كريمة أبو العينين تكتب: القرآن ع العود !!
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
يبدو أن موجة الاستخفاف بكل القيم ماضية فى طريقها وآخذة معها أشياء كثيرة كنا نعدها لنا زاخرا ودعما وقيمة .
تلك كانت كلمات الإمام الراحل محمد عبده عندما دعا فى حفلة لصاحب صولجان وجاه ؛ وكانت من بين الصاعدات الى منصة الطرب فنانة شهيرة حينها ومقربة من أصحاب القرار والسلطان .
هذه السيدة فى وسط غنائها الذى تمايل له السامعون ، اجتهدت وأدخلت آية كريمة إلى أغنيتها الرومانسية، تستشهد بها عن حبها، وتئن وترتجف، وهى تتغنى بها، والسامعون تائهون غائبون مصفقون لها، إلا هو ؛ الإمام محمد عبده ، صاحب المقولة الشهيرة التى قالها فى رحلته فى بلاد القارة العجوز والتى تقول مفرداتها " وجدت اسلام بلا مسلمين ، وفى بلادنا مسلمين بلا اسلام ".
الإمام الراحل انتفض وكشر عن أنيابه وترك الحفلة وانتقد المحتفلين لترحيبهم بما سمعوه ، وغض طرفهم عن كون القرآن العظيم يتلى بهذه الطريقة ومن هذه المغنية بصحبة آلاتها الموسيقية وتأوهاتها البيولوجية .
مضى على ما فعله الإمام زمنا طويلا وربما ما اتخذته السلطات حينها من إجراءات كانت كفيلة بأن تضع ضوابط وقواعد وقوانين ؛ حجمت بل قل منعت كل المنع تكرار مثل هذا السلوك ؛ الذى اتبعه اعتذار واضح وصريح للامام ولكل المسلمين والمصريين بصفة عامة .
مضت الدنيا وسارت فى طريقها ، من يغنى يغنى كلاما بشريا ومن يرقص يرقص على نغم وضعيا ، إلى أن صدمتنا الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعى ، بمن يغنى بكلام الله العلى العظيم على آلة العود ، وينفعل ويتشحتف ظنا منه بأنه بهذه الطريقة مؤمنا خائفا تائبا عابدا .
هذا السلوك المشين لمن تغنى بكلمات العظيم الواحد الاحد، لابد أن نشكر اولا ردة فعل نقيب الموسيقيين الاستاذ مصطفى كامل عليه ؛ فقد كان رد فعله قويا وحازما ورافضا بصورة قطعية لأى سلوك ينتهك حرمة الاديان ويتعهد بمعاقبة مرتكب هذه الفعلة الشنعاء ، المهم ليس فى ردة فعل سيدنا النقيب ، ولكن الاهم دراسة اسباب هذه الفعلة التى أظنها شنعاء ، بالطبع الاجابة واضحة ؛ وهى ما وصل اليه الحال الفنى الناتج عن تغيرات اجتماعية وتكنولوجية من تدهور وتراجع وربما انحطاط.
ففى عصر مطربين بأسماء التوابل وآخرين ينسبون الفضل لغير دولتهم رغبة فى المزيد من الارقام الدولارية وركوبا لما يسمى بالتريند الملعون ،فى هذا العصر ماذا تتوقع غير المزيد من التدهور والاكثر من ضياع المثل والقيم ، فى هذا العصر الذى يطالب فيه رموز الشخصيات بالحرية المتناهية ، وحرية التعبير الدينى وحرية زواج المثليين وحرية المساكنة قبل الزواج ، وحرية الملبس والمسكن وحرية الحرية نفسها ، فى هذا العصر المحزن ماذا تتوقع غير ذلك ؟؟ فى زمن اصبحت فيه محامية شهيرة وناشطة فيما يسمى بحقوق الانسان تستكمل من مسيرة زوجها مسرة لها حتى تظل فى بؤرة الاحداث ولاتندثر بوفاة زوجها الشهير فى هذا العصر ومع تلك السيدة التى أخذت على عاتقها الاعوج ؛ مهمة مساندة كافة البنات فى تقديم اباءهم واخوانهم الى المحاكمات والسجون اذا ماسول لهم عقلهم المريض مجرد رفع ايديهم على بناتهم ..
فى هذا العصر ومع هذه السيدة التى ترمى بقيم الاسرة والترابط والتلاحم عرض الحائط بدعوى حماية حقوق البنات التى لا تدرى اية حقوق هذه التى تمنع الآباء من تأديب بناتهن اذا ابتعدن عن النهج القويم ؛ بالطبع انا لست مع الضرب والايذاء ولكنى ضد ان تقوم فتاة بتقديم بلاغ عن ابيها واخيها وربما يقود هذا البلاغ الى السجن او حتى التغريم والتعهد بعدم الاقتراب من ابنته أو أخته ، تصوروا معى شكل العلاقة الأسرية بعد هذه الواقعة ، كيف ستعيش الابنة مع ابيها أو أخيها الذى سلطت عليه اضواء العيب وتخطى القانون وسجنه ؟ اى اسرة هذه التى ستذوق طعم التراحم والمودة بعد هذه الواقعة المارقة ؟!
