جنرال إسرائيلي سابق يدعو لتقديم تنازلات لإنجاز التطبيع مع السعودية
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
فيما يظهر مسار التطبيع السعودي الإسرائيلي تعثراً، فإن ما يثير الاهتمام في اتفاق التطبيع المتوقع، وما سيحدد مصيره هي اعتبارات السياسة الداخلية الإسرائيلية، لأن عواقبه ستترك تأثيراتها على السياسات الداخلية للاعبين الرئيسيين، وتصنيف من الناجح منهم والفاشل.
الجنرال تامير هايمان هو مدير معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر أن "اتفاق التطبيع الناشئ يتضمن عدة مطالب سعودية من الولايات المتحدة: تحالف دفاعي ثنائي، وهذا مطلب بالغ الأهمية، سيعزز المملكة إلى حد كبير، واستعراض قوتها الإقليمية، ويمنع إيران من مهاجمتها مرة أخرى، ومن وجهة النظر الأمريكية فإنه قد يؤدي لدخولها في حرب مع إيران، بما يتعارض مع سياستها الحالية بالتركيز على الصين وروسيا، كما يتطلب هذا التحالف موافقة مجلس الشيوخ بأغلبية 67 عضوا، مما يعني أن موافقة الحزبين مطلوبة للموافقة على الصفقة".
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "المطلب السعودي الثاني يشمل الموافقة على تخصيب اليورانيوم على أراضيها، مع أن المقصود ليس بناء مفاعل نووي، كما أن مطلب المملكة مختلف، لأنها ترغب بالسيطرة على إنتاج الوقود النووي، وهذه بالضبط القدرة التي تسعى إيران لتحقيقها منذ سنوات عديدة، ولهذا السبب عارضت إسرائيل الاتفاق النووي، أما المطلب الثالث فتتعلق بحصول المملكة على مزيد من الأسلحة النوعية الأمريكية، وهي بالتأكيد ليست أفضل مما لدى إسرائيل، مما سيضع المملكة في أفضلية نسبية مطلقة أمام أعدائها، وفي توازن نوعي معين ضد إسرائيل".
وأشار إلى أن "المطلب الرابع يتضمن الملف الفلسطيني، سواء إعلان الالتزام بحل الدولتين، أو حق الفلسطينيين بتقرير المصير، وفتح قنصلية أمريكية في شرقي القدس، وقنصلية فلسطينية في واشنطن، وتغيير وضعية الوفد الفلسطيني في الأمم المتحدة، وإجراءات مماثلة لتسريع التنمية الاقتصادية الفلسطينية، بما فيها تطوير حقل الغاز أمام غزة، وإنشاء ميناء بحري وجوي في أراضي غزة، وتسهيل الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية التي تجبيها إسرائيل على المعابر الحدودية، وتسهيل التنقل بين المناطق، والمناطق الصناعية المشتركة، وتجديد النقاش حول بروتوكول باريس الاقتصادي".
وأوضح أن "المطلب السعودي الخامس يتضمن وقف النشاط الإسرائيلي الأحادي الجانب بعدم ضم الأراضي الفلسطينية، وتجميد البناء في المستوطنات، ومنع إنشاء بؤر استيطانية إضافية، وتجنب الدخول للأراضي الفلسطينية خاصة المنطقة "أ" قدر الإمكان، ونقل مزيد من الأراضي لسيطرة السلطة الفلسطينية، وفصل الكيان الفلسطيني عن إسرائيل، أي إنجاز اتفاق جديد لخريطة الطريق، من خلال عملية تدريجية، مع أنه على عكس الاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة، فلن يتم هذه المرة تجميد الضم "فقط" إرضاء للمملكة، رغم أنه في ظل الظروف الحالية لا يتعلق الأمر بـ"دولة فلسطينية داخل حدود 67 وعاصمتها شرقي القدس".
وأشار إلى أنه "كلما زاد عدد البنود المتفق عليها، أصبح من الأسهل الموافقة على التطبيع مع السعودية، مما يستدعي طرح الأسئلة: ما الدافع، وحجم الثمن، ومدى أهمية الاتفاق، وما يفسر الجهد الكبير والاستعداد لـ"ابتلاع هذه الضفادع"، مع أن السعودية في وضع اقتصادي جيد للغاية دون التطبيع مع إسرائيل، فقد نظمت علاقاتها بإيران، وحرب أوكرانيا تزيد الطلب العالمي على النفط، وهيمنتها في العالم العربي تتزايد، لكن سياستها الداخلية أكثر تعقيدا، ويسعى لتعزيزها موقفه لتتويجه ملكاً، ولا يستطيع خسارة التأييد في الشارع السعودي، وفي هذا الوضع الحساس لا يستطيع التخلي عن الفلسطينيين، مما سيضطره للإصرار على المكون الفلسطيني".
