حميد العوفي: الفن التجريدي يجعلك ترى ذاتك وتقرأ مشاعرك بشكل مختلف كل مرة
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
يد خفية تمسك بطائرة ورقية، ورجل عجوز في آخر اللوحة بينهما مراهق متماهٍ في زرقة البحر، قصة حياة كاملة في لوحة، فهمت أولا أنها تحكي العوائق التي نرسمها لأنفسنا في خضم اتساع شاسع. ولكن الصورة أصبحت أوضح بعد أن شرحها لي الفنان التشكيلي حميد العوفي الذي يعرض أعماله الخاصة بالفن التجريدي منذ 22 أغسطس ولغاية 22 أكتوبر القادم في مقهى بسطة مجان بالعذيبة.
لم يشأ العوفي في البداية أن يكشف لي عن المعنى الذي ود إيصاله من اللوحة، فسِرُ الفن التجريدي -كما أوضح لي- يكمن في قراءتي لمشاعري الخاصة ضمن إطار مليء بالرموز، أفسرها كما أشاء. وأضاف: اللوحة ذاتها قد ترينها بشكل معين، وقد تُشعرك بإحساس يختلف عن المشاهد الذي بجوارك، وعن إحساسك ذاته إذا ما وقفتي أمامها في يوم آخر، وهو ما يدفعني للتمسك بالفن التجريدي وتفضيلي إياه عن الأنواع الأخرى.
وهكذا ظل العوفي يفك رموز كل لوحة من لوحاته السبع المعروضة في أرجاء المقهى والمرسومة خصيصًا لهذا المعرض، الذي يقدم خلاله أيضًا مجموعة من الورش الفنية التعليمية للراغبين بكشف أغوار الفن التجريدي والتعرف عليه عن قرب.
وحين سألته «لماذا الفن التجريدي بالذات؟»، أجاب: لأنه غامض، ويدفع الإنسان للتساؤل والتأمل، والتعمق في الرموز وفي نفسه، على عكس الفن الكلاسيكي والواقعي الذي ينقل الصورة كما هي تمامًا.
تُعبر لوحات العوفي عن الصراعات المشاعرية التي يعيشها الإنسان مع ذاته، وعند سؤاله عن ذلك، قال: تحكي أعمالي قصص الإنسان ومشاعره بالفعل، لأنها أكثر ما أستطيع التعبير عنه بعمق، وأكثر ما يمكن أن يلامس كل مشاهد لها. ولا أرسم عن قضية بعينها ليسطع اسمي على حسابها، لا أقول أن ذلك خاطئ، إنه لا يمثلني فحسب.
هل يعني ذلك، أنك تعبر عن أحاسيسك الخاصة فقط؟ سألته. «لا، غالبًا تبدأ قصة اللوحة بعد أن أمسك بالفرشاة، ويقودني في رحلة الرسم هذه موسيقى خاصة أو قصة فيلم شاهدته، وأظل أتأمل اللوحة لأيام حتى أقرر النهاية التي يجب أن تحملها». قُلت: وكيف تعرف أنك وصلت للنهاية؟ «ذلك شعور لا يمكن تحديده، ولكن عندما تكون اللوحة قد حملت المعنى الكامل الذي أود إيصاله ربما»، أجاب.
هل يرمز هذا اللون للفرح أم الأمل؟ هل وصلنا هنا للهدف، أم لا نزال في الرحلة؟. كان العوفي متفهمًا لفضولي حول لوحاته، وقد اعتاد على وابل الأسئلة هذه من زوار المقهى ضمن فضولهم حول الفن التجريدي الذي لم نعتد رؤيته بكثرة في ساحة الفنون العمانية. وقال: وجود اللوحات في مقهى يرتاده العامة بشكل مكثف ويومي يجعلهم يتساءلون حول هذا الفن، وهو أحد أهدافي من المعرض، كما أود تشجيع الشباب لتجربة الرسم التجريدي كأداة تفتح آفاقا أوسع للتعبير عن أفكارهم وإيصالها بشكل جديد ومثير للاهتمام.
