صحيفة الاتحاد:
2024-10-06@08:46:07 GMT

إعلام العالم يتابع رحلة عودة النيادي إلى الأرض

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة الإمارات.. رائدة العطاء والعمل الإنساني سلطان النيادي.. فخر العرب

مساحات واسعة أفردتها مختلف وسائل الإعلام الدولية، على مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية، للاحتفاء بعودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي المقررة اليوم إلى كوكب الأرض، مُتوجاً بذلك مهمة رائدة وغير مسبوقة، سَطَّرَ خلالها، سلسلة من الإنجازات النوعية والتاريخية، لدولة الإمارات والمنطقة العربية بأسرها.


فعبر تقارير مطبوعة ومصورة ورقمية، نشرتها وبثتها الصحف والمواقع الإخبارية والشبكات التليفزيونية المرموقة في العالم، تابع الملايين وقائع رحلة عودة النيادي من مهمته التاريخية، التي اضطلع بها ضمن فريق رحلة «سبيس إكس كرو 6»، على متن محطة الفضاء الدولية، جنبا إلى جنب مع ثلاثة من زملائه الرواد الآخرين.
 وبثت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية الشهيرة، تقريرا مصورا مطولا، أشادت فيه ب «الرحلة الاستثنائية»، لرائد الفضاء الإماراتي، الذي يحمل درجة الدكتوراه في تكنولوجيا منع تسرب البيانات، مُستعرضةَ ما تضمنته هذه المهمة من منجزات علمية، تندرج في إطار الجهود المستمرة لدولة الإمارات، لمواصلة تبوء مكانة رائدة في مجال الفضاء واستكشافه، لا سيما وأنها الدولة العربية الأولى التي وصلت المريخ، بعدما دخل مسبار «الأمل»، مدار الكوكب الأحمر، في فبراير 2021.
وأبرزت الشبكة في سياق تقريرها، الذي تضمن جانبا من إحدى الرسائل المصورة التي بثها رائد الفضاء الإماراتي باللغة العربية من على متن المحطة الفضائية الدولية خلال فترة وجوده فيها، بقاء النيادي ورفاقه ستيفن بوين ووارين هوبيرج وأندري فيدياييف هناك، لستة شهور كاملة.
وأوضح التقرير، الذي حظي بعدد قياسي من المشاهدات منذ بثه على موقع الشبكة الإخبارية العالمية باللغة الإنجليزية، أن ذلك جعل المهمة، الأطول على الإطلاق لأي رائد فضاء عربي، دون أن يغفل الإشارة إلى أن النيادي أصبح خلال الرحلة، رائد الفضاء العربي الأول، الذي يقوم بمهمة سير فضائية.
وحرص تقرير «سي إن إن»، على إبراز مقتطفات من تصريحات سلطان النيادي بشأن هذه الجولة التي أُنْجِزَت في أبريل الماضي، وحديثه عن روعة شعوره بالطفو في الفضاء، وهو داخل سترته الفضائية المُجهزة بكل المعدات التي تجعلها بمثابة سفينة فضاء مُصغرة، وتشديده كذلك، على أنه لم يشعر بطول فترة مهمة السير، التي امتدت لسبع ساعات كاملة، نظرا لأنه كان يولي كل تركيزه واهتمامه في ذلك الوقت، لأداء الواجبات التي أنيطت به خلالها.
اهتمام 
في الوقت نفسه لم يتخلف موقع «سبيس» الإخباري الإليكتروني المعني بشؤون الفضاء ومتابعة الرحلات الفضائية، عن ركب الاهتمام الإعلامي المكثف باختتام النيادي رحلته التي دخلت التاريخ، باعتبار أنها أقلت على متنها، ثاني مواطن إماراتي ينطلق إلى الفضاء، بعد هزاع المنصوري، الذي سبق أن أمضى في سبتمبر 2019، ثمانية أيام، على متن محطة الفضاء الدولية.
فالموقع نقل عن النيادي، الذي اختير عام 2018 ليكون رائدا للفضاء، بعد اجتيازه والمنصوري، اختبارات خضع لها أكثر من أربعة آلاف إماراتي، تأكيده على أهمية رحلته إلى المحطة الفضائية الدولية، وذلك على صعيد بث روح الحماسة، إزاء مجال استكشاف الفضاء في شتى أرجاء العالم العربي.
«الجارديان»: سلطان النيادي صنع التاريخ وأوصل العرب إلى المحطة الفضائية الدولية
وأولت صحيفة «الجارديان» البريطانية واسعة الانتشار، بدورها اهتماما لافتا وكبيرا، لتغطية رحلة عودة النيادي وزملائه إلى الأرض، عبر تقريريْن أحدهما رقمي، أظهر رائد الفضاء الإماراتي (42 عاما)، وهو يمارس جانبا من مهامه داخل المحطة الفضائية الدولية، مؤكدة أنه «صنع التاريخ» بمشاركته في هذه المهمة، الأطول لأيٍ من رواد الفضاء العرب.
وأشار التقرير إلى أن النيادي، حرص طيلة شهور رحلته التاريخية، على بث مقاطع مصورة بشكل منتظم، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل توثيق تفاصيل حياته على محطة الفضاء الدولية، ووقائع مهمته هناك، التي عززت ريادة الإمارات على مستوى العالم في مجال استكشاف الفضاء، وجعلتها الدولة العاشرة عالميا، في القيام بمهام سير خارج المحطة.
كما نشرت «الجارديان» تقريرا مطولا، استعرضت فيه أبرز محطات المسيرة المهنية الناجحة لرائد الفضاء الإماراتي، بما تضمنته من التحاقه بالقوات المسلحة الإماراتية، ودراسته في جامعة برايتون، التي حصل منها، على شهادة البكالوريوس في هندسة الإلكترونيات والاتصالات.
وفي تقريرها الذي أكدت فيه أن النيادي تمكن خلال مهمته الفضائية الأخيرة من تحطيم الكثير من الأرقام القياسية، نشرت الصحيفة البريطانية، تفاصيل مقابلة أجرتها مع رائد الفضاء الإماراتي قبيل عودته اليوم إلى الأرض، شدد فيها على أن الكثيرين في العالم العربي، وخاصة الشباب منهم، ظمأى لمعرفة المزيد عن علوم الفضاء، وأنه يشعر بأنه وزملاؤه من الرواد العرب الآخرين، مسؤولون عن «تقديم هذه المعرفة لهم بطريقة سلسة وممتعة».
وأشار النيادي في المقابلة، إلى أنه يسعى لأن يكون مصدرا للمعرفة والإلهام لمثل هؤلاء الناس، لا سيما صغار السن منهم، وهو ما يلقي على كاهله بمسؤولية كبيرة، مؤكدا في الوقت ذاته، أن وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، أمر يتسق مع اسمها ووصفها، باعتبارها تخص مختلف دول العالم.
وأضاف أن ممارسته لحياته الشخصية والعلمية طيلة الشهور الماضية بداخل المحطة، أتاح لمتابعي مهمة «سبيس إكس كرو 6» الفرصة، للتعرف بشكل أكبر على المنطقة العربية وثقافتها، مشددا على أنه شعر خلال مهمته، بأنه مسؤول عن نقل روح وملامح هذه الثقافة، إلى الفضاء.
وفي إشارة إلى ما أوردته «الجارديان» في تقريرها بشأن غلبة الطابع الغربي على رواد الفضاء الذين يقومون بمهام على متن محطة الفضاء الدولية، كشف النيادي في المقابلة، عن أنه سمع الكثير من زملائه في المهمة، وهم يقولون إنه من الرائع حقا أن يسمع المرء لغة مختلفة تتردد بين جنبات هذا المكان.
وأكد النيادي أيضا، أن استقباله خلال المهمة رائديْ الفضاء السعودييْن علي القرني وريانة برناوي، أول رائدة فضاء في تاريخ المملكة، كان أمرا رائعا بشدة، لأن ذلك أتاح الفرصة للمرة الأولى في التاريخ، لثلاثة من رواد الفضاء العرب، لأن يجتمعوا ويتحدثوا بلغتهم الأم، على متن المحطة الدولية.
وأشارت «الجارديان» كذلك، إلى حرص رائد الفضاء الإماراتي، على التقاط صور من الفضاء، للكثير من المدن والمواقع التاريخية والبارزة في العالم العربي في أثناء مهمته، وتعريف متابعيه بهذه الأماكن، وعلى رأسها مدينتا مكة المكرمة والمدينة المنورة، بجانب عواصم كبغداد وبيروت، فضلا عن قناة السويس، باعتبارها ممرا ملاحيا شديد الأهمية للعالم. وأبرز النيادي في هذا الصدد، الحماسة البالغة التي أثارها نشر تلك الصور على منصات التواصل الاجتماعي، ما أحدث مزيدا من التفاعل مع مهمة «سبيس إكس كرو»، التي تضمنت إجراء نحو 200 تجربة علمية، بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية وجامعات إماراتية، وتوزعت على مجالات متنوعة، من بينها تقنيات استكشاف الفضاء وسلوكيات السوائل وعلم المواد وإنتاج البلورات والعلوم الإنسانية وزراعة النباتات.
كما لفتت الصحيفة البريطانية الانتباه، إلى أن النيادي حرص كذلك على مشاركة مواطنيه الإماراتيين وباقي أبناء العالم الإسلامي احتفالهم بعيد الفطر الماضي، من خلال مقطع مصور، ظهر فيه وهو يُزجي التهاني بهذه المناسبة، مُرتديا «الكندورة» الإماراتية التقليدية، في حين يتردد حوله صوت المغنية المصرية الراحلة «أم كلثوم»، وهو يصدح بأغنيتها الشهيرة «يا ليلة العيد آنستينا».
ويعني ذلك، وفقا ل «الجارديان»، أن الذائقة الموسيقية لرائد الفضاء الإماراتي الأربعيني، سمحت لصوت هذه الأيقونة الفنية ذائعة الصيت في العالم العربي، بأن يصل إلى الفضاء، بعدما ظل يتردد على مدار عقود طويلة، في المنازل والسيارات والمقاهي، في مختلف المدن العربية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلطان النيادي الإمارات محطة الفضاء الدولية الفضاء على متن محطة الفضاء الدولیة المحطة الفضائیة الدولیة العالم العربی فی العالم إلى أن

إقرأ أيضاً:

الريشة التي حركت ضمائر العالم

بقلم : مرفت محمد عبدالله ..

