موقع 24:
2024-11-08@08:38:08 GMT

السياسة والرياضة: التجربة السعودية

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

السياسة والرياضة: التجربة السعودية

العين لا تخطئ تعاظم دور المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، وقدرتها على اختبار أطراف المعادلة الدولية من أطراف السجادة أو مساحات القدرة الناعمة للدولة.

السعودية تختبر طرقاً مختلفة لتوسيع مجال نفوذها وقدرتها لتكون لاعباً دولياً

من آخر خيوط سجادة نسيج النظام الدولي، تختبر المملكة يوماً قدرتها على إيجاد مكانة أكبر لها، رغم أن هذه الخطوات تجد ردات فعل مضادة، ولكنها تستمر في المحاولة، وفي كثير من الأحيان تنجح في رسم صورتها الجديدة.

. فهل من سبيل الادعاء الذي يتمدد خارج نطاقه المقبول، أن نقول إن صفقات رياضية مثل جلب لاعبين بحجم كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيما، ونيمار، وغيرهم إلى المملكة، يصب في النهاية في اختبارات المملكة لمكانتها في النظام الدولي؟ أم أن هذه شطحة فكرية لا تجد لها مبرراً فكرياً؟

النظام الدولي ليس نظاماً واحداً ذا وجه واحد، وإنما هو نظام متعدد الوجوه.. هو شيء أشبه بالمكونات الجينية للإنسان التي تنعكس على السطح في ملامح الوجه ولون البشرة ولون الشعر وطبيعته، ناعماً كان أم أجعد.. بمعنى أن قوة الدولة ثلاثية الأبعاد -من قوتها الخشنة المتمثلة في القوة العسكرية للدولة، والقوة الناعمة المتمثلة في الثقافة والدبلوماسية، وكذلك القوة الذكية المتمثلة في خليط من الاقتصاد والثقافة والسياسة- هي التي تحدد موقعها في النظام الدولي.

في حالات السلم يكون التنافس بين الدول من حيث المكانة محصور في ثنائيات الاقتصاد والثقافة، والترويج للدولة من خلالهما.. وثقافة الدولة لا تعني فقط المكتوب والمرئي، ولكن تعني الثقافة بمعناها الواسع، من الترفيه، إلى المطبخ الوطني، وقدرتهما على جذب الآخرين إلى مجال الدولة الذي تتحرك فيه أو تريد توسيعه.

والمملكة -ولا يكن عندك شك- تختبر كل يوم طرقاً مختلفة لتوسيع مجال نفوذها وقدرتها على أن تكون لاعباً دولياً وليس مجرد لاعب فقط، وإنما لاعب بقدرات نيمار وكريستيانو، وليس لاعباً إقليمياً وحسب، وذلك باستعارة رياضية تناسب موضوع هذا المقال.

منذ بداية مجموعة العشرين الاقتصادية، وبعدها تجمع الدول المصدرة للنفط فيما يعرف بـ "أوبك بلس" أو "أوبك" مضافة إليها روسيا، والمملكة تختبر النظام الدولي، ليس بدفع غشيم يؤدي إلى الصدام، وإنما بنعومة دبلوماسية توصل رسائلها إلى الأطراف المقصودة، أن هناك لاعباً دولياً جديداً وطموحاً يريد أن يؤكد على مكانته في وسط سجادة النسيج الدولي، لا على أطراف خيوطها.

ويكون من الظلم أن نقول إن المملكة لم تحاول من قبل، فالمقاطعة البترولية في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز لتعزيز الموقف العربي في حرب 1973 كانت لافتة، ولكن المكانة الدولية في عهد الملك سلمان، وبذكاء تنفيذي لولي العهد محمد بن سلمان، استطاعت أن تضفر كل قدرات المملكة، ليس النفطية وحدها، بل الثقافية والاقتصادية، بشكل يجعلها كما الحبل المضفر الذي يصعب قطعه أو تهوينه.. وفي هذا السياق يمكننا الحديث عن الرياضة كجزء من قوة الدولة، ومن أدوات الترويج لقوتها الناعمة أو القوة الذكية.

يغرق البعض في الحديث قصير النظر والمدى، والقائل بأن الأموال التي أُنفقت على اللاعبين الدوليين ربما أرخص وأكثر تأثيراً من أن تشتري المملكة إعلانات في الشاشات والصحف العالمية للترويج لصورتها، ورغم ما في ذلك من وجاهة إلا أن ذلك طرح فقط يلمس سطح الإستراتيجية الأكبر لمكان المملكة ومكانتها في النظام الدولي.

