بتاكل بسرنجة والتنمر دفعها للنقاب.. ابنة سوهاج ترصد معاناة 32 عامًا مع ضمور الفك
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
"أنا عندي عيب خلقي بالفك اتولدت بيه.. وانا عمري 4 سنوات عملت أول عملية بالفك وصلوا دلوقتي 20 عملية جراحية طول الـ32 سنة اللي عدوا من عمري"، بهذه الكلمات بدأت ابنة محافظة سوهاج، رحاب، البالغة من العمر 32 عامًا، حديثها مع موقع صدى البلد، في بثًا مباشرًا عبر صفحة الموقع على فيسبوك.
وأوضحت أنها ولدت مصابة بمرض ضمور الفك، والذي أصابها بالفك السفلي من الفم؛ ما أدى إلى احتياجها لإجراء عدة عمليات جراحية بلغت تلك العمليات 20 عملية جراحية، كانت أولى تلك العمليات الجراحية منذ إن كان عمر "رحاب" 4 سنوات، وكانت آخرهم عملية جراحية منذ أقل من 4 سنوات، تسببت لها في إعاقة بطريقة تناول الطعام والشراب.
لم تعد من بعدها الفتاة الثلاثينية كما كانت بالسابق، لم تستطع التنفس ولم تستطع تناول الطعام إلا من خلال سرنجة، حيث يتم طحن وتخفيف الطعام ثم وضعه بالسرنجة وتناوله بالفم، وكذلك المياه والعصائر، وبالرغم من هذا الخطأ الطبي الذي اقترفه الطبيب القائم بالعملية الجراحية الأخيرة التي أجرتها ابنة محافظة سوهاج إلا أنه لم يكتفي بذلك وظل يعالجها بشكل خاطئ حتى استنفذ جميع فرصه ثم هددها ووالدتها لعدم الذهاب إليه مرة أخرى.
"أخد عظام من قدمي اليمنى وعظام من الحوض عشان يعملي عملية الفك وأخف.. كنت ماشيه كويس جدًا لحد آخر عملية هي اللي شوهت وشي وخلتني لا عارفه أمضغ الأكل ولا بقيت اعرف اشرب ولا حتى انام انا ليا 4 سنين بنام على جنب واحد لغاية ما عضم خدي الأيسر برز.. مش عارفه امشي كويس بسبب العظام اللي تم أخذه من قدمي اليمنى.. انا أدمرت".
وأضافت المريضة بضمور الفك السفلي بالفم، أنها قبيل إجراء العملية الجراحية الأخيرة، كانت تستطيع مضغ الطعام وابتلاعه بشكل طبيعي كما كانت تستطيع النوم والجلوس والقيام بأعمال المنزل ومساعدة والدتها إلا أنها اليوم تشعر وكأنها فارقت الحياة وهي على قيدها.
واستكملت رحاب حديثها قائلة:" اتعرضت للتنمر ووقفت دراسة بالمعهد 5 سنين واجبرت على استكمال دراستي فيما بعد.. كان ناس كبيرة وشباب وزميلاتي في المعهد كانوا يتريقوا واللي يقولي ده انتي كنتي هتيجي عصفورة واللي يقولي ده انتي بيخوفوا بيكي العيال الصغيرة.. مكنش ليا أصحاب ومازلت مليش بعد امي واخواتي من بعد بابا الله يرحمه".
واختتمت ابنة محافظة سوهاج حديثها مع موقع صدى البلد، بمناشدتها العاجلة، رادفة:" انا عاوزه أتعالج انا المفروض يتعملي عملية تكلفتها من 250 ألف جنيه لـ320 ألف جنيه، ولا أنا ولا امي معانا مبلغ زي ده خلاص ضيعنا اللي حيلتنا طول مشوار علاجي اللي عدى... نفسي حد يتبنى حالتي نفسي اكمل الباقي من عمري زي اي بنت في سني طبيعية وده أقل حقوقي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوهاج عملية IMG 20230902
إقرأ أيضاً:
إعجاب طارىء
#إعجاب_طارىء
#فايز_شبيكات_الدعجه
في الغالب لا يلفت في الأسواق المكتضة أحد انتباه أحد، خاصة في ذروة الازدحام حين يتدافع الناس وتتلامس الأكتاف. ويكثر التصادم، ويسود صخب الباعة عندما تعلو أصواتهم، وتتداخل مناداتهم وهم يروجون للبضاعة ويعرضون السلع على قارعة الطريق.
