العرب القطرية:
2024-09-19@12:23:58 GMT

علي بن سالم المناعي.. خطاط أبو ظلوف

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

علي بن سالم المناعي.. خطاط أبو ظلوف

شهدت قطر في عام 1949 حدثين كان لهما تأثير كبير في نهضتها التعليمية، الأول كان تدفق الذهب الأسود (النفط) من رمالها، بعد عقدين من انهيار اقتصاد الذهب الأبيض (اللؤلؤ)، وتصدير أولى شحناته عبر مياهها، أما الثاني فكان تولي الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني (1896-1974) سدة الحكم فيها، والذي عُرف باهتمامه بالتعليم، وحبه للعلم والعلماء، وطباعة ونشر ووقف الكتب، وانعكس ذلك على المواطنين، فبرز منهم المعلمون، وكان منهم علي بن سالم بن خلف بن سالم بن عبد الله بن سالم المناعي، المولود في قرية أبو ظلوف؛ بشمال قطر في عام 1892 تقريبًا، والذي حفظ أغلب أبناء القرية القرآن الكريم على يديه، كما علّم بعضهم قواعد القراءة وفنون الكتابة.

 

الشيخ حسين بن علي المناعي
يُروى أنه حفظ القرآن الكريم، وتعلّم الكتابة والقراءة وبعض العلوم الشرعية على يدي الشيخ حسين بن علي المناعي، أحد الأئمة والخطباء والمعلمين بمنطقة الشمال حينئذ، وعُرف علي بن سالم بتجويده وترتيله الجيد للقرآن الكريم، ويتواتر عن الرواة أن من كان يمر أمام مجلسه؛ بينما هو يقرأ القرآن الكريم، كان يتوقف يستمع، لا يبرح مكانه حتى ينتهي، تأثرًا بقراءته المجودة المرتلة، وصوته الحسن، وخشوعه، وكان مجلسه يمتلئ بالحاضرين من الرجال، وتقف النساء أمام المجلس للاستماع إليه وهو يقرأ القرآن الكريم؛ بل إن بعض من عاصروه يشبهون صوته وقراءته بالقارئ المصري الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (1927-1988)، كما يروى أنه كان حسن الطلعة، معتدل القامة، رقيق الجسم، ذا عارض أبيض.

خزانة خشبية
ولد وعاش طفولته وصباه بقرية أبو ظلوف، وتلقى العلم على أيدي علمائها، ولما بلغ أشده واستوى عمل لسنوات معدودات بحرفة الغوص على اللؤلؤ، فلما اشتد عودته واستوى فتيًا؛ اتجه لحفظ القرآن الكريم، ودراسة العلوم الشرعية، حتى تأهل للقيام بتعليم أبناء قريته، فامتهن تدريس القرآن الكريم، وجعل من مجلسه كُتابًا لتعليم النشء. وكان يُطالع بعض الكتب الدينية المتوفرة في عصره؛ ما أعانه على معرفة المسائل الشرعية، التي كان يُسأل عنها، ويروى أنه كان يضع هذه الكتب في خزانة خشبية في مجلسه؛ ليسهل عليه تناولها والنظر فيها إذا ما عنّ له أمر ما، ويحتاج لاستشارتها. 

«دار مـن يبذل الـجـود والمالية»
يقول الرواة إنه لم يكن يتعاطى الشعر، ولا يستهويه نظمه أو مطالعته، ولكنه في عام 1937، أي في عهد الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، حاكم قطر (1913-1949)، كان متوجهًا مع بعض جماعته من أبو ظلوف إلى الدوحة؛ استجابة لنداء الواجب، في إحدى المناسبات الوطنية، وعندما اقترب ورفاقه من الدوحة، تراءى لهم قصر الشيخ عبدالله، فنظم بيتين؛ مما يُطلق عليه شيلة، يقول فيهما: 
قابلتنـا دار ذربين الأفعالـي
هاض ما بي حين لاحت مبانيها
دار مـن يبذل الـجـود والمالية
شيخنا اللي نواصي الخير حاديها
عاصر في قرية أبو ظلوف بعض معلمي القرآن الكريم، ومنهم راشد بن دعفوس المناعي، وكان صديقًا حميمًا له، والشيخ عبدالرحيم الصديقي، الذي كان له دور في تحفيظ عدد من أبناء القرية القرآن الكريم. وتزوج علي بن سالم المناعي قبل وفاته بسنوات من إحدى نساء قبيلته بقرية أبو ظلوف، وأنجب ابنًا واحدًا أسماه «خلف». وتوفي في عام 1945 تقريبًا.
وعُرف علي بن سالم بحُسن الخط، ولهذا كان يقوم، بدون مقابل، بكتابة الرسائل، وتدوين كل ما يُطلب منه تدوينه من أفراد قريته، وقد عُثر له على وريقة تحمل البسملة «بسم الله الرحمن الرحيم»، بخط الرقعة، استفتح بها معدو كتاب «الغوص على اللؤلؤ في قطر» الكتاب في جزأيه الأول والثاني. كما عثر على وريقة أخرى بخطه يبدو أنها مبايعة أو تنازل عن مبنى، مؤرخة في 25 شوال 1351هـ/ 20 فبراير 1933م، تنبئ عن أنه كان يتمتع بحسن الخط وكانت لدية معرفة بقواعد وفنون وأسس الكتابة، ولا نستبعد أن يكون قد تعلم الخط على أيدي معلميه في أبو ظلوف، والذين ربما كان بعضهم خطاطين،
وإن كان فيما يبدو لم يجز في أي من أنواع الخطوط.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر القرآن الکریم فی عام

إقرأ أيضاً:

أوقاف الشروق تحتفل بختام النشاط الصيفي بتكريم ١٤٠ من حفظة القرآن الكريم

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

نظمت إدارة أوقاف الشروق بمديرية القاهرة، بمسجد جنة الفردوس بكمبوند جنة مصر، احتفالا بمناسبة انتهاء النشاط الصيفي، وتوزيع جوائز مسابقة القرآن الكريم، وتكريم 140 من حفظة القرآن الكريم، و الذين شاركوا بالموسم الصيفي، تحت إشراف الشيخ إبراهيم سبت إمام وخطيب المسجد، برعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف.

وحضر الحفل الشيخ أسامة محمود جبريل، مدير إدارة أوقاف الشروق وبدر والعاصمة، والعميد عبد المنعم كامل شعير، وجميع أفراد مجلس إدارة مسجد جنة الفردوس.

وتوجه مجلس الإدارة بالشكر والتقدير إلى إمام المسجد على جهوده مع حفظة القرآن الكريم خلال الفترة الماضية، و توجه المجلس بالشكر والتقدير لجميع الأبناء لتفوقهم ولأولياء الأمور لحرصهم على حفظ أبنائهم كتاب الله .

مقالات مشابهة

  • تنظيم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم
  • تحت رعاية الملك.. الشؤون الإسلامية تنظم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم
  • تسليم جوائز مسابقة تحفيظ القرآن الكريم بمسجد السيدة زينب
  • تقييم 55 مشاركا في مسابقة القرآن الكريم ببهلا
  • بعد وفاتها.. من هي سمية إبراهيم أشهر مذيعات إذاعة القرآن الكريم؟
  • موعد ومكان جنازة سمية إبراهيم أشهر مذيعات إذاعة القرآن الكريم
  • اختتام جائزة فزّان الكبرى لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية
  • انتقادات لبث التلفزيون التونسي تلاوة للقرآن الكريم مصحوبة بالموسيقى (شاهد)
  • أوقاف الشروق تحتفل بختام النشاط الصيفي بتكريم ١٤٠ من حفظة القرآن الكريم
  • القرآن الكريم ومشاهير المنصات!