كل هذا التفكك والتحلل والتردى الأخلاقي والمجتمعي كان كفيل بان يظهر علينا من يتغنى بالقرآن ؛ وليس هذا فقط ؛ فالقادم يحمل معه الكثير من العور المجتمعى اذا مالم يتم الانقاذ والتصحيح واعادة القوالب الى مكانها الصحيح ؛ وابعاد الانصاص الى حيث تنتمى ويجب ان تكون . اللهم فاشهد ، اللهم انى قد بلغت.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
تاريخهم فى الملاعب لا يُذكر.. أنصاف لاعبين يتنمرون على الكرة النسائية!!
فى مشهد يعكس غياب الوعى الرياضى، يتجرأ بعض اللاعبين محدودى التاريخ فى الملاعب على مهاجمة كرة القدم النسائية فى مصر، فى محاولة للنيل من هذه الرياضة التى تشهد تطورًا كبيرًا فى الآونة الأخيرة، هذه التصرفات تقلل من قيمة اللعبة وتؤثر سلبيًا على عزيمة اللاعبات، بل تسيء إلى روح المنافسة واحترام التطور الرياضيين، فكرة القدم النسائية ليست مجرد لعبة، بل رمز للإصرار والطموح الذى يستحق الدعم، وليس التنمر ممن لم يتركوا بصمة تُذكر فى عالم الكرة.
وبالرغم من التطور الذى شهدته كرة القدم النسائية فى الآونة الأخيرة، بمشاركة الأهلى والزمالك لأول مرة فى تاريخ اللعبة التى انطلقت عام ١٩٩٩، الأمر الذى ساهم فى زيادة عدد المتابعين نظرًا للشعبية الجارفة التى يمتلكها القطبين، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين مازالوا يرفضون فكرة ممارسة النساء لهذه الرياضية، مبررين ذلك بأنها ترتبط بالعنف والالتحامات والخشونة، وهى أمور تتناقض، حسب رأيهم، مع الصفات التقليدية المرتبطة بالنساء مثل الأنوثة والرقة، على الرغم من النجاح الذى تحقق خلال المواسم الماضية، مثل تنظيم دورى متكامل، وتفوق بعض الأندية، ووجود لاعبات ومدربين يستحقون التكريم، إلا أنه مع كل خطأ يحدث فى المباريات، يظهر البعض لرفع لافتات التهكم مثل المرأة مكانها المطبخ.
وتسببت تصريحات أحمد بلال، لاعب الأهلى الأسبق، التى أثارت استياء وغضبًا واسعًا بين العديد من اللاعبات والمشجعين للكرة النسائية، إذ كتب «بلال» عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «كرة نسائية إيه اللى بيلعبوها فى مصر.. دا الستات مبيعرفوش يطبخوا.. هيعرفوا يلعبوا؟»، وبعد هجوم واسع من متابعى الكرة النسائية، اضطر لحذف المنشور بعد دقائق من نشره، تصريحات أحمد بلال دفعت النجوم والمسئولين للرد عليه، وقال شادى محمد مدير جهاز كرة القدم النسائية: «للأسف وسائل التواصل الاجتماعى تستخدم النجوم بشكل خاطئ، وتقلل منهم ولا بد أن ينتبه النجم أو المسئول لكل كلمة يكتبها أو يقولها، وما يتردد من مقولة إن الست مكانها المطبخ وغيرها من الأقاويل هى دعابة غير لائقة ومصر فيها ستات وبنات كتير بـ ١٠٠ راجل، وتحملن مسئوليات كبيرة فى تنشئة وتربية أبطال ومهندسين وأطباء وعلماء، هناك لاعبة فى الأهلى عمرها ١٥ سنة وتتولى رعاية أسرتها البسيطة، كم امرأة تحملت مسئولية أولادها بعد وفاة زوجها ووصلت بهم لأعلى مكانة ممكنة؟».
واستشهدت دينا الرفاعى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والمشرفة على كرة القدم النسائية، بالإنجازا التاريخى الذى يحققه فريق مسار «توت عنخ أمون» سابقًا، الذى فرض نفسه على الساحة الإفريقية بقوة، بعدما تأهل للدور نصف النهائى لبطولة دورى أبطال إفريقيا، ليصبح أول فريق مصرى يصل إلى هذا الدور، ومازال لديه الأمل والطموح فى بلوغ النهائى والمنافسة على اللقب، ليسطر تاريخًا جديدًا لكرة القدم النسائية.