مع حلول شهر أيلول وبعد أشهر من العطلة الصيفية بكل مشاريعها التي من المرجّح أن يغيب عنها الإنضباط والقواعد، فان العودة إلى المدارس ليست بالأمر السهل بالنسبة لكثيرين. وفي حين أننا نظنّ أن الأطفال هم وحدهم من سيعيشون هذه الصعوبة، إلا أن للأهل حصّة من هذه المغامرة على حدّ سواء. فكيف يمكن تهيئة الأطفال وذويهم من الناحية النفسية لتسهيل "مشقّة" العودة إلى المدرسة؟ 

أسباب قلق الأطفال 
القلق بالنسبة للأهل وأولادهم أمر متوقع وطبيعي إلى حدّ ما مع نهاية فصل الصيف، على ما تؤكّد الإختصاصية في علم النفس العيادي والأستاذة الجامعية كارول سعادة.

 

سعادة، وفي حديث لـ"لبنان 24"، لفتت إلى أن هذا القلق قد يتزايد خاصة في حال تغيير المدرسة أو المؤسسة التعليمية التي يرتادها الطفل، أو في حال كانت سنته المدرسية الأولى، وحتى في حال خوض التلميذ تجارب سابقة شكّلت أذية له خلقت مخاوف لديه تتعلّق بالمدرسة على غرار التنمّر. 

وشددت سعادة على أن مشاعر القلق والخوف التي يعيشها الطفل قد ترتبط بمعرفته أنه سيلتقي بأشخاص جدد، غرباء بالنسبة له كالمعلّمات أو الأساتذة الجدد، كما أنه يقلق بالنسبة للنظام المدرسي ككلّ، فضلاً عن خوفه من عدم تحقيق نتائج جيّدة حين يتعلّق الأمر بالواجبات والإختبارات المدرسية. 

إلى ذلك، عزت سعادة الخوف الذي يعيشه الأطفال الأصغر سناّ بشكل خاص، من قلقهم من عدم إيجاد صفّهم أو التيه في أروقة المدرسة، فضلاً عن قلق الإنفصال عن الأهل، أو ببساطة رهاب المدرسة الذي يبدو من خلال البكاء الشديد أو علامات جسدية أخرى على غرار ارتفاع الحرارة ومشاكل في الجهاز الهضمي وسواها. 

وكشفت أن قلق الأهل في الكثير من الأحيان قد ينتقل إلى أولادهم حيال المدرسة، إذ يصوّرونها لهم بأنها مكان سوداوي وبشع، ويعود ذلك إلى تجارب خاضوها هم بأنفسهم خلال تجربتهم المدرسية، فتعود وتطفو على السطح بشكل واعٍ أو غير واعٍ. 

ولفتت سعادة إلى أنه لا شكّ أن العودة إلى الروتين والنظام، خاصة إذا كان غائباً تماماً خلال العطلة الصيفية، كالإستيقاظ في وقت مبكر والتقليل من السهر والحدّ من ساعات الترفيه على الأجهزة التكنولودية، من شأنه أن يشكّل تحدياً كبيراً للأهل الأطفال على حدّ سواء،  داعية إلى إعادة الروتين المدرسي قبل حوالى أسابيع من انتهاء العطلة. 

نصائح لتخطي القلق 
 وفي حين أوضحت سعادة أن مشاعر القلق هذه من المتوقع أن تختفي أو تتقلص بعد مرور شهر على بداية العام الدراسي، أشارت إلى أن بعض النصائح تساعد على التخفيف من حدتها ومنها، خلق روتين ونظام في المنزل خلال العطلة الصيفية، مع التشديد على راحة الطفل والتأكد من نيله قسطاً وفيراً من النوم مع تغذية سليمة، فضلاً عن اصطحاب الطفل لشراء المعدّات التي يحتاجها وأن يختارها بنفسه. 

أما في حال كانت هذه سنة الطفل المدرسية الأولى، فنصحت سعادة بأن يصطحبه الأهل معهم إلى المدرسة كي يتعرّف إليها خلال مراحل التسجيل وشراء الحاجيات، مع ضرورة إطلاعه على مكان صفّه الجديد والمرور من طريق المدرسة أكثر من مرة قبل بدايتها كي يعتاد عليه، والتحدث معهم عن مخاوفهم وطمأنتهم أنهم بأمان مع الطاقم المدرسي، ومن هنا ضرورة التواصل الدائم مع المدرسة بطريقة صحية. 

ماذا عن الأهل؟ 
إلا أن القلق في لبنان له أسباب عدّة بحسب سعادة، التي أشارت إلى أن الوضع الراهن خاصة على الصعيد الإقتصادي، يشكّل ضغطاً كبيراً بالنسبة للأهل الذين باتوا في دوّامة لا تنتهي من الأسئلة عمّا إذا كانوا سيستطيعون تلبية حاجات أولادهم المدرسية بالإضافة إلى النشاطات غير المدرسية والعلاقات الإجتماعية التي تفرضها المدرسة عليهم. 

وقالت: "شخصية الأهل تلعب دوراً كبيراً في إدارة مسألة القلق وإبعاده عن الجوّ العائلي"، مشددة على أنه في حال وجد التوتر بمنسوب عالٍ في مختلف نواحي حياة الأهل، من البديهي أي يزيد مع عودة المدارس وكل الظروف التي تزيد من القلق وأن ينعكس سلباً على العائلة ككل. 

ودعت سعادة الأهل إلى التخفيف عن أبنائهم من خلال عدم تخويفهم من صعوبة العام الدراسي، أو التفوّه بعبارات قاسية لهم عن المدرسة، مشددة على أن حب الأهل لأبنائهم لا يجب أن يرتبط أبداً بالعلامات التي ينالونها في الصف، بل بالعكس إذا ما أوحوا بذلك لأطفالهم، فمن المرجح أن يكونوا هم سبب نفور الصغار من التعليم ككلّ. 

