لاشك أن يوم القيامة وما يتعلق به من موعده وما يحدث فيه وأحوال العباد حينئذ يشغل الكثيرون ، ولعل هذا ما يطرح السؤال عن : هل يمكن توقع يوم القيامة أم أن له علامات تجعلنا لا نتوقع أو نتخيل  أو حتى الاسترشاد بها، وعلى قدر عِظم وهول هذا اليوم ، يزيد البحث عن هل يمكن توقع يوم القيامة أم أنه سيباغتنا دون ترقب ، ويعد هذا استفهام العقلاء الذين يعدون لهذا اليوم .

7 أفعال بين المغرب والعشاء نهى عنها الرسول ويقع فيها كثيرون.. فاحذرها فعل يسبب لك الفقر طوال حياتك ويجره إليك جرا.. علي جمعة: احذره هل يمكن توقع يوم القيامة

قال  الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الناس تخلط ما بين يومين وهما اليوم الذي فيه نهاية الدنيا وهو ما يسمى قيام الساعة وعلامات  الساعة، وهذا في نهاية الدنيا وفيه دمارها ، ففجأة وفي نفس اللحظة تنتهي الحياة من الدنيا بإذن الله تعالى، فإذا كان عليها عشرة مليار أو أكثر أو أقل فإنهم سيموتون معًا جميعًا في نفس اللحظة ، فتأتي الساعة للدمار وانفجار الأرض ونهاية الحياة .

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( هل يمكن توقع يوم القيامة ، هل من الممكن ان نتخيل يوم القيامة أم هى كالعلامات لا نتخيل ولا نتوقع ؟)، أن هناك فرقًا بين هذه الساعة ويوم القيامة الذي فيه إعادة الخلق للحساب للعقاب للثواب في جنة أو نار وهناك بعث جديد فهذا هو يوم القيامة أن نقوم من الموت ونرجع خلقًا مرة ثانية.

الفرق بين قيام الساعة ويوم القيامة

وتابع: إذن فقيام الساعة يكون أولاً وفيها الدمار الذي هو تحقيق لتجلي إلهي من عالم الجبروت بحيث إنه هو المميت لذلك تفنى السماوات والأرض والملائكة فجبريل وإسرافيل وإبليس سيموتون ستفنى كل الكائنات ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، فهو الذي أحيا و خلق ورزق وقدر وأمات وأهلك ، فالله تعالى وحده الحقيقة الباقية الدائمة فهو الباقي الذي لا يموت.

واستشهد بما قال تعالى: (  ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُۥ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۗ مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذْنِهِۦ ۚ) وقال تعالى: ( وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) الآية 27 من سورة الرحمن، وعند قيام الساعة يبقى الله تعالى دون أي من المخلوقات .

وأشار إلى أن هذه الفترة بين قيام الساعة ويوم القيامة غير معلومة ، وعندما يريد الله تعالى القيامة فإنه يقول كن فيكون وأمره بين الكاف والنون ، فالساعة هي وقت الدمار والانتهاء ، وسنمكث ما شاء الله أن نمكث في الفناء والعدم المحض، ثم كن فيكون فنبعث مرة أخرى للحساب فقال تعالى: ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) الآية 48 من سورة إبراهيم .

يوم القيامة

يعد يوم القيامة هو اليوم الذي يأتي بعد نهاية الحياة الدنيا، وهلاك جميع الأحياء؛ فلا يبقى أحد سوى الله -تعالى- فهو الحيّ الذي لا يموت، قال -تعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)،  ويبعث الله -تعالى- في ذلك اليوم جميع الخلائق للوقوف بين يديه ومحاسبتهم على ما قدّموه من أعمال في الحياة الدنيا، ثمَّ يُساق العباد إلى دار الخلد؛ كلٌ حسب عمله؛ فإمَّا إلى الجنة وإمَّا إلى النار، كما أنَّ يوم القيامة هو يومٌ عظيم تكثر فيه الأهوال، ولا ينجو من تلك الأهوال إلّا من عمل عملاً صالحاً وآمن بالله -تعالى-.

