بوابة الوفد:
2025-01-09@14:46:42 GMT

لغز المادة «76»!

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

مع بداية عام 2005، تصاعدت حدة الأصوات المطالبة بالإصلاحات الديمقراطية، وتراوحت مطالبها بين إدخال تعديلات على البنية الدستورية والتشريعية للحياة السياسية فى مصر، ومعارضة التجديد للرئيس مبارك لفترة رئاسية خامسة، ومواجهة احتمالات توريث السلطة.
وفى فبراير من نفس العام أعلت «مبارك» عن مبادرة لتعديل المادة «76» من الدستور، بحيث يكون انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع السرى العام المباشر من جميع أفراد الشعب الذين يحق لهم الانتخاب، بدلا من اختيار رئيس الجمهورية بطريق الاستفتاء، بعد ترشيح مجلس الشعب لشخص واحد للرئاسة.


ووفقا لنص المادة «189» من الدستور تقدم «مبارك» بطلب إلى مجلس الشعب بشأن التعديل، وإضافة مادة جديدة برقم «192» مكرر.
أقر مجلس الشعب فى 10 مايو 2005، تعديل المادة «76» من الدستور، وطرحت بشكلها الجديد للاستفتاء الشعبى فى 25 مايو 2005، ووافق عليها الشعب.
ارتباطا بالمادة «76» من الدستور، فقد تمت إضافة مادة جديدة هى المادة «192» مكرر، والتى تم فيها تغيير مسمى الاستفتاء إلى الانتخاب فى كل المواد التى ترتبط باختيار رئىس الجمهورية.
الشروط التعجيزية التى تضمنتها المادة «76» فى صيغتها النهائية التى وافق عليها مجلس الشعب، دفعت العديد من الأحزاب السياسية وبعض الحركات السياسية المعارضة إلى مقاطعة الاستفتاء الشعبى والدعوة إلى ذلك.
فى ديسمبر عام 2006، بعث «مبارك» برسالة جديدة إلى مجلس الشعب طلب فيها تعديل 34 مادة من مواد الدستور، وهو ما يقترب من سدس النصوص الدستورية التى يحتويها دستور 1971، وفى 26 مارس 2007 أجرى الاستفتاء على هذه التعديلات.
وأبرز ما تضمنته هذه التعديلات التخفيف «غير المؤثر» من شروط مشاركة الأحزاب السياسية فى الانتخابات الرئاسية بالمادة «76»، وإلغاء كل ما يخص الاشتراكية والسلوك الاشتراكى، وتحالف قوى الشعب العاملة، وإنشاء لجنة عليا مستقلة، للإشراف على الانتخابات، وإحلال مادة مكافحة الإرهاب محل المدعى العام الاشتراكى، والنص على مبدأ المواطنة، وحظر أى نشاط سياسى أو قيام الأحزاب على أساس الدين أو الجنس.
وفى 10 فبراير 2011، بعد اندلاع ثورة 25 يناير، صرح «مبارك» قبل تنحيه عن السلطة بأنه طلب تعديل المواد «76» و«77» و«88» و«93» و«189»، وأن تزال المادة «179»، وتنحى «مبارك» فى اليوم التالى، وعطل المجلس الأعلى للقوات المسلحة العمل بالدستور ونشرت الحكومة فى 26 فبراير طرحاً لتعديل المواد «76» و«77» و«88» و«93» و«139» و«148» و«189» وإزالة المادة «179»، وتم تمرير التعديلات فى استفتاء ووافق عليه الشعب.
فى 30 مارس 2011، أبطل الدستور عمليا حيث مرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة إعلانا دستوريا جديدا، وتم التعامل مع الإعلان الدستورى كمسودة يعمل بها فى الفترة الانتقالية بعد الثورة، وحتى صياغة دستور جديد وإقراره.
اشتمل الدستور المؤقت على عدة تعديلات، ومواد مؤقتة تعرف سلطات الفروع التنفيذية والقضائية، مهد الطريق لانتخابات برلمانية ورئاسية.
وهكذا بعد تعديل المادة «76»، أو طرحها للتعديل حوالى 4 مرات تم الكشف عن اللغز، خاصة أن أول تعديل لها عام 2005، تمت صياغتها فى 600 كلمة لأنها كانت محبوكة على المقاس، وكانت أحد أسباب قيام ثورة 25 يناير!
وهكذا استمر دستور «71» حوالى «40» سنة، وصدر فى عهد الرئيس أنور السادات، وتمسك به نظام «مبارك»، وكان يرفض أى مطالب بتعديله، حتى تفتق ذهن «ترزية السلطة» عن تعديل المادة «76»، والتى كانت الحسنة الوحيدة من ورائها هى تعديل نظام الاستفتاء فى اختيار الرئيس إلى الانتخاب لأول مرة فى تاريخ مصر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأصوات المطالبة التشريعية انتخاب رئيس الجمهورية تعدیل المادة مجلس الشعب من الدستور

إقرأ أيضاً:

شهادتي للتاريخ وإطلالة على المستقبل: التفاهم التاريخي مع القوات المسلحة (٤)

د. عمرو محمد عباس محجوب

نؤمن ايمانا جازما ان الفشل في تأسيس الدولة الوطنية السودانية المدنية والذي لم يحدث منذ فجر الاستقلال الي يومنا هذا السبب الرئيسي في الفشل الذي حاق بهذا الوطن واقعده. صنعت ثورة ديسمبر واقعا جديدا و ظروف مواتية بضرورة اعادة تأسيس الدولة الوطنية علي اساس الديمقراطية والمدنية و ضرورة ابتعاد القوات المسلحة عن السياسة وادارة شئون الدولة لكسر الحلقه الشريرة.

المدخل لحل القضية الشائكة هو "تفاهم تاريخي" بين الشعب السوداني بكل مكوناته من جهة والاجهزة الامنية خاصة القوات المسلحة من جهة اخرى للوصول لتفاهم تاريخي. هذا التفاهم التاريخي هو محصلة تضحيات الشعب السوداني ودماء شهدائه مابعد الاستقلال ومعاناة شعبه والاثمان الغالية التي دفعوها من اجل حلمهم بوطن افضل لهم. وسوف يتم القبول بالدخول في عملية العدالة الانتقالية وتوفر قبول شعبي لها وضمان التأييد من قطاعاته المتضررة من اسر الضحايا والشهداء والجرحى والمفقودين وسائر الشعب.

تشمل الحزمة عودة القوات المسلحة والاجهزة الامنية الاخرى والشرطة كقوات محترفة ومهنية تلتزم بواجباتها المنصوص عليها في الدستور كحامية للوطن والدفاع عن ترابه وحماية الدستور. يستلزم هذا مراجعة بنيتها من تراتبية وقوانين ولوائح واعادة هيكلتها لتتحول لقوات محترفة وتحديثها لقوات متطورة تكنلوجياً وفعالة وذات كفاءة.

الاطار العام لمعالجة القضية بالاستناد على تراث سوداني مترسخ وتراث عالمي لحل هذه المشكلات بعيدا عن العنف والانتهاكات عن طريق العدالة الانتقالية. وتشمل اعترافات الجلادين لضحاياهم و روايات الضحايا في جلسات استماع علانيه، الاعتذار و طلب الصفح ، اشراك النساء بدأ من التمثيل في كافة اللجان بشكل متساو وفي كافