خلف ثقب أسود عملاق.. مفاجأة تثبت نظرية آينشتاين
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
تقول نظرية أينشتاين النسبية إن الثقوب السوداء جرداء، لكن تعديلا جديدا في بحثه قد يمنح الأجسام الغامضة "خيوطها" الطويلة، وفق روسيا اليوم.
في الفيزياء الفلكية، هناك مقولة مفادها أن "الثقوب السوداء ليس لها خيوط". وهذا يعني أنه في النظرية النسبية العامة، الثقوب السوداء هي كائنات مبسطة بشكل استثنائي. كل ما تحتاجه لوصف الثقب الأسود هو كتلته، وشحنته الكهربائية، ومعدل دورانه.
هذا الجانب من الثقوب السوداء محبط للغاية لعلماء الفيزياء الفلكية، الذين يريدون بشدة فهم كيفية عمل العمالقة الكونية. ولكن نظرا لعدم وجود "خيوط" للثقوب السوداء، فلا توجد طريقة لمعرفة المزيد عنها وعن الأسباب التي تجعلها تتحرك. وللأسف، تظل الثقوب السوداء من أكثر الأجسام المحيرة والغامضة في الكون.
لكن مفهوم الثقوب السوداء "عديمة الخيوط" يعتمد على فهمنا الحالي للنسبية العامة، كما صاغها ألبرت أينشتاين في الأصل. وتركز هذه الصورة النسبية على انحناء الزمكان. أي كيان له كتلة أو طاقة سينحني الزمكان حوله، وهذا الانحناء يرشد تلك الكيانات إلى كيفية التحرك.
لكن هذه ليست الطريقة الوحيدة لبناء النظرية النسبية. هناك نهج مختلف تماما يركز بدلا من ذلك على "الالتواء" بدلا من التركيز على انحناء الزمكان. في هذه الصورة، أي كيان له كتلة أو طاقة يلف الزمكان حوله، وهذا الالتواء يرشد الأجسام الأخرى إلى كيفية التحرك.
النهجان، أحدهما يعتمد على الانحناء والآخر يعتمد على الالتواء، متساويان رياضيا. ولكن نظرا لأن أينشتاين هو من طور اللغة المبنية على الانحناء أولا، فقد تم استخدامها على نطاق أوسع بكثير. يوفر نهج الالتواء، المعروف باسم الجاذبية "المتوازية" لاستخدامه الرياضي للخطوط المتوازية، مجالا كبيرا للرؤى النظرية المثيرة للاهتمام التي ليست واضحة في نهج الانحناء.
على سبيل المثال، اكتشف فريق من علماء الفيزياء النظرية مؤخرا كيف يمكن للجاذبية البعدية المتوازية أن تتعامل مع مشكلة خيوط الثقب الأسود. لقد قاموا بتفصيل عملهم في ورقة بحثية نُشرت في قاعدة بيانات ما قبل الطباعة arXiv في يوليو.
وقام الفريق بفحص الامتدادات المحتملة للنسبية العامة باستخدام ما يسمى بالمجال العددي، وهو جسم كمي يسكن كل المكان والزمان. ومن الأمثلة الشهيرة على المجال العددي هو بوزون هيغز، المسؤول عن إعطاء العديد من الجسيمات كتلتها. وقد تكون هناك مجالات عددية إضافية تسكن الكون وتغير بمهارة كيفية عمل الجاذبية، وقد استخدم الفيزيائيون هذه الحقول العددية منذ فترة طويلة في محاولاتهم لشرح طبيعة الألغاز الكونية مثل المادة المظلمة والطاقة المظلمة.
وفي النسبية العامة القائمة على الانحناء المنتظم، لا يوجد سوى عدد قليل من الطرق لإضافة الحقول العددية. ولكن في الجاذبية البعيدة المتوازية، هناك العديد من الخيارات. واكتشف فريق البحث طريقة لإضافة حقول عددية إلى النسبية العامة باستخدام إطار التوازي. بعد ذلك، استخدموا هذا النهج للتحقق مما إذا كانت هذه الحقول العددية، والتي قد تكون غير مرئية، قد تظهر بالقرب من الثقوب السوداء.
النتيجة النهائية: الحقول العددية المضافة إلى النسبية العامة، عند استكشافها من خلال العدسة المتوازية، أعطت الثقوب السوداء بعض الخيوط.
وتشير الخيوط في هذه الحالة إلى وجود حقل عددي قوي بالقرب من أفق الحدث للثقب الأسود. والأهم من ذلك، أن هذا الحقل العددي يحمل معلومات حول الثقب الأسود بداخله، ما يسمح للعلماء بفهم المزيد عن الثقوب السوداء دون الحاجة إلى الغوص بداخلها.
