يذنبون برجاء التوبة.. علي جمعة يحذر من 6 أفعال تفسد القلوب
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عن 6 أفعال تفسد القلوب، وذلك في معرض حديثه عن التوبة وفضل العودة إلى الله والإنابة عقب الوقوع في الذنب والمعصية.
6 أفعال تفسد القلوبولفت جمعة إلى قول الحسن البصري رحمه الله: فساد القلوب متولد من ستة أشياء، أولها: يذنبون برجاء التوبة، ويتعلمون العلم ولا يعملون به، وإذا عملوا لا يُخلصُون، ويأكلون رزق الله ولا يشكرون، ولا يرضون بقسمة الله، ويدفنون موتاهم ولا يعتبرون.
وقال علي جمعة سُئلت كيف يمكن التوبة إلى الله والانخلاع عن الذنوب ، والنفوس تأبى التوبة وتأبى الانخلاع عن هذه الذنوب؟، موضحًا أنه ينبغي أن نكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالليل والنهار {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ورسول الله ﷺ هو أحد ركني الشهادة فلا تتم لأحدٍ من الناس لا يتم له الإيمان ولا الدخول في الإسلام بأن يقول (لا إله إلا الله) أو (أشهد أن لا إله إلا الله) حتى يقول الركن الثاني من الشهادة (وأشهد أن محمدًا رسول الله) وكل الأعمال بين القبول والرد إلا ما كان متعلقًا بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.
وتابع: صلاتك وصيامك وحجك وسائر أعمالك قد تقبل وقد لا تقبل أما الصلاة على النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ فإن الله يقبلها لأنها تعلقت بحبيبه، ولذلك جاء أبي بن كعب يقول: يا رسول الله أجعل لك ثلث مجلسي في الذكر؟ _بأن يصلي على النبي ثلث الوقت الذي خصصه لذكر الله_ قال: (افعل) قال: أأجعل لك نصفه؟ قال: (افعل) قال: أأجعله لك كله قال: (إذن كُفيت ووقيت).
وأشار إلى أن المولى سبحانه وتعالى يقول {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} فأمرنا أمرًا واضحًا صريحا ويقول رسول الله ﷺ : (لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله) لما سُئل عن عملٍ إذا ما فعلناه انثال لنا الدين وأمسكنا بعروته الوثقى فماذا نفعل؟ "لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله"، وفي الصلاة على النبي ﷺ تذكر ربك وتطلب منه أن يصلي عليه "اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد" فلسانك يذكر اسم الله ولسانك يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يصلي عليه.
داعيًا: «فاللهم يا دائم الفضل على البريَّة، يا باسطَ اليدين بالعطيةِ، يا صاحبَ المواهب السنية صلِّ على سيدنا محمد خَيْر الوَرَى سجيةً وآله».
وفي بيان فضل التوبة من المعصية، قالت دار الإفتاء، إن التوبة من المعصية واجبة شرعًا باتفاق الفقهاء؛ لأنها من أهم قواعد الإسلام، مستدلا بقول الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (12/ 238، ط. دار الكتب المصرية) عند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]: [قوله تعالى ﴿وَتُوبُوا﴾: أمر، ولا خلاف بين الأمة في وجوب التوبة، وأنها فرض متعين.. والمعنى: وتوبوا إلى الله فإنكم لا تخلون من سهو وتقصير في أداء حقوق الله تعالى، فلا تتركوا التوبة في كل حال] اهـ.
وتابعت: التوبة من الذنوب واجبة، على المذنب أن يبادر بها؛ ليخرج من الدنيا سليمًا معافًى آملًا وراجيًا من الله عزَّ وجلَّ أن يتفضَّل عليه ويُدخله الجنة وينجيه من النار، وإذا تعلَّق الذنب بحقوق العباد فلا بد من التحلل من المظلمة؛ لأن الله تعالى قد يغفر ما كان من الذنوب متعلقًا بحقه، ولا يغفر ما كان متعلقًا بحقوق العباد، إلا إذا تحلَّل الظالم من المظلوم فسامحه.
وأوضحت: فمَن كان مِن المسلمين يفعل ذنبًا أو معصية فعليه بالتوبة من ذلك، وقد تفضل الله تعالى على عباده بقبول توبتهم والعفو عن سيئاتهم، فمتى تاب العاصي من معصيته واستغفر الله لذنبه قَبِل الله توبته وغفر له؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25]، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الشريف؛ فعن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه، أن رسول صلى الله عليه وآله وسلَّم قال: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ» أخرجه ابن ماجه والبيهقي في "السنن"، والطبراني في "الكبير".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التوبة الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء صلى الله علیه وآله الله تعالى التوبة من رسول الله علی جمعة ل الله ر الله
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: القرآن يصوّر المنافقين بأبلغ التشبيهات ويحذر من نفاق القلوب
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن الكريم استخدم أبلغ التشبيهات في تصوير حال المنافقين، مشيرًا إلى أن الآية الكريمة "مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون" جسّدت حالة النفاق بأروع تصوير بياني.
وأوضح خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، أن المنافقين اجتهدوا في الحصول على الإيمان للخروج من ظلمات الكفر، ولكنهم سرعان ما عادوا إلى الضلال بسبب نفاقهم القلبي، فأطفأ الله نور الإيمان من قلوبهم، تاركًا إياهم في ظلمات لا يبصرون فيها طريق الحق.
وأضاف أن الآية استخدمت أسلوبًا بديعًا في الانتقال بين المفرد والجمع، حيث بدأت بضمير الجمع في "مثلهم"، ثم انتقلت إلى المفرد في "كمثل الذي استوقد نارًا", قبل أن تعود إلى الجمع في "ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون"، مشيرا إلى أن هذا التحول يلفت الانتباه إلى خطورة العقاب الإلهي المتمثل في محو نور الإيمان وترك المنافقين في ضياع تام.
وأكد على ضرورة تدبر معاني القرآن الكريم، وأخذ العبرة من التحذيرات الإلهية حتى لا يقع الإنسان في دائرة النفاق، التي تؤدي إلى العمى عن الحق والهلاك في الدنيا والآخرة.