دون إصلاحات في دير الزور.. لا نهاية للعنف بين العرب وقسد
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
يستفيد كل من نظام بشار الأسد و"تنظيم الدولة" من القتال الراهن في محافظة دي الزور شمال شرقي سوريا بين العشائر العربية و"قوات سوريا الديمقراطية" الكردية (قسد)، حليفة الولايات المتحدة، بينما يُضر القتال بجهود التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، لمحاربة التنظيم، ولذلك يجب على التحالف التحرك سريعا لمعالجة هذا الملف، عبر المشاركة في إجراء إصلاحات عميقة، وإلا لن ينتهي العنف.
ذلك ما خلص إليه جريجوري وترز، وهو باحث غير مقيم في "معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI)، عبر تحليل "ترجمه "الخليج الجديد". والأحد، أعلنت السفارة الأمريكية في سوريا أنه تم عقد اجتماع لمسؤولين أمريكيين مع مجلس "قوات سوريا الديمقراطية" وزعماء العشائر العربية في دير الزور، لبحث التوتر في المحافظة والاتفاق على وقف العنف.
وقالت السفارة، في تغريدة، إن اللقاء حضره نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إثان جولدريتش، وقائد عملية "العزم الصلب" ضد "تنظيم الدولة" اللواء جويل فويل، وجرى "الاتفاق على أهمية معالجة مظالم سكان دير الزور، ومخاطر التدخل الخارجي في المنطقة"، مشددة على أهمية وقف تصعيد العنف في أقرب وقت ممكن؛ تجنبا لسقوط القتلى والجرحى بين المدنيين. وأودى القتال بحياة ما لا يقل عن 28 شخصا.
ولفت وترز إلى أن العنف اندلع بعد قيام "قوات سوريا الديمقراطية" باعتقال أحمد الخبيل (أبو خولة)، أمير عشيرة البكير وقائد مجلس دير الزور العسكري التابع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في 27 آب/أغسطس الماضي.
وقال إن "معظم الناس في دير الزور يعارضون بشدة نظام الأسد وتنظيم الدولة، وكلاهما ارتكب جرائم لا حصر لها ضد السكان، ومهما كانت مشاعرهم تجاه قوات سوريا الديمقراطية، فقد طلبوا لسنوات أن يشرك هذا التحالف القادة والمجتمعات المحلية (في إدارة شؤون دير الزور)".
وفي مارس/ آذار 2011، اندلعت في سوريا احتجاجات شعبية مناهضة لنظام الأسد طالبت بتداول سلمي للسلطة، لكن النظام شرع في قمعها عسكريا؛ ما زج بالبلاد في حرب أهلية مدمرة.
اقرأ أيضاً
اتفاق بين قسد والعشائر العربية على وقف العنف في دير الزور
خلايا النظام والتنظيم
و"من المرجح أن العديد من الخلايا النائمة التابعة للنظام وتنظيم الدولة قد انضمت إلى القتال، إما بتصوير نفسها كمقاتلين قبليين أو بشن هجمات خاصة بها، ومع ذلك لا يمكن إنكار أن الغالبية العظمى من القتال (ضد قوات "قسد") يجري من جانب السكان المحليين العاديين"، بحسب وترز.
وشدد على أنه "يجب أن ينتهي القتال بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية، لكن لا يمكن أن نتوقع من سكان دير الزور قبول الظروف التي أدت إلى هذا الوضع في المقام الأول، ما يضع الولايات المتحدة والتحالف الدولي في موقف حساس، فلواشنطن مصلحة في وقف العنف، حتى لو كان ذلك يستلزم التوسط بين الجانبين".
وتابع أن "استمرار وجود التحالف الدولي في شمال شرقي سوريا وشراكته مع قوات سوريا الديمقراطية يعتمد على مهمة مكافحة تنظيم الدولة، وبالتالي فإن المخاوف بشأن استفادة تنظيم الدولة من هذه الأزمة يجب أن تكون ذات أهمية قصوى".
"وبهذا المعنى، فإن أي حل جزئي ينهي القتال ولكنه لا يعالج القضايا الأساسية لن يؤدي إلا إلى تعزيز خلايا تنظيم الدولة، فإذا عادت قوات سوريا الديمقراطية ببساطة كحكام بالقوة، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى "سيناريو درعا" (جنوب)، حيث تكون خلايا تنظيم الدولة قادرة على استغلال الكراهية المحلية والوجود الأمني الضعيف للاختباء والعمل بين المتمردين من المجتمعات المحلية"، كما أضاف وترز.
اقرأ أيضاً
قوات قسد تسيطر على بلدات جديدة في دير الزور وتفرض حظرا للتجوال
مطلوب إصلاحات عميقة
وترز حذر من أن "التحالف الدولي قد يفقد بشدة القدرة على بناء شبكات استخبارات محلية فعالة لاجتثاث قادة تنظيم الدولة".
واعتبر أن "الحل الكامل لهذا الصراع يتطلب من التحالف أن يفعل ما تجنبه صراحة لسنوات، وهو الانخراط مع الإدارة الكردية في إصلاحات سياسية وإدارية عميقة".
وزاد بأن "الأزمة الحالية غير مسبوقة وتؤثر بشكل مباشر على مهمة مواجهة تنظيم الدولة وكذلك على قدرة التحالف على العمل بفعالية. ومهما كان المسار الذي سيتخذه التحالف، فعليه أن يتذكر أن ثورة دير الزور ليست ثورة ضد التحالف أو لصالح جهة خارجية أخرى".
