يشكل اقتصاد الفضاء ركيزة أساسية في مسيرة الإمارات للخمسين المقبلة، لبناء اقتصاد متنوع يعزز تنافسية الدولة، عبر تبني تقنيات التكنولوجيا المتقدمة، بما يرسخ مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للاستثمار والابتكار والمواهب المتخصصة في تطبيقات وعلوم الفضاء.

ويستعرض التقرير التالي، جهود الإمارات في بناء اقتصاد فضاء تنافسي، حيث تخطت قيمة استثماراتها فيه 22 مليار درهم، ممثلة في أنظمة الاتصالات الفضائية، واستكشاف الأرض والفضاء، وخدمات نقل البيانات، والبث التلفزيوني عبر الفضاء، والاتصالات الفضائية المتنقلة وغيرها.

مركز إقليمي 

وتعد الإمارات مركزاً إقليمياً لخدمات الفضاء والفعاليات والبرامج التعليمية المتخصصة في الفضاء، مع مواصلة تعزيز الاستثمار في العلوم والتقنيات العالية، والتكنولوجيا المتقدمة، حيث ارتفع حجم الإنفاق التجاري على اقتصاد الفضاء في الإمارات إلى 10.9 مليارات درهم في 7 سنوات في نهاية 2020، فيما نمت الاتفاقيات التعاقدية للخدمات والتطبيقات الفضائية 40 % في العام ذاته.
ويشمل اقتصاد الفضاء في الإمارات 10 قطاعات توفر إمكانات الاستثمار الأكبر في الدولة تشمل، تعدين الفضاء، والمحطات الفضائية، وشركات الفضاء والاستدامة وإعادة التدوير في الفضاء، والمستوطنات، والسياحة الفضائية، وتصنيع وأكاديميات الفضاء.
ومن المتوقع أن ترتفع قيمة قطاع الفضاء في العالم إلى أكثر من تريليون دولار بحلول 2040 ما يمثل "قفزة عملاقة" في اقتصاد الفضاء الجديد.

صندوق استراتيجي

وأعلنت الإمارات في العام الماضي تأسيس صندوق استراتيجي متخصص لدعم قطاع الفضاء في الدولة، بـ 3 مليارات درهم يعمل على توفير الموارد المالية وحوكمة إدارتها، وبما يتواءم مع توجه الدولة لإيجاد حلول بديلة ومبتكرة، لتمويل المشاريع وتنمية القطاع بمشاركة القطاع الخاص.
وأطلقت الإمارات في العام الماضي أول منطقة فضاء اقتصادية في الدولة في مدينة "مصدر" لإقامة منظومة أعمال متكاملة، لدعم الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وبناء القدرات الوطنية في مجال الفضاء والمساهمة في النمو الاقتصادي على مدى الخمسين المقبلة.
ويتيح برنامج مناطق الفضاء الاقتصادية، إطاراً مستداماً وفعالاً لتيسير الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، وبناء بيئة عمل جذابة ومتكاملة للشركات المحلية والعالمية، ودعم نمو تقنيات وخدمات الفضاء الوطنية، وتحفيز الابتكار، واعتماد التقنيات المتقدمة، ودعم إنشاء الشركات الناشئة المحلية، وتسريع نموها، إذ يعد الفضاء وجهة واعدة لنمو الأعمال ودعم الاقتصاد الوطني على مدى الخمسين المقبلة.
وتعكس هذه الجهود الرائدة عالمياً للإمارات، في قطاع الفضاء الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة لتطوير اقتصاد الفضاء، انطلاقاً من دوره المتنامي باعتباره من القطاعات الحيوية التي تمكّن الحكومات من تنويع اقتصادها، وتعزّز الاستفادة من الحلول التكنولوجية التي يقدمها في مختلف المجالات، ما يفتح المجال أمام فرص اقتصادية وعلمية واستثمارية غير مسبوقة.
ويشهد اقتصاد الفضاء في الإمارات آفاق نمو واعدة، حيث تعمل فيه 57 شركة وكياناً  في الدولة، فيما بلغ حجم دعم القطاعين العام والخاص لبرنامج الفضاء الإماراتي أكثر من 5.4 مليارات دولار، في حين تخطت قيمة سوق الشحن، والخدمات اللوجستية في الإمارات 3 مليارات درهم حيث تعتبر صناعة الفضاء واحدة من القطاعات الواعدة فيها، وركيزة للنمو الاقتصادي المستدام.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الإمارات فی الدولة

إقرأ أيضاً:

ضخ استثمارات سعودية في مصر بـ 5 مليارات دولار كمرحلة أولى

استقبل الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودي، رئيس مجلس وزراء المملكة العربية السعودية، مساء اليوم بالعاصمة السعودية الرياض، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لبحث عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وذلك بحضور أحمد كجوك، وزير المالية، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والسفير أحمد فاروق، سفير مصر لدى الرياض، فيما حضر اللقاء من الجانب السعودي كل من:  الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، والدكتور عصام بن سعيد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى، والدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة، والمهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار، ومحمد الجدعان، وزير المالية، و ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة، والسفير صالح الحصيني،  سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر.

ونقل رئيس الوزراء تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مُشيدًا بمتانة العلاقات التي تجمع بين القاهرة والرياض وأواصر الأخوة التي تربط الشعبين الشقيقين.

وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالتطور الكبير الحاصل في المملكة ضمن الجهود المبذولة لتنفيذ رؤية السعودية 2030، مُثمنًا ما شهدته المملكة من تطور وتنوع كبير في مجال العمران والتنمية بوجه عام، واصفًا ما يحدث في المملكة بأنه تطور غير مسبوق.

قضايا الأمة العربية

وأكد رئيس الوزراء الدور البارز الذي يلعبه صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان في تحقيق تنمية حقيقية لصالح الشعب السعودي، فضلًا عن دوره المهم في خدمة قضايا الأمة العربية.

وأكد أن زيارته الحالية للمملكة والوفد الوزاري المرافق له تستهدف دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين بلدينا الشقيقين، مُشيدا بالتعاون الوثيق بين الجانبين في شتى المجالات، ومُرحبًا من جهة أخرى بالانتهاء من إعداد بنود اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المصرية السعودية على المستوى الفني، لافتا إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات الدستورية خلال الفترة المقبلة من أجل التجهيز لتوقيعها والتصديق عليها.

وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة المصرية نجحت في إنهاء أغلب مشكلات المستثمرين السعوديين في مصر، حيث تم التوصل إلى حلول لنحو 90 مشكلة من التحديات التي تواجه المستثمرين السعوديين، ويتبقى 14 منازعة فقط سيتم العمل على حلها خلال الفترة المقبلة.

و استعرض رئيس الوزراء جهود الحكومة المصرية لتوفير الموارد اللازمة لقطاع الكهرباء، وزيادة المصادر وتنويعها من الطاقات الجديدة والمتجددة، منوها في هذا الصدد إلى خطة الربط الكهربائي مع المملكة قبل حلول الصيف المقبل.

وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالتعاون القائم بين الحكومة المصرية وشركة "أكوا باور" السعودية باعتبارها من كبار المنتجين للطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية المياه بأقل تكلفة.

وخلال اللقاء، تطرق رئيس مجلس الوزراء إلى الأزمات الإقليمة الحالية وتداعياتها على مصر، خاصة أمن الملاحة في البحر الأحمر، بجانب تزايد عدد المهاجرين واللاجئين إلى مصر، وهو ما يلقي بتبعاته على الاقتصاد المصري.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي توافق الرؤى والمواقف المصرية السعودية بشأن القضايا الإقليمية المختلفة.

بدوره، أعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن تطلعه لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة ومقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتناول ولي العهد السعودي جهود المملكة العربية السعودية في تنفيذ رؤية 2030.

وأشاد الأمير محمد بن سلمان بالدور المهم الذي تلعبه العمالة المصرية في النهضة الحالية التي تشهدها المملكة، متوقعا زيادة هذه الأعداد فى الفترة المقبلة.

وخلال اللقاء، أعلن ولي العهد السعودي عن قيامه بتوجيه "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي للقيام بضخ استثمارات في مصر بإجمالي 5 مليارات دولار كمرحلة أولى.

وأعرب عن تطلعه لعقد الاجتماع الأول للمجلس التنسيقي بين الجانبين، خلال شهر أكتوبر المقبل، بعد التنسيق بين الجانبين.

وثمن الجهود المبذولة لحل مشكلات المستثمرين السعودية خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أهمية تسوية النزاعات التجارية المتبقية الخاصة بالمستثمرين السعوديين، بما يشجع على المزيد من الاستثمار السعودي في مصر.

كما أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أهمية الربط الكهربائي بين مصر والمملكة، معربا في هذا الشأن عن تطلعه لتقديم المزيد من التسهيلات اللازمة للشركات العاملة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر.

وتناول ولي العهد السعودي الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية بالتعاون مع مصر في احتواء الأزمات الإقليمية، سواء الحرب في قطاع غزة أو اليمن أو أمن الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدا توافق الرؤى فى مختلف هذه الملفات.

وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن دعمه للجهود المصرية في التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا أهمية دور كل من مصر والسعودية في خدمة القضايا العربية.

مقالات مشابهة

  • قيادي بـ«مستقبل وطن»: ضخ 5 مليارات دولار استثمارات سعودية في مصر قرار يدعو للفخر
  • تصل لـ 50 مليار جنيه.. استثمارات ضخمة لتنفيذ 26 مشروعًا جديدًا بشبكة طرق الإسكندرية
  • الإمارات السادسة عالمياً في نمو إنفاق السياح الدوليين
  • "صناعات الطاقة": استثمارات الإمارات في الطاقة النظيفة تعزز ريادتها عالمياً
  • خبير اقتصادي: ضخ استثمارات سعودية بـ5 مليارات دولار في مصر الفترة المقبلة
  • ولي العهد السعودي يوجه بضخ استثمارات عاجلة لدولة عربية بقيمة 5 مليارات دولار
  • طنجة تتحول إلى وجهة عالمية لصناعة السيارات الكهربائية.. استثمارات ضخمة ومشاريع عملاقة
  • ضخ استثمارات سعودية في مصر بـ 5 مليارات دولار كمرحلة أولى
  • ولي العهد السعودي: ضخ 5 مليارات دولار استثمارات في مصر كمرحلة أولى
  • مركز محمد بن راشد للفضاء يناقش أحدث مستجدات المشاريع الفضائية