موقع 24:
2024-12-28@12:15:22 GMT

السياسة والرياضة: التجربة السعودية

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

السياسة والرياضة: التجربة السعودية

العين لا تخطئ تعاظم دور المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، وقدرتها على اختبار أطراف المعادلة الدولية من أطراف السجادة أو مساحات القدرة الناعمة للدولة.

السعودية تختبر طرقاً مختلفة لتوسيع مجال نفوذها وقدرتها لتكون لاعباً دولياً

من آخر خيوط سجادة نسيج النظام الدولي، تختبر المملكة يوماً قدرتها على إيجاد مكانة أكبر لها، رغم أن هذه الخطوات تجد ردات فعل مضادة، ولكنها تستمر في المحاولة، وفي كثير من الأحيان تنجح في رسم صورتها الجديدة.

. فهل من سبيل الادعاء الذي يتمدد خارج نطاقه المقبول، أن نقول إن صفقات رياضية مثل جلب لاعبين بحجم كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيما، ونيمار، وغيرهم إلى المملكة، يصب في النهاية في اختبارات المملكة لمكانتها في النظام الدولي؟ أم أن هذه شطحة فكرية لا تجد لها مبرراً فكرياً؟

النظام الدولي ليس نظاماً واحداً ذا وجه واحد، وإنما هو نظام متعدد الوجوه.. هو شيء أشبه بالمكونات الجينية للإنسان التي تنعكس على السطح في ملامح الوجه ولون البشرة ولون الشعر وطبيعته، ناعماً كان أم أجعد.. بمعنى أن قوة الدولة ثلاثية الأبعاد -من قوتها الخشنة المتمثلة في القوة العسكرية للدولة، والقوة الناعمة المتمثلة في الثقافة والدبلوماسية، وكذلك القوة الذكية المتمثلة في خليط من الاقتصاد والثقافة والسياسة- هي التي تحدد موقعها في النظام الدولي.

في حالات السلم يكون التنافس بين الدول من حيث المكانة محصور في ثنائيات الاقتصاد والثقافة، والترويج للدولة من خلالهما.. وثقافة الدولة لا تعني فقط المكتوب والمرئي، ولكن تعني الثقافة بمعناها الواسع، من الترفيه، إلى المطبخ الوطني، وقدرتهما على جذب الآخرين إلى مجال الدولة الذي تتحرك فيه أو تريد توسيعه.

والمملكة -ولا يكن عندك شك- تختبر كل يوم طرقاً مختلفة لتوسيع مجال نفوذها وقدرتها على أن تكون لاعباً دولياً وليس مجرد لاعب فقط، وإنما لاعب بقدرات نيمار وكريستيانو، وليس لاعباً إقليمياً وحسب، وذلك باستعارة رياضية تناسب موضوع هذا المقال.

منذ بداية مجموعة العشرين الاقتصادية، وبعدها تجمع الدول المصدرة للنفط فيما يعرف بـ "أوبك بلس" أو "أوبك" مضافة إليها روسيا، والمملكة تختبر النظام الدولي، ليس بدفع غشيم يؤدي إلى الصدام، وإنما بنعومة دبلوماسية توصل رسائلها إلى الأطراف المقصودة، أن هناك لاعباً دولياً جديداً وطموحاً يريد أن يؤكد على مكانته في وسط سجادة النسيج الدولي، لا على أطراف خيوطها.

ويكون من الظلم أن نقول إن المملكة لم تحاول من قبل، فالمقاطعة البترولية في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز لتعزيز الموقف العربي في حرب 1973 كانت لافتة، ولكن المكانة الدولية في عهد الملك سلمان، وبذكاء تنفيذي لولي العهد محمد بن سلمان، استطاعت أن تضفر كل قدرات المملكة، ليس النفطية وحدها، بل الثقافية والاقتصادية، بشكل يجعلها كما الحبل المضفر الذي يصعب قطعه أو تهوينه.. وفي هذا السياق يمكننا الحديث عن الرياضة كجزء من قوة الدولة، ومن أدوات الترويج لقوتها الناعمة أو القوة الذكية.

يغرق البعض في الحديث قصير النظر والمدى، والقائل بأن الأموال التي أُنفقت على اللاعبين الدوليين ربما أرخص وأكثر تأثيراً من أن تشتري المملكة إعلانات في الشاشات والصحف العالمية للترويج لصورتها، ورغم ما في ذلك من وجاهة إلا أن ذلك طرح فقط يلمس سطح الإستراتيجية الأكبر لمكان المملكة ومكانتها في النظام الدولي.

