انقلاب الغابون يشكل تهديداً جديداً للديمقراطية في إفريقيا
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
وعد الجنرال في الجيش الغابوني بريس أوليغي نغيما الذي نصب نفسه رئيساً للبلاد، "بطيّ صفحة" أكثر من نصف قرن من "الحكم السيء" لعائلة علي بونغو أونديمبا، الرئيس الذي تم خلعه من منصبه الأسبوع الماضي.
تسبب سوء الحكم والفساد في أعلى السلطة بمعاناة الكثيرين
ولكن صحيفة "غارديان" البريطانية تقول إن هذه البداية الجديدة قد تتحول وهماً، نظراً إلى أن نغيما هو ابن نسيب بونغو.
وبصفته مساعداً شخصياً للرئيس الراحل عمر بونغو والد الرئيس المخلوع علي بونغو، فإن نغيما كان يتمتع بنفوذ في دوائر الحكم بالغابون، لكن عندما تولى علي بونغو الرئاسة بعد وفاة والده عام 2009، جرى تهميش نغيما إلى حد كبير.. ويبدو أن الود تبدد بين بونغو الابن والرجل الذي كان مقرباً من والده، ووفر الجدل حول الانتخابات الرئاسية التي أجريت الشهر الماضي، لنغيما الفرصة التي كان ينتظرها.
أمر غير مقبولوأياً تكن الديناميكيات المحلية لعائلة بونغو، فإن حقيقة أن ثمة حكومة إفريقية أخرى تخلع بالقوة العسكرية، تدعو إلى التساؤل.. ويتعين على المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إيكواس" والاتحاد الإفريقي والأسرة الدولية، إبلاغ نغيما أن عزمه على أداء اليمين "رئيساً انتقالياً" اليوم هو أمر غير مقبول، ويجب إتاحة الفرصة لشعب الغابون لاختيار رئيسه المقبل ديمقراطياً من دون تأخير.
The coup in Gabon poses a new threat to democracy in Africa | Observer editorial https://t.co/dInREanNtF
— The Observer (@ObserverUK) September 3, 2023ولفتت الصحيفة إلى أن الأكثر ازعاجاً في اضطرابات ليبرفيل هو أن الغابون، الدولة الغنية باحتياطات نفطية كبيرة مع 2.3 مليون نسمة، كان يفترض أن تكون مزدهرة نسبياً.. ومع ذلك، تسبب سوء الحكم والفساد في أعلى السلطة، بمعاناة الكثيرين، ويشير البعض بإصبع الإتهام إلى فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، التي عززت مصالحها التجارية الواسعة، من جشع النخبة الحاكمة في الغابون.
نموذج مقلقوينسجم الانقلاب مع نموذج مقلق في أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، التي عانت من سلسلة من الانقلابات العسكرية منذ 2020، بما في ذلك في مالي وغينيا وبوركينا فاسو والتشاد والسودان ومؤخراً في النيجر.. وأحد القواسم المشتركة هو التركيبة السكانية، فكل هذه البلدان تشهد نمواً سكانياً سريعاً، والمزيد من الأجيال الشابة.. وفي إفريقيا، يبلغ المعدل الوسطي للعمر 19 عاماً.. وبالمقارنة، يبلغ متوسط العمر لدى القادة الأفارقة 63 عاماً.
وترى "غارديان" أن تزايد الضغوط المطالبة بالتغيير من جيل الشباب الذين يقطنون في المدن أمر طبيعي، حتى ولو كان ثمة مؤسسات جديرة بالثقة.. وتظهر الاستطلاعات أن الشبان الأفارقة يتعطشون للديمقراطية الحقيقية، ومع ذلك فإن الكثيرين منهم يدعمون الانقلابات العسكرية إذا ما أخفق كل شيء.. ويتعرض التغيير الإيجابي للعرقلة، بسبب الفقر المتأصل والتغير المناخي وعدم الأمان الغذائي والصحي، والنزاعات، وخصوصاً تأثير الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل.
فضيحة الانتخاباتوحتى لو عانت البلدان الإفريقية مؤخراً من الانقلابات، فإن الحكم الديمقراطي معلّق على خيط رفيع.. وفضيحة الانتخابات المزورة في زيمبابوي هي المثال الأحدث على هذه الأزمة، كما أن الناس في أوغندا وجنوب إفريقيا وأنغولا وإثيوبيا لديهم كل الأسباب للاستغراب من تصرفات قادتهم.. وفي الوقت نفسه، يرتبط شبح المديونية بالنمو المتدني والتضخم والوباء وأسعار الفائدة الغربية المرتفعة.
