أوقفت المحكمة الاتحادية العراقية -اليوم الأحد- قرار تسليم مقر أمني في كركوك إلى حزب كردي، في وقت انتشرت فيه قوات الأمن في هذه المدينة النفطية خشية تجدد الاشتباكات.

وأفاد بيان صادر عن المحكمة أنها ناقشت الدعوى التي رفعها النائب العربي من كركوك وصفي العاصي لديها، وقررت "إيقاف قرار رئيس الوزراء (محمد شياع السوداني) المتعلق بإخلاء مقر قوات العمليات المشتركة في كركوك، ويعتبر قرار المحكمة نهائيا وملزما لجميع المسؤولين".

وقد ارتفع عدد القتلى إلى 4 والجرحى إلى 15، في أحداث أعقبت احتجاجات نظمتها مجموعة من مؤيدي الحزب الديمقراطي الكردستاني للمطالبة بفتح الطريق البري بين مدينتي أربيل وكركوك، والذي تم إغلاقه من قبل مجموعة عارضت تسليم المبنى الخاضع لسيطرة الجيش العراقي إلى الحزب.

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم شرطة كركوك عامر شواني للصحفيين إن حظر التجول رُفع وإن السيارات تتحرك اليوم بشكل طبيعي في المدينة. لكنه أضاف أن قوات الأمن نشرت قوات إضافية بالشوارع لمنع تجدد أعمال العنف وحماية المدنيين. وأبلغ 4 من سكان كركوك رويترز بأن مروحيات عسكرية حلقت في سماء المدينة اليوم.

جدير بالذكر أن قوات البشمركة، التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق، انتشرت في قواعد أخلاها الجيش العراقي بمحافظة كركوك عقب ظهور تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، حيث تولت سلطة الأمن في المدينة طوال 3 سنوات.

ودخلت قوات الحكومة العراقية كركوك مجددا في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017، بعد تنظيم سلطات أربيل ما يسمى "الاستفتاء" في 25 سبتمبر/أيلول من العام نفسه لضم كركوك إلى الإقليم.

وبعد دخول القوات العراقية كركوك، أخلى مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني وحوله إلى مقر قيادة عمليات كركوك، لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني طالب بالمبنى مجددا بزعم أنه استخدمه سابقا، وأن أحقية ذلك عائدة له.

ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، تستمر الاحتجاجات ضد الاستعدادات لإخلاء المبنى بأمر من رئيس الوزراء العراقي، وتسليمه إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی الکردستانی

إقرأ أيضاً:

خارطة طريق لتصفية حزب العمال الكردستاني

أحدث إسقاط النظام السوري من قبل الثوار زلزالا كبيرا في التوازنات الإقليمية تخشى كثير من الأنظمة من ارتداداته، وعزَّز النفوذ التركي في المنطقة، ومنح أنقرة فرصة لا تعوض للقضاء على خطر حزب العمال الكردستاني سواء داخل الأراضي التركية أو في شمال العراق وشمال سوريا. ومن المؤكد أن تركيا التي وقفت إلى جانب الشعب السوري ودعمت ثورته، مستعدة للتعامل مع هذه الفرصة التاريخية واغتنامها لطي صفحة الإرهاب الانفصالي الذي يهدد أمنها القومي.

تصريحات السياسيين والمسؤولين الأتراك تدل بوضوح على أن أنقرة لديها خطط تفصيلية لجميع خطوات معركة القضاء على حزب العمال الكردستاني. وأبرز تلك التصريحات هي التي دعا فيها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، قبل حوالي شهرين، إلى إطلاق سراح مؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، لإلقاء كلمة أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب المساواة والديمقراطية للشعوب يعلن فيها حل التنظيم الإرهابي. وأكدت التطورات التي شهدتها الساحة السورية منذ انطلاق عملية ردع العدوان، أن تصريحات بهتشلي كانت موجهة بالدرجة الأولى إلى ما وراء الحدود، وكانت تشير إلى وجود تلك الخطط المبنية على دراسة الواقع واستشراف المستقبل، والاستعداد لتنفيذها.

هناك تطابق تام بين رؤى أنقرة والإدارة الجديدة في دمشق فيما يتعلق بحماية وحدة تراب سوريا ورفض مشاريع التقسيم ونظام الفيدرالية
رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، أكد في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الثلاثاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في المجمع الرئاسي بأنقرة، أنه "لا مكان لتنظيم داعش ولا لحزب العمال الكردستاني وامتداداته في مستقبل منطقتنا". كما رسم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خارطة طريق لإنهاء وجود الإرهاب الانفصالي في سوريا، وذكر أن الإرهابيين غير السوريين الذين يقاتلون في صفوف حزب العمال الكردستاني في سوريا وجميع قادة التنظيم الإرهابي يجب أن يغادروا الأراضي السورية، ويلقي الآخرون من عناصره سلاحهم ويعيشوا كمواطنين عاديين.

هناك تطابق تام بين رؤى أنقرة والإدارة الجديدة في دمشق فيما يتعلق بحماية وحدة تراب سوريا ورفض مشاريع التقسيم ونظام الفيدرالية. ويشدد القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، على ضرورة عدم وجود محاصصة في سوريا، كما يرفض انفصال أي جزء من أراضيها، ويتعهد بحل جميع الفصائل المسلحة، مؤكدا أنهم لن يسمحوا بوجود أي مجموعة في سوريا تستهدف تركيا. وتشير كل هذه التصريحات إلى الرغبة في إنهاء الحكم الذاتي الذي أعلنته قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل حزب العمال الكردستاني عمودها الفقري. وفي ظل هذه الرغبة، يطرح هذا السؤال نفسه: "لماذا لا تتحرك فصائل الثورة أو القوات التركية لتحرير مناطق شرق الفرات من عناصر حزب العمال الكردستاني؟".

