العرب القطرية:
2025-04-07@06:17:36 GMT

علي بن سالم المناعي.. خطاط أبو ظلوف

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

علي بن سالم المناعي.. خطاط أبو ظلوف

شهدت قطر في عام 1949 حدثين كان لهما تأثير كبير في نهضتها التعليمية، الأول كان تدفق الذهب الأسود (النفط) من رمالها، بعد عقدين من انهيار اقتصاد الذهب الأبيض (اللؤلؤ)، وتصدير أولى شحناته عبر مياهها، أما الثاني فكان تولي الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني (1896-1974) سدة الحكم فيها، والذي عُرف باهتمامه بالتعليم، وحبه للعلم والعلماء، وطباعة ونشر ووقف الكتب، وانعكس ذلك على المواطنين، فبرز منهم المعلمون، وكان منهم علي بن سالم بن خلف بن سالم بن عبد الله بن سالم المناعي، المولود في قرية أبو ظلوف؛ بشمال قطر في عام 1892 تقريبًا، والذي حفظ أغلب أبناء القرية القرآن الكريم على يديه، كما علّم بعضهم قواعد القراءة وفنون الكتابة.

 

الشيخ حسين بن علي المناعي
يُروى أنه حفظ القرآن الكريم، وتعلّم الكتابة والقراءة وبعض العلوم الشرعية على يدي الشيخ حسين بن علي المناعي، أحد الأئمة والخطباء والمعلمين بمنطقة الشمال حينئذ، وعُرف علي بن سالم بتجويده وترتيله الجيد للقرآن الكريم، ويتواتر عن الرواة أن من كان يمر أمام مجلسه؛ بينما هو يقرأ القرآن الكريم، كان يتوقف يستمع، لا يبرح مكانه حتى ينتهي، تأثرًا بقراءته المجودة المرتلة، وصوته الحسن، وخشوعه، وكان مجلسه يمتلئ بالحاضرين من الرجال، وتقف النساء أمام المجلس للاستماع إليه وهو يقرأ القرآن الكريم؛ بل إن بعض من عاصروه يشبهون صوته وقراءته بالقارئ المصري الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (1927-1988)، كما يروى أنه كان حسن الطلعة، معتدل القامة، رقيق الجسم، ذا عارض أبيض.

خزانة خشبية
ولد وعاش طفولته وصباه بقرية أبو ظلوف، وتلقى العلم على أيدي علمائها، ولما بلغ أشده واستوى عمل لسنوات معدودات بحرفة الغوص على اللؤلؤ، فلما اشتد عودته واستوى فتيًا؛ اتجه لحفظ القرآن الكريم، ودراسة العلوم الشرعية، حتى تأهل للقيام بتعليم أبناء قريته، فامتهن تدريس القرآن الكريم، وجعل من مجلسه كُتابًا لتعليم النشء. وكان يُطالع بعض الكتب الدينية المتوفرة في عصره؛ ما أعانه على معرفة المسائل الشرعية، التي كان يُسأل عنها، ويروى أنه كان يضع هذه الكتب في خزانة خشبية في مجلسه؛ ليسهل عليه تناولها والنظر فيها إذا ما عنّ له أمر ما، ويحتاج لاستشارتها. 

