشباب في مواجهة التغيرات البيئية
  • قمح «هاتور» يبحث عن الذهب المنثور.. كيف تواجه السنابل الذهبية تأثير التغيرات المناخية؟