"المسيرات" نقطة تحول في الحروب الحديثة.. تاريخها ومراحل تطورها
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
أصبحت الطائرات المسيرة عنصرًا أساسيًا في التحركات العسكرية في العالم أجمع، وبدا ذلك واضحًا في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، إذ يتبادل الجيشان الهجوم بالمسيرات المتنوعة، وكل منهما يستخدم أحدث تقنياتها لإحداث خسائر في الطرف الآخر، حتى إن مصادر إعلامية أكدت استخدام أوكرانيا مسيرات ورقية لا تلتقطها الرادارات.
وتطورت صناعة الطائرات المسيرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأصبحت المسيرات أكثر تطورًا وقدرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام.
أخبار متعلقة "سينومي ريتيل" تعلن عن افتتاح متجرFNAC الرائد الأول في المملكة العربية السعوديةسلطان النيادي يغادر الفضاء.. تحديد موقع وموعد وصوله للأرضتطور صناعة المسيراتبدأت صناعة الطائرات المسيرة في أوائل القرن العشرين، إذ استخدمت بريطانيا أول طائرة بدون طيار في الحرب العالمية الأولى عام 1917، وكانت طائرات بدائية تُستخدم في مهام الاستطلاع والمراقبة.
وفي خمسينيات القرن العشرين، بدأت الولايات المتحدة في تطوير الطائرات المسيرة، وسرعان ما أصبحت الطائرات المسيرة جزءًا أساسيًا من ترسانة الجيش الأمريكي.
واستخدمت الولايات المتحدة الطائرات المسيرة في العديد من الحروب، بما في ذلك حرب فيتنام والحرب في أفغانستان.
#أوكرانيا تهاجم #روسيا بـ"مسيرات ورقية".. قما القصة؟#اليوم pic.twitter.com/uC35y5P4Ll— صحيفة اليوم (@alyaum) September 1, 2023
في السنوات الأخيرة، شهدت صناعة الطائرات المسيرة نموًا كبيرًا، وأصبحت المسيرات أكثر تطورًا وقدرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام، وأسهم هذا النمو في عدد من العوامل، بما في ذلك:
- التقدم في التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة وأنظمة التوجيه.
- انخفاض تكلفة الطائرات المسيرة، ما جعلها أكثر سهولة في الوصول إليها.
- زيادة الطلب على الطائرات المسيرة من قبل الحكومات والشركات.
وأدى هذا النمو إلى دخول العديد من الشركات الجديدة إلى سوق الطائرات المسيرة، وإلى زيادة المنافسة وانخفاض الأسعار.
وتتوقع التقارير أن تستمر صناعة الطائرات المسيرة في النمو في السنوات القادمة.
بريطانيا بدأت استخدام مسيرات بدائية في الحرب العالمية الأولى - صحيفة The Weekالخيار المفضل لخوض الحروبتتمتع الطائرات بدون طيار بالعديد من المزايا التي جعلتها الخيار المفضل لخوض الحروب، بما في ذلك:
- السبب الأول والأهم أنها لا تعرض العنصر البشري للخطر، ما يقلل من الخسائر البشرية.
- تكلفهتا منخفضة نسبيًا.
- إمكانية التحكم عن بعد من مسافة بعيدة.
- قدرة على التحليق لأوقات طويلة.
- قدرة على حمل الأسلحة.
المسيرات قادرة على حمل الأسلحة وأجهزة المراقبة - موقع Popular Scienceالمسيرات الورقية الأوكرانيةفي 2022، بدأت أوكرانيا استخدام الطائرات الورقية المحملة بالشحنات المتفجرة ضد القوات الروسية في شرق البلاد، وتعد هذه الطائرات طريقة رخيصة وسهلة لخوض الحرب.
كما أنها يمكن أن تكون فعالة في إصابة الأهداف التي يصعب الوصول إليها، إلى جانب قدرتها على التخفي من الرادارات التي لا تتمكن من رصدها.
هل يمكن للمسيرات حسم الحروب؟يمكن للطائرات المسيرة أن تلعب دورًا مهمًا في الحرب، ولكنها لا يمكن أن تحسم الحرب بمفردها، فما زالت هناك حاجة للتدخل البشري في العديد من المجالات، مثل اتخاذ القرارات الاستراتيجية والتخطيط للعمليات العسكرية.
آثار مسيرة هاجمت موسكو في وقت سابق - موقع The Moscow Times
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس اليوم الدمام تطور المسيرات المسيرات في الحرب الروسية الأوكرانية صناعة الطائرات المسیرة فی الحرب
إقرأ أيضاً:
الحرب في السودان: كيف يمكن مواجهة أزمة البطالة؟
بروفيسور حسن بشير محمد نور
من الصعب علي أي انسان عاقل مهما كان تقاؤله ان يري نهاية قريبة للمأساة الجارية في السودان، وامكانية وقف الحرب ووصول حكم رشيد يتمكن من تحقيق شروط اعادة الاعمار ومعالجة المشاكل المركبة العميقة التي خلفتها الحرب. جميع المؤشرات تدل علي ان الوضع الداخلي والخارجي والمواقف حول ما يجري في السودان لا تسير في اتجاه ايجاد حل ناجع وسريع لمثل هذه المشكلة، التي هي اكثر تعقيدا مما حدث في العديد من دول الاقليم التي لم تجد الحل حتي الان رغم مضي عقود علي حدوثها.
