تونس((عدن الغد )) خاص

شارك الأستاذ الدكتور/ جمال محمد ناصر الحسني عميد كلية الآداب بجامعة عدن ممثلاً عن اليمن في الورشة العلمية التأطيرية حول "الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر" والتي نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في العاصمة التونسية تونس خلال المدة (31 أغسطس – 1 سبتمبر الجاري) بمشاركة واسعة لعددٍ من الخبراء والأكاديميين والمهتمين في هذا المجال من مختلف الأقطار العربية.

وكان للأستاذ الدكتور/ جمال الحسني خلال هذه الورشة ورقة علمية بعنوان" واقع التراث اليمني المهدد بالخطر :مواقع التراث العالمي المقيدة في اليمن، شبام حضرموت، صنعاء، زبيد" استعرض خلالها  واقع حال  الآثار في مواقع النزاعات والصراع في اليمن وغيرها الكثير من المخاطر التي تحدق بالمواقع الأثرية كعوامل التعرية المختلفة كالأمطار الموسمية  والزحف العمراني العشوائي، وتهريب القطع الاثرية، وإدخال الإسمنت في عملية البناء، وانتهاكات أخرى جسيمة تطال الآثار، وتداعيات ذلك على هذه المواقع التي تزخر بها بلادنا.

وأشار في كلمته إلى أهمية تظافر جهود الجهات والمنظمات الدولية المهتمة بهذا الشأن لحماية مواقع التراث العالمي في اليمن لمنع الأيادي العابثة من انتهاكها وطمس هويتها وتاريخها العريق، والعمل المشترك مع القطاعات والجهات الحكومية ذات الاختصاص في اليمن لإنقاذ ما تبقى منها، ولتوضيح أهمية هذه الآثار للسكان، وتطوير مستوى الوعي المحلي، منوهاً بأن هناك الكثير من مواقع التراث في العديد من المحافظات اليمنية والتي يجب أن تضاف إلى مواقع التراث العالمي، لما تحتويه من أهمية تاريخية وحضارية، وأن يتم العمل عليها من عدة جهات في الدولة.

وأكد الأستاذ الدكتور/ جمال محمد ناصر الحسني عميد كلية الآداب بجامعة عدن ممثل اليمن في هذه الورشة على ضرورة توجيه الدعم إلى الجهات الحكومية المختصة، وتأهيل الكادر المحلي المختص في الهيئات الحكومية المتخصصة بهذا الشأن كالهيئة العامة للآثار والمتاحف من خلال إشراكهم في الدورات التأهيلية المتخصصة والاستفادة من خبراتهم، للقيام بأعمال الترميم والصيانة في جميع مواقع التراث اليمني، مشيراً بأن كلية الآداب بجامعة عدن بصدد إنشاء وحدة التراث غير المادي والتي ستهتم بهذا الشأن.

هذا وناقشت الورشة العلمية التي استمرت على مدى يومين متتاليين العديد من المحاور وقُدمت خلالها الكثير من الأوراق العلمية التي سلطت الضوء على الممتلكات الثقافية المهددة بالاندثار في المنطقة العربية، وتطرق خبراء منظمة الألكسو المشاركين في هذه الورشة إلى جانب الأكاديميين والمهتمين إلى أهمية هذه المرحلة التي تفرض على المنطقة العربية التدخل العاجل والفوري والفعال لحماية التراث المعرض للتدمير والتهريب، لما لهذا التراث من دور مهم في حفظ الذاكرة البشرية باعتباره الثروة الحقيقية الإنسانية.

مضيفين أن هذه الورشة ستكون داعمة ومساندة ومناصرة للمشاريع القائمة حالياً من خلال تشكيل تعاون دولي وعربي بإشراك الحكومات وغيرها من الجهات والمؤسسات الحكومية المتخصصة بما يهدف إلى اتخاذ خطوات عملية للتوصل لنتائج ملموسة، مؤكدين على  أهمية اتفاقية 1972م التي تهتم بحماية التراث والحفاظ على السلام، وما تلاها من اتفاقيات وبروتوكولات تهتم بالمواقع الأثرية المنقولة والتي تعرضت للنهب.

وخرجت الورشة العلمية بالكثير من المقترحات والتوصيات التي أكدت جميعها على المضي قدماً في مسار حفظ التراث، وأن منظمة الألكسو وجهات أخرى تدرس استعادة القطع الأثرية المنهوبة من عدد من الأقطار العربية التي تم شراؤها بطريقة غير قانونية في مزادات عالمية وإرجاعها إلى مواطنها الأصلية، وإلى أهمية إضافة العديد من مواقع التراث في الدول العربية إلى مواقع التراث العالمي، مشيدين بالجهود الكبيرة  والأوراق العلمية القيمة التي قدمت من قبل المشاركين في الورشة وحرصهم الشديد على إنجاز الأهداف المطروحة.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: مواقع التراث العالمی کلیة الآداب هذه الورشة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للغة العربية.. رحلة لغة الضاد التي توجت بحروف من نور تضيء بآيات القرآن الكريم وسياسة الاعتماد الدولي بعد سنوات عجاف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يوافق اليوم الأربعاء، 18 ديسمبر من كل عام، الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، تقديرًا لهذه اللغة العظيمة، "لغة الضاد"، ومكانتها الكبيرة، تحت شعار "العربية والذكاء الاصطناعي: تحفيز الابتكار وصون التراث الثقافي".

