حذاري من الأعداء في هيئة أصدقاء
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
الناس يحرصون ويتخيرون عند بناء منازلهم ويترددون عند شراء مستلزماتهم ويجوبون الأسواق روحة وجيئة لانتقاء أثاثهم فهذا جيّد وهذا رديء هذا يناسبنا وذاك لا وينتقون ملابسهم ألوانها وجودتها وموديلاتها وكذلك مأكولاتهم فانتقائها وارد حسب حاجتهم وبناءً على لذتها ثم يأتون عند الصداقات، فتتوقف الإختيارات ويتجمّد الإنتقاء فيعقِدون صداقاتٍ لأشخاص مرّوا في حياتهم بشكل عابر ويتبادلون الأرقام ويصبحون خلال أيام معدودات ،من أقرب المقرّبين وأكثرهم إطلاعاً على أسرارهم وخفاياهم.
بل وربما يصبحون مستشاريهم المتقدمين حتى على والديهم.
سرعة عجيبة واستعجال غير محمود في بناء علاقات هامة بلا أساس قوي يسندها وتقوم عليه ، لذا فأغلبها هشّة سرعان ما تتفتّت وتترك آثاراً موجعة. مجاراة تسارع الزمن قد تنفع في كثير من الأمور إلا في اختيارات مصيرية أو قرارات حياتية هامة كاختيار الأصدقاء مثلاً الذي يتطلب تفكيراً وهوادة وتمّحيصاً دقيقاً ، نعم فمن يستحق أن نمنحه لقب صديق وينال هذه القيمة الرفيعة في نفوسنا ويتربع صديقاً في مجلس قلوبنا ، ويكون من أثمن كنوز حياتنا، يجب أن يكون قد حصل على أعلى درجات التقّييم والتمّحيص والمواقف التي تؤكد إستحقاقه لهذه المكانة وإن لم يكن ذلك فيبقى رفيقاً عابراً أو زميلاً سطحياً له الاحترام والتعامل الحسن فقط دون تعّميق العلاقة لمرحلة الصداقة دون تأكد من صحة هذا القرار الخطير.
أعجبتني إحدى الأخوات وهي تذكر تدرّج التعارف عندها حتى يصل لمرتبة الصداقة. تقول: المرحلة الأولى التعارف ، فإذا حصل التوافق تستمر المرحلة تعارفاً سطحياً نتجاذب فيها أطراف الحديث ونتبادل الأفكار وهنا تظهر بعض السلوكيات ويتضح أسلوب التعامل خلال اختلاف الآراء وتظهر كذلك القناعات المختلفة. وتقول صديقتي إن هذه المرحلة عندها طويلة قد تأخذ زمناً تتضح خلال هذه الفترة معالم الشخصية فيبدأ قرار تطّوير المرحلة لمرتبة أعلى أو الإنسحاب فإذا ارتقت المرتبة أيضاً لن تصل لمرتبة ((الصداقة)) لكن إن نجحت العلاقة للإرتقاء لهذه المرحلة التي فيها ستتضح الرؤية أكثر وتكون الصورة أوضح بمواقف قد تحصل تثير الغضب وتستفز المشاعر وفي حالات الغضب تظهر حقائق الناس وأخلاقهم وأثناء الحوارات الجادّة تظهر معادن النفوس وما تنطوي عليه من أفكار. في هذه المحطة من العلاقة يأتي القرار بترقية العلاقة إلى مرتبة صداقة أو الانسحاب بهدوء دون خلق عداوات .
الصداقة غير الواعية وغير السليمة لها آثار سلبية قد لا تحمد عقباها فكم من بيوت تهدّمت وكم من أقدام انزلقت في الوحل بسبب صداقة خاطئة لذا لابدّ أن تبقى العلاقات سطحية حتى إشعار آخر. وحتى يتجنّب الخاسر لصداقة هشّة عضّ أصابع الندم.
