عربي21:
2024-11-16@01:00:26 GMT

من هم حلفاء الأردن؟

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

عبر قرن من الزمان كانت الدولة الأردنية منذ أن كانت جزءا من حلم عربي للثورة العربية الكبرى إلى أن تحولت بفعل المشروع الصهيوني ووعد بلفور ونقض بريطانيا لوعودها إلى الخيار المتاح لتجسيد مشروع الثورة العربية الكبرى بعد الاحتلال الفرنسي لسورية  واكتملت الصورة بالانقلاب الدموي في العراق على الحكم الهاشمي ودخول العراق دوامة الانقلابات.



ولأن النظام السياسي في الأردن بقي مستمرا ومستقرا طوال قرن من الزمان حافظت الدولة على استقرار تحالفاتها الكبرى وأيضا على مجموعة العلاقات الكبرى عربيا ودوليا، فالتحالف الأهم للأردن منذ إنشاء الإمارة وإلى اليوم مع بريطانيا التي كانت القطب الأهم إلى جانب فرنسا حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبريطانيا رغم انقلابها على اتفاقها مع الشريف حسين رحمه الله إلا أنها بعد أن نفذت وعدها لليهود أسست علاقة قوية ومهمة مع الأردن لم تتأثر قوتها بتغير دور بريطانيا في العالم الذي تولت قيادته الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي منذ خمسينيات القرن الماضي.


أما التحالف الثاني فكان مع الولايات المتحدة التي أيضا لها مصالحها في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل والنفط، لكن الأردن عبر حوالي سبعين عاما من العلاقة مع أميركا صنع لنفسه مساحة في خريطة علاقات ومصالح أميركا وتعززت هذه المساحة مع ظهور أزمات كبرى في العالم والإقليم مثل الإرهاب والتطرف وإيران.

والعلاقة القوية مع أميركا وبريطانيا لم تخل من محطات قلق مثل حرب الخليج وغيرها، لكن الأردن تميز أنه دولة بوجه واحد مع العالم، وكانت الدول الكبرى تدرك أن القيادة الأردنية لا تراوغ أو تتحدث بلغتين وهذه المصداقية المستمرة في عهد كل الملوك الهاشميين كانت من أدوات تجاوز العلاقات الأردنية مع حلفائه الأزمات بأقل قدر من الخسائر.

وفي الإطار العام هنالك الدول الأوروبية التي بنى الأردن معها علاقة قوية أساسها الصورة التي بناها الأردن لنفسه كدولة معتدلة سياسيا واجتماعيا مؤمنة بالسلام وحقوق الإنسان ومنحازة للقضايا الإنسانية في العالم في كل الأزمات عبر القوات الدولية وكل جهد بما في ذلك تعامل الأردن مع أزمات الإقليم واللاجئين.

أما في الإطار العربي فالقصة أصعب لأن المعادلة العربية كثيرة التقلب ليس بتغير الحكام بل لغياب أسس العلاقات مع بعض الدول وخاصة تلك المسكونة بوهم الزعامة والهيمنة على الأشقاء، فجزء من زعماء العرب عبر العقود كانوا يريدون علاقات مبنية على التبعية وهذا لم يكن مقبولا من الأردن ولهذا كانت محاولات العبث بالأردن عبر تنظيمات محلية أو أفكار وقضايا كبرى مثل فلسطين والعروبة، لذلك كانت إدارة العلاقات العربية ربما الملف الأصعب فالبعض يريدك تابعا والبعض متقلب المصالح والبعض يظهر عكس ما يبطن، ودول عديدة كانت تتقلب فيها أنواع الأنظمة السياسية بفعل الانقلابات أو الموت.

لكن العلاقات العربية بالنسبة للأردن بقيت عنصرا مهما جدا، يحرص على تطويرها أو تجاوز أجزائها الضعيفة ويغمض عيونه كثيرا عن عبث هنا أو هناك، فالجغرافيا قدر وأزمات الإقليم لا يمكن مواجهتها دون العرب أو بعضهم، ومؤكد أن هناك علاقات كثيرة عربية أردنية راسخة وقوية وحافلة بالصدق والمساندة المتبادلة في أصعب الظروف.

أما إسرائيل فالأردن ومنذ النكبة كان مؤمنا بالسلام والحل السياسي لكنه لم يذهب خطوة نحو سلام منفرد وقاوم الضغوط عندما رفض الانضمام لكامب ديفيد مثلما رفض صفقة القرن، وعندما جاءت فرصة سلام على أساس الشرعية الدولية ذهب إلى مدريد، لكنه لم يوقّع إلا بعد مراوغة ياسر عرفات واتفاقه السري مع إسرائيل وتوقيعه أوسلو، وبقي الأردن مخلصا لموقفه في السعي لدولة فلسطينية وحقوق الفلسطينيين.

