كيف فندت معارك شرق سوريا ادعاءات المعارضة التركية تجاه عودة اللاجئين الآمنة؟
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
فندت الاشتباكات الدائرة في محافظة دير الزور شرق سوريا، روايات المعارضة في تركيا وحكومة تصريف الأعمال اللبنانية، التي تفيد بأن سوريا باتت آمنة لعودة اللاجئين، بعد أن لاقت المعارك بين "العشائر العربية" من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، اهتماما واسعا لدى وسائل الإعلام العالمية والعربية، سيما أن خارطة مناطق السيطرة في سوريا باتت أمام تغيير تترقبه جميع الجهات الفاعلة.
ولا تزال شخصيات المعارضة التركية تلتزم الصمت إزاء احتدام المعارك في دير الزور، إضافة إلى تصاعد الاحتجاجات المناهضة للأسد في السويداء جنوب سوريا، على الرغم من تركيز خطابها طوال الفترة الماضية على ملف اللاجئين السوريين، وسط دعوات لوضع جدول زمني يفضي إلى إعادتهم لبلادهم.
وأكدت وسائل إعلامية تركية مقربة من أحزاب المعارضة، خلال تغطية المعارك في دير الزور، أن الاشتباكات تهدد أرواح المدنيين، مع الإشارة إلى أن حزب "العمال الكردستاني" الكردي يحاول قمع "الانتفاضة العربية" شرقي سوريا، وهو ما ينفي رواية "سوريا باتت آمنة" التي ترددها شخصيات بارزة في المعارضة التركية.
ونشرت صحيفة "سوزجو" المقربة من حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، تقريرا في صفحتها الأولى يوم الجمعة الماضي تحت عنوان: "التوتر في سوريا: حزب العمال الكردستاني يحاول قمع انتفاضة القبائل العربية"، كما نشرت مقالا يوم الأحد حمل عنوان: "القتال بين وحدات حماية الشعب والعشائر العربية يتصاعد في سوريا".
الصحفي السوري عقيل حسين، رأى أن المعارك في دير الزور كانت فرصة مناسبة لبعض وسائل الإعلام التركية المعارضة، لإعلان موقفها الرافض لحزب "العمال الكردستاني" وأن أي مواجهة معه يجب دعمها وتأييدها.
واعتبر أن وقوف وسائل الإعلام التركية ضد حزب "العمال الكردستاني" وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، يحتمل أن يفسر بطريقتين: الأولى تخاطب القوميين الأتراك، والثانية تتجه إلى دعم وجهة نظر النظام السوري التي تصنف "قسد" على أنها حركة إرهابية.
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "بكل الأحوال هذه فرصة لنؤكد أن الحرب والصراع في سوريا لم ينته وأن سوريا ليست بلدا أمنا حتى الآن".
من جهته، أرجع الصحفي عبد العزيز العذاب اهتمام بعض وسائل الإعلام التركية بالمعارك الدائرة شرق سوريا، إلى أجندة والعمق السياسي لتلك المؤسسات، لا سيما أن غالبية وسائل الإعلام تتبع إلى أحزاب سياسية أو قومية يتم من خلالها إيصال الرسائل التي تتماشى مع رؤية الداعمين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "من غير المستبعد أن نسمع خلال الأيام القادمة عبارات سوريا ليست آمنة عبر وسائل إعلام تركية معارضة، لأن العشائر العربية تحارب حزب العمال الكردستاني وأذرعه في سوريا، رغم أن تلك الوسائل منذ 2018 تدعو لإعادة اللاجئين السوريين بحجة أن سوريا باتت آمنة".
ورأى أن "تصنيف سوريا على أنها بلد آمن يعتمد على أجندة العمق السياسي وليس العمق الإعلامي للمؤسسة"، مؤكدا أن ما يجري في دير الزور يفند جميع الادعاءات التي تم ترويجها خلال السنوات السابقة حول استقرار الأوضاع في سوريا.
واندلعت الاشتباكات بين عناصر "مجلس دير الزور العسكري" والعشائر من جهة، وبين قوات "قسد" من جهة أخرى، إثر اعتقال "قسد" لقائد المجلس أحمد الخبيل المكنى بـ"أبي خولة"، بعد دعوته لحضور اجتماع في مقر قائد "قسد" مظلوم عبدي في الحسكة.
وترجع الخلافات بين "قسد" ومجلس دير الزور العسكري الذي يعتبر ممثلا عن العشائر في المحافظة الواقعة شرق سوريا، إلى محاولات القوات الكردية فرض هيمنتها على المنطقة ذات الغالبية العربية، وتحجيم دور "المجلس" في المنطقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية دير الزور سوريا اللاجئين المعارك المعارضة التركية سوريا معارك اللاجئين دير الزور المعارضة التركية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العمال الکردستانی وسائل الإعلام فی دیر الزور شرق سوریا فی سوریا من جهة
إقرأ أيضاً:
الجيش الأمريكي ينفذ ضربة جوية دقيقة في سوريا تُسفر عن مقتل وإصابة عناصر من داعش
أعلن الجيش الأمريكي، اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2024، عن تنفيذ ضربة جوية دقيقة في سوريا، أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر تنظيم "داعش" وإصابة آخر.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان رسمي إن الغارة استهدفت محافظة دير الزور، أمس الاثنين، حيث كان الإرهابيون ينقلون شحنة أسلحة على متن شاحنة تم تدميرها خلال الغارة.
وأوضحت القيادة أن المنطقة المستهدفة كانت في السابق تحت سيطرة النظام السوري والقوات الروسية.
وأضافت "سنتكوم" أن هذه الضربة تأتي في إطار التزام القيادة المركزية الأمريكية المستمر بالتعاون مع الشركاء الإقليميين لتعطيل وإضعاف جهود تنظيم "داعش" في التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين والعسكريين، بما في ذلك القوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة.
وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تدوينة عبر منصة "إكس" أن الهجوم الأمريكي أسفر عن مقتل وإصابة ثلاثة من تجار السلاح، حيث استهدفت طائرة مسيرة أمريكية شاحنة محملة بالذخيرة في ريف دير الزور.
تأتي هذه الضربة الجوية كجزء من الجهود المستمرة التي تبذلها القوات الأمريكية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، وتعزيز الأمن الإقليمي.