من الأقوال الجميلة في الصداقة: (صديقك من صدقك لا من صدقك) بمعنى أن الصديق الحق هو من يأخذ بيدك وبفكرك لبر الأمان وهو من يردك عن الخطأ وهو الناصح الأمين أما من يزيّن لك المهالك ومساوئ الأقوال والأفعال ، فهذا ليس بصديق بل عدو يجب الحذر منه وهو اختيار خاطئ التراجع عنه ضرورة. ودمتم.
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
هل فقدت العلاقة بين أمريكا وبريطانيا سحرها؟
هل ما زال هناك ما يكفي من الحب في العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أم أن السحر قد تلاشى؟.
قادت المملكة المتحدة بالتأكيد المهمة في عدد من الأشياء، وسحبتنا وبقية أوروبا معها
تقول صحيفة "غارديان" إن هذا هو السؤال، الذي وصل كير ستارمر إلى واشنطن لطرحه في ما وصفه السير بيتر ويستماكوت، سفير بريطانيا في واشنطن من 2012 إلى 2016، بأنه "أحد أكثر الاجتماعات أهمية بين رئيس وزراء بريطاني ورئيس منذ الحرب العالمية الثانية".
وصل ستارمر في هجوم ساحر يحمل دعوة "غير مسبوقة" من الملك تشارلز لزيارة دولة ثانية، وبدد المخاوف من أن ترامب يناور للتخلي عن أوكرانيا- وقال له: "شكرًا لك على تغيير الحديث لخلق إمكانية أن نتمكن الآن من التوصل إلى اتفاق سلام".
كانت العلامات المبكرة مواتية، وإن لم تكن مؤكدة. قال ترامب إن العمال الأمريكيين الذين يستخرجون الثروة المعدنية في أوكرانيا يمكن أن يكونوا بمثابة "عائق" أمام مزيد من العدوان الروسي. وتحدث ترامب بشكل إيجابي عن صفقة مثيرة للجدل اقترحها ستارمر لإعادة جزر تشاغوس إلى موريشيوس ثم استئجارها مرة أخرى للحفاظ على السيطرة على قاعدة جوية استراتيجية. وأشار ترامب إلى أن المملكة المتحدة لن تواجه الرسوم الجمركية التي يفكر في فرضها على الاتحاد الأوروبي.
#Trump's clear aim in #Starmer meeting: USA????????-UK???????? trade deal
????US yet to confirm #Chagos deal - but will hit UK defence spend
????#Brexit saved Starmer - US sees UK as outside EU????????
????Zero growth under Starmer & #Reeves means US/UK trade deal is key for #Labour "Growth" plans#OOTT pic.twitter.com/iiNzjYWdsr
ولكن ستارمر أظهر حتى شجاعة كبيرة عندما اتبع نهج إيمانويل ماكرون في تصحيح مزاعم ترامب بأن أوروبا لم تقدم سوى مساعدات عسكرية لأوكرانيا في شكل قروض.
ولكن الصحيفة تقول إن التقارب الأكبر هو احتمال بعيد. فإدارة ترامب مليئة بالمشككين في أوروبا ــ من إيلون ماسك، إلى نائب الرئيس جيه دي فانس، إلى نجل ترامب نفسه دونالد جونيور ــ الذين سخروا من الزعماء الأوروبيين، وأيدوا قصصاً بديلة للغزو الروسي لأوكرانيا تميل إلى عقيدة الكرملين، أكثر من تلك التي يتبناها حلفاء أوكرانيا في بروكسل أو واشنطن.
ولكن ترامب معروف بطبيعته المتقلبة، والتأثير الذي يمكن أن يحدثه شركاؤه في المفاوضات عليه معروف. ويقال إنه يكرر أي وجهة نظر سمعها مؤخرا، وهي السمة التي استغلها مستشاروه خلال إدارته الأولى.
وقالت كايا كالاس، كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس:"كلما زاد عدد الأوروبيين الذين يمكنهم مقابلة الرئيس ترامب كان ذلك أفضل".
ورأى سمير بوري، زميل مشارك في المملكة المتحدة في البرنامج العالمي في تشاتام هاوس أنه"إذا لم تكن في الغرفة لتتمكن من المساهمة بوجهة نظرك، فقد لا يتم النظر في ذلك أبدًا. الآن، لا يوجد ضمان للنجاح، لكنني أعتقد أن هذا له قيمة بالفعل. من المهم دائمًا توضيح أهمية الدبلوماسية وجهاً لوجه".