وأكد أن "إسرائيل في المقابل، تحتاج للتطبيع أكثر من أي طرف آخر، فهي في أزمة داخلية، والتوازن الأمني أصبح غير مستقر بشكل متزايد، ليست أمام حرب مفاجئة متعددة المجالات، والوقت لا يعمل لصالحها، واقتصادها يتضرر، وكفاءة الجيش آخذة بالانخفاض، وهناك خطر أن نموذج التجنيد على وشك الانهيار، حتى لو تم إقرار قانون الإعفاء من التجنيد، وباتت إسرائيل معرّضة لخطر هجرة الأدمغة، مما قد يجعل من التطبيع مع السعودية طريق الهروب الاستراتيجي، لأنها أكبر وأهم دولة عربية، وبعدها ستأتي المزيد من اتفاقات التطبيع، وتتمتع بمكانة خاصة باعتبارها حامية الأماكن المقدسة ومهد الإسلام".
الخلاصة الإسرائيلية أن المكونات الأمنية للتطبيع مع السعودية ثقيلة وصعبة الهضم على الاحتلال، لأن الموافقة على تخصيب اليورانيوم ستضع حدّاً للمحرمات النووية في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن سباق التسلح النووي سيصبح أمرا قائما، وهذا الثمن الباهظ الذي يعرفه الكثيرون، رغم أن تضمّنه للقضية الفلسطينية من شأنه تقليل خطر التحول إلى دولة واحدة، وتقليص نفوذ إيران في الشرق الأوسط على خلفية التحالف الدفاعي السعودي الأمريكي، والأهم من وجهة نظر الإسرائيليين هو إعادة استقرار دولة الاحتلال، ووقف الفوضى التي تسير نحوها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة التطبيع السعودية الاحتلال السعودية الاحتلال تطبيع صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع السعودیة التطبیع مع
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: تصعيد غير مسبوق بالجبهة اللبنانية والنضال الفلسطيني هو الأكثر عدالة بالعالم
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية التصعيد العسكري المتسارع على الجبهة اللبنانية، وسط تحذيرات من تحول المواجهة إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعادة تداول تصريحات لافتة لمسؤولين إسرائيليين سابقين حول طبيعة الصراع في المنطقة ومآلاته.
وفي تطور لافت للأحداث على الجبهة الشمالية، كشف مراسل القناة 12 الإسرائيلية، أدار جيتسيس، عن تصعيد ملحوظ في الهجمات من الجانب اللبناني، حيث سُجل إطلاق نحو 130 صاروخا و10 طائرات مسيرة عبر الحدود خلال 24 ساعة فقط.
وأشار إلى أن صفارات الإنذار دوت 345 مرة، وهذا أجبر نحو مليون شخص على اللجوء إلى الملاجئ بشكل متكرر.
وأضاف أن إحدى الطائرات المسيرة تمكنت من اختراق المجال الجوي من الحدود الغربية وصولا إلى منطقة بنيامينا قبل أن تتمكن مروحية حربية من إسقاطها.
حرب استنزاف
وفي تقييم للوضع العسكري، أكد رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب، ميخائيل ميلشتاين، أن إسرائيل تخوض حرب استنزاف حقيقية، مشيرا إلى استمرار تبادل القصف رغم مرور 40 يوما على إعلان اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وعزز هذا التقييم القائد العسكري السابق في الجبهتين الشمالية والجنوبية، العميد احتياط عميخاي بك، الذي لفت إلى وجود "صحوة" في صفوف حزب الله، موضحا أن عملياتهم أصبحت أكثر تنظيما في الفترة الأخيرة.
وفي سياق متصل بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، نقل الصحفي في صحيفة هآرتس، جدعون ليفي، تصريحات لافتة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، حيث استذكر مقابلة أجراها معه قبل 25 عاما.
وأشار ليفي إلى أن باراك أجاب بصراحة عن سؤال افتراضي حول ما كان سيفعله لو ولد فلسطينيا، قائلا إنه كان سينضم إلى تنظيم مقاوم.
وأكد ليفي في تصريحاته على أن النضال الفلسطيني من أجل الحقوق والحرية يعد من أكثر النضالات عدالة في العالم، مستشهدا بحادثة طفل فلسطيني أطلقت النار على قلبه بعد رميه حجرا على مركبة عسكرية مصفحة.
وقارن ليفي بين هذا الحدث وما يحدث في أوكرانيا، متسائلا عن الفرق في توصيف من يرمي حجرا على دبابة روسية ومن يفعل ذلك في فلسطين.