نصائح لاختيار روضة الأطفال المناسبة
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
مع موسم الاستعداد للدراسة وقرب انتهاء الإجازة الصيفية، تبدأ غالبية الأمهات رحلة البحث عن روضة الأطفال المناسبة لأبنائهن، قد تختلف دوافع وأسباب كل منهن، ما بين الرغبة في تعليم الطفل المهارات الأكاديمية، كالقراءة والكتابة ومبادئ الحساب، أو إكساب المهارات السلوكية والاجتماعية المختلفة، في حين يجد البعض رياض الأطفال أفضل الحلول للتوفيق بين التزامات العمل ومتطلبات المنزل، وخاصة مع انشغال الإخوة الأكبر في دراستهم.
وأيا كان السبب والدافع الحقيقي وراء البحث عن روضة الأطفال المناسبة، ينبغي على الأم أن تولي هذه الخطوة الكثير من الاهتمام والجدية وتخصها بالبحث الدقيق، حتى تطمئن وتضمن لطفلها مكانا آمنا وصحيا وممتعا، لا سيما أن ما يتعلمه الطفل في هذه السن يؤثر على تحصيله العلمي ويشكل شخصيته وأفكاره وتوجهاته في المستقبل.
وفي هذا السياق، أشار مشروع بحثي إلى العلاقة الوطيدة بين أنشطة التحفيز المعرفي في سن الرابعة، وتطور قشرة الدماغ في سن المراهقة، وتتبعت الدراسة حالات 64 مشاركا منذ أن كانوا في الرابعة، وعمدت إلى فحص أدمغتهم عندما تراوحت أعمارهم بين 17 و19 عاما.
وأظهرت نتائج الدراسة -التي نُشرت في الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب في نيو أورلينز الأميركية عام 2012- أن التحفيز المعرفي في سن الرابعة كان عاملا رئيسيا في تطور وزيادة المادة الرمادية في الدماغ بعد 15 عاما، والتي تتحكم في القرارات والذاكرة ومعالجة المعلومات.
وقالت مارثا فرح، عالمة الأعصاب الإدراكية في جامعة بنسلفانيا الأميركية والباحث الرئيسي للدراسة، إن هذه النتائج تؤكد مدى أهمية السنوات الأولى في حياة الطفل ودورها في تحديد خصائص القشرة الدماغية، وبالأخص الفص الصدغي الأيسر المسؤول عن المعرفة والذاكرة الدلالية وتحدث فيه عمليات الإدراك واللغة.
وتوصلت دراسة، أجرتها جامعة نيوجرسي الأميركية عام 2008، أن الملتحقين برياض الأطفال يتمتعون بمستوى تعليمي أفضل خلال سنوات الدراسة الابتدائية، ويظهرون سلوكا أفضل ودرجات أعلى في معدل الذكاء مقارنة بالذين لم يلتحقوا بالتعليم قبل المدرسي.
ولكن، إذا كان الأمر بهذا القدر من الأهمية، مع ما يمثله من تحديات أمام الوالدين، فما الأسس والمعايير التي ينبغي اختيار حضانة الطفل بناء عليها؟
ووفق موقع "بيرنتس" تجيب عن هذا السؤال دكتورة هيلاري فريدمان أستاذ علم الاجتماع بجامعة هارفارد ومؤلفة كتاب "اللعب من أجل الفوز" وتوضح أنه قبل اختيار روضة الأطفال، ينبغي زيارتها، وتحديد مدى قربها أو بعدها عن المنزل أو مقر العمل في حالة عمل الأم، والتأكد من وسائل النقل المتاحة لتسهيل ذهاب الطفل وعودته، وهل يعملون بنظام اليوم الكامل أم بنظام الساعات.
وتنصح فريدمان بضرورة الاستفسار عن التكلفة ومدى اتساقها مع المستوى الاقتصادي للأسرة، وكثافة روضة الأطفال بالنسبة لمساحتها.
ويشدد خبراء التربية على مجموعة من الخطوات التي ينبغي أن تأخذها الأم بعين الاعتبار لتيسير العثور على حضانة جيدة، ومنها:
الانطباعات الأولى وعوامل الأمانينبغي زيارة روضة الأطفال وإلقاء نظرة سريعة على فصول الدراسة ودورات المياه ومنطقة الألعاب، والتأكد من سلامة المكان وتجهيزه وتوفر عناصر الأمان فيه، ومن يُسمح له بالدخول ومتى.
كما يجب الاستفسار عن تصاريح الحضانة باعتبار هذه المرحلة من التعليم غير إلزامية ومعظم الحضانات تتبع منظمات خاصة، ومراقبة سلوك الأطفال وهل يقضون وقتا ممتعا ويتفاعلون مع بعضهم البعض أم يكتفون بالإنصات لمحاضرات تعليمية فقط؟
ينبغي أن تتوافق رسوم روضة الأطفال الشهرية أو السنوية مع المستوى الاقتصادي والموازنة التي تحددها الأسرة لتعليم الأبناء. وحتى لا تتفاجئين، يفضل أن تسألي عن كل الأمور المالية مثل رسوم الالتحاق بالحضانة وطريقة الدفع، وهل هناك رسوم إضافية أخرى خلال العام، لا سيما المرتبطة بالمناسبات والرحلات والأنشطة الترفيهية، ووسائل الانتقال والوجبات؟
المنهج التعليميينبغي التعرف على برامج التدريس الخاصة، واختيار ما يتسق مع قدرات واحتياجات الطفل سواء منهج منتسوري أو ريدجيو إيمليا أو والدورف، الذي يعتمد على الأنشطة الفنية كوسيلة للتعليم وتعزيز الشغف وتنمية خيال وإبداع الأطفال، لذلك ينصح الخبراء بعدم الاقتصار على المناهج التي تعتمد على الحفظ والتلقين.
آراء الأمهاتمع التقدم التكنولوجي، أصبح من السهل التواصل مع الأمهات اللواتي سبق أن سجلن أطفالهن في رياض الأطفال، فتناقشي معهن حول آرائهن، ولسوف يوضحن المميزات والعيوب والمواقف المختلفة التي مررن بها.
في حال كانت روضة الأطفال توفر الوجبات الغذائية للطفل، ينبغي الاطلاع على قائمة الطعام والتأكد أنها صحية ومغذية، والتأكد من مدى اهتمام القائمين على المؤسسة بتعليم آداب الطعام وغسل اليدين، وينبغي زيارة المكان المخصص لإعداد الوجبات وتقييم مستوى نظافته.
وقت القيلولةيقضي الطفل ساعات طويلة في الحضانة، فلا تنسي السؤال عن موعد القيلولة وينبغي أن تكون في موعد ثابت يوميا ولا تزيد على الحد الطبيعي حتى لا تؤثر على ساعات نوم الطفل ليلا، وتعرفي من المسؤول عن إحضار وسادة وملاءة وأغطية لفراش القيلولة، وكذلك من سيتولى مسؤولية تنظيفها، المنزل أم روضة الأطفال؟
التواصل مع الإدارة والمعلمينالموظفون في روضة الأطفال هم من سيرافقون طفلك كل يوم وعلى مدار ساعات، لا بد من التحدث إلى مسؤولي الروضة والمعلمين وحتى العاملات وتكوين صورة حول طريقة تفكيرهم، واستفسري عن خبرات المعلمين ومؤهلاتهم ومدى تدريبهم على برامج تنمية الطفولة.
وراقبي كيف يتفاعلون معك ومع طفلك والأطفال الآخرين، وألقي نظرة على جدران قاعات الدراسة هل يتم تعليق الأعمال الفنية للأطفال أم لا؟ مثل هذه الأمور البسيطة تعكس مدى تقدير المعلمين للأطفال.