المفارقة هي أنه على الرغم من كل المشاكل، فإن إفريقيا النابضة بالحياة والموهوبة والغنية بالثروات هي المستقبل في كثير من النواحي.. وهذا الاحتمال مضافاً إليه القلق المتزايد حيال الهجرة الجماعية، والأمن الصحي العالمي، وانتشار الإيديولوجيا المتشددة وتصاعد نفوذ الصين وروسيا هناك، يفترض أن يجعل من التطوير الجذري لعلاقات الغرب مع القوة الإفريقية في القرن الحادي والعشرين، في مصلحة الجميع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر
إقرأ أيضاً:
الشيباني: سوريا لن تمثل تهديدا لأي دولة بما فيها إسرائيل
جدد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني٬ التأكيد على أن دمشق لا تشكل تهديداً لأي دولة، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي.
ووصف الشيباني الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا بأنها تهديد مباشر للاستقرار، تقوّض جهود إعادة الإعمار، وتقف عقبة أمام إحلال السلام.
وطالب مجلس الأمن بممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي السورية، مجدداً التأكيد على أن سوريا لا تشكل تهديداً لأي دولة، بما في ذلك دولة الاحتلال.
في سياق آخر، قال خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي إن رفع العلم السوري الجديد أمام مبنى الأمم المتحدة لم يكن سوى ثمرة لتضحيات جسام قدمها الشعب السوري في سبيل نيل حريته، معتبراً أن هذه اللحظة تجسّد انتصار إرادة الشعوب، وتُتوَّج مسيرة الثورة السورية نحو الحرية والكرامة.
وأكد الشيباني، أن حضوره في هذا المحفل الدولي يمثل سوريا الجديدة، التي تسعى إلى ترسيخ السلام وتحقيق العدالة لكل من تضرر من ممارسات النظام السابق.
وأضاف أن الحكومة الحالية منحت للمرة الأولى المنظمات الدولية الكبرى حق الوصول إلى الأراضي السورية، وهو ما كان مرفوضاً في عهد النظام البائد.
وفي خطوة رمزية، أشار الوزير إلى أن الطائرات السورية، التي كانت في السابق تُلقي البراميل المتفجرة، باتت اليوم تُنثر الزهور، في إشارة إلى التغيير الجذري في المشهد السوري.
كما شدد على أن الحكومة المؤقتة نجحت في التصدي لتفشي المخدرات، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، وتوحيد الفصائل العسكرية، منهية بذلك مرحلة الانقسام والتشرذم.
وكشف الشيباني عن نية الحكومة الإعلان قريباً عن تشكيل هيئتين: إحداهما للعدالة الانتقالية والأخرى للمفقودين، ضمن مساعي ترسيخ المصالحة وكشف مصير الضحايا.
وأشار إلى عودة بعض اليهود السوريين إلى وطنهم، للمرة الأولى منذ عقود، وتفقدهم لمعابدهم، في رسالة تؤكد تنوع المجتمع السوري، ورفضه لمفاهيم التقسيم الطائفي.
وحذر الوزير من الأثر الخانق للعقوبات الاقتصادية، مؤكداً أن استمرارها يعيق دخول رؤوس الأموال والخبرات، ويدفع البلاد إلى الاعتماد على المساعدات، ويعزز ازدهار شبكات الاقتصاد غير المشروع.
ودعا إلى رفع هذه العقوبات، باعتبارها خطوة ضرورية لتحفيز التنمية، وتحويل سوريا إلى شريك فاعل في الاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي.
وفي ختام تصريحاته، شدد الشيباني على أن سوريا فتحت أبوابها للتعاون الإقليمي والدولي، وقدّمت الأمل لشعبها في العودة وبناء مستقبل مستقر، إلا أن استمرار العقوبات يظل التحدي الأكبر أمام تحقيق هذه الأهداف.
وفي تصريحاته للصحافة عقب رفع العلم السوري الجديد خارج مبنى الأمم المتحدة، قال الشيباني: "أقف اليوم باسم الجمهورية العربية السورية، في لحظة تفيض بالكرامة والعزة، لأرفع علمنا الجديد في هذا الصرح الأممي للمرة الأولى، بعد أن طوينا صفحة مؤلمة من تاريخ وطننا"، مضيفاً أن هذه الخطوة ستعزّز من مكانة سوريا الجديدة داخل المؤسسات الدولية.
وقد رافق لحظة رفع العلم حضور عدد من السوريين المقيمين في نيويورك الذين هتفوا ابتهاجاً بهذه الخطوة، رافعين علم الاستقلال السوري المكون من ألوان الأخضر والأبيض والأسود وثلاث نجمات حمراء، وهو العلم الذي اعتمد لأول مرة عام 1932 خلال فترة مقاومة الاحتلال الفرنسي، وظل معتمداً حتى ما بعد الاستقلال في عام 1946.
وشارك الشيباني، بصفته الرسمية، في جلسة مجلس الأمن إلى جانب الدول الأعضاء، بالإضافة إلى حضور المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون.
في لحظة تاريخية، وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني يرفع علم الجمهورية العربية السورية في مقر #الأمم_المتحدة. pic.twitter.com/NnfItKpvuM — وزارة الخارجية والمغتربين السورية (@syrianmofaex) April 25, 2025