والآن بعد أن حدد الباحثون كيفية إعطاء الثقوب السوداء بعض الخيوط، فإنهم بحاجة بعد ذلك إلى العمل على النتائج الرصدية لهذه النتائج. على سبيل المثال، قد تكشف عمليات رصد موجات الجاذبية المستقبلية عن بصمات دقيقة لهذه الحقول العددية في تصادمات الثقوب السوداء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نظرية آينشتاين اينشتاين الثقوب السوداء الثقوب السوداء
إقرأ أيضاً:
شاهد.. السلاحف تتذكر الخرائط المغناطيسية للأرض وتعلّمها برقصات مميزة
أظهرت دراسة جديدة أول دليل ملموس على أن السلاحف البحرية من نوع "اللوجرهيد" تستطيع تعلم وتذكر الحقول المغناطيسية الفريدة للمواقع الجغرافية المختلفة، وتقوم برقصة عندما تكون في مكان يرتبط بالطعام.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على كيفية تنقل هذه الحيوانات المهاجرة لمسافات شاسعة عبر المحيطات للوصول إلى مواقع التغذية والتكاثر المحددة.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرت في 12 فبراير/شباط في مجلة "نيتشر" إلى أن السلاحف البحرية تمتلك حاستين مغناطيسيتين متميزتين تعملان بطرق مختلفة لاكتشاف المجال المغناطيسي للأرض، مما يمكنها من تطوير خريطة داخلية لمحيطها.
وهذا مقطع فيديو قصير وثقه الباحثون للرقصات المميزة لسلاحف اللوجرهيد عندما تكون في مكان يرتبط بالطعام:
طفرة في فهم هجرات السلاحفتعرف سلاحف "اللوجرهيد" بهجراتها الطويلة المدى، والتي يعتقد العلماء منذ فترة طويلة أنها موجهة بواسطة خريطة مغناطيسية داخلية.
تساعد هذه الخريطة السلاحف على اكتشاف التغيرات في المجال المغناطيسي للأرض وتحديد موقعها بدقة. لكن حتى الآن، لم يتم إثبات أن هذه السلاحف يمكنها تعلم وتذكر الحقول المغناطيسية المرتبطة بالمواقع المهمة.
تقول المؤلفة الرئيسة للدراسة "كايلا جوفورث"، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في علم الأحياء في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل: "بحثنا لأول مرة فيما إذا كان بإمكان الحيوانات المهاجرة تعلم التعرف على التوقيعات المغناطيسية للمناطق الجغرافية المختلفة. لطالما اشتبه العلماء في أن الحيوانات يمكنها حفظ المعالم المغناطيسية، لكن هذه هي أول إثبات علمي على تلك القدرة".
إعلانومن خلال تجارب محكمة، أظهر الباحثون أن سلاحف "اللوجرهيد" تستطيع تعلم وتذكر الحقول المغناطيسية للأماكن التي تجد فيها الطعام. وهذا يعني أن السلاحف قد تستخدم هذه المعلومات المكتسبة للعودة إلى مناطق التغذية المحددة، مما يفسر دقتها المذهلة في التنقل لمسافات طويلة. كما أن لهذه النتائج تأثيرا واسع النطاق، إذ يمكن أن تنطبق على العديد من الأنواع المهاجرة التي تعتمد على المجال المغناطيسي للأرض في تحركاتها، وفقا لتصريحات "جوفورث" لـ"الجزيرة نت".
تضيف الباحثة أن "القدرة على التمييز بين الحقول المغناطيسية لمناطق جغرافية مختلفة تفسر كيف يمكن للعديد من الحيوانات -وليس فقط السلاحف البحرية- أن تسافر لمسافات طويلة وتعود إلى مواقع محددة بدقة".
تتناول الدراسة أيضا الآليات التي تستخدمها السلاحف البحرية في إدراك واستخدام الحقول المغناطيسية. وتشير النتائج إلى أن تنقلها يعتمد على نظامين منفصلين: أحدهما يعمل كبوصلة، لمساعدتها على الحفاظ على الاتجاه، والآخر كخريطة تمكنها من التعرف على المواقع المحددة. ويعد هذا الاكتشاف خطوة كبيرة إلى الأمام في فهم كيفية تفاعل الحيوانات مع المجال المغناطيسي للأرض.
"يوفر هذا الاكتشاف رؤى جديدة ليس فقط حول كيفية تنقل السلاحف، ولكن أيضا حول كيفية تكوين وتحديث خرائطها الداخلية. إذ إن من المدهش أن هذه الحيوانات يمكنها الوصول إلى معلومات غير مرئية بهذه الدقة لتوجيه رحلاتها"، وفق ما أوضحت جوفورث.
وتضيف الباحثة أنه إلى جانب أهميته العلمية، يمكن أن يساعد هذا البحث في جهود الحفاظ على البيئة وتطوير التكنولوجيا. فقد يسهم فهم كيفية اكتشاف السلاحف للمجالات المغناطيسية وتفسيرها في تقليل الاضطرابات التي تسببها الهياكل التي يصنعها الإنسان، مثل خطوط الطاقة ومزارع الرياح البحرية، والتي قد تؤثر على الإشارات المغناطيسية الطبيعية.
إعلانوتضيف جوفورث: "علاوة على ذلك، قد تلهم هذه النتائج تطوير تقنيات ملاحة جديدة مستوحاة من الطبيعة، خاصة في إنشاء أنظمة تعتمد على الإشارات المغناطيسية في التوجيه. ومن خلال كشف القدرات الخفية للسلاحف البحرية، تفتح هذه الدراسة الباب أمام تساؤلات جديدة حول كيفية تنقل الأنواع المهاجرة الأخرى، ومدى تأثير الأنشطة البشرية على بقائها".