ومع ذلك، هناك رياح معاكسة كبيرة للمملكة المتحدة في الولايات المتحدة. لقد ذكر ترامب ماكرون وستارمر كرجلين يحبهما، لكنه قال في مقابلة إذاعية في وقت سابق من هذا الأسبوع إنهما "لم يفعلا أي شيء" لإنهاء الحرب. وصرح لقناة فوكس بيزنس: "ماكرون صديق لي، وقد التقيت برئيس الوزراء وهو رجل لطيف للغاية، لكن لم يفعل أحد أي شيء".
???? Analysis: The PM’s relationship with the US president is weakened by Britain’s waning global importance — and one topic may prove to be an unwelcome distraction ⬇️ https://t.co/FfOJSqGBih
— Times Politics (@timespolitics) February 26, 2025عندما وصلت الإدارة الجديدة إلى واشنطن، اتصل وزير الخارجية ماركو روبيو بحلفاء في جميع أنحاء العالم - لكن القائمة الأولية لم تشمل المملكة المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا. قال ترامب وحلفاؤه إنهم يريدون تحويل تركيز أمريكا بعيدًا عن أوروبا نحو الصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفكروا في سحب القوات من أوروبا - بما في ذلك في دول البلطيق المتاخمة لروسيا. ورأى أن أوروبا يجب أن تكون مسؤولة عن أمنها وأمن أوكرانيا.
إفساد أمريكاويرى كثيرون في واشنطن، وخاصة في الحزب الجمهوري، أن ساسة أوروبا يعارضون الولايات المتحدة أيديولوجيًا، وهو ما بلغ ذروته في التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ترامب بأن الاتحاد الأوروبي تأسس "لإفساد أمريكا" وخطاب جيه دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن حيث قال للزعماء الأوروبيين "إذا كنتم تترشحون خوفًا من ناخبيكم، فلا يوجد شيء تستطيع أمريكا أن تفعله من أجلكم".
وقال ماكس بيرغمان، مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن "التعامل مع أوروبا ليس من أولوياتهم على الإطلاق".
وقد يوفر هذا فرصة لستارمر، الذي يمثل "بريطانيا العالمية" بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي تفتخر بقدرتها على المناورة أكثر من حكومات الاتحاد الأوروبي. ولكن مع نمو هذا الانقسام عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخاصة في مسائل التجارة والدفاع، فقد يجد ستارمر نفسه يحاول سد الفجوة المتزايدة الاتساع بطريقة مماثلة لما فعله توني بلير أثناء حرب العراق.
دور غير عادي
ولكن هناك نقطة اتفاق محتملة واحدة لا تزال قائمة بشأن أوكرانيا، حيث قد تضع القدرة العسكرية للمملكة المتحدة وقابليتها للتشغيل البيني مع الولايات المتحدة في وضع فريد للتفاوض إذا كانت تريد أن ترى التزامًا قويًا من ترامب بتوفير الدعم لقوة أمنية أوروبية بعد وقف إطلاق النار في أوكرانيا، كما قال بوري.
ولعبت هذه الشراكة والدور الرئيسي للمملكة المتحدة في الصراع، دورًا غير عادي.
وقال إريك سيراميلا، وهو زميل بارز في برنامج روسيا وأوراسيا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، والذي خدم في مجلس الأمن القومي خلال إدارة أوباما وترامب الأولى،: "لقد قادت المملكة المتحدة بالتأكيد المهمة في عدد من الأشياء، وسحبتنا وبقية أوروبا معها"، بما في ذلك توفير أنظمة الأسلحة المتقدمة، ورفع القيود المفروضة على استخدامها، وحتى التفكير في إرسال قوات على الأرض.
وأضاف:"أعتقد أن البريطانيين لديهم القدرة على التأثير على واشنطن. السؤال الكبير هو: هل ما زلنا في نفس النموذج مع ترامب كما كنا مع بايدن؟".