التنمر الإلكتروني .. المعركة ليست معركتي
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
إشتكى قريبٌ لي ذات مرة ، من تعرُّضه لتنمُّر وهجومٍ قاسٍ عبر الإنترنت بسبب تعليق رياضي على إحدى المباريات ضد أحد الفريقيْن المتنافسيْن. ويبدو أن رأيه لم يكن محل قبول لدى أفراد الفريق الآخر، الذين بدأوا بالهجوم عليه عبر تويتر بألفاظ بذيئة حدّ القذف في الأعراض .
قريبي هذا شعر بضغط نفسي شديد بسبب بذاءة الألفاظ، ما حدا به لإغلاق هاتفه طوال اليوم.
إلى ذلك ، يتفق معظم المتخصصين في مجال الإعلام،على أن التنمُّر عبر الإنترنت أصبح ممكناً باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة ومنصّات التراسل والألعاب الإلكترونية والهواتف الذكية.
وتجمع آراؤهم على أن التنمُّر الإلكتروني هو استخدام وسائل التواصل الإجتماعي بقصد إيذاء شخص ما ، وتشويه سمعته ونشر الأكاذيب عنه أو بنشر وإرسال رسائل أو صور محرجة أومقاطع فيديو مسيئة باسم مرسلها أو من خلال حسابات وهمية، علماً بأن التنمُّر الإلكتروني لايأتي كله من قبل أُناس يعرفون المتلقي ، بل غالباً ما يتم الإرسال من شخص غريب مجهول الهويّة، وقد يكون المتنمِّر الإلكتروني شخصًا معروفاً ، في حين أنه قد يكون من المغري رفض تعليقات الأفراد المجهولين عبر الإنترنت، فمن المهم الإعتراف بتأثير كلماتهم، خاصةً عند تضّخيمها عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
وتزداد صعوبة تجنّب التنمُّر الإلكتروني عبر الإنترنت بسبب انتشار وسائل التواصل الإجتماعي والمنصّات مجهولة الهويّة، فأي شخص معرّض لأن يكون أحد ضحايا التنمُّر الإلكتروني.
وفي حين يكون من الصعب تجاهل مثل هذه الأحداث أو تجاوزها ، فمن الأهمية بمكان معرفة كيفية التصرف من أجل أن يحمي الفرد منا نفسه وسمعته.
ومن حق المرء أن يتساءل : لماذا يجب عليّ أن أكترث لما يقوله شخص مجهول الهويّة غير معروف الإسم والشكل من وراء الكمبيوتر.؟
ندرك جميعًا أنه ليست لدينا السيطرة على محتوى الردود من أولئك الذين يتفاعلون معنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي، فمنا من يختار تجاهل الردود المسيئة تمامًا والإستمرار كأن لم تكن، ومنا من تضعه مثل هذه التصرفات تحت ضغط نفسي ، ومن المهم أن تتذكر أننا لسنا مطالبين بقبول أي نوع من المضايقات عبر الإنترنت، علماً بأن التعامل مع التنمُّر عبر الإنترنت ، يتطلب إستراتيجيات لحماية الذات والسمعة ، وهناك طرق عدة يمكن إستخدامها حتى لا يقع الفرد منا ضحية للتنمُّر، ومنها عدم التفاعل مع المتنمِّرين والمشاركة في النقاشات الساخنة سياسية كانت أم رياضية،وتجاهل كل الردود البذيئة واضعين نصب أعيننا شعار: “اعتزل كل ما يؤذيك”.
كما أنصح وبشدّة أخذ فترات راحة من وسائل التواصل الإجتماعي عند الضرورة قد تستمر أياماً أو أسابيع حسب الرغبة.
إن تجنّب المناقشات الساخنة والإمتناع عن التعامل مع المتنمّرين، يمكن أن يمنع المضايقات بشكل إستباقي ، فيما يؤكد تجاهل التعليقات المسيئة والالتزام بمقولة “اقطع ما يؤذيك”، أهمية الحفاظ على الذات.
إن أبسط خيار -وأفضّله شخصيًا وأنصح به-، هو حظر الأشخاص الذين يسبّبون لنا الصداع.
عندما أتعرّض للتنمُّر عبرالإنترنت ، أقنع نفسي باستمرار أن كل من يسيء إليّ قد يكون مراهقًا أو طالبًا في مدرسة متوسطة يجلس في غرفة نومه الخاصة، أو شخص بإحدى دول الكاريبي يتخذ من التنمُّر علي الأشخاص وسيلة تسلية.
كيف يمكنني ترك شخص مثل هذا يفسد يومي؟
دائما ما أُذكّر نفسي بأنني أنا المسيّطر على الأحداث ولا أسمح لكائن من كان أن يستدرجني إلى معركة ليست معركتي.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: وسائل التواصل الإجتماعی عبر الإنترنت ر الإلکترونی
إقرأ أيضاً:
أستراليا تدرس حظر شبكات التواصل على الأطفال دون سن 16 عاما (شاهد)
رصدت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرًا يوضح فيه أن أستراليا تقرر فرض قوانين على الأطفال دون سن الـ 16 عاما وحظرهم من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
أستراليا تضع خطة لتقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال تحت سن 16 عامًا أستراليا تضع خطة لتقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال وسائل التواصل الاجتماعيقال التقرير، إنه في سابقة لم تشهدها أستراليا في علاقاتها بوسائل التواصل الاجتماعي، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أن الحكومة ستسن تشريعًا لحظر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون سن الـ16 عامًا.
ولفت التقرير، إلى أنه سيتم تقديم تشريع إلى البرلمان هذا العام، مع سريان القوانين بعد 12 شهرًا من تصديق المشرعين عليها.
وأوضح التقرير، أنه في حال تطبيق هذا القرار ستصبح أستراليا هي الدولة الأولى في العالم التي تسن مثل هذه القوانين، إذ أن هناك مشروع قوانين أخرى في عدة دول أوروبية تتعلق بفرض سن محددة للتسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي.
الشركات الكبرىوأشار التقرير، إلى أن ذلك هو ما دفع الكثير من الشركات الكبرى المالكة لهذه المنصات في التفكير في التكيف مع تلك القوانين المنتظرة.