ليس من السهل المرور على مسارات الأردن عبر قرن، لكنها محاولة للقراءة.

(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين سوريا الاردن فلسطين مقالات مقالات مقالات اقتصاد رياضة رياضة سياسة صحافة صحافة سياسة مقالات رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

التشكيلية الأردنية نعمت الناصر: أسوان مدينة لا تُنسى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الفنانة التشكيلية الأردنية نعمت الناصر، إنها وقعت في عشق أسوان، وأحبّت أهلها الطيبين، واعتادت على زيارتها في كل عام، وحرصت على قيام أفراد عائللتها بزيارة المدينة أيضاً، من أجل الاستمتاع بمعالمها وطبيعتها ونيلها الساحر.

وقالت "الناصر" في تصريحات لها على هامش مشاركتها بالدورة الثامنة من مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، المقامة حالياً في أسوان، إن أسوان تُعد مصدر إلهام لكل فنان، وهي بلد الفنون والحضارة على مر التاريخ.

وعبّرت الفنانة التشكيلية الأردنية عن سعادتها لمشاركتها بدورات مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، الذي يجمع في كل عام نخبة من فناني العرب على أرض أسوان الطيبة.

وتحدث الفنانة نعمت الناصر، التي تعد من الروّاد في مجال الفنون التشكيلية الأردنية والعربية، حاضر ومستقبل الفنون التشكيلية العربية، فقالت انتشار التكنولوجيا، وتطبيقات الكمبيوتر المتعددة، جعلت طلاب الفنون في العالم العربي، يصابون بالكسل، ولا يبدعون بأيديهم، ولا يقدمون أعمالا فنية، إلا بالاستعانة بالكمبيوتر.

وقالت إن الحركة التشكيلية العربية، أكثر حضورا وتميزا من نظيرتها في أوروبا، وأن الفنان التشكيلي العربي، لديه التاريخ والبيئة الخصبة، لاستلهام أعماله.

الفنانين العرب يقدمون للعالم، أعمالا تشكيلية أكثر تأثيرا وإلهاما وإبهاراً

وأضافت بأن الفنانين العرب يقدمون للعالم، أعمالا تشكيلية أكثر تأثيرا وإلهاما وإبهاراً، وأن الشرق سيبقى أكبر ملهم لكل فنان تشكيلي، كونه الأعمق تاريخاً، والأكثر تراثاً.

ولفتت إلى أن التواصل بين الفنانين التشكيليين العرب، صار أكثر قوة بفضل الملتقيات والمعارض الفنية مثل مهرجان طيبة الدولي للفنون، ونوّهت إلى أنه حتى المدن التي باتت اليوم من مدن الحروب تشهد فعاليات وممارسة حيّة ولافتة للفنون التشكيلية.

يُذكر أن فعاليات مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، تُقام للعام الثامن على التوالي، برعاية الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة،  والهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، ومحافظة أسوان، تستقطب العشرات من الفنانين المصريين والعرب والأجانب، وتتوزّع فعاليات المهرجان من بين عروض مسرحية، وفلكلورية، وتشكيلية.

ويُعد المهرجان مناسبة يلتقي فيها فنانون من ثقافات ومدارس مختلفة، ويتبادلون الأفكار والرؤى، ويتعرفون على تجارب فنية جديدة، ويوظفون خبراتهم في مجالات الفنون المسرحية والتشكيلية في اكتشاف المواهب وتنمية مهارات المبدعين من طلاب المدارس في أسوان.

1000134435 1000134438 1000134441 1000134444 1000134432 1000134447

مقالات مشابهة

  • اليوم.. عرض فيلم "غزة التي تطل على البحر" ضمن مسابقة آفاق السينما العربية
  • التشكيلية الأردنية نعمت الناصر: أسوان مدينة لا تُنسى
  • باحث في العلاقات الدولية لـ«الأسبوع»: «مايك هاكابي» ينفذ الأجندة الأمريكية التي تخدم إسرائيل
  • مباراة الأردن والعراق: مباراة أخوية تتطلب الحماية وتأكيد الروابط المشتركة
  • سمير الحباشنة .. الدولة الأردنية والإخوان المسلمون: لا لسياسة كسر العظم
  • بلينكن يدعو لـتدخل حازم ضد انخراط حلفاء روسيا في حرب أوكرانيا
  • شيخ الإسلام في أذربيجان: الشيخ أحمد الطيب المرجعية الإسلامية الكبرى التي نقتدي بها
  • يوري مرقدي: «توكسيك» تعبر عن العلاقات العاطفية في المجتمعات العربية
  • الجامعة العربية تدعو كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الإحتلال على المسيرة التعليمية بفلسطين
  • قبل رئاسة ترامب.. بلينكن يجتمع مع أمين الناتو بشأن أوكرانيا