لكن ما الذي شد انتباه الناس الى ذلك الشاب الذي هبط إليهم قادما لأول مرة من الصحراء ، وكيف اتجهت الأنظار إليه ما إن حل بينهم وأخذ يجول بين الحانات مشدوها منبهرا ومنذهلا من كل شيء، لكن كان فيه – والحق يقال- ما يسترعي الانتباه.
وبدأ رحلة السوق بملاحقة تلك الحسناء التي رصدت ملاحقته لها على الفور، فاستدارت نحوه، وتأملته جيدا، وبعثت له بابتسامه رقيقة، واومأت له باصبعها أن اتبعني.فلطالما التقطت أمثاله من السوق وتمكنت دون شبهات من استدراجهم إلى عتبات البيت بتلك الايمائة الساحره.
وواصل متابعتها بلا تردد، وثارت فيه براكين، وتقاذفته أفكار وأفكار، وأول ما قفز إلى رأسه كان الشيطان، وذهب التفكير به إلى ذلك المدى البعيد الذي خطر ببالكم الان، وامعن في التخيلات الحالمة، وأشتدت لهفته في لوصول إلى نقطة الصفر التي يبتغيها لتطبيق قواعد الحب ، ولاحظ في الأثناء نظرات الناس العفوية نحو شدة جمال وجه الفتاه، وتلك الرشاقة والأناقة التي لم يتخيلها من قبل، وزادها انبعاث عطرها الجذاب، وها هو يظفر بها أو كاد.
إنها فاتنة حقا، ولقد باغتها حبه وفرض هيمنته على عواطفها. هكذا كان يحدث نفسه. وهكذا رسخ في ذهنه واستقر تفكيره على هذا الحال الطارئ فور تلقيه شاره اللحاق ، ثم اردف قائلا لنفسه. ولما لا.. فالعشق كما يقال أعمى، ولربما يأتي بغته، واقتنع فعلا انه شغفها حبا، واستطرد القول أن هذه الفتاه لا تبدو عليها سوى علامات الرزانة والثقه وآلاتزان، وتحيط بها هالة العفة والوقار، وهي ليست من فتيات الكاني ماني والعياذ بالله.
على أي حال استدارت نحوه مره اخرى للتأكد من أتباعه لها، وهزت رأسها بالرضى . ومنحتة ابتسامة أخرى ،فهو مرادها وضالتها التي تبحث عنها في كل حين وكلما ولجت السوق .
فزاده ذلك اشتعالا فوق اشتعال. ووصل إلى درجة طرد الاحتمالات السلبية، والمخاوف، واطمأن قلبه إليها أيما اطمئنان.
وتجاوزت السوق، وعرجت إلى شارع عريض، ثم سلكت تفرعات قريبه إلى أن وصلا إلى حي راقي يبدو أنه ينعم بالغنى والرفاه، واستوقفته عند مدخل منزل ذو طابقين، واشارت له بالانتظار، وجلس هنالك ينتظر، وقال لا بد انها مجرد عملية تهيئة لأجواء وترتيبات اللقاء. وما هي إلا لحظات حتى سمع وقع قدميها عائدة إليه. وتطل عليه تحمل بيدها وعاء، وتطلب منه الجلوس لتناول الطعام، وقد ازعتجها رائحته الكريهة، وثيابه الرثة، واشفقت على وجهه البائس ، بيد أن فرط انسانيتها والعطف على المساكين وحبها لتقديم الصدقات دفعها للمغامرة والاقتراب منه لمناولته الطعام، واعطته إضافة إلى ذلك شيء من المال كالذي اعتادت أن تعطيه للمتسولين.
صعق في الحال، وأنهار دفعه واحده، وشعر بإهانة عظيمة وألم كما لو أنها طعنتة بسكين، وكاد يسقط لولا إمساكها به، ولم يجد بُداً لحظتها من أن يرجوها بأن تسكب الطعام في عبائته، وعاد أدراجه إلى السوق وهو يمسك بطرف العبائة بيد، ويأكل بيده الأخرى ما فيها من طعام بائت مما زاد من لفت انتباه من في السوق اليه .