حوار بري ببند وحيد ونقطة على السطر
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يرصد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ردود الفعل النيابية على دعوته للحوار لإخراج انتخاب رئيس الجمهورية من المراوحة التي يدور فيها، ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه. ويتمنى بري أن تلقى دعوته، كما تقول مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط»، استجابة من جميع الكتل النيابية، وتحديداً من تلك التي سارعت إلى تسجيل تحفّظها على الدعوة، برغم أن الحوار يبقى محصوراً بإنجاز الاستحقاق الرئاسي لقطع الطريق على من يحاول توظيفه للدخول في أمور تتجاوز إنجازه إلى المس بـ«اتفاق الطائف» الذي يُفترض أن يبقى في منأى عن التجاذبات السياسية.
وتؤكد المصادر النيابية أن الحوار يبقى الخيار الوحيد للعبور بانتخاب الرئيس إلى بر الأمان. وتقول إن انتخابه هو الآن موضع تجاذب بين طرحين؛ الأول يتمسك بالحوار كشرط لإخراج إنجاز الاستحقاق الرئاسي من دوامة التعطيل، والآخر يرى عكس ذلك ويصر على انتخابه قبل الحوار.
وتؤكد أن بري أدرج انتخاب الرئيس كمادة وحيدة على جدول أعمال الحوار لقطع الطريق على استدراج العروض للبحث في أمور لا طائل منها الآن سوى إضاعة الوقت. وتنقل عنه قوله إن لا شيء مطروحاً غير انتخاب الرئيس ونقطة على السطر، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته في إنهاء الشغور الرئاسي.
وتضيف؛ يمكن أن يؤدي الحوار إلى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وفي حال تعذّر التفاهم، نذهب إلى البرلمان بمرشحَيْن أو أكثر ونحتكم في النهاية إلى تصويت النواب، مع أن مجرد التوافق يعني حكماً أن الطريق ستكون معبّدة أمام تسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة العتيدة ليأتي بحكومة جامعة تأخذ على عاتقها الانتقال بالبلد من مرحلة التأزم إلى التعافي، مدعومة برزمة من الإصلاحات التي تؤهلها لإعادة إدراج اسم لبنان على لائحة الاهتمام الدولي.
وتكشف المصادر النيابية أن دعوة بري للحوار تنسجم مع إصرار المجتمع الدولي وعلى رأسه اللجنة الخماسية على ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي اليوم قبل الغد، لأنه من غير الجائز أن يتحول لبنان إلى دولة منكوبة من دون أن يبادر المجلس النيابي إلى التحرك لملاقاته في منتصف الطريق. وتقول إن الدول الأعضاء في «اللجنة الخماسية» المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر لم تنفك عن دعوتنا لانتخاب الرئيس، لأن من دونه لا يمكن أن نعيد الانتظام إلى المؤسسات الدستورية.
وترى أن بري يفضّل، في حال حسم أمره بتوجيه الدعوة للحوار، أن تبقى الدعوات محصورة بـ15 مدعواً يمثلون رؤساء الكتل والنواب المستقلين. وتقول إنه سبق له أن نصح لودريان، قبل أن يوجّه رسالته إلى النواب، بضرورة حصر الدعوة بعدد يسمح بالتفاعل بين المدعوين بعيداً عن لجوئهم إلى المزايدات الشعبوية، لأنه لا مصلحة أن يكون العدد فضفاضاً طالما أنه لا مانع من تقليصه من دون أن يؤدي إلى خفض تمثيل المستقلين أو إحداث خلل يعطي الأرجحية في الحضور لفريق على آخر.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: انتخاب الرئیس
إقرأ أيضاً:
معسكرات إنقاص الوزن تنتشر في الصين مع تزايد معدل البدانة
يتنامى انتشار معسكرات إنقاص الوزن في الصين التي يعاني أكثر من نصف البالغين فيها زيادة الوزن، وهي بحسب السلطات "مشكلة صحة عامة كبيرة".
خسرت يانغ تشياو 30 كيلوغراما من وزنها بعد اتباع نظام غذائي صارم وتمارين رياضية، في أحد معسكرات إنقاص الوزن هذه في الصين.
وأمام صفّ من آلات المشي الرياضية، تنتظر المدرّب ليناديها حتى تبدأ تمارينها، على غرار نحو 60 شخصا من زملائها. وعلى أحد جدران المكان، رُفع ملصق كبير عليه عبارة "اصبحوا نحيفين! اصبحوا جميلين! اصبحوا أنيقين!".
قبل 3 أشهر، تركت هذه المدرّسة البالغة من العمر 23 عاما عملها للانضمام إلى معسكر التنحيف في ضواحي تشنغدو (جنوب غرب). وكان وزنها يبلغ 114 كيلوغراما.
