عربي21:
2024-08-11@12:22:04 GMT

من هم حلفاء الأردن؟

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

عبر قرن من الزمان كانت الدولة الأردنية منذ أن كانت جزءا من حلم عربي للثورة العربية الكبرى إلى أن تحولت بفعل المشروع الصهيوني ووعد بلفور ونقض بريطانيا لوعودها إلى الخيار المتاح لتجسيد مشروع الثورة العربية الكبرى بعد الاحتلال الفرنسي لسورية  واكتملت الصورة بالانقلاب الدموي في العراق على الحكم الهاشمي ودخول العراق دوامة الانقلابات.



ولأن النظام السياسي في الأردن بقي مستمرا ومستقرا طوال قرن من الزمان حافظت الدولة على استقرار تحالفاتها الكبرى وأيضا على مجموعة العلاقات الكبرى عربيا ودوليا، فالتحالف الأهم للأردن منذ إنشاء الإمارة وإلى اليوم مع بريطانيا التي كانت القطب الأهم إلى جانب فرنسا حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبريطانيا رغم انقلابها على اتفاقها مع الشريف حسين رحمه الله إلا أنها بعد أن نفذت وعدها لليهود أسست علاقة قوية ومهمة مع الأردن لم تتأثر قوتها بتغير دور بريطانيا في العالم الذي تولت قيادته الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي منذ خمسينيات القرن الماضي.


أما التحالف الثاني فكان مع الولايات المتحدة التي أيضا لها مصالحها في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل والنفط، لكن الأردن عبر حوالي سبعين عاما من العلاقة مع أميركا صنع لنفسه مساحة في خريطة علاقات ومصالح أميركا وتعززت هذه المساحة مع ظهور أزمات كبرى في العالم والإقليم مثل الإرهاب والتطرف وإيران.

والعلاقة القوية مع أميركا وبريطانيا لم تخل من محطات قلق مثل حرب الخليج وغيرها، لكن الأردن تميز أنه دولة بوجه واحد مع العالم، وكانت الدول الكبرى تدرك أن القيادة الأردنية لا تراوغ أو تتحدث بلغتين وهذه المصداقية المستمرة في عهد كل الملوك الهاشميين كانت من أدوات تجاوز العلاقات الأردنية مع حلفائه الأزمات بأقل قدر من الخسائر.

وفي الإطار العام هنالك الدول الأوروبية التي بنى الأردن معها علاقة قوية أساسها الصورة التي بناها الأردن لنفسه كدولة معتدلة سياسيا واجتماعيا مؤمنة بالسلام وحقوق الإنسان ومنحازة للقضايا الإنسانية في العالم في كل الأزمات عبر القوات الدولية وكل جهد بما في ذلك تعامل الأردن مع أزمات الإقليم واللاجئين.

أما في الإطار العربي فالقصة أصعب لأن المعادلة العربية كثيرة التقلب ليس بتغير الحكام بل لغياب أسس العلاقات مع بعض الدول وخاصة تلك المسكونة بوهم الزعامة والهيمنة على الأشقاء، فجزء من زعماء العرب عبر العقود كانوا يريدون علاقات مبنية على التبعية وهذا لم يكن مقبولا من الأردن ولهذا كانت محاولات العبث بالأردن عبر تنظيمات محلية أو أفكار وقضايا كبرى مثل فلسطين والعروبة، لذلك كانت إدارة العلاقات العربية ربما الملف الأصعب فالبعض يريدك تابعا والبعض متقلب المصالح والبعض يظهر عكس ما يبطن، ودول عديدة كانت تتقلب فيها أنواع الأنظمة السياسية بفعل الانقلابات أو الموت.

لكن العلاقات العربية بالنسبة للأردن بقيت عنصرا مهما جدا، يحرص على تطويرها أو تجاوز أجزائها الضعيفة ويغمض عيونه كثيرا عن عبث هنا أو هناك، فالجغرافيا قدر وأزمات الإقليم لا يمكن مواجهتها دون العرب أو بعضهم، ومؤكد أن هناك علاقات كثيرة عربية أردنية راسخة وقوية وحافلة بالصدق والمساندة المتبادلة في أصعب الظروف.

أما إسرائيل فالأردن ومنذ النكبة كان مؤمنا بالسلام والحل السياسي لكنه لم يذهب خطوة نحو سلام منفرد وقاوم الضغوط عندما رفض الانضمام لكامب ديفيد مثلما رفض صفقة القرن، وعندما جاءت فرصة سلام على أساس الشرعية الدولية ذهب إلى مدريد، لكنه لم يوقّع إلا بعد مراوغة ياسر عرفات واتفاقه السري مع إسرائيل وتوقيعه أوسلو، وبقي الأردن مخلصا لموقفه في السعي لدولة فلسطينية وحقوق الفلسطينيين.

ليس من السهل المرور على مسارات الأردن عبر قرن، لكنها محاولة للقراءة.

(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين سوريا الاردن فلسطين مقالات مقالات مقالات اقتصاد رياضة رياضة سياسة صحافة صحافة سياسة مقالات رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مصدر أردني ينفي لـعربي21 السماح للاحتلال بالتصدي للرد الإيراني بأجواء المملكة

أكد مصدر أردني مسؤول لـ"عربي21"، أن المملكة لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي باستخدام أراضيها أو أجوائها للتصدي لأي هجمات قادمة من إيران.

ولفت المصدر إلى أن جميع ما يشاع عن سماح عمان لتل أبيب باستخدام الأجواء الأردنية للتصدي لأي مقذوف قادم من إيران أو حلفائها غير صحيح.

وفي ذات السياق، نفى موقع "هلا إف إم" التابع للقوات المسلحة الأردنية تقريرا تحدث عن سماح المملكة للاحتلال باستخدام أجوائها.

وذكر الموقع نقلا عن مصدر مسؤول في القوات المسلحة أن الأردن "لن يسمح للرد العسكري لأي من الأطراف المتصارعة".



وتابع "القوات المسلحة أوضحت غير مرة أنها لن تسمح بأن تكون أراضي وأجواء المملكة الأردنية الهاشمية مسرحاً لأي جهة".

وكانت عمان، أعلنت رسميا أنها تصدت لصواريخ ومسيرات إيرانية، عبرت أجواءها في إطار رد طهران على قصف الاحتلال، للقنصلية الإيرانية في دمشق، والتي قتل فيها عدد من كبار الضباط في الحرس الثوري والمستشارين العسكريين.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في حينه "تصدينا لما نعتقد أنه خطر على أمن مواطنينا، وكما تصدينا للمسيرات الإيرانية سنتصدى لأي مسيرات إسرائيلية، ويجب منع رئيس الوزراء الإسرائيلي من فرض أجندة الحرب على المنطقة"، مضيفا أنه "لا يمكن أن نقبل بخرق إسرائيل للقانون الدولي بدون محاسبة، وعلى المجتمع الدولي حماية صدقيته في هذا الإطار".

كما أشار الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية، في حينه إلى أن سلاح الجو الملكي الأردني قام بزيادة طلعاته الجوية وذلك لمنع أي اختراق جوي والدفاع عن سماء الأردن.

وكان الأردن أعلن أنه تصدى لأجسام طائرة اخترقت أجواءه تزامنا مع الهجوم الإيراني بالمسيرات والصواريخ على "إسرائيل"، فيما ذكرت وسائل إعلام غربية وعبرية أن الأردن تصدى للهجوم الإيراني الذي استهدف الاحتلال وأنه فتح أجواءه للطيران الأمريكي للعمل على صد الهجوم الإيراني كذلك.



وسبق للكاتب والمحلل الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن حذر من إغضاب ما وصفه بـ"الشريك الاستراتيجي" وهو الأردن، وقال إبان الرد الإيراني الأول، "الجيش الأردني يقوم بإحباط، منذ سنوات وبشكل ناجع، عمليات تسلل المخربين وتهريب السلاح، التي تقف من ورائها إيران وحزب الله، من المملكة إلى الضفة الغربية، وعندما تم إحباط هجوم إيران بالصواريخ والمسيرات في منتصف شهر نيسان/ إبريل الماضي، أدى الأردن دورا مهما، حسب وسائل الإعلام الأجنبية".

وأضاف: "طيارون في سلاح الجو الأردني وأنظمة دفاع جوية، أدوا حسب التقارير، دورا في اعتراض عشرات الإطلاقات إلى أراضي إسرائيل"، بحسب قوله.

مقالات مشابهة

  • خلافاً للمواقف المعلنة.. الأردن تسمح لإسرائيل باستخدام اجوائها لاستهداف إيران !
  • خلافاً للمواقف المعلنة.. الأردن تسمح لإسرائيل استخدام اجوائها لاستهداف إيران !
  • الخارجية الأردنية: بلادنا لن تكون ساحة حرب لأحد
  • اين نجد الحليف الشريف ؟
  • البعثة الأردنية تختتم مشاركتها في أولمبياد باريس 2024
  • مصدر أردني للقناة 12 العبرية: سنمكن إسرائيل من صد أي هجوم إيراني في أجوائنا
  • هل توقّف الاحتلال الإسرائيلي عن استيراد الفواكه والخضروات من الأردن؟
  • مصدر أردني ينفي لـعربي21 السماح للاحتلال بالتصدي للرد الإيراني بأجواء المملكة
  • في الحرب...الجميع حلفاء؟
  • موقع توجيهي الأردن 2024 www.tawjihi.jo