صحيفة البلاد:
2025-02-02@16:02:21 GMT

جسر الألفة بين الكاتب والقارئ

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

جسر الألفة بين الكاتب والقارئ

ككل الذين أحزنهم خبر رحيل شاعر السلام “كريم العراقي” شعرت بالحزن، خصوصًا وأني في وقت حاجتي للإسترخاء من خضم الحياة العملية اقرأ أو استمع لقصائده، حتى أصل للمزاج الذي أكون بحاجة للوصول إليه، لكنه رحل وككل الأدباء الذين رحلوا قبله أشعرني الأمربالألم الممزوج بالخوف، لأن رحيله خسارة للأدب والإنسانية على حد سواء، فعلاقة الكاتب بالقارئ رغم تشابكها ،إلا أنها أحيانًا تكون أعمق من صديقين، حين تبدأ بينهما منذ النصّ الأول الذي وقعت عليه عينا قارئ ويكون مفتاح ذلك كله، رغم أن الكاتب يمكنه أن يكتب القصص والقصائد دون قارئ، لكنها ستصبح دون معنى إن لم تكتشف أو تُقرأ، وبالمثل للثاني، لذلك فإن تلك العلاقة هي علاقة خاصة بينهما أوتبادل منفعة أدبية، تستمر حتى بعد وفاة الأول فإن القارئ يحيى ذكراه من خلال مؤلفاته أو شخصيات كتبه.

في الحقيقة لا يوجد شعور أجمل من إغلاق الصفحة الأخيرة من كتاب قضينا معه وقتًا ممتعاً، الأمر يشبه الانتهاء من رحلة بجانب بطل نرافقه بين الصفحات، فالكتب تغيرنا كثيرًا من خلال اكتساب أفكار وتجارب ينقلها إلينا المؤلف عبر الورق، حين نكون بحاجة لشرارة واحدة فقط تضيء لنا طريقاً كان مظلمًا بين أيامنا، أو تحفزنا لبدء حياة كنا نخاف خوضها، ولهذا على الكاتب أن يتمتع بقدرته على إعطاء الحب للقارئ من خلال منحه شيئًا يهرب إليه من معترك أيامه، أو كلمات من خلالها يشعر بالرضا عن نفسه و يقضي وقتًا ممتعًا بين السعادة والحزن أو الراحة والحماسة، فيما يتعلم وجهات نظر جديدة، لذلك يكون للكاتب مكانه خاصة ومؤثره في حياته القُراء، فالكاتب الذي يكتب بعاطفته يمكنه أن يصل لقلوبنا بسهولة، فحيث تظهر العاطفة تتألق الكلمات بصورة أعمق فنشعر وكأنها مكتوبة خصيصاً لنا وهذا أمر يمكنه أن يضفي البهجة إلينا ويخفف عنا أوجاعنا، ولهذا لا يجب الاستهانة بشعور قارئ تجاه كاتب يحبه ويدافع عنه حتى لو كان ميتًا منذ أعوام،لأن الحب هنا طبيعي مبني على عاطفة أدبية بحته وهو سبب نجاح تلك العلاقة بين شخصين لم ير أحدهما الآخر.

ولايمكن لكاتب إلا ويسقط أمرًا عن نفسه فيما يكتب، لأن الكتابة اعترافات خفية، ولهذا حين أكتب أحياناً أضع تجاربي الخاصة بين الأسطر، لأن القراءة غيرتني كثيراً ولهذا في كل مره أنشر ما أكتبه للعلن ، أختار فيه ما يشعر الآخرين بالحب أو يشعرهم بالفائدة وعلي أن أمنح القارئ شيئًا غير عادي يمكنه أن يغير فيه كما فعل الكتاب الذين أقرأ لهم.

‏‪@i1_nuha

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: یمکنه أن

إقرأ أيضاً:

الأغبياء والخونة وحدهم هم الذين يفترضون الغباء في أهل السودان!

سيصعب على مساندي المليشيا (الجناح السياسي.. الجنجويد المُنقَّبين.. أدعياء الحياد الكذوب) إقناع أهل السودان بأن الجيش عدوٌ لهم وأنه والمليشيا في السوء سواء، لأن السودانيين شاهدوا الفرق بعيونهم ويعلمونه جيداً.. ومن يكابر فلينظر للكيفية التي استقبل بها أهالي الحاج يوسف جيشهم الباسل وكيف أطلقت الحرائر الزغاريد

وكيف بكين فرحاً وكيف هلل الرجال وتقافز الأطفال حبوراً بمجرد رؤيتهم للجيش في ديارهم.. الأغبياء والخونة وحدهم هم الذين يفترضون الغباء في أهل السودان!
د. مزمل أبو القاسم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • من هو الكاتب السعودي أسامة المسلم؟.. طوابير بالآلاف في حفل توقيع رواياته
  • زيلنسكي : ترامب يمكنه جلب بوتين للطاولة عبر تهديده
  • الرئيس الأوكراني: ترامب يمكنه إجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات
  • مدحت العدل: الزمالك يمكنه التعاقد مع معلول.. مصطفى محمد رفض القطبين
  • الأغبياء والخونة وحدهم هم الذين يفترضون الغباء في أهل السودان!
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. بَرَكَةُ التوقيت
  • معرض الكتاب يحتفى بمئوية ميلاد الكاتب الصحفي موسى صبري‏.. صور
  • هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي تذوقها
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي ..غيم في سن التقاعد
  • المذبحة كخطاب متكرر والمُشاهد قارئ بلا ذاكرة ولا اعتراض