وينبغي أن توفر روضة الأطفال قنوات للتواصل، وخاصة مع تقدم التكنولوجيا الحديثة، وأن تحرص على تقديم تقارير منتظمة عن سلوك الطفل الإيجابي والسلبي وتطور مهاراته خطوة بخطوة.
يعد النشاط البدني أمرا بالغ الأهمية لتنمية المهارات الحركية وتعزيز صحة الطفل ورفاهيته، وروضة الأطفال الجيدة هي التي تهتم وتوفر أماكن اللعب الحر، باعتباره أفضل وسيلة للتعلم في هذه المرحلة.
وأخيرا، ينبغي التأكد أن سياسة الانضباط وتعديل سلوك الأطفال داخل الحضانة تتماشي مع الأساليب التربوية المتبعة في المنزل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: روضة الأطفال ینبغی أن
إقرأ أيضاً:
حوارات ثقافية| هجرة الصاوى لـ«البوابة نيوز»: أتفرغ للروحانيات فى رمضان.. روايتى المؤهلة لجائزة زايد تؤكد على الهوية العربية.. الطفل المصرى واعٍ ويبحث عما يجذبه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
_ إقبال الأطفال على معرض الكتاب يبشر بجيل واعٍ قارئ يبحث عما يجذبه
_ حتى الآن لم يستطع الذكاء الاصطناعي أن يباري براعة الكتابة الإبداعية عند البشر
الكاتبة هجرة الصاوي
"هجرة الصاوي".. أديبة وروائية متخصصة فى أدب الطفل، درست "التأليف والكتابة الإبداعية بالمعهد العالى لفنون الطفل، بأكاديمية الفنون، لها مساهمات كثيرة فى جميع المجلات الشهيرة الخاصة بالطفل، قدمت سلسلة من القصص المتنوعة لأعمال مختلفة للنشء واليافعين.
فازت بجائزة "إيسيسكو"، منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة، كأفضل قصة حوارية تتناول التنمر بالمدارس.
تأهلت روايتها لليافعين "ثعلب الديجيتال" للقائمة القصيرة بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2025، والتى تُناقش الخلافات فى وجهات الرأى بين الآباء والأبناء من خلال الأحداث الدرامية المثيرة.
فى حوارها؛ طرحت "البوابة نيوز" بعض التساؤلات على كاتبة الأطفال هجرة الصاوي، فجاء الحوار على النحو التالي:
■ بما أننا فى الشهر الكريم.. احك لنا طقوسك فى رمضان ككاتبة للطفل؟
- شهر رمضان له طبيعة خاصة عن شهور السنة، أحاول إنهاء كل التزاماتى قبل أن يبدأ وأتفرغ لروحانيات القرآن الكريم وأوراد الذكر والتسبيح، وأكيد العزومات والأكلات المصرية التى لا نطبخها إلا فى رمضان.
■ روايتك ثعلب الديجيتال تأهلت للقائمة القصيرة لجائزة زايد للكتاب صفى لنا شعورك.. وحدثينا عنها باستفاضة؟
- الحمد لله عند اشتراكى فى المسابقة كان عندى أمل كبير فى ربنا أن تصل للقوائم الطويلة والقصيرة، والحمد لله تحقق الأمل فى الله سبحانه وتعالى. وأتمنى من كل قلبى أن تكمل على خير، لأنها رواية لليافعين تؤكد على الهوية العربية وارتباط الجيل الجديد بجذوره وأرضه وتراثه وإدراكه قيمته، وتناقش الخلافات فى وجهات الرأى بين الآباء والأبناء من خلال الأحداث الدرامية المثيرة.
■ فى رأيك.. لماذا يُنظر الى كُتَّاب أدب الطفل باعتبارهم من الدرجة الثانية؟
- هذا كان زمان قبل أن تهتم به الدولة وتخصص له الجوائز المحلية والدولية. الآن أخذ وضعه الحقيقى والدليل هو حرص الدولة فى معرض الكتاب على الاحتفال بشخصية المعرض من أدباء الطفل جنبًا إلى جنب مع أدب الكبار.
