خبراء: نتائج مهمة سلطان النيادي ثروة علمية عربية
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
آمنة الكتبي (دبي)
أكد عدد من الخبراء أن نتائج التجارب العلمية التي أجراها سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي تعد ثروة علمية عربية، وذلك ضمن مهمته مؤكدين أهمية المخرجات العلمية التي ستفيد المجتمع العربي والعالمي، ودور سلطان في إلهام ملايين الشباب العربي ومنحهم شعور الفخر والعزة والأمل نحو مستقبل عربي مليء بالإنجازات والأمجاد.
وأوضحوا أن التجارب التي نفذت من شأنها تعزيز دور الجامعات الإماراتية في إحداث تأثير علمي، وتؤكد مكانة الإمارات عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، ومن المتوقع أن تنعكس نتائج التجارب العلمية والبحثية على تحقيق إضافة وتقدم في عدد من المجالات الطبية والبيئة الحيوية، وسيكون لها نتائج إيجابية على حاضر البشرية ومستقبلها، وتحسين فهم الباحثين لعدد من التقنيات في مجالاتهم البحثية والعلمية المختلفة.
قدرة الشباب العربي
قال الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء والجيولوجيا في وكالة «ناسا» الأميركية، رئيس مركز الاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن، إن التجارب العلمية التي أجراها سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي أثبتت قدرة الشباب العربي في استكشاف علوم الفضاء والقدرة على إتمام مهمة طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية.
وأضاف أن النيادي حقق نجاحاً ملحوظاً من خلال دورة في صيانة المحطة وإتمام مهمة السير في الفضاء خارج المحطة، وعمل باجتهاد لإجراء العديد من التجارب العلمية التي سوف تكون حصيلتها العلمية كبيرة جداً وسوف تفيد المجتمع العلمي العالمي، مؤكداً أن الإمارات أصبحت لاعباً مهماً في مهام اكتشاف الفضاء مؤخراً بكل جدية وإصرار، وهو الأمر الذي أعاد المجد للعرب، وتمكنت الإمارات من وضع اسمها على خريطة القطاع الفضائي العالمي وأصبح لديها بنية تحتية وبشرية رائعة في فترة وجيزة.
وقال: إن هذا الإنجاز الكبير جعل دولة الإمارات الـ10 عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، ويعتبر تتويجاً للنجاح الكبير في المهام السابقة، حيث تعتبر هذه المهمة الرابعة لهذا العام خارج محطة الفضاء الدولية، والتي تعد خطوة مهمة في تسجيل عودة أمجاد العرب في غزو الفضاء.
الريادة والتطور
وقال الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين: نشهد في السنوات الأخيرة زيادة في الاهتمام بقطاع الفضاء على المستوى الدولي وذلك لمجموعة من الأسباب، ربما من أهمها الانفتاح التقني غير المسبوق والنمو الاقتصادي المتعاظم لهذا القطاع الحيوي، فكان لا بد للكثير من الدول الطامحة لتحقيق الريادة والتطور من العناية بهذا القطاع من خلال الاستثمار في بناء قدراتها الوطنية والدخول في شراكات لتنفيذ مشاريع علمية تسهم في تعزيز البحث العلمي وتحقق التطور المنشود، وإن من بين أوجه الاستثمار الذكي وجود برامج تعنى بإرسال رواد للفضاء.
وأضاف: أنا كعربي أشعر بالفخر والسعادة لنجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق إنجازات نوعية متتالية من خلال استثماراتها في مجالات الفضاء، فبعد نجاحها في إرسال هزاع المنصوري أول رائد عربي إلى محطة الفضاء الدولية، أكدت للعالم إصرارها على مواصلة المساعي الدؤوبة والمباركة بتتويج تميزها بإرسال أول رائد عربي لمهمة طويلة الأمد (رائد الفضاء سلطان النيادي)، لتكون من الدول القليلة التي حققت مثل هذا الإنجاز التاريخي، ولتحقق للعرب مجداً جديداً تلهم من خلاله الناشئة والشباب العربي، ولتقدم لنا درساً بأنه لا مستحيل مع المثابرة والإصرار.