ويطمح حميد العوفي إلى أن يقود البداية الحقيقية لفن الرسوم التجريدية محليًا بالإضافة إلى توسيع مشاركاته الخارجية، فبعد عرض لوحاته في معرض للفنون في فنلندا سيشارك الفنان التجريدي في معارض أخرى في البحرين والقاهرة، كما يخطط لافتتاح معرض خاص لعرض أعماله بشكل دائم ضمن مساحة تحتضن عشاق الفنون في سلطنة عمان بعد عام من الآن.
زيارة واحدة للمعرض المقام حاليًا في مقهى بسطة مجان ليست كافية، ولا يرجع ذلك للمعاني المتجددة التي تحملها اللوحات فقط، وإنما لإصرار الرسام بتغيير اللوحات باستمرار حتى ينتهي المعرض بعرض 25 لوحة مختلفة، تُمثل انعكاسات لا متناهية لمشاعر وأحاسيس الواقفين أمامها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حميد شامس: «دوري الكاراتيه العالمي» لا يقل قوة عن «المونديال»
علي معالي (أبوظبي)
أكد المهندس حميد شامس الأمين العام للاتحادين العربي والإماراتي للكاراتيه، مدير بطولة الدوري العالمي لشباب الكاراتيه بالفجيرة، أن نسخة «الفجيرة 2025» واحدة من أهم محطات الدوري العالمي للعبة، للفئات الصغيرة والشبابية حتى فئة تحت 21 عاماً، وأنها لا تقل قوة عن بطولة العالم للشباب، مشيراً إلى أن هناك العديد من المفاجآت تنتظر النسخة القادمة، التي ستقام خلال الفترة من 20 حتى 23 من فبراير 2025 على مجمع زايد الرياضي بالفجيرة.
وقال حميد شامس: «جولة الدوري العالمي بالفجيرة، المحطة الوحيدة التي ستقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لذلك تحمل الكثير من التحديات والطموحات للمشاركين من كافة دول العالم، ويترقبها الكثير من شباب اللعبة حول العالم، وأتوقعها نسخة قمة في المتعة والإثارة بين عشاق الكاراتيه من خلال التنافس في ضيافة الساحل الشرقي».
وأضاف: «إقامة البطولة تحت رعاية الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد إمارة الفجيرة، يعطيها الرونق الجميل والقوي في الاتحاد الدولي للكاراتيه، ويمنحنا الثقة في التنظيم، كما أن المتابعة الدقيقة لكل صغيرة وكبيرة يجعلنا نسعى دائماً إلى تقديم أفضل ما لدينا وجعلها نسخة استثنائيةدائماً».
وقال مدير البطولة: «نعمل بحسب رؤية وتنسيق مع اللواء «م» ناصر عبدالرزاق الرزوقي، رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي، نائب رئيس الاتحاد الدولي، حيث يحرص على تذليل كافة العقبات بالتنسيق مع كافة الجهات بإمارة الفجيرة والاتحاد الدولي للكاراتيه، وتسعى إمارة الفجيرة إلى تسخير كل الإمكانات لنجاح البطولة، وهو ما شهدناه في النسخ السابقة، وفي كل مرة يتم الإعلان عن استضافتها بالفجيرة نشهد رغبة عدد كبير من لاعبي العالم للتواجد في ضيافة الإمارات».
وتابع: «المفاجآت لن تكون فقط على بُساط البطولة بمجمع زايد الرياضي، بل ستكون في المدرجات، وهو ما سيجعل كل من يتابع البطولة يشهد ويلاحظ التغير الكبير في نسخة 2025، حتى نجعلها بالفعل تليق بكونها الوحيدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي أولى جولات الاتحاد الدولي للشباب في موسم الكاراتيه».
ونوه حميد شامس إلى أن هناك اجتماعات مستمرة بين جميع اللجان العاملة بالبطولة، مشيراً إلى أن عدد المتطوعين في هذه النسخة أكبر من النسخة الأخيرة، وقال: «هناك دور كبير للمتطوعين في جميع الأحداث الرياضية التي نقوم بتنظيمها، وهو عمل مجتمعي متميز منهم وتفاعل كبير مع بطولاتنا».