علي جمعة: 6 كلمات لا توجد قوة مؤثرة مثلهم في الكون
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
قال الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن الأذكار الجامعة لمعاني التوحيد وتكثر على ألسنة الذاكرين قولهم: «لا حول ولا قوة إلا بالله» وتعني أنه لا توجد قوة مؤثرة في هذا الكون، ومحركة لكل محرك، ومسكنة لكل ساكن إلا قوة الإله الحق سبحانه وتعالى.
. علي جمعة: هذا الرجل أخذ جزءا منه
وكأن المسلم فيها يعلن قول لا إله إلا الله، ويعترف لربه أنه لا يحول بينه وبين كل ضار، ولا يمنع بينه وبين كل سوء إلا الله، ولا يقويه على كل خير، وعلى كل نفع إلا الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى برحمته يحول ويمنع بين الشرور والكوارث ، وبرحمته سبحانه يقويه على كل نفع وكل خير ينفع به نفسه وأرضه والناس أجمعين.
وأضاف جمعة عبر فيسبوك أن هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزاً من كنوز الجنة، فقد قال النبي ﷺ لعبد الله بن قيس: « يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِىَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » [أخرجه البخاري].
فنجد سيدنا ابن عطاء الله السكندري بنى «الْحِكَم العطائية» وهى 213 حكمة كلها تدور حول شرح جانب من جوانب معنى أنه (لا حول ولا قوة إلا بالله).
وتابع الدكتور علي جمعة: إذا عرفت أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، رددت الأمر لله، ولم تغضب إلا لله، ولم تفعل إلا لله، ولم ترضَ إلا لله وليس معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أننا نعتزل الحياة الدنيا، وأن نترك الأسباب التي أمرنا اللهُ سبحانه وتعالى أن نقوم فيها، ولكن معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أن ترى اللهَ في كل شيء؛ خلقًا، وفعلًا، ومواقف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة فضل الذكر ذكر الله سبحانه وتعالى علی جمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: التفكر في ذات الله تعالى منهي عنه
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قارئ القرآن الكريم والسنة النبوية يجد أن فيهما نصوصًا ظاهرها إثبات الجهة أو الجسمية أو الصورة أو الجوارح لله تعالى.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، أن هذه النصوص من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه، ويجب على المسلم ألا يخوض في معانيها، بل يفوض علمها إلى الله تعالى، امتثالًا لقوله سبحانه: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 7]، وقد أرشدنا الله تعالى عقب ذلك إلى الدعاء بالثبات بقوله: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].
وأشار إلى أن التفكر في ذات الله تعالى منهي عنه، لقوله ﷺ: (تفكروا في خلق الله, ولا تفكروا في الله فتهلكوا) [رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة"].
وقد استقر منهج السلف الصالح في التعامل مع هذه النصوص على التفويض أو التأويل مع قصد التنزيه، وهو ما نقله علماء الأمة جيلاً بعد جيل. ومن أمثلة ذلك قولهم في قوله تعالى: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح: 10]، أن المراد بها القدرة لا الجارحة. والتأويل هنا ليس بعيدًا؛ فمن جهل ذاته كيف يصف خالقه بجهة أو كيفية؟
فالله تعالى منزَّه عن الكيفية والكمية والأينية، إذ لا مثل له ولا شبيه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11]، ولا تحيط به العقول، لإنها لا تدرك إلا ما شاركها في الحدوث، وهو سبحانه منزه عن ذلك.
وقد قرر أئمة أهل السنة والجماعة، من الأشاعرة والماتريدية، الناقلون والمدافعون عن منهج السلف على مر القرون، أن هذا المنهج هو الحق. ويرحم الله الإمام الغزالي حيث قال: (من أخذ علمه من العبارات والألفاظ ضل ضلالا بعيدا, ومن رجع إلى العقل استقام أمره, وصلح دينه, ومن أشكل عليه أمر فعليه الرجوع إلى أهله; ليستبين له الحق).
وعلى المسلم أن يعمل عقله ولسانه فيما ينفعه؛ فيتفكر في آلاء الله تعالى وآياته، ويشغل لسانه بذكره، سائلًا ربه أن يوفقه للفهم الصحيح، الموروث عن أشياخ الأمة، الموافق لمراد الله ورسوله.