وتعد اللغة العربية هي لغتنا التي شرفها الله تعالى بأن أنزل بها القرآن الكريم من فوق سبع سماوات؛ وعلينا أن نعتز جميعا باللغة العربية وأهمية الحفاظ على هذه اللغة، وتعلمها.

ويهدف اليوم العالم للغة العربية، إلى تعزيز استخدام اللغة العربية، والاعتراف بمكانتها الثقافية، والإرثية في العالم، ويعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على أهمية اللغة العربية في التواصل العالمي، وفي الثقافة والفكر العربي.

تاريخ الاحتفال

قررت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام؛ لأنه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في ديسمبر عام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية، والمملكة العربية السعودية، خلال انعقاد الدورة 190 لـ "المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو".

وصدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 878 الدورة التاسعة المؤرخ في 4 ديسمبر 1954، والذي يجيز الترجمة التحريرية فقط إلى اللغة العربية، ويقيد عدد صفحات ذلك بأربعة آلاف صفحة في السنة، وشرط أن تدفع الدولة التي تطلبها تكاليف الترجمة، وعلى أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية، أو قانونية تهم الدول العربية.

هذا الأمر تطور في عام 1960؛ حيث اتخذت منظمة اليونسكو قرارًا يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية، وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية.

بينما في عام 1966، تم اعتماد قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو، وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية، ومن العربية إلى لغات أخرى، في إطار الجلسات العامة.

وفي عام 1968، تم اعتماد اللغة العربية تدريجياً كـ "لغة عمل" في منظمة اليونسكو، التابعة لـ الأمم المتحدة، مع البدء بترجمة وثائق العمل، والمحاضر الحرفية، وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى اللغة العربية.

وبعد هذا التاريخ، استمر الضغط الدبلوماسي العربي، وتحديدا من دولة المغرب الشفيفة، بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، إلى أن تمكنوا من جعل اللغة العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973.

وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة، وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 في ديسمبر 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها.

وفي أكتوبر من عام 2012، وعند انعقاد الدورة 190 لـ المجلس التنفيذي لليونسكو، تقرر تكريس هذا اليوم 18 ديسمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للغة العربية، واحتفلت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم.

وفي 23 أكتوبر من عام 2013، قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "آرابيا" التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية، كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.

لغة عالمية

قالت الأمم المتحدة، في الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية 2024، إن العربية لغة عالمية ذات أهمية ثقافية جمّة، إذ يبلغ عدد الناطقين بها ما يربو عن 450 مليون شخص، وهي تتمتع بصفة لغة رسمية في نحو 25 دولة، ومع ذلك، فإن المحتوى المتاح على شبكة الإنترنت باللغة العربية لا يتجاوز نسبة 3%؛ مما يحد من إمكانية انتفاع ملايين الأشخاص به.

وتابعت المنظمة، أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسة لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، فضلًا عن ذلك، مثَّلت اللغة العربية كذلك حافزًا إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الإفريقي.

كما قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، أن اليوم العالمي للغة العربية الذي تنظمه اليونسكو يوفر منبرًا تفاعليًا يعزز الحوار والتبادل والتفاهم، وذلك احتفاءً بأهمية اللغة العربية على الصعيد العالمي، فضلًا عن السعي إلى جمع المتحدثين من مختلف الفئات وتعزيز الروابط الثقافية.

مقالات مشابهة

  • اليمن يشارك في إحتفالية اليوم العالمي للغة العربية
  • بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية كلية الإمارات للتطوير التربوي تطرح مسارات جديدة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية
  • الأمين العام للشئون الإسلامية يشارك في احتفالية كلية اللغة العربية بالمنوفية باليوم العالمي
  • في اليوم العالمي للغة العربية.. رحلة لغة الضاد التي توجت بحروف من نور تضيء بآيات القرآن الكريم وسياسة الاعتماد الدولي بعد سنوات عجاف
  • اليوم العالمي للغة العربية.. كيف وصفت الأمم المتحدة أهمية لغة القرآن؟
  • بدر بن حمد يؤكد على تكثيف الجهود لتحقيق الاستقرار والسلام العالمي
  • مؤتمر علمي كبير للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بجامعة جنوب الوادي
  • رئيس جامعة السويس يتفقد كلية الآداب ويشدد على مواصلة الجهود لتحسين مستوى المخرج التعليمي
  • كلية التربية بجامعة صنعاء تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
  • مركز اللغة والثقافة العربية يحتفى باليوم العالمي للغة العربية