«دار مـن يبذل الـجـود والمالية»
يقول الرواة إنه لم يكن يتعاطى الشعر، ولا يستهويه نظمه أو مطالعته، ولكنه في عام 1937، أي في عهد الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، حاكم قطر (1913-1949)، كان متوجهًا مع بعض جماعته من أبو ظلوف إلى الدوحة؛ استجابة لنداء الواجب، في إحدى المناسبات الوطنية، وعندما اقترب ورفاقه من الدوحة، تراءى لهم قصر الشيخ عبدالله، فنظم بيتين؛ مما يُطلق عليه شيلة، يقول فيهما: 
قابلتنـا دار ذربين الأفعالـي
هاض ما بي حين لاحت مبانيها
دار مـن يبذل الـجـود والمالية
شيخنا اللي نواصي الخير حاديها
عاصر في قرية أبو ظلوف بعض معلمي القرآن الكريم، ومنهم راشد بن دعفوس المناعي، وكان صديقًا حميمًا له، والشيخ عبدالرحيم الصديقي، الذي كان له دور في تحفيظ عدد من أبناء القرية القرآن الكريم. وتزوج علي بن سالم المناعي قبل وفاته بسنوات من إحدى نساء قبيلته بقرية أبو ظلوف، وأنجب ابنًا واحدًا أسماه «خلف». وتوفي في عام 1945 تقريبًا.
وعُرف علي بن سالم بحُسن الخط، ولهذا كان يقوم، بدون مقابل، بكتابة الرسائل، وتدوين كل ما يُطلب منه تدوينه من أفراد قريته، وقد عُثر له على وريقة تحمل البسملة «بسم الله الرحمن الرحيم»، بخط الرقعة، استفتح بها معدو كتاب «الغوص على اللؤلؤ في قطر» الكتاب في جزأيه الأول والثاني. كما عثر على وريقة أخرى بخطه يبدو أنها مبايعة أو تنازل عن مبنى، مؤرخة في 25 شوال 1351هـ/ 20 فبراير 1933م، تنبئ عن أنه كان يتمتع بحسن الخط وكانت لدية معرفة بقواعد وفنون وأسس الكتابة، ولا نستبعد أن يكون قد تعلم الخط على أيدي معلميه في أبو ظلوف، والذين ربما كان بعضهم خطاطين،
وإن كان فيما يبدو لم يجز في أي من أنواع الخطوط.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر القرآن الکریم فی عام

إقرأ أيضاً:

للمرة 17 على التوالي.. المنيا تشهد حفلًا ضخمًا لتكريم 1500 متسابق من حفظة القرآن الكريم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت قرية البيهو التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا، مساء اليوم السبت، حفلا ضخما لتكريم حفظة القرآن الكريم، وعددهم 1500 متسابق، من مختلف قرى ومراكز المحافظة  في هذا الحدث الديني والثقافي البارز.

وقد أقيمت المسابقة برعاية بن القرية المواطن عصام رفعت البدري، الذي يسعى من خلالها لإحياء روح والدة المرحوم رفعت البدري وتعزيز قيم المحافظة على التراث الإسلامي والقرآني، حيث تقام هذه الفعالية للعام الجاري للمرة 17 على التوالى.

جاء ذلك بحضور، النائب اللواء إبراهيم المصري وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، والنائب محمد نشأت العمدة، والنائب مجدي ملك والنائب توحيد تامر والمستشار هاني عبد الجابر نائب رئيس محكمة النقض ورئيس نادى القضاة والشيخ أحمد طلب الشريف بالازهر الشريف والمهندس عويس قاسم رئيس مركز ومدينة سمالوط، د. احمد مخلوف مدير إدارة أوقاف المنيا ومندي عكاشة وكيل وزارة الشباب والرياضة الدكتور سعيد محمد رئيس مركز ومدينة المنيا، والنائبة الدكتورة رشا المهدي عضو مجلس الشيوخ، والبرلماني السابق علاء السبيعي، وخيري فؤاد نقيب معلمين سمالوط، وعددا من القيادات الشعبية والتنفيذية والسياسية، ورجال المجتمع المدنى من رؤساء الجمعيات الاهلية.

خلال التكريم، أعلن عصام رفعت عن منح جميع الفائزين بحفظ القرآن الكريم كاملا رحلات عمرة لهم، ال15 جزء عمرة واحدة، مع منح بعض التأشيرات لحفظة 10 أجزاء و5 أجزاء، كما منح النائب مجدي ملك رحلة عمرة لمعلمين القرآن الكريم، ومنح أحد الحضور رجل الأعمال عارف راجح رحلة عمرة منه ايضا، والحاج خالد محمد حسن عمرة واحدة، والحاج محمود عبد الدايم عمرة واحدة والحاج محمود عويس عبده عمرة واحدة، والدكتور علي الكندري الكويت عمرة واحدة، ليصبح العمرات 12 عمرة وعدد كبير من التأشيرات.

وأوضحت اللجنة المنظمة أن هذه المسابقة القرانية الرمضانية تُعد الأكبر على مستوى الجمهورية، إذ شارك فيها ما يقارب 37 ألف متسابق، وتم اختيار 1500 متسابق فى تنافسية تغطي مختلف مستويات حفظ وتلاوة كتاب الله.

وتنوعت التصفيات بين من يتقن حفظ القرآن كاملًا ومن يبرع في تقسيمه إلى أجزاء دقيقة، مما يعكس شمولية الفعالية والمصداقية واستهدافها لفئات واسعة من الشباب، حيث نالت المسابقة ثقة شعب المحافظة، وأصبحت مسابقة ينتظرها الجميع كل عام.

كما ضمت لجنة التحكيم التى عقدت في شهر رمضان مكونة من 60 شيخًا معروفين بخبراتهم في فنون التلاوة والقراءات القرآنية، حيث قاموا بتقييم المشاركين وفق معايير دقيقة تضمن نزاهة المنافسة، بإشراف الشيخ محمد سيد ابو القاسم، بمقر الجمعية الشرعية بقرية البيهو.

ولم تقتصر أهمية المسابقة على المنافسة العلمية فحسب، بل تميزت أيضًا بتقديمها جوائز قيّمة، من بينها خمس تأشيرات عمرة، إلى جانب مفاجآت أخرى من المقرر الكشف عنها خلال الحفل الختامي الذي سيُقام في أيام عيد شهر رمضان المبارك.

وفي تصريحاته، أكد عصام البدري راعى المسابقة، على أهمية هذه المبادرة الدينية في تعزيز الروح الوطنية والتلاحم الاجتماعي بين أبناء المحافظة، معبّرًا عن فخره باستمرارية تنظيم المسابقة للسنة السابعة عشر على التوالي، معتبرًا إياها فرصة مميزة لإبراز مواهب الشباب في حفظ كتاب الله وترسيخ قيم الأخلاق والروحانيات في المجتمع.

وقال عصام البدري، في تصريحاته الصحفية، أنه تلاحظ من خلال اليوم، مشاركة عدد كبير من ذوى الهمم والقدرات الخاصة، وسيكون لهم طابع خاص ايضا فى حفل التكريم، مقدما شكره وتقديره لكل المتسابقين وأسرهم.

IMG-20250405-WA0047 IMG-20250405-WA0046 IMG-20250405-WA0044 IMG-20250405-WA0045 IMG-20250405-WA0042 IMG-20250405-WA0040 IMG-20250405-WA0036 IMG-20250405-WA0039 IMG-20250405-WA0037 IMG-20250405-WA0038 IMG-20250405-WA0034 IMG-20250405-WA0041 IMG-20250405-WA0035 IMG-20250405-WA0031 IMG-20250405-WA0033 IMG-20250405-WA0030 IMG-20250405-WA0032 IMG-20250405-WA0029 IMG-20250405-WA0027 IMG-20250405-WA0028 IMG-20250405-WA0025 IMG-20250405-WA0026 IMG-20250405-WA0024 IMG-20250405-WA0023 IMG-20250405-WA0022 IMG-20250405-WA0021 IMG-20250405-WA0019 IMG-20250405-WA0020 IMG-20250405-WA0017 IMG-20250405-WA0018

مقالات مشابهة

  • مدير جامعة القرآن الكريم يتفقد مقر الجامعة بأمدرمان
  • تفاصيل المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم 2025/2026
  • "التربية والتعليم" تبدأ التقييم النهائي لمسابقة القرآن الكريم
  • المفتي العام يحذر من تداول نسخة من القرآن الكريم
  • المنيا تحتفي بـ 1500 حافظ للقرآن الكريم وتهديهم 12 عمرة وعشرات التأشيرات
  • للمرة 17 على التوالي.. المنيا تشهد حفلًا ضخمًا لتكريم 1500 متسابق من حفظة القرآن الكريم
  • نقابة المهندسين بسوهاج تُنظم حفلا تكريميا مميزا لحفظة القرآن الكريم
  • توتر في هولندا اثر حرق نسخة من القرآن الكريم
  • غضب واستنكار واسع بعد حرق «نسخة من القرآن الكريم» في هولندا
  • حكم جعل القرآن الكريم أو الأذان نغمات للهاتف المحمول.. الإفتاء توضح