قتال قسد والعشائر العربية.. أتحتويه واشنطن أم يستغله الأسد وحلفاؤه؟
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
يرى محللون وسياسيون أن واشنطن قادرة على إنهاء الصراع بين ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" والعشائر العربية شرق سوريا، وذلك من خلال إحداث توازن في علاقتها مع الطرفين، والتخفيف من تحالفها الوطيد مع "قسد" على حساب مصالح العرب، وإلا فإن عليها مواجهة التحريض الذي يقوم به نظام الأسد وروسيا وإيران، والذي يستهدف وجودها بسوريا.
ولا يخفف الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي انتقاده للطريقة التي تتعاطي بها الولايات المتحدة الأميركية مع الأوضاع في شرق سوريا، حيث "تظهر انحيازا لمطالب الأكراد وتجاري في بياناتها قوات "قسد"، وهو ما لم ينكره الدكتور أندرو تابلر، المستشار السابق للمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا.
ولم يختلف المسؤولان -السابقان- في قراءتهما للمشهد شرق سوريا، التي قدماها لبرنامج ما وراء الخبر بتاريخ (2023/9/3) بأن تحالف الأميركيين الوطيد مع ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية أجج الصراع بينها وبين العشائر العربية في المنطقة.
و قد اتسعت رقعة القتال في شرق سوريا بين العشائر العربية، وقوات (قسد)، وامتدت -وفق ما كشفت مصادر سورية محلية للجزيرة- إلى ريفي الرقة والحسكة، بعد أن كانت محصورة في محافظة دير الزور.
وبحسب بربندي فإن الوفد الأميركي الذي ذهب إلى سوريا التقى بأشخاص من العرب هم أقرب إلى قوات "قسد"، داعيا الأميركيين إلى أن يكونوا أكثر حكمة وتوازنا في التعاطي مع الجميع من أجل إيجاد الحل وإعطاء العرب حقوقهم الإدارية والثقافية.
وكانت السفارة الأميركية في دمشق أعلنت عقد لقاء بين مسؤولين أميركيين ووجهاء من العشائر العربية في دير الزور، وقيادات في "قوات سوريا الديمقراطية"، اتُفق خلاله على ضرورة وقف الاشتباكات.
وفيما تحدث الدبلوماسي السابق عن تفضيل العشائر العربية في المنطقة التعاون مع الأميركيين والتنسيق معهم وليس النظام السوري أو إيران أو روسيا، أكد أن قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات النظام وروسيا يتواجدون منذ 3 سنوات في المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، ويحاولون استغلال الأحداث الجارية من أجل تحقيق مصالحهم.
واتهم النظام السوري وحلفاؤه بمحاولة تحريض القبائل العربية شرقي سوريا للتحالف مهم من خلال استغلال الصراع القائم، وهو ما سيلحق الضرر بالقوات الأميركية بالمنطقة، وهي التي لا تريد الرحيل.
ورأى أن قوات "قسد" ترفض أن تعمل واشنطن باستقلالية مع العشائر العربية وأن تبقى في صفها، وهو ما أيده الدكتور أندرو تابلر، الذي قال إن قوات "قسد" التي يهيمن عليها الأكراد لا تأخذ مصالح القبائل العربية في شرق الفرات على محمل الجد، وواشنطن تعلم بذلك، وتعلم أن تعاملها مع القبائل العربية في دير الزور يهدد حرب الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وقد يتيح فرصة لإيران وروسيا والنظام لاستغلال الوضع لصالحهم.
جذور المشكلةوعن جذور المشكلة بين العشائر العربية و"قسد" في شرق سوريا، يوضح الدبلوماسي السوري السابق أن الخلافات العربية الكردية هي خلافات قديمة بدأت منذ تأسيس ما يعرف بقوات الحماية الكردية لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية، موضحا أن منطقة دير الزور هي منطقة عشائرية قبلية، ويتجاوز عدد سكانها مليون ونصف شخص، وتحتوي على الغاز والماء، وقد دمر النظام السوري جزءا كبيرا منها، فيما قتل تنظيم الدولة أكثر من 10 آلاف شخص في هذه المحافظة.
وعندما جاءت القوات الأميركية لضرب تنظيم الدولة، تحالف العرب -السكان الأصليين لتلك المنطقة- مع الأميركيين ومع القيادات الكردية في "قسد"، ولكن تبيّن لاحقا أن هناك علاقة وطيدة بين واشنطن والأكراد، مشيرا إلى أن قيادات "قسد" الكردية جاءت من خارج سوريا، من العراق وإيران وتركيا، ولا تتكلم اللغة العربية وأيديولوجيتها شيوعية ملحدة وجاءت تحكم مجتمعا عشائريا محافظا تقليديا، ومن هنا بدأت الخلافات الكبيرة، كما شرح بسام بربندي.
ومضى يقول إن ما حدث مؤخرا يعود لكون المجلس العسكري لمنطقة دير الزور الموالي لـ"قسد" اختلف معها في توزيع عائدات التهريب الذي يقومون به، فسجنوهم، وكانت المشكلة في سجن عائلات واغتصاب سيدات وقتل أطفال، وهي التي فجرت الموضوع قبائليا وعشائريا وأخلاقيا.
ويذكر أن القتال اندلع الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" أحمد الخبيل، الذي كان يرأس مجلس دير الزور العسكري التابع لها، وكان قائدا عربيا بارزا في هذه القوات التي تمثل تحالفا شكلته الولايات المتحدة من مسلحين من العشائر ومقاتلين أكراد، وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات سوریا الدیمقراطیة العشائر العربیة تنظیم الدولة العربیة فی شرق سوریا دیر الزور فی شرق
إقرأ أيضاً:
القيادة المركزية الأمريكية تعلن قتل عنصرين من تنظيم الدولة بدير الزور
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، الثلاثاء، مقتل عنصرين من تنظيم الدولة وإصابة آخر في غارة جوية لقواتها استهدفت شاحنة كانت تنقل أسلحة في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
في بيان لها على منصة إكس، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الغارة نُفذت بدقة الاثنين وأسفرت عن تدمير الشاحنة.
وأكد البيان أن المستهدفان كانا ينقلان شحنة أسلحة، مضيفاً أن هذه الغارة تأتي ضمن التزام القيادة المركزية بالتعاون مع الشركاء في المنطقة "لتعطيل جهود الإرهابيين في التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة وحلفائها"، بحسب البيان.
في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق ومدن أخرى بعد انسحاب قوات النظام، مما أنهى 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي أعقاب سقوط نظام الأسد، برزت دعوات عربية وإقليمية ودولية لمنع استغلال التنظيمات الإرهابية للمرحلة الانتقالية وإعادة عسكرتها في سوريا.
انتشار تنظيم الدولة بسوريا
يُقدّر عدد عناصر تنظيم الدولة في سوريا بحوالي 1200 عنصر، موزعين على محافظات الحسكة ودير الزور وحمص. من بينهم حوالي 800 عنصر في منطقة البادية السورية، يتوزعون في جبل البشري وجبل العمور ومحيط تدمر والسخنة، بالإضافة إلى شمال دير الزور.
كما ينشط حوالي 400 عنصر في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من أمريكا.
يعمل تنظيم الدولة حالياً وفق نظام الخلايا الأمنية المبعثرة، مبتعداً عن أسلوب السيطرة الجغرافية. فمنذ بداية بداية العام حتى انسحاب المليشيات المدعومة من إيران مطلع الشهر الجاري، نفذ التنظيم حوالي 100 هجوم تركزت في البادية السورية.
كما تعرضت قوات النظام المخلوع إلى 300 هجوم من التنظيم خلال الفترة الزمنية ذاتها، وطالت قوات سوريا الديمقراطية 300 هجوم أيضاً.
وفرضت قوات التحالف الدولي، التي تنشط شمال شرق سوريا، رقابة على السجون الموجودة ضمن مناطق سيطرة قوات قسد، خاصة في محافظة الحسكة.
ويتم احتجاز حوالي 8 آلاف مقاتل سابق من تنظيم الدولة مع عائلاتهم في هذه السجون، خشية أن يتمكنوا من التسرّب والعودة للانخراط في العمل الميداني.