زيلينسكي يقيل وزير الدفاع ريزنيكوف ويعين رستم عمروف بدلا منه
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
وزير الدفاع الأوكراني الجديد رستم عمروف هو من تتار القرم ويبلغ عمره 41 عاما.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد (3 سبتمبر/ أيلول 2023) إنه قرر إقالة وزير الدفاع أولكسي ريزنيكوف من منصبه، مشيرا إلى أنه سيطلب من البرلمان هذا الأسبوع اختيار رستم عمروف لشغل المنصب بدلا منه.
مختارات أنباء بتقدم القوات الأوكرانية في الجنوب وهجوم روسي بمسيرات بيربوك: على أوكرانيا إنهاء "30 عاما من المحسوبية والفساد" تحت وطأة الحرب.. ماذا بقي من نفوذ الأوليغارشية في أوكرانيا؟ أوكرانيا - استقالات وإقالات واعتقالات بعد أول فضيحة فساد منذ بدء الغزو "كتيبة تتار القرم" ... ورقة في الصراع التركي الروسي؟
جاء الإعلان في الخطاب المسائي المصور الذي يلقيه زيلينسكي للأمة ليمهد الطريق لأكبر تغيير في الجيش الأوكراني خلال الحرب التي تشنها روسيا منذ فبراير شباط 2022.
اتهامات بالفساد لوزارة الدفاع
وقاد ريزنيكوف (57 عاما)، الذي تم تعيينه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أي قبل ثلاثة أشهر من الغزو الروسي، مفاوضات كييف مع حلفائها لتسليح قواتها بمعدات عسكرية حديثة ولعب دورا في حصول أوكرانيا على مساعدات عسكرية غربية بمليارات الدولارات لدعم جهودها الحربية.
لكن منذ الغزو الروسي هزت وزارة الدفاع الأوكرانية العديد من فضائح الفساد. ففي كانون الثاني/ يناير، اضطر نائب ريزنيكوف للاستقالة بعد توجيه اتهامات لوزارة الدفاع بتوقيع عقود لشراء مواد غذائية بأسعار أعلى مرتين أو ثلاث مرات من الأسعار الحالية للمواد الغذائية الأساسية. ووصف رزنيكوف اتهام وزارته بالفساد بالتشهير.
وتأتي إقالته التي جرى الإعلان عنها مساءً في ظل الهجوم المضاد الذي تشنه كييف وأيضا الحملة التي تقودها أوكرانيا ضد الفساد بناء على طلب الاتحاد الأوروبي. كما أن الإقالة تمهد الطريق لتغييرات أساسية في دوائر وزارة الدفاع الأوكرانية.
وقال زيلينسكي "قررت تغيير وزير الدفاع الأوكراني. لقد أمضى أولكسي ريزنيكوف أكثر من 550 يوما في الحرب الشاملة". وأضاف "أعتقد أن الوزارة بحاجة إلى أساليب جديدة وأشكال أخرى من التفاعل مع كل من الجيش والمجتمع برمته".
ويجب أن يوافق البرلمان على تغيير وزير الدفاع، لكن من المرجح أن يحظى القرار بدعم أغلبية المشرعين في البرلمان الأوكراني. وقال زيلينسكي إنه يتوقع أن يوافق البرلمان على تعيين عمروف في منصب وزير الدفاع.
ويرأس عمروف (41 عاما)، وهو من تتار القرم، صندوق ممتلكات الدولة الأوكرانية منذ سبتمبر أيلول 2022 ولعب دورا في عدد من المفاوضات الحساسة في زمن الحرب، ومنها المباحثات الخاصة باتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
ص.ش/ع.أ.ج (رويترز، أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف رستم عمروف الحرب الروسية على أوكرانيا دويتشه فيله أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف رستم عمروف الحرب الروسية على أوكرانيا دويتشه فيله الدفاع الأوکرانی وزیر الدفاع
إقرأ أيضاً:
هل ينجح عشرات السياسيين الأوروبيين في استنفار القارة لإنقاذ أوكرانيا؟
باريس- أرسلت عشرات الشخصيات من كبار السياسيين والقادة العسكريين والخبراء الأوروبيين رسالة مفتوحة، أمس الثلاثاء، تدعو من خلالها أوروبا وكندا إلى توحيد الجهود للدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا وعدم الانتظار حتى تنفيذ خطة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يترقب فيه الجميع ـوخاصة في أوروباـ مستقبل المساعدات الأميركية لأوكرانيا والقرارات التي ستعلن عنها إدارة ترامب ابتداء من يناير/كانون الثاني المقبل.
ويرى عدد من الموقعين على الرسالة أن الوقت قد حان للتحرك بشكل فعال لمواجهة التهديد الروسي وتأمين أوكرانيا من أجل صياغة نظام أمني أوروبي أطلسي مستقر من خلال تشكيل تحالف دولي تقوده بولندا ودول الشمال الأوروبي والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وهولندا.
أهداف واضحةوفي تفاصيل الرسالة، اقترح الخبراء تسليح أوكرانيا ومنحها ما تحتاجه لتحقيق النصر من مخزوناتها الخاصة ونقل التكنولوجيا والاستثمار في صناعة الدفاع الأوكرانية مع التركيز على القدرات اللازمة لكسب الحرب، بما في ذلك الضربات الدقيقة بعيدة المدى والحرب الإلكترونية، والاستخبارات والذخائر المضادة للطائرات والسفن والدبابات.
كما دعا الموقعون إلى الاستيلاء على جميع الأصول الروسية المجمدة لتمويل كييف على اعتبار أنه أمر ممكن اقتصاديا وقانونيا بموجب المبدأ الدولي للتدابير المضادة.
وفي هذا الإطار، أوضح مدير مبادرة الإستراتيجية الديمقراطية في برلين، بينجامين تاليس، أن الهدف هو الالتزام بدعم كييف للفوز عن طريق الاستثمار في صناعة الدفاع وتوسيع الدفاع الجوي فوق غرب أوكرانيا واستخدامه لتغطية قوات التحالف على الأرض، وإظهار الدول قدرتها على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في الفترة التي تسبق انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد انتهاء الحرب.
وعن رمزية التوقيت، قال تاليس، في حديث للجزيرة نت، إن "هذا هو الوقت المناسب للتحرك، لأن أوروبا يمكنها أن تتدخل بالتعاون مع كندا لتشكيل تحالف دولي من شأنه تغيير مجريات الحرب لصالحنا بالفعل والدفاع عن أنفسنا وأمننا".
بدوره، أكد المسؤول السابق في الناتو إدوارد هانتر كريستي أن الخوف الكبير في جميع أنحاء أوروبا من تراجع المساعدة الأميركية لأوكرانيا أو إجبارها على نوع من الاستسلام أصبح واضحا، "واليوم، نحن بين اللحظة التي انتخِب فيها ومرحلة دخول قراراته حيز التنفيذ، وهي فترة قصيرة أمام الأوروبيين للتنظيم واتخاذ قرارات مهمة لزيادة الدعم لكييف".
وفي حديث للجزيرة نت، يرى كريستي، وهو باحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، أن الأمر لا يتعلق بثنائية القدرة على القيام بشيء ما أو عدمه، وإنما القيام بأكبر قدر ممكن والتحرك بأقصى سرعة، وهذا هو فحوى الرسالة، معتبرا أنه من الأفضل سياسيا أن يتم ذلك في غضون الشهرين المقبلين قبل تولي ترامب منصبه فعليا.
ترامب تحدث مرارا وتكرارا عن رغبته في إنهاء الحرب بأوكرانيا (رويترز) تحالف أوروبي كنديويذكر كريستي أن الأصول الروسية المجمدة البالغة 300 مليار دولار تعادل 4 أضعاف المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا منذ عام 2022، ونحو 75% من إجمالي المساعدات الغربية حتى الآن.
وبالتالي، سلطت الرسالة الضوء على وجود معظم هذه الأصول المجمدة في أوروبا، وأن كندا يتوفر لديها تشريعات جاهزة، مما يمنح الدول المتحالفة شرعية "الاستيلاء على تلك الموجودة في ولايتها القضائية دون تأخير لإنشاء سابقة يمكن لحلفاء الناتو الآخرين اتباعها"، يضيف المتحدث.
ولا يعتقد بينجامين تاليس أن هذه المطالبات والمقترحات للتحرك جاءت متأخرة، لأنها بدأت منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا "لكن عددا من المراقبين استيقظوا فعليا على انتخاب ترامب، مما أدى إلى تضاعف قلقهم بشأن سياسته المقبلة والخطر الذي قد تواجهه أوكرانيا وأوروبا أيضا"، على حد تعبيره.
وبالنسبة للمتحدثيْن -اللذين ساهما في صياغة الرسالةـ تعد كل من بولندا ودول البلطيق والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وهولندا من الدول المحورية ضمن ما سموه بـ"تحالف الدول الراغبة بدعم أوكرانيا"، والذي يهدف إلى التخلي عن العمل على أساس مؤسسات حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي.
ولتفسير هذا المفهوم بشكل أدق، أوضح كريستي أن معناه هو "عدم ضرورة التحرك وفق اجتماع الناتو أو اتفاق جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي لأنه في العادة يتم اتخاذ تدابير أضعف وأقل شجاعة، بسبب وجود بعض حكومات الدول التي تمنع القرارات النهائية أو تعرقلها".
وأضاف المسؤول السابق في الحلف أن المخاطر التي سيواجهها الأوروبيون داخل الناتو بمجرد وصول ترامب إلى السلطة هي احتمال عدم حرصه على قيام الولايات المتحدة ببذل المزيد من الجهود، "وهو ما قد يؤدي إلى ضعف الحلف في مساعدة أوكرانيا في ظل وجود دول إشكالية مثل المجر وسلوفاكيا اللتين لا تقدمان الدعم بما فيه الكفاية على المستوى الأوروبي".
تكتيك للمستقبلويعتبر السياسيون والقادة العسكريون والخبراء المؤيدون لتفاصيل الرسالة أن أصول الدفاع الجوي المتمركزة في دول التحالف أو المرسلة إلى الدول المجاورة لأوكرانيا ستوفر درعا فوق غرب أوكرانيا، وتخفف بعض الضغط عن أصول الدفاع الجوي الأوكرانية.
وبالتالي، سيوفر هذا التكتيك العسكري لدول التحالف بعد ذلك استخدام هذا الدرع لوضع قواتها على الأرض، كما اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا العام، للمساعدة في تدريب القوات الأوكرانية وتقديم الدعم اللوجيستي وإزالة الألغام وغيرها من المهام.
وقد أعلن ماكرون على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، الاثنين الماضي، أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن اتخذ "قرارا جيدا" بالسماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة تصنعها الولايات المتحدة لضرب داخل روسيا، مشيرا إلى أن هذا المسار الجديد يأتي ردا على التصعيد الروسي للصراع باستخدام جنود من كوريا الشمالية للخدمة إلى جانب قواتها.
واتفق تاليس وكريستي على أن تصريحات ماكرون جاءت متأخرة، وأن قرار بايدن في الاتجاه الصحيح، إلا أنه غير كاف وجاء متأخرا، في ظل استمرار القيود على استخدام الأسلحة الأميركية.