عندما ذكرت في البداية أن النظام الدولي ليس نظاماً واحداً، بل عدة أنظمة، قصدت أن ساحات المنافسة لإثبات مكانة الدولة متعددة، والرياضة واحدة من هذه الساحات.. فمثلاً: تمثل رابطة كرة القدم البريطانية (أو الدوري البريطاني) واحدة من ملامح القوة الناعمة للمملكة المتحدة، فحجم صفقات الانتقالات -مثلاً- في هذا الشهر، بلغ أكثر من ملياري دولار، بينما تنافس المملكة هذا الرقم في موسم الانتقالات الصيفية.. ويتحدث البريطانيون والأوروبيون اليوم عن التهديد السعودي لدورياتهم التي كانت ولا تزال رمزاً لعلامة الجودة لهذه المجتمعات.

وكلمة التهديد هنا لا تعني تهديداً رياضياً وحسب، بل تعني تهديداً أوسع وأكبر.. إذن التهديد في ساحة الرياضة وفرض المكانة ليس ببعيد عن ساحات الاقتصاد والنفط، وغيرها من ساحات المنافسة، لإثبات المكانة وتثبيتها في النظام الدولي.

أعرف أن هذا كلام نظري مجرد على غرار المعادلات الرياضية، ولكن من يفهم نسيج العلاقات الدولية قد يكتب من هذا كتاباً مطولاً شارحاً المفاهيم المتضمنة في ثنايا هذا المقال القصير.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فی النظام الدولی

إقرأ أيضاً:

الشباب والرياضة تفتتح فعاليات الملتقى المركزي بالإسكندرية

استقبلت وزارة الشباب والرياضة- الإدارة المركزية لتنمية الشباب  ، ١٥٠ شاب وفتاة من أبناء المحافظات الحدودية ضمن فعاليات البرنامج الرئاسي "أهل مصر" لتنفيذ فعاليات الملتقى المركزي الثاني، والذي يستمر خلال الفترة من ٤ حتى ٨ نوفمبر .

تضمن اليوم الأول الجلسة الإفتتاحية للتعريف بالبرنامج وأهدافه وفعاليته ، لتعريف المشاركين بالطرق المختلفة التي توليها الدولة للإهتمام بالشباب ونشر التوعية ومحاربة الأفكار المنبوذه عن مجتمعنا .

كما تعرف الشباب خلال جلسة حوارية على قضايا الإجراءات الوقائية من الإدمان والتعاطي ، للدكتور ابراهيم عسكر - مدير عام البرامج الوقائية بصندوق مكافحة الإدمان وتطرق إلى وسائل الوقاية والحماية من مخاطر الإدمان وكيف يحمي الشباب نفسه منها.

يهدف البرنامج إلى تعزيز التواصل بين المحافظات الحدودية عبر تنظيم أنشطة ثقافية وترفيهية تسهم في تعزيز روح الإنتماء الوطني والوعي بأهمية المشاركة الوطنية، مما يعكس حرص الدولة المصرية فى الجمهورية الجديدة على الإهتمام بعصب الأمة وقوتها ، ولاسيما بالمحافظات الحدودية ، والتى تمتلك العديد من المقومات المتنوعة ليتيح المجال أمام الشباب لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية والعلمية .

مقالات مشابهة

  • وزارة الشباب والرياضة تبحث مع منظمة العمل الدولية سبل التعاون المشترك
  • وزارة الشباب والرياضة ومنظمة العمل الدولية يبحثان سبل التعاون المشترك
  • قنصل سفارة المملكة العربية السعودية بالقاهرة يزور مستشفى الكرنك الدولي بالأقصر
  • السعودية تعدم 3 من مواطنيها بايعوا كيانا إرهابيا خارج المملكة
  • موقف السعودية من القضية الفلسطينية
  • رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يتسلم دعوة من خادم الحرمين الشريفين لزيارة المملكة العربية السعودية
  • البرهان يتسلم دعوة من خادم الحرمين الشريفين لزيارة المملكة العربية السعودية
  • نص بيان إشهار ”التكتل الوطني للأحزاب السياسة” في عدن.. و11 هدفا بينها عودة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب
  • لتعزيز حضور المنتجات السعودية في الأسواق الدولية.. “الصادرات السعودية” تشارك في معرض الصين الدولي للاستيراد
  • الشباب والرياضة تفتتح فعاليات الملتقى المركزي بالإسكندرية