ناجي العلي، يا عبقري الفن وأيقونة المقاومة كيف استطعت أن تخلق من خطوط بسيطة شخصية تهزّ الضمائر وتنير الوجدان؟ كيف جمعت في “حنظلة” كل أوجاع وآمال الشعب الفلسطيني، كل دمعة طفل وكل صرخة أم كل حجر مقاوم وكل غصن زيتون؟ لقد أضأت بعبقريتك معاني الصمود والكرامة في قلوب الملايين.
(حنظلة) بظهره المدبّر ويديه المشبوكتين خلف ظهره، يقف شاهداً على الظلم والتخاذل يحمّلنا مسؤولية الاستيقاظ والعمل من أجل العدالة. عيناه المغيبتان عن العالم ترى ما لا نراه تشهد على كل خيانة وصمت عربي إنه صوت الضمير الذي يأبى أن يموت وهو النداء الذي لا يزال يتردد في أذاننا: متى نستيقظ من غفلتنا؟ متى نعيد الكرامة لأصحاب الأرض؟

ظهرت شخصية حنظلة لأول مرة عام 1969، وسط أجواء مليئة بالاضطراب والمعاناة للشعب الفلسطيني. كان ناجي العلي فنانا بارعا في التعبير عن مشاعر شعبه وآلامهم واستطاع من خلال خطوطه البسيطة أن ينقل رسالة قوية ومؤثرة.
حنظلة بوجهه المغيب عن العالم، يرمز إلى البراءة المسلوبة والقوة الكامنة في النفوس والتي تستمد جذورها من الأرض والوطن.
إن حنظلة لم يكن مجرد رسم، بل كان صوت الضمير الذي يأبى أن يموت. في كل لوحة، كان ناجي العلي ينقل بمهارة وبراعة معاناة شعبه، ويوصل رسائل مليئة بالأمل والتحدي. لقد أضفى على حنظلة صفة الخلود، وجعل منه رمزاً عالميا للنضال من أجل العدالة والحرية.
حنظلة ليس مجرد شخصية كاريكاتورية، بل هو انعكاس للوجدان الجمعي للشعب الفلسطيني. إنه الطفل الذي يحمل في طياته قصص الأمل والألم، والصمود والمقاومة. بظهوره الدائم في رسومات ناجي العلي، كان يذكرنا بأن النضال لا ينتهي، وأن الحق لا يموت مهما طال الزمان. كان ناجي العلي يبدع في نقل تلك الرسائل القوية من خلال حنظلة بأسلوبه الفريد والبسيط، ولكنه عميق ومؤثر.

رحم الله ناجي العلي، الفنان الذي استطاع أن يجسد معاناة وآمال شعبه من خلال حنظلة، وجعل من هذه الشخصية رمزا خالدا للصمود والتحدي. بفضل عبقريته، سيظل حنظلة يقف شامخاً في ذاكرة الأجيال، يذكرنا دائماً بأن الفن يمكن أن يكون سلاحاً قوياً في مواجهة الظلم وأن الأمل لا يزال حياً في نفوس من يناضلون من أجل الحق والعدالة.

user

مقالات مشابهة

  • اختتام هاكثون “تحدي ‏تطبيقات الفضاء الدولية” بجامعة الباحة
  • مصر للطيران تسير رحلة تضم شحنة مساعدات من الأدوية والمستلزمات الطبية والإغاثية الى بيروت
  • هزاع المنصوري: الشراكة الدولية تشكل مستقبل استكشاف القمر
  • الريشة التي حركت ضمائر العالم
  • الرئيس الإماراتي يؤكد ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في لبنان
  • بين الحاضر والماضي... رحلة النزوح اللبنانية التي لم تنتهِ "ألم يرفض النسيان"
  • جامعة الباحة تستضيف هاكثون “تحدي ‏تطبيقات الفضاء الدولية”
  • وسائل إعلام: خليفة “حسن نصر الله” هدف غارات عنيفة على بيروت
  • خرج في رحلة علم ورجع جثة هامدة.. ننشر تفاصيل وفاة طالب الشرقية غرقًا
  • مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني تكشف عن المستهدفات الإستراتيجية لمبادرتي سمو ولي العهد العالميتين لحماية الطفل وتمكين المرأة في الأمن السيبراني