وفي الختام، شددت سعادة على أهمية انتباه الأهل للتنمر في حال كان أطفالهم يتعرضون له، أو في حال كان طفلهم متنمراً على زملائه، داعية للتواصل الدائم مع المدرسة والمعالج النفسي فيها بهذا الشأن. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بداية 2025.. تفاصيل العودة الجديدة لـ أسامة كمال ولميس الحديدي على الشاشة

مثَّل 2025 عام «العودة» لأبرز الإعلاميين والظهور مرة أخرى، بعد فترة توقف، إما على الشاشة المحلية أو العربية، أو عقب التوقف لفترة من الوقت بناء على قرار شخصي من البعض أو بقرار من المجلس الأعلى للإعلام للبعض الآخر، أو قرار القناة.

رغم تألقه اللافت.. لماذا يرفض الأهلي تفعيل عقد يحيى عطية الله؟بعد قرار البنك المركزي.. هل تغير عائد شهادات الادخار بتثبيت أسعار الفائدة؟أسامة كمال يعود لبرنامج «مساء DMC» من جديد

يعود الإعلامي أسامة كمال، من جديد على شاشة قناة  DMC، بعد فترة غياب من خلال برنامجه «مساء DMC» خلال الأيام القليلة المقبلة، مع بداية العام الجديد 2025.

وقدم أسامة كمال مساء دي إم سي مع بداية انطلاقة القناة، وظل يقدمه لفترة طويلة، حتى غادر المحطة إلى برنامج 90 دقيقة على فضائية المحور، حيث تنقل كمال بين عدد من القنوات الفضائية، منها الفضائية المصرية قبل أن ينتقل لقناة القاهرة والناس ليقدم برنامج القاهرة 360 مساء كل خميس وجمعة من كل أسبوع.

وكشفت قناة dmc عن البرومو الجديد لبرنامج "مساء dmc"، حيث بدأ أسامة كمال البرومو، بمقولة: «لا شيء سيختفي لمجرد أنك لا تريد أن تراه.. إغماض عينيك وسد أذنيك لن يوقف الزمن.. أبق عينيك مفتوحتين على وسعهما.. الجبان فقط هو من يغمض عينيه».

وخلال البرومو أيضا تم اختيار مجموعة من كلمات أسامة كمال التي تعبر عن هوية البرنامج، منها «أرجوكم قبل ما تصدقوني وتصدقوا غيري راجعونا كلنا، مبقيناش ناقصين جهل وربع القرن الواحد والعشرين قرب يخلص»، و«خلينا نبقى متوافقين ومترابطين»، و«مشاكلنا لو اتعمينا عنها وقلنا هاتتحل هانفتح عينينا نلاقيها بقت أسوأ لأننا سيبناها من غير حل»، و«شايف تغيير للأحسن في ظرف في منتهى الصعوبة محتاجنا كلنا»، و«تذكر إن الله يكلفك بقدر ما يعطيك»، و«تبقى مصر خط أحمر أمام الجميع»، قبل أن يختم البرومو بجملة «أنا المواطن أسامة كمال مذيع يبحث عن الحقيقة قدر استطاعته وينقلها بأكبر قدر من الصدق».

طرابزون حدد سعره.. تفاصيل عودة تريزيجيه إلى الأهلي بسبب كأس العالمرغم تهديده بعقوبة وغرامة.. جروس يطالب الزمالك بصفقات جديدةإستئناف برنامج «كلمة أخيرة» لـ لميس الحديدي

بعد فترة توقف دامت 5 أشهر تقريبا، أعلنت قناة on عن استئناف برنامج "كلمة أخيرة"، خلال الفترة المقبلة، حيث من المتوقع عودته في مطلع العام الجديد.

وطرحت قناة "ON" برومو جديد لبرنامج "كلمة أخيرة"، نوهت خلاله الإعلامية لميس الحديدي عن عودتها خلال الفترة القليلة المقبلة، ومن المقرر أن يتم تقديم البرنامج في مواعيده من السبت إلى الثلاثاء، وتناقش من خلاله كثير من القضايا ومستجدات الأحداث، كما تحاور صناع الأحداث في جميع المجالات.

وتعود الإعلامية لميس الحديدي لجمهورها، من خلال برنامجها بمحتوى جديد يغطي كل الأحداث الجارية محليا وإقليما ودولياً، وتناقش من خلاله أهم القضايا والملفات التي تشغل اهتمام الشارع المصري وجمهور المشاهدين، من قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وفنية ورياضية.

مقالات مشابهة

  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • انطلاق برنامج لقاء الجمعة للأطفال من مسجد "عبده" بقرية المتيني بكفرالشيخ
  • بداية 2025.. تفاصيل العودة الجديدة لـ أسامة كمال ولميس الحديدي على الشاشة
  • شرطة عجمان تكمل استعداداتها لضمان تعزيز الأمن والنظام خلال احتفالات استقبال العام الجديد 2025
  • من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم
  • أستاذ علوم سياسية: تهديدات اليمن تطال الأمن والاقتصاد في مركز إسرائيل
  • أستاذ علوم سياسية: تهديدات اليمن تطال الأمن والاقتصاد في إسرائيل
  • رحلة في عوالم القصص الخيالية بـقرية الأطفال في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض
  • نصائح لتقليل التوتر والقلق خلال فترة الامتحانات.. «صاحبوا أولادكم»
  • مدير تعليم الفيوم يُكرم طالبتين بالإذاعة المدرسية للأداء المتميز في التقديم وإلقاء الشعر