■ الكتابة للطفل تعد مهمة صعبة.. فى رأيك ما أهم المقومات التى يجب أن يتمتع بها كاتب أدب الطفل؟
- الإلمام بخصائص المراحل المختلفة التى يمر بها الطفل فى كل مراحل نموه وإدراكه المعرفى والسلوكي.. ومشاكل الطفل والتحديات التى يواجهها.. ولا بد من الموهبة والقدرة على التبسيط وعرض الموضوع بمقدار عالٍ من التشويق والجاذبية.
■ ما أهم التحديات التى تواجه كُتاب أدب الطفل؟
- منافسة الأدب الغربى والألعاب والميديا والوسائط المتعددة التى يراها الطفل منذ نعومة أظافره. فهم يملكون آلة ضخمة وحديثة من تكنولوجيا الجذب لا يملكها كاتب الطفل العربي.
فيعتمد على إمكانياته وتثقيف نفسه وعرض أعماله على دور النشر والمؤسسات المتخصصة ومواجهة الأفكار الغريبة التى يتلقاها الطفل من تلك القنوات الخارجية والتى تتعارض مع أخلاقنا وهويتنا.
■ فى عصر الشاشات والألواح الذكية، ماذا يبتكر كُتَّاب أدب الطفل من أساليب لجذب انتباه الطفل؟
- كاتب أدب الأطفال لابد له أن يدخل العالم الرقمى للطفل وينشر على مواقع القصص الرقمية ويسوق كتبه على منصات الكتب ليقابل الأطفال فى أماكنهم الجديدة على الهواتف الذكية وشاشات اللاب والآيباد. وليس فى مكتبة المدرسة أو البيت.
■ وهل لا يزال الطفل يقرأ؟
- الإجابة على هذا السؤال تجدينها فى معرض الكتاب من كل عام؛ حيث يحرص الأطفال على الحضور مع أسرهم، وشراء كتبهم الخاصة، من مصروفهم الخاص.. مشهد يملأ الساحات والممرات بالأطفال منظر يبشر بجيل واعٍ قارئ يحب القراءة ويبحث عما يشده ويجذبه.
■ يرى البعض أن كتب الأطفال تحتاج إلى دعم كبير من الدولة.. ما تعليقك؟
- بالطبع تحتاج إلى الكثير مع ما تبذله المؤسسات الثقافية من دعم لكتاب الطفل مثل الهيئة العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة والمركز القومى لثقافة الطفل وكذلك المركز القومى للترجمة.
فهم يقدمون الكتاب الوسطى الذى يؤصل للهوية المصرية والتراث ويدعم الخيال بأنواعه وبنظرة على أجنحة الهيئات الحكومية فى معرض الكتاب سنعرف أهميتها فى جذب الأطفال لكتاب سعره مناسب وقيمته الأدبية مرتفعة تربى وجدانه على الأخلاق وحب الوطن والتفكير النقدي.
■ هناك نقاش حول توظيف الذكاء الاصطناعى لصناعة محتوى أدب هادف للطفل.. تعليقك؟
- التغيير قادم لا محالة وبدأ الفعل فى الخارج فى الدول الأجنبية نجد كتب تم إنتاجها بالذكاء الاصطناعى ولكن لابد أن يكتب عليها ذلك. وتقرأ عبارة "تم كتابة أو رسم هذا الكتاب بواسطة الذكاء الاصطناعي".
لأنهم بالخارج لديهم ميثاق شرف للنشر. ويجب علينا أن نتدارك الأمر وتهتم وزارة الثقافة واتحاد الناشرين بهذا الأمر حتى لا تختلط الأمور ونجد مؤلفين أو رسامين يستعينون بالذكاء الاصطناعى ولا يذكرون ذلك. ولكن حتى الآن لم يستطع الذكاء الاصطناعى أن يبارى براعة الكتابة الإبداعية عند البشر.