تزداد شعبية هذه المعسكرات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مع معاناة أكثر من 50% من الصينيين من زيادة في الوزن أو بدانة، بحسب تقرير صادر عام 2020 عن لجنة الصحة الوطنية (إن إتش سي).
وأُثير جدل بشأن هذه المعسكرات إثر وفاةِ مؤثرة عبر مواقع التواصل خلال العام الفائت عن 21 عاما، بعد مشاركتها في معسكر شمال الصين بهدف خسارة أكثر من 100 كيلوغرام.
من بين الأنشطة الموفَّرة في تشنغدو، جولات مشي سريع لمسافات طويلة يراقب خلالها المدربون المشاركين، الذين قد تغريهم أكشاك الطعام الموجودة إلى جانب المسار.
تؤكد يانغ تشياو التي تمشي بوتيرة جيدة على المسار الممتدّ 10 كيلومترات "سيكون هناك بالتأكيد أشخاص يريدون شراء الطعام سرّا".
وتقول "فكّرت في الأمر لكنني لم أتمكن من تناول أي طعام لأنّ المدربين كانوا يراقبونني بشكل متواصل".
تحمّل
بينما يعاني بعض زملائها خلال المشي، تنتاب الشابة سعادة عندما ترى أن "قدرتها على التحمّل قد تحسنت على الأرجح"، وتقول "قبل شهر أو شهرين، كنت أشعر بتعب شديد".
القواعد صارمة في المخيم، إذ من غير المسموح الخروج بين الاثنين والسبت، باستثناء من يواجه "ظروفا معينة".
وتقول يانغ "لا يخرج أحد سرّا لأن هناك مراقبة في كل مكان، وإذا أقدم أحدهم على ذلك تتم معاقبته".
وفي أكتوبر/تشرين الأول، نشرت السلطات الصينية توصيات لمراقبة البدانة، بهدف توحيد تشخيص المرض وعلاجه.
وقالت لجنة الصحة الوطنية "خلال السنوات الأخيرة، استمر ارتفاع معدّل زيادة الوزن والبدانة في الصين"، إذ صُنّفت البدانة كسادس عامل خطر للوفاة والعجز.
وترجع هذه الظاهرة ربما إلى زيادة مداخيل الصينيين، مما يدفعهم إلى إنفاق المزيد على الطعام، وفق ما يلاحظ تشارلز بون، وهو طبيب في مستشفى رافلز في بكين.
ويتابع "بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الوظائف أكثر تعقيدا (…) وتسبب توتّرا كبيرا للأشخاص"، وهذا يؤدّي إلى خلل بالتوازن الهرموني ويساهم في زيادة الوزن.
رأسمال اجتماعي
في يوليو/تموز، أطلقت السلطات حملة لـ3 سنوات توصي بتقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والسكر والدهون في المقاصف المدرسية، وتشجيع النشاط البدني بين الموظفين وتلاميذ المدارس.
ويقول بان وانغ، الأستاذ المشارك في الدراسات الآسيوية في جامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا، إنّ على الحكومة تحسين مراقبة الأنظمة الغذائية والبرامج الرياضية الصارمة التي يُحتمل أن تشكل خطرا على الصحة.
ويشير إلى أن "قطاع التجميل المزدهر (…) ومفهوم النحافة أصبحا بمثابة رأسمال اجتماعي، تستفيد منه الشركات مثل معسكرات إنقاص الوزن".
في مدينة تشنغدو، تصدح الموسيقى من مكبرات الصوت في حين يمارس المشاركون المتعرّقون الملاكمة.
تعطيهم مدرّبتهم تشين هانغ التعليمات وهي تقف فوق منصة، موضحة الحركات التي يتعين عليهم القيام بها.
وتقول "إنّ حضورهم إلى معسكرات إنقاص الوزن، يعني أنهم لا يستطيعون التحكم بنظامهم الغذائي (…) وهم عاجزون عن ممارسة الرياضة بمفردهم"، مرحبة بـ"الزيادة المستمرة" في أعداد المشاركين.
يوميا، تنشر يانغ تشياو مقاطع فيديو عبر شبكتي تواصل اجتماعي صينيتين معادلتين لتيك توك وإنستغرام، وهو ما يساعدها على مواصلة حماستها.
تقول الشابة التي تريد البقاء في المخيم حتى نهاية مارس/آذار على الأقل "إذا لم أستيقظ كل يوم لتصوير مقاطع الفيديو هذه، فلن يكون لدي أي محتوى لنشره، وسيعرف الجميع أنني أتكاسل".
إحدى زميلاتها هي تشاو يويانغ (30 عاما)، أتت إلى المعسكر بعد مشاهدة مقاطع الفيديو هذه.
وخسرت في شهر واحد أكثر من 5 كيلوغرامات، لكنها تريد أن تأخذ وقتها في تخفيض وزنها.
وتقول "لا تصبح بدينا في قضمة واحدة، لذا لكي تخسر كيلوغرامات من وزنك، عليك أن تصبر".