بيلين يستذكر اتفاق أوسلو قبل 30 عاما: هذا ما كان يخيف رابين
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
مع مرور الذكرى السنوية الثلاثين لتوقيع "اتفاق أوسلو" بين الاحتلال ومنظمة التحرير، واصل السياسيون والعسكريون الإسرائيليون المنخرطون في الاتفاق، الكشف عن كواليس التوقيع، وما حصل من تبادل اتهامات بينهم، والمخاوف التي طرحوها بشأن نوايا الفلسطينيين من الاتفاق.
وفي هذا السياق، ذكّر قائد المحادثات التي أدت لاتفاقيات أوسلو كنائب لوزير الخارجية، يوسي بيلين، أنه "أهدرنا فرصة إنجاز تسوية مؤقتة نسفها المتطرفون في كلا الجانبين، وأستطيع القول إن الشيء الذي يحزنني أننا لم نذهب مباشرة للتسوية الدائمة حينها".
وأوضح بيلين، خلال مقالة نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمتها "عربي21"، أنه "لا أعتقد أنه كان سيحدث انفجار لو كانت هناك تسوية دائمة، لأنه كان هناك استعداد شعبي إسرائيلي كبير بعد خبر التوقيع للتوجه لتسوية مع الفلسطينيين، وكثيرون اعتقدوا أنه سلام بالفعل، بحسب الصور الواردة من واشنطن، وأعتقد أننا لو ذهبنا لتسوية دائمة على غرار ما كنا سنذهب إليه مع مصر، فإن الجمهور كان سيقبلها، في معظمها كما هي".
وتابع: "لم تكن هناك مشكلة على الإطلاق قبل اتفاق أوسلو، لم يكن هناك جنود تم اختطافهم، ولم يُقتل أي إسرائيلي، حتى تم تنفيذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل على يد المتطرف باروخ غولدشتاين، حتى الانتفاضة الثانية نفسها حدثت بعد يوم واحد من اقتحام أريئيل شارون إلى المسجد الأقصى، ولذلك فإنني اعتقدت أن التوصل لاتفاق دائم مع الفلسطينيين كان ضروريًا".
وأردف المتحدث نفسه، "لقد حاولت إقناع رابين بذلك، لكنه لم يوافق، وأبلغني أنه إذا ذهبنا لتسوية دائمة معهم الآن، وفشلنا في التوصل لاتفاق، فلا أراهم يوافقون على الذهاب معنا لتسوية مؤقتة في المستقبل".
وأشار إلى أنه "عندما سئل بيلين عما إذا كان من الممكن التوصل لتسوية دائمة لو لم يقتل رابين، أجاب أنه "من السهل جدًا بالنسبة لي أن أقول نعم، وأعتقد أن هناك فرصة كبيرة لذلك، لكنني أعترف أنه حتى قبل مقتله، لم تكن استطلاعات الرأي رائعة بالنسبة له، رغم أن الجدول الزمني تمثل بالتوصل إلى اتفاق دائم في 4 مايو 1999، وأعتقد أنه كان سيبذل جهدا للتوصل إليه".
وفي سياق متصل، كشف أرشيف الدولة، لأول مرة، عن "بعض أسرار اتفاق أوسلو، وتم تصنيف هذه المعلومات على أنها "سرية للغاية"، وجاءت في 80 صفحة، وبقيت معلومات أخرى ممنوعة من النشر لدواع أمن الدولة، وهناك مواد سيسمح بنشرها بعد عشرين وستين عاما".
وكشفت صحيفة "معاريف" في تقرير ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل اشترطت الحصول على إعلان من ياسر عرفات عن وقف الهجمات المسلحة، فيما ذكر رابين أن هذا ليس اتفاقا بسيطا، بل معقدا بسبب الظروف، ليس في صياغته النظرية، بل في كيفية ترجمته على أرض الواقع، ولكن علينا النظر لجميع العناصر المختلفة من منظور أكثر شمولاً بكثير".
وأضافت الصحيفة، على ألسنة بعض المشاركين في الاتفاق قولهم أنه "في وقت لاحق تمت مناقشة مسألة تعزيز قوة حماس في العالم العربي وبين الفلسطينيين، ومدى قدرة العناصر المؤيدة للسلام التي تدعم منظمة التحرير الفلسطينية على التعامل مع حماس".
وتابعت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" أن "وزير الخارجية آنذاك، الراحل، شمعون بيريس، قال إن هناك التزاما صريحا بأنه مع التوقيع على إعلان المبادئ سيكون هناك إعلان من عرفات حول وقف العنف، وأشار إلى أن الملك الأردني قادر على التعامل مع حماس، فيما توقع أن تتغلب منظمة التحرير الفلسطينية على حماس أيضًا، مبدياً تخوفه من غياب الطرف الذي سنفاوضه في حال اختفت المنظمة، ومطالبا في الوقت ذاته بتجنب إخلاء المستوطنات، بحيث ستبقى كما هي، حتى في قطاع غزة، ولن تتم إزالة أي منها".
وأوضحت أنه "في تلك المرحلة دخل رئيس الأركان، إيهود باراك، وزعم أنه لاحظ من القراءة الأولى للاتفاق مشاكل خطيرة للغاية في تنفيذ البنود الأمنية، سواء في مرحلة غزة- أريحا، أو في المرحلة الأبعد، فيما توقع جهاز الأمن العام الشاباك أنهم سينشئون مع الفلسطينيين تعاوناً محدوداً جداً معهم، رغم وجود عناصر معادية في الفلسطينيين الذين سيحاولون نسف الاتفاق".
واسترسل التقرير: "فيما توقع وزير الشرطة موشيه شاحال أن يرتفع التوتر في صفوف الجمهور الإسرائيلي وردود أفعال المعارضة على الاتفاق، وهناك لهجة سائدة يمكن تفسيرها بأنها ستترك دماء الإسرائيليين تسيل، مستحضرا مقولة لبنيامين نتنياهو أننا سنوقف العملية، ولدينا القدرة على إيقافها".
إلى ذلك، ختم رابين، مداخلته أمام مجلس الوزراء بالقول إن "مشاكل تنفيذ الاتفاق ستكون صعبة، ويجب أن أقول إنها في أي حكم ذاتي ستكون أصعب مما هي عليه اليوم، لأنكم اليوم تسيطرون بشكل كامل، أما في الحكم الذاتي، فنحن في شراكة، والاختبار سيكون على الشراكة، في الضفة الغربية ستكون المشكلة أكثر صعوبة، وبالتالي الترتيب هنا مهم من أجل تجربة الاختبار في غزة".
تجدر الإشارة إلى أن الاعترافات الإسرائيلية بمناسبة مرور ثلاثين عاما على اتفاق أوسلو، تكشف أن "هذه العملية ثبت فشلها، لأن فرضية "الأراضي مقابل الأمن" التي قامت على أساسها اتفاقية أوسلو، وابتكرها رابين لم تثبت جدواها، ولأن فجوات الجانبين في المواقف واسعة، وتزداد اتساعا، خاصة في مسألتي اللاجئين والقدس، مما يصعب المهمة بجسر هذه الهوة بين الجانبين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة اتفاق أوسلو الفلسطينيين مصر حماس مصر الاردن فلسطين حماس اتفاق أوسلو صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتفاق أوسلو
إقرأ أيضاً:
الأنصاري: نأمل أن يطلب ترامب من نتنياهو الوفاء بتعهداته وإرسال وفده التفاوضي للدوحة
قال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إنه كان يفترض وصول وفد إسرائيلي للدوحة الاثنين لمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعبر عن أمله أن يطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يزور العاصمة واشنطن، الوفاء بتعهداته وإرسال وفده التفاوضي إلى الدوحة.
وقال الأنصاري في تصريحات لموقع بريتبارت الأميركي "إن ما أفهمه أن نتنياهو يريد لقاء ترامب أولا وإجراء مناقشات قبل إرسال وفد التفاوض"، وأضاف "نعتمد على الرئيس ترامب وإدارته لإرسال رسالة واضحة بدعم التفاوض والمرحلة الثانية".
وأكد المتحدث القطري أن "تحول وقف إطلاق النار بغزة لسلام دائم أمر مهم جدا لتوسيع رؤية ترامب بالمنطقة"، وقال إنهم يعتمدون "على استمرار نهج الرئيس ترامب للمضي قدما نحو المراحل التالية من الاتفاق".
وعبر الأنصاري عن اعتقاده بأن "الاتفاق لم يكن ليحدث لولا إصرار الرئيس ترامب على تنفيذه"، وقال "نعتمد على إدارة ترامب لتوجيه رسالة بدعم هذه العملية طوال مسار إحلال السلام".
كما أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطري أن "قطر صاغت مع مصر والولايات المتحدة وثيقة تعالج جميع المخاوف من كلا الجانبين"، وقال إن "الوثيقة التي صغناها توفر آليات لحل أي خلافات بشأن الاتفاق ومواجهة أي تعقيدات".
إعلانوأضاف أن قطر "على اتصال بالجانبين للتأكد من التزامهما باتفاق وقف إطلاق النار بغزة"، مشيرا إلى أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، "عمل على التأكد من نجاح تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار منذ إعلانه".
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل حيز التنفيذ في مرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع، وبانتهاء عملية التبادل الرابعة ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق تكون المقاومة قد أطلقت سراح 13 إسرائيليا و5 تايلنديين مقابل 583 أسيرا فلسطينيا أفرج عنهم من سجون الاحتلال.