بالرغم من كل ذلك لابد من تسليط الضؤ علي المشاكل التي يعاني منها السودان والتي تشكل تحديا مستقبليا لانسانه ومنها مشكلة البطالة التي تعتبر أزمة قومية مستعصية حتي فبل الحرب.
تعتبر هذه الأزمة معقدة ولا يمكن معالجتها بجهود داخلية فحسب، خاصة في ظل الصعوبات التي يواجهها السودان نتيجة الحرب. يمكن للمجتمع الدولي وأصدقاء السودان من الدول المانحة والمنظمات غير الحكومية تقديم مساهمات فعالة للتخفيف من حدة البطالة، في حالة وصول حكومة تجد القبول الداخلي والخارجي الذي يضمن الاستقرار المناسب، الذي يمكن من تنفيذ برنامج انتقالي لتجاوز اثار وتداعيات الحرب المدمرة، كما ان هذا يعتمد ايضا علي (متي سيحدث ذلك؟). عندها يمكن معالجة تلك المشكلة من خلال برنامج يشتمل علي:
1. دعم الاستقرار السياسي والأمني: قبل كل شيء لابد من تكثيف الجهود الوطنية والدولية والعمل علي استقطاب المساعدة في الوصول إلى حلول سلمية للنزاع، حيث إن الاستقرار يعتبر شرطًا أساسيًا لإعادة الاعمار ومن ثم تدوير عجلة الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات.
2. يأتي بعد ذلك تقديم برامج تدريب وتأهيل للخريجين والمهنيين: من خلال التعاون مع الجامعات والمعاهد والمؤسسات السودانية، ويمكن للمجتمع الدولي دعم برامج تدريب وتطوير المهارات. توفر هذه البرامج فرص تدريبية على تقنيات حديثة ومجالات مطلوبة عالميًا مما يرفع القدرات الفردية والمؤسسية ويعزز فرص العمل محلياً وخارجياً.
3. يمكن الاستقرار من استقطاب الاستثمار الأجنبي، الذي لا غناء عنه لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة المهمة لما بعد الحرب. يمكن لأصدقاء السودان والمنظمات الدولية تقديم الدعم المالي والتقني للمؤسسات العامة ولرجال الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة عبر تسهيلات تمويلية ومنح، ما يساعد في إنعاش الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة.
4. إعادة تأهيل البنية التحتية: تحتاج هذه المهمة لتوظيف رؤوس اموال وقدرات بشرية ومادية وتقنية هائلة لا تتوفر للسودان في مرحلة اعادة الاعمار. بالضرورة لابد من دعم جهود إعادة بناء البنية التحتية الأساسية كالكهرباء، والمياه، والطرق والجسور وتأهيل المواني البحرية والبرية والمطارات، والخدمات الاجتماعية، مما يساهم في تحسين بيئة العمل، ويتيح للمؤسسات القائمة فرصًا أكبر للعودة للعمل أو توسيع نشاطها مجددًا.
5. مساعدة الشركات المتضررة: من خلال تقديم الدعم المالي والفني للشركات المتضررة أو التي اضطرت للتوقف عن العمل بسبب الحرب، يمكن أن يتم عبر آليات الإقراض الميسر والمساعدات المباشرة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل العصب الأساسي لتشغيل العمالة.
6. إطلاق برامج للريادة الاجتماعية: يمكن لمنظمات المجتمع المدني ودول ومنظمات الدعم أن تشجع وتدعم الشباب ورواد الأعمال الجدد لتطوير مشاريع مبتكرة تهدف إلى معالجة قضايا مجتمعية واقتصادية، وتتيح الفرصة لهم لتوظيف قدراتهم وحل مشاكل المجتمع من خلال مشاريع مدرة للدخل.
7. بالضرورة بالطبع رفع قدرات المصارف والمؤسسات المالية ومؤسسات الاقراض التي لا غناء عنها للنشاط الاقتصادي الداعم للعمالة.
هذه خطوط عريضة يمكن ان تطور لبرامج خاصة بالجهات المسؤولة عن اعادة الاعمار وتأهيل البنيات التحتية والمختصة بالعمل، في حالة نجحت الجهود في ايقاف الحرب وتحقيق الاستقرار المطلوب ووضع اساس لحكم رشيد.
إن أزمة البطالة في السودان بعد الحرب ستكون علي درجة كبيرة من الحدة والتعقيد، مما يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية للتخفيف من حدتها، خاصة مع الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي ستواجه البلاد خلال فترة اعادة الاعمار. لا يمكن للاقتصاد السوداني أن يتعافى دون استقرار سياسي وأمني، بالإضافة إلى الدعم المالي والفني من أصدقاء السودان والمنظمات الدولية بما يتوافق مع المصالح الاستراتيجية للبلاد. كما أن الاستثمار في الشباب وتدريب الخريجين الجدد على المهارات المطلوبة في سوق العمل، ودعم المشاريع الصغيرة، يمكن أن يسهم بشكل كبير في حل مشكلة البطالة المستعصية ويفتح أفقًا أفضل للتنمية المستدامة في سودان ما بعد الحرب.
mnhassanb8@gmail.com