و"هذه الثورة هي نتيجة لسنوات من التوترات المتزايدة بشأن سوء المعاملة والفساد من قِبل السلطات المحلية والمركزية"، كما أردف وترز.
وشدد على أن "هذه التوترات ليست مقتصرة على دير الزور، فقد ظهرت في كل من المجتمعات العربية والكردية في شمال شرقي البلاد بطرق أقل عنفا في السنوات الأخيرة".
ومىض قائلا إن "سنوات من تجاهل هذه القضايا الداخلية تعيق الآن بشكل واضح قدرة التحالف على محاربة تنظيم الدولة، وربما يؤدي العنف في دير الزور في النهاية إلى إنشاء هيكل حكم وأمن أكثر مرونة".
اقرأ أيضاً
ارتفاع حصيلة اشتباكات "قسد" وقبائل عربية في سوريا لـ28 قتيلا
المصدر | جريجوري وترز/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: سوريا دير الزور العشائر العربية قوات سوريا الديمقراطية عنف قوات سوریا الدیمقراطیة التحالف الدولی تنظیم الدولة فی دیر الزور
إقرأ أيضاً:
قوات سوريا الديمقراطية تعترف لأول مرة بوجود مقاتلين أجانب وتعرض مغادرتهم
قال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) -التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- إن المقاتلين الأكراد الذين قدموا إلى سوريا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط لدعم القوات الكردية السورية سيغادرون إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المواجهة مع تركيا بشمال سوريا.
ويمثل انسحاب المقاتلين الأكراد غير السوريين أحد المطالب الرئيسية لتركيا التي تعتبر الجماعات الكردية في سوريا تهديدا لأمنها القومي وتدعم حملة عسكرية جديدة ضدهم في الشمال.
وتصاعدت الأعمال العدائية منذ الإطاحة ببشار الأسد قبل أقل من أسبوعين، إذ استولت تركيا والجماعات المسلحة السورية التي تدعمها على مدينة منبج من قوات سوريا الديمقراطية في 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وتعليقات عبدي هي المرة الأولى التي يؤكد فيها أن المقاتلين الأكراد غير السوريين -بمن في ذلك أعضاء حزب العمال الكردستاني- جاؤوا إلى سوريا لدعم قواته خلال الصراع السوري.
عبدي: لا روابط لنا مع "الكردستاني"
وقال عبدي لوكالة رويترز إنه على الرغم من قدوم مقاتلين من حزب العمال الكردستاني إلى سوريا فإنه لا توجد روابط تنظيمية بين الحزب وقواته.
وأشاد عبدي بالمقاتلين غير السوريين الذين ساعدوا قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية على مدى العقد الماضي.
إعلانوقال إن بعضهم عادوا إلى ديارهم على مر السنين، وبقي آخرون للمساعدة في محاربة تنظيم الدولة، وإن الوقت قد حان لعودتهم إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأضاف عبدي "هناك وضع مختلف في سوريا، نحن الآن نبدأ مرحلة سياسية، ويجب على السوريين حل مشاكلهم بأنفسهم وتأسيس إدارة جديدة".
ومضى قائلا "نظرا للتطورات الجديدة في سوريا فقد آن الأوان لعودة المقاتلين الذين ساعدونا في حربنا إلى مناطقهم ورؤوسهم مرفوعة".
وتصنف تركيا والولايات المتحدة ودول أخرى حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية، كما تنظر أنقرة إلى الفصائل الكردية الرئيسية في سوريا على أنها امتداد للحزب.
وتتوسط الولايات المتحدة -التي ترى قوات سوريا الديمقراطية شريكا رئيسيا في مواجهة تنظيم الدولة- لوقف القتال بين تركيا والجماعات العربية السورية التي تدعمها وبين قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس الأربعاء إن وقف إطلاق النار حول منبج تم تمديده حتى نهاية الأسبوع، لكن مسؤولا في وزارة الدفاع التركية قال اليوم الخميس إنه لا يوجد حديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع قوات سوريا الديمقراطية.
وخلال الأيام الماضية دفعت قوات المعارضة السورية التابعة للجيش الوطني بأرتالها باتجاه مدينة منبج في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وشنّت في اليوم التالي هجوما منسقا تحت مظلة غرفة عمليات "فجر الحرية" بهدف استعادة السيطرة على المدينة بعد نجاحها في السيطرة على تل رفعت، وذلك بالتزامن مع إسقاط فصائل أخرى نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في دمشق.
دعوة لحمل السلاح
وقد دعت قوات سوريا الديمقراطية سكان عين العرب (كوباني) شمالي سوريا إلى حمل السلاح، مؤكدة أنها ستقاتل تركيا والمعارضة السورية التي تحاول السيطرة على المدينة.
وفي بيان أصدرته اليوم الخميس اتهمت "قسد" تركيا بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار الذي أعلنت واشنطن تمديده بين الطرفين حتى نهاية الأسبوع.
إعلانوجاء التمديد في ظل تقارير عن استعداد فصائل سورية معارضة مقربة من تركيا لشن هجوم على عين العرب الحدودية الخاضعة للسيطرة الكردية والواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا شمال شرق منبج التي سيطرت عليها المعارضة قبل أيام.
واعتبرت "قسد" أن تركيا وحلفاءها لم يلتزموا بهذا القرار (وقف النار) ويستمرون في هجماتهم على الجبهة الجنوبية لعين العرب، وأكدت أنها لن تتردد في التصدي لأي هجوم أو استهداف للمنطقة.