وحول التجارب العلمية، قال العسيري: لقد أثرى رائد الفضاء سلطان النيادي المكتبة العلمية التطبيقية العربية من خلال تنفيذه ما يزيد على 200 تجربة علمية طيلة فترة تواجده في محطة الفضاء الدولية وفي مجالات عديدة ومتنوعة، وهذا مساهمة علمية مهمة للغاية، فهذه التجارب يتم مشاركتها من العديد من وكالات الفضاء العالمية، كما سيترتب عليها نشر مئات وربما آلاف الأبحاث العلمية والتي قد يترتب على بعضها نظريات أو ابتكارات علمية تسهم في تطور الحياة على الأرض أو ربما تعزيز جهود البشرية في اكتشاف أعماق الفضاء وبناء مستعمرات بشرية خارج حدود الكرة الأرضية.
وأضاف: لا شك أن حصيلة هذه التجارب تعد ثروة علمية ثمينة تضاف لرصيد العرب ومساهماتهم المتنوعة عبر تاريخهم المشرف والتي كانت الأساس لتقدم الحضارة البشرية وبلوغها ما نحن عليه اليوم. وكمتابع لما ينشره رائد الفضاء سلطان النيادي على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، فأنا على يقين أن شروحه الذكية والمبسطة للمادة العلمية باللغة العربية بعد كل تجربة كان لها أثر عظيم في نشر العلوم وتقديمها بصورة محببة وسهلة للجميع على مستوى الناطقين باللغة العربية في مختلف بقاع الأرض.
وأكد أن مهمة السير في الفضاء الخارجي لها أهمية بالغة، لكونه من أصعب المهام التي يضطلع بها رواد الفضاء عادة، خصوصا تلك المتصلة بمهام تتطلب تركيزاً عالياً ولياقة بدنية وحضوراً ذهنياً وقدرة على التحمل مع فهم واضح لنوع المهمة وخطوات تنفيذها في الوقت المسموح به، وقد أتم رائد الفضاء سلطان النيادي ساعات التدريب على هذه المهمة خلال فترة تدريبه على ريادة الفضاء، حيث أثبت تميزه ومقدرته، كان من الطبيعي أن يتم اختياره من بين الرواد المشاركين في هذه المهمة الفضائية لتنفيذ مهمة السير في الفضاء والمشاركة في تنفيذ ما أنيط به بشكل ناجح. هذا النجاح الذي حققه رائد الفضاء سلطان النيادي يعتبر إنجازاً تاريخياً كبيراً للعرب، ويفتح المجال لمزيد من الإنجازات المتميزة والملهمة للشباب العربي ويؤكد مقدرة أمتنا على تخطي كافة التحديات وتحقيق الأمجاد كما كان أسلافنا.
وأضاف: هنيئا لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا عودة ابنها البار رائد الفضاء سلطان النيادي إلى أرض الوطن سالما غانما، وقد حقق الإنجازات التاريخية ورفع اسم بلده ورايتها في الفضاء، وساهم في إلهام ملايين الشباب العربي ومنحهم شعور الفخر والعزة والأمل نحو مستقبل عربي مليء بالإنجازات والأمجاد.
صيانة محطة الفضاء الدولية
شارك سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي، في صيانة محطة الفضاء الدولية وتركيب الألواح الشمسية، كما عمل أيضاً مع زملائه على تركيب طوب جليدي في ثلاجة المحطة لتكييف درجة الحرارة، ويطلق على وحدة التخزين البارد اسم معمل درجة -8، ويساعد في الحفاظ على العينات البيولوجية المستخدمة في التجارب، مثل الدم أو اللعاب أو البول أو المواد الميكروبية أو النباتات.
السير في الفضاء
وقال الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة: أنجز سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي المهمة التاريخية والتي امتدت لمدة 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية كما أنجز مهمة السير في الفضاء خارج المحطة ليكون بذلك أول رائد فضاء عربي يقوم بالسير في الفضاء، وذلك ضمن مهام البعثة 69 الموجودة على متن محطة الفضاء الدولية، في إنجاز جديد تحققه دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ستصنف العاشرة عالميًا في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.
وأضاف: لا شك أن نتائج التجارب العلمية التي قام بها سلطان النيادي على متن محطة الفضاء الدولية سوف يكون لها دور معرفي وعلمي وتنعكس نتائج التجارب العلمية والبحثية على تحقيق إضافة وتقدم في عدد من المجالات الطبية والبيئية الحيوية، وسيكون لها نتائج إيجابية على حاضر البشرية ومستقبلها، وتحسين فهم الباحثين لعدد من التقنيات في مجالاتهم البحثية والعلمية المختلفة.
200 تجربة علمية
شارك سلطان النيادي خلال هذه المهمة التي امتدت لـ6 أشهر، في أكثر من 200 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، وجامعات إماراتية، وتنوعت هذه التجارب بين مجالات مختلفة، مثل زراعة النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء، وسلوكيات السوائل، وعلم المواد، وإنتاج البلورات، وغيرها من التجارب العلمية المميزة، التي ستفيد المجتمع العلمي العالمي، والباحثين، والطلاب داخل دولة الإمارات وحول العالم.
وقام النيادي بإجراء عدد كبير منها بشكل شخصي، وستكون التجارب البحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، وتشمل التجارب مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم ما فوق الجينات، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات، كما ستشمل المهمة جانب التوعية التعليمية، من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين. واختار مركز محمد بن راشد للفضاء، مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إذ يركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، بينما سيعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات سلطان النيادي الفضاء ناسا سلطان النیادی رائد الفضاء الإماراتی رائد الفضاء سلطان النیادی التجارب العلمیة التی محطة الفضاء الدولیة دولة الإمارات الشباب العربی هذه المهمة من خلال عدد من
إقرأ أيضاً:
دراسة طبية حديثة تكشف عن سائل منوي من فئران فضائية يمهد الطريق لاستعمار البشر للقمر والمريخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام باجرها باحثون يابانيون قدرة الحيوانات المنوية المجففة بالتجميد المخزنة في محطة الفضاء الدولية لأكثر من ست سنوات على الصمود أمام الإشعاع مما يمهد الطريق للبشر لاستعمار القمر والمريخ وفقا لما نشرته مجلة Interesting Engineering.
ويقول الدكتور تيروهيكو واكاياما الأستاذ بجامعة يامانتشي اليابانية :أن هدفنا هو إنشاء نظام آمن ومستدام للحفاظ على الموارد الجينية للأرض في مكان ما في الفضاء سواء على القمر أو في مكان آخر حتى يمكن إحياء الحياة إذا واجهت الأرض دمارا كارثيا.
ولأن الفضاء مليء بالإشعاع، فإن ذلك يمثل تحديا هائلا لكل من البشر وموادهم الوراثية ويشار إلى أنه على متن محطة الفضاء الدولية و تكون مستويات الإشعاع أعلى بأكثر من 100 مرة من تلك الموجودة على الأرض.
وبعيدا عن محطة الفضاء الدولية في الفضاء العميق يكون التعرض أكبر ما يثير المخاوف بشأن تلف الحمض النووي الذي قد يعرض التكاثر للخطر.
وأظهرت الدراسة قدرة الحيوانات المنوية المجففة بالتجميد المُخزنة في محطة الفضاء الدولية لأكثر من ست سنوات على الصمود أمام الإشعاع.
وعلى الرغم من التعرض المطول للإشعاع الفضائي أنتجت الحيوانات المنوية ذرية صحية عند إعادة الترطيب والتخصيب و التي أطلق عليها اسم "جراء الفضاء" (space pups) أي اختلافات جينية مقارنة بالفئران التي تم الحمل بها باستخدام الحيوانات المنوية المخزنة على الأرض.
وأظهرت التجارب السابقة أن الحيوانات المنوية المجففة بالتجميد يمكن أن تظل قابلة للحياة في الفضاء لمدة تصل إلى 200 عام و على الرغم من اعترافه بأن هذا غير كاف لاحتياجات البشرية على المدى الطويل.
وتهدف الدراسات إلى تمديد هذه الفترة باستخدام أجهزة متطورة للحماية من الإشعاع ما قد يمهد الطريق للحفاظ على الموارد الجينية في الفضاء إلى أجل غير محدد.
وبالنظر إلى المستقبل يتصور الباحثون إنشاء بنوك حيوية على القمر أو المريخ على سبيل المثال،توفر أنابيب الحمم القمرية الظروف المثالية للحفاظ على الجينات بسبب درجات حرارتها المنخفضة وطبقات الصخور السميكة التي توفر الحماية من الإشعاع مما يمثل قفزة كبيرة في ما يتعلق بالتكاثر في الفضاء من خلال التركيز على الثدييات حيث طور فريقه طريقة تجفيف بالتجميد تمكن من تخزين الحيوانات المنوية في درجة حرارة الغرفة ويهدف إلى إجراء التلقيح الصناعي للقوارض على متن محطة الفضاء الدولية في السنوات القادمة.