جمود عقل أسير للماضي لم تهز أولوياته فداحة حرب اغتصابية
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
كشفت الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 الكثير عن الطبقة السياسية السودانية والمثقفين وصناع الرأي العام. من بين أوجه القصور التي كشفت عنها الحرب انتشار الضحالة واحيانا التدليس الشديد في هذه الأوساط.
لقد تبين أن هناك جيلاً من السياسيين والناشطين الذين تشكلت آفاقهم العقلية بشكل كامل وصارم أيام الدراسة الجامعية أثناء نضالهم ضد الإخوان.
إن هذه الرضات (تروما) ورغبة الثأر والتنافس على السلطة هي أمور مشروعة ومبررة تماما وحق لهم. ولكن الكارثة تكمن في فقدانهم القدرة على رؤية أي خطر أو مصدر للشر مهما كان ماثلا ومتعينا غير الإخوان.
هذه العقلية المصدومة المرضودة لا تستطيع أن ترى خطر المستنقعات التي يتوالد فيها بعوض قاتل، وقد تزايدت اوهامها إلى درجة أنه – كما تقول النكتة – إذا أصيب أحدهم بالملاريا يتهم بعوضة انثي انوفوليس تنتمي للإخوان أو انها مغفلة نافعة في خدمتهم.
لقد أصبحت هذه العقلية خطراً داهماً وحاضراً على سلامة البلاد ووجودها لأن هوسها بالإخوان يعميها عن الأخطار الكبيرة الأخرى التي تواجه الأمة كخطر الجنجويد وخطر العمالة وخطر النهب الاستعماري المفتت للوحدة الوطنية على سبيل المثال.
لكن العقول المرضودة بالصدمة ليست وحدها. عجز العديد من الاذكياء الطيبين الشرفاء عن استيعاب أن الحرب كانت بمثابة نقطة تحول مفصلية، غيرت قواعد اللعبة وخلقت واقعًا جديدًا تمامًا.
ومن الحمق الشديد الاستمرار في التفكير السياسي بنفس الطريقة وبنفس معطيات ما قبل الحرب كما لو أنها لم تحدث أبدًا، وأن نتبنى نفس المواقف ونفس الارتكازات التحليلية ونفس ثنائيات الخير والشر التبسيطية ونفس هلال-مريخيات السياسية السقيمة.
لقد خلقت الحرب تحديات جديدة تماماً، والموقف الصحيح هو التفكير بطريقة جديدة في ظل التحديات الملموسة الملحة والفورية، وتحديد الأولويات وفقاً للمخاطر الوجودية التي تهدد البلاد هنا الآن، والتوقف عن التفكير المبني على الأحقاد والثأريات القديمة.
لقد سقط الخطاب السياسي لفترة ما قبل الحرب مع أول طلقة والمتشبثون به يمسكون بجيفة ستقتل جراثيمها الجميع.
ومن حسن الحظ وجود مفكرين وعوا فرادة اللحظة وارتفعوا لتحدي الواقع الجديد نذكر منهم ساندرا فاروق كدودة وبركة ساكن وقصي همرور, وعشاري محمود (الاب) ومحمد سليمان ومحمد جلال هاشم وغيرهم.
ولكن للأسف فان صوت العقول المعتقلة في داخل خطاب ما قبل الحرب (بشقيه حسن النية والآخر) ما زال عاليا ومؤثرا. اذ يأتي متمترسا – في افضل حالاته- حماية لعذرية سياسية تساوي بين “طرفي الصراع”. وفي أسوأ حلاته يخدم الغزاة المغتصبين عمدا بتوزيع مختل وانتقائي للإدانات والسكوت الطوعي ولكنه يتخابث ويتذاكي ولا يجرؤ علي التصريح فالشينة منكورة.
معتصم أقرع
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ما هي المنتخبات التي تأهلت إلى «كأس العالم 2026»؟
مع انتهاء جولة مباريات، “ارتفع عدد الدول التي حسمت تأهلها لنهائيات كأس العالم 2026 إلى 7 منتخبات، بينها الدول الثلاث المستضيفة للبطولة”.
وبحسب المعلومات التي نقلتها مواقع مختصة بالشأن الرياضي، “تأهلت منتخبات “كندا وأميركا والمكسيك” إلى نهائيات كأس العالم مسبقا لأنها الدول المستضيفة للبطولة”.
هذا “وكان المنتخب الياباني أول منتخب يتأهل إلى مونديال 2026، خلال مشوار التصفيات الآسيوية، ولحق به أمس الثلاثاء المنتخب الإيراني إثر تعادله مع منتخب أوزبكستان بهدفين لمثلهما، كذلك لحق منتخب نيوزيلندا باليابان، بصفته ثاني منتخب يتأهل إلى البطولة عقب تصدره تصفيات قارة أوقيانوسيا، كذلك حسم منتخب الأرجنتين تأهله مبكرا إلى كأس العالم 2026، بعد أن اكتسح منتخب البرازيل بأربعة أهداف لهدف، وتصدره تصفيات أميركا اللاتينية بفارق مريح من النقاط”.
وبحسب المعلومات، “بهذه النتائج يرتفع عدد الدول المتأهلة إلى مونديال 2026 إلى منتخبات”، أميركا- كندا- المكسيك (الدول المستضيفة للبطولة)، اليابان وإيران (آسيا)، نيوزيلندا (أوقيانوسيا)، الأرجنتين (أميركا اللاتينية)”.