الاستعداد ليوم القيامة

ورد أن متاع الحياة الدنيا قليل؛ فهي دار للعبور وليست دار للخلود، وما هي إلّا طريق ووسيلة للوصول إلى دار المستقر، لذلك لا بد من الاستعداد ليوم القيامة بالإكثار من الأعمال الصالحة والتزوّد بالطاعات، واجتناب المعاصي والمنكرات؛ فالحياة الدنيا ما هي إلا دار بلاء واختبار، وينجو من أحسن فيها بأعماله الصالحة، قال -تعالى-: (إِنّا جَعَلنا ما عَلَى الأَرضِ زينَةً لَها لِنَبلُوَهُم أَيُّهُم أَحسَنُ عَمَلًا)، ويأخذ المؤمن من الدنيا ما يأخذه المسافر في سفره؛ فلا يُكثر من متاعه فيها لأنّه سيرحل منها قريباً، قال -عليه السلام-: (مالي وللدُّنيا، ما مثَلي ومثلُ الدنيا إلا كراكبٍ سافر في يومٍ صائفٍ ، فاستظلَّ تحت شجرةٍ ساعةً ، ثم راح وتركَها)، والرسول -عليه السلام- هو خير قدوة في ذلك؛ فلم يكن أغنى الناس بماله، ولا بمشربه ولا بمسكنه ولا بملبسه؛ لأنَّه ادّخر متاعه إلى دار الخلود والاستقرار، قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: يوم القيامة قيام الساعة علي جمعة الحیاة الدنیا قیام الساعة الله تعالى

إقرأ أيضاً:

باحث أزهري: الله وعد المؤمنين بشفاعة الرسول يوم القيامة (فيديو)

شرح علي شمس الدين الباحث الشرعي بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فضيلة الشفاعة النبوية في ضوء البشارات الإلهية، متحدثًا عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم كشفيع للأمة وذلك بمناسبة قرب ذكرى المولد النبوي، مشيرًا إلى أنَ الله تعالى وعد المؤمنين بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، مما يزيد إيمانهم ويقينهم برحمة الله.

للمؤمنين منزلة رفيعة عند ربهم بما قدموه من عمل صالح

وتابع الباحث خلال كلمته في فيديو عبر صفحة هيئة كبار العلماء بمناسبة المولد النبوي الشريف، «من بشارات المؤمنين بخاتم النبيين قوله تعالى في كتابه الكريم (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ) أي أن لهم سابقة ومنزلة رفيعة عند ربهم بما قدموه من عمل صالح، وقيل قدم الصدق هو تقديم الله هذه الأمة المحمدية في الحشر وفي إدخال الجنة».

الرسول شيفع الأمة المحمدية

وأضاف الباحث الشرعي بالأمانة العامة لـ هيئة كبار العلماء أنه صلى عليه وسلم قال عن كونه شيفعًا لهذه الأمة: (نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَومَ القِيَامَةِ)، وقال سهل بن عبدالله: «هي سابقة رحمة أودعها الله في محمد صلى الله عليه وسلم»، وقال قتادة والحسن وزيد رضي الله عنهم: «قدم الصدق سيدنا محمد يشفع لهم»، وقال الحكيم الترمذي رضي الله عنه: «قدموه صلى الله عليه وسلم في المقام المحمود فهو إمام الصادقين والصديقين، الشفيع المطاع والسائل المجاب محمد صفوة الباري ورحمته وبغية الله من خلق صلوا عليه وسلموا».

 

مقالات مشابهة

  • "الأرصاد": أمطار خفيفة إلى غزيرة على منطقتي نجران وعسير
  • عن مولد الرسول الأعظم
  • إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا
  • أمين الفتوى: تجنب الزوج قول "بحبك" لزوجته تقصير يحاسب عليه يوم القيامة
  • أمين الفتوى: عدم قول بحبك للزوجة تقصير تحاسب عليه يوم القيامة - (فيديو)
  • باحث أزهري: الله وعد المؤمنين بشفاعة الرسول يوم القيامة (فيديو)
  • الحكمة من فرض الله الحجاب على المرأة
  • فضل دعاء الأم في الإسلام
  • "الأرصاد" ينبه من أمطار غزيرة على عسير
  • ما الدور الذي يمكن أن تلعبه أمعاء الأسماك في منتجات العناية بالبشرة في المستقبل؟