عندما ذكرت في البداية أن النظام الدولي ليس نظاماً واحداً، بل عدة أنظمة، قصدت أن ساحات المنافسة لإثبات مكانة الدولة متعددة، والرياضة واحدة من هذه الساحات.. فمثلاً: تمثل رابطة كرة القدم البريطانية (أو الدوري البريطاني) واحدة من ملامح القوة الناعمة للمملكة المتحدة، فحجم صفقات الانتقالات -مثلاً- في هذا الشهر، بلغ أكثر من ملياري دولار، بينما تنافس المملكة هذا الرقم في موسم الانتقالات الصيفية.. ويتحدث البريطانيون والأوروبيون اليوم عن التهديد السعودي لدورياتهم التي كانت ولا تزال رمزاً لعلامة الجودة لهذه المجتمعات.

وكلمة التهديد هنا لا تعني تهديداً رياضياً وحسب، بل تعني تهديداً أوسع وأكبر.. إذن التهديد في ساحة الرياضة وفرض المكانة ليس ببعيد عن ساحات الاقتصاد والنفط، وغيرها من ساحات المنافسة، لإثبات المكانة وتثبيتها في النظام الدولي.

أعرف أن هذا كلام نظري مجرد على غرار المعادلات الرياضية، ولكن من يفهم نسيج العلاقات الدولية قد يكتب من هذا كتاباً مطولاً شارحاً المفاهيم المتضمنة في ثنايا هذا المقال القصير.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فی النظام الدولی

إقرأ أيضاً:

السعودية تحتفل بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034 بتجارب استثنائية على متن رحلاتها «فيديو»

احتفت الخطوط السعودية بفوز المملكة التاريخي بتنظيم كأس العالم 2034، من خلال تقديم تجارب فريدة ومميزة على متن أكثر من 30 رحلة؛ لتضفي أجواءً من البهجة التي لا تُنسى على ضيوفها.

وفي مبادرة غير مسبوقة، أعلن قادة طائرات "السعودية" الخبر المبهج شخصيًا للضيوف أثناء الرحلة، حيث نقلوا النبأ التاريخي مباشرة من قمرة القيادة؛ ما جعل اللحظة استثائية ومؤثرة.

واحتفلت بعض الرحلات بالإضاءة الخضراء الزاهية، فيما عرضت شاشات الترفيه صور العلم السعودي مصحوبة بأغنية "فوق هام السحب" الشهيرة للفنان الكبير محمد عبده؛ لترتفع مشاعر الفخر الوطني والوحدة بين الضيوف.

كما حصل الضيوف على تذاكر تذكارية خاصة، وملصقات، وأعلام صغيرة، تعبيرًا عن هذه المناسبة المميزة.

وعلى متن رحلة خاصة من جدة إلى دبي، قُدِّمت مكافأة حصرية للضيوف بلغت 34% إضافية من الأميال؛ مما زاد من أجواء الاحتفال وقدّم لمسة تقدير خاصة للضيوف الذين كانوا جزءًا من هذا الحدث التاريخي في مسيرة المملكة نحو استضافة كأس العالم 2034.

مقالات مشابهة

  • خبيرعلاقات الدولية: توسع الصراع بين الفصائل سيكون أكثر خطورة في سوريا
  • السعودية تحتفل بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034 بتجارب استثنائية على متن رحلاتها «فيديو»
  • خبير دولي: القضية الفلسطينية لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية
  • بالصور.. أطفال مصر يستضيفون أبرز نجوم السياسة والرياضة والفن والمجتمع في بودكاست بداية
  • بالصور.. أطفال مصر يستضيفون أبرز نجوم السياسة والرياضة والفن والمجتمع في بودكاست "بداية"
  • أمين حسن عمر.. يا لجدب الفكرة ويا لبؤس التجربة !!
  • خبير في العلاقات الدولية: قضية فلسطين لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية
  • نحذر من تجاوز المنظمات الدولية للقانون الدولي الإنساني بالعمل على إدخال عناصر أجنبية مجهولة
  • ارتفاع حاد في عدد عمليات الإعدام في المملكة العربية السعودية خلال 2024
  • مقررة أممية: الجنائية الدولية أنسب مكان لمحاكمة الأسد