وزير الخارجية التركي قال في مقابلة مع قناة "إن تي في" التركية إن أنقرة أقنعت روسيا وإيران بضرورة عدم التدخل عسكريا في سوريا خلال العملية العسكرية التي أطلقتها فصائل الثورة لإسقاط النظام، مضيفا أن بشار الأسد لو تلقى دعما عسكريا من روسيا وإيران لكان إسقاط النظام استغرق وقتا طويلا وكان انتصار الثوار سيكون دمويا. ومن ذات المنطلق، وبهدف الإقلال من الخسائر في الأرواح، تفضل تركيا التريث في إطلاق عملية عسكرية، وتختار أسلوب الضغط على قوات سوريا الديمقراطية لدفعها إلى الاستسلام للمعادلة الجديدة والانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها.

الظروف الراهنة في سوريا ليست لصالح حزب العمال الكردستاني، وفقد التنظيم الإرهابي بسقوط النظام أحد أكبر داعميه، كما أن خروج روسيا وإيران من الساحة ترك قوات سوريا الديمقراطية مكشوفة أمام فصائل الثورة والقوات التركية، بالإضافة إلى غضب الشعب السوري الرافض لوجودها في المناطق ذات الكثافة العربية. ولم يبق لحزب العمال الكردستاني غير دعم الولايات المتحدة التي قد تقرر سحب قواتها من سوريا في أي لحظة. كما أن تصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حول ما يجري في سوريا، مخيبة لآمال قادة التنظيم الإرهابي، وتعتبر ضوءا أخضر لتولي تركيا دورا فعالا في سوريا. وإضافة إلى ذلك، قال منسق السياسات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إنهم يتفهمون مخاوف تركيا المشروعة بشأن التهديدات الإرهابية الناجمة عن وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا.

تصريحات قادة حزب العمال الكردستاني ليست إلا مناورة لإنقاذ مشروع الحكم الذاتي في سوريا لحماية حلم الانفصال في المستقبل، ولو عن طريق وضع جزء من الأراضي السورية تحت الوصاية الأمريكية
قوات سوريا الديمقراطية التي يتحرك حزب العمال الكردستاني تحت مظلتها، تعاني من انشقاقات بدأت تعصف بها على وقع سقوط نظام الأسد. وكانت وحدات حماية الشعب الكردي التابعة للتنظيم الإرهابي سيطرت على مناطق واسعة في سوريا بفضل الدعم الأمريكي وتحالفها مع نظام الأسد وعشائر عربية، إلا أن الأغلبية الساحقة في معظم تلك المناطق ليست كردية، كما أن حزب العمال الكردستاني لا يمثل جميع أكراد سوريا، بل هناك نسبة كبيرة من الأكراد موالية لعائلة بارزاني وعلى خلاف مع التنظيم الإرهابي، ونسبة أخرى تمثل الأكراد الإسلاميين الموالين للثورة السورية.

القيادي في حزب العمال الكردستاني مراد قارايلان، قال إنهم يعلنون بشكل رسمي عدم وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا، كما صرح قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أكثر من مرة، إن قواته لا تشكل تهديدا لتركيا، في محاولة لطمأنة أنقرة والحيلولة دون تدخل الجيش التركي، واقترح، الثلاثاء، إقامة منطقة منزوعة السلاح في مدينة عين العرب تحت حماية القوات الأمريكية.

تصريحات قادة حزب العمال الكردستاني ليست إلا مناورة لإنقاذ مشروع الحكم الذاتي في سوريا لحماية حلم الانفصال في المستقبل، ولو عن طريق وضع جزء من الأراضي السورية تحت الوصاية الأمريكية. ومن المؤكد أن الشعب السوري الذي أسقط نظام الأسد رغم دمويته وكل الدعم الذي تلقاه، لن يستسلم لمناورات حزب العمال الكردستاني ولن يقبل بقاء جزء من أراضي سوريا تحت سيطرة تنظيم إرهابي ارتكب مجازر مروعة وساعد النظام في قمع المظاهرات السلمية بالنار والحديد.

x.com/ismail_yasa

مقالات مشابهة

  • اجتماع أمني موسع في بنغازي الكبرى لتعزيز الاستقرار وتكثيف الجهود الميدانية
  • الأمن الروسي يعتقل منفذ اغتيال قائد قوات الدفاع البيولوجي في موسكو
  • المُخابرات والشرطة العسكريّة داهمت محلاً في جبيل... إليكم السبب
  • خارطة طريق لتصفية حزب العمال الكردستاني
  • بتعليمات من أردوغان… منع الهواتف المحمولة والساعات الذكية باجتماع أمني سري
  • توتر أمنـي في مبنى محافظة كركوك الآن.. اشتباكات بين حماية المحافظ ورئيس المجلس
  • المصري الديمقراطي يناقش التعديلات المقترحة على قانون الإجراءات الجنائية
  • بلدية رفح: المدينة منكوبة وغير صالحة للحياة
  • دفاع النواب: القوات المسلحة والشرطة وفروا سلعة الأمن بمنطقة تموج بالصراعات
  • الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية