سلّط انتشار عدوى الانقلابات الحالية، والتي شملت 6 بلدان في القارة الأفريقية خلال الأعوام الثلاثة الماضية؛ آخرها ذلك الذي أطاح، الأربعاء، الرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا؛ الضوء على الرقيب إيمانويل بودجولي أول من نفذ انقلاب في القارة عندما أطاح مطلع 1963 بسليفانوس اوليمبيو أول رئيس لجمهورية توغو الواقعة في غرب افريقيا، والذي تولى المنصب بعد استقلالها من فرنسا في العام 1960.
ومع أن بودجولي حكم لمدة يومين فقط وسلّم بعدها السلطة لمعارضي أوليمبيو؛ إلا أن اسمه ارتبط بأول عملية انقلاب في «القارة السمراء»، مثلما يتم الإشارة حاليًا إلى المريض رقم «صفر» في مجال نقل عدوى كورونا. فتح انقلاب بودجولي الباب أمام سلسلة من المحاولات الناجحة والفاشلة التي اجتاحت معظم أنحاء القارة، خلال العقود الست الماضية، والتي وصل عددها إلى 207 محاولات. وقع الانقلاب الأول في أفريقيا في الثالث عشر من يناير 1963 وصاحبته أعمال عنف واسعة أدت إلى مقتل أوليمبيو رميًا بالرصاص قرب السفارة الأمريكية في لومي، أثناء محاولته تسلّق أسوارها للاحتماء بها. ولقي حدث الانقلاب اهتمامًا دوليًا كبيرًا، كونه أول انقلاب في المستعمرات الفرنسية والبريطانية في أفريقيا التي حصلت معظم بلدانها على الاستقلال في خمسينيات وستينيات من القرن الماضي. كما كان الاهتمام أيضًا نابعًا من كون أن أوليمبيو كان أول رئيس أفريقي يتم اغتياله خلال محاولة انقلابية. نفّذ بودجولي الذي كان رقيبًا سابقًا في الجيش الفرنسي قبل استقلال بلاده؛ الانقلاب بمشاركة مجموعة من 300 جندي سرحهم الجيش الفرنسي بعد الاستقلال؛ بعد رفض أوليمبيو طلبهم بالانضمام إلى الجيش التوغولي ورد عليهم بالقول: «سأقوم بتوظيف خريجي المدارس العاطلين عن العمل، أو الأشخاص الذين ناضلوا من أجل الاستقلال؛ وليس أنتم أيها المرتزقة الذين كنتم تقتلون إخواننا الجزائريين عندما كنا نناضل من أجل الاستقلال». ومنذ وقوع انقلاب بودجولي وحتى الآن لم تستطع القارة الأفريقية كسر حلقة الانقلابات الشريرة التي اجتاحت عدد من بلدانها خلال العقود الست الماضية التي أعقبت الاستقلال من الاستعمار الأوروبي في نهاية خمسينيات القرن الماضي. وبعد أن تراجعت حدة الانقلابات في بداية الألفية الحالية بفعل الضغط الدولي والإقليمي والشعبي، شهدت السنوات العشر الماضية عودة الظاهرة من جديد؛ فقبل الانقلابين الحاليين في الغابون والنيجر استولى العسكر بقيادة غوتا على السلطة في مالي في مايو 2021، وبعدها بخمس أشهر وقع انقلاب في آخر في غينيا كوناكري في سبتمبر 2021 بقيادة العقيد مامادي دومبويا، ثم انقلاب آخر في الأسبوع الأخير من يناير 2022 في بوركينا فاسو بقيادة العقيد بول هنري. وتعد بوركينا فاسو من البلدان التي شهدت أكبر سلسلة من الانقلابات العسكرية بلغ في مجملها 10 محاولات كان آخرها في يناير. وعزا خبراء في الشأن الأفريقي تكرار ظاهرة الانقلابات في القارة إلى ضعف اقتصادات القارة والبيئة الأمنية المضطربة، إضافة إلى عدم احترام المواثيق الديمقراطية ولجوء العديد من الحكام المدنيين لتمديد فترات حكمهم. ويقول محمد خليفه استاذ العلوم السياسية والباحث في مركز الدراسات الأفريقية لموقع «سكاي نيوز عربية»: «إن طموحات العسكر في بعض البلدان الأفريقية وارتباطاتهم الخارجية هي أحد أبرز أسباب وقوع الانقلابات».
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية:
فيروس كورونا
فيروس كورونا
فيروس كورونا
انقلاب فی
إقرأ أيضاً:
فينيسيوس ليس برازيليا.. أصوله تعود لهذه الدولة الأفريقية
أطلق الاتحاد البرازيلي لكرة القدم حملة تهدف إلى تتبع جذور لاعبي المنتخب الوطني، بالتعاون مع شركة تتبع للجينات، إذ كشفت أن أصول فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد الإسباني، تنحدر من الكاميرون.
وتلقى فينيسيوس جونيور الوثيقة التي تثبت أن أصوله تعود إلى الكاميرون، بصحبة والده وإندالدو رودريغيز، رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، وذلك قبل مباراة البرازيل أمام أوروغواي في تصفيات كأس العالم 2026 والتي انتهت بالتعادل 1-1.
وقال رئيس الاتحاد البرازيلي: "هذا العمل يهدف إلى تعزيز الالتزام بالكفاح من أجل مجتمع شامل في البرازيل وفي كرة القدم العالمية، الاحتفال بفينيسيوس جونيور هو احتفال بنجاح جميع البرازيليين، من خلال معرفة أصوله، نؤكد التزامنا بمجتمع شامل، والاعتراف بالدور الأساسي للثقافة الأفرو برازيلية في هويتنا ونجاحنا في كرة القدم العالمية".
وأضافت جينا بايج، مؤسسة ورئيسة AfricanAncestry.com: يحمل فيني جونيور بداخله الرغبة في تكريم جذوره. ومع ذلك، فقد تم محو تاريخه العائلي بسبب العنصرية وإرث العبودية، من خلال اختبار الحمض النووي، اكتشفنا أنهم من قبيلة تيكار في الكاميرون. يشرفنا أن نكشف عن جذوره الإفريقية وعائلته، ونحتفل بمثابرتهم وعظمتهم على الرغم من الشدائد.
ويتعرض فينيسيوس صاحب البشرة السمراء لإساءات عنصرية في مباريات ريال مدريد التي تقام خارج ملعبه، خلال المواسم الأخيرة، وكانت أسوأها تلك التي حدثت قبل مباراة الديربي أمام أتلتيكو في يناير 2023 حينما تم "شنق" دمية على هيئته فوق جسر في مدريد، وجرى القبض على أربعة أشخاص لتورطهم في تلك الواقعة، وهم الآن يواجهون اتهامات جنائية قد تؤدي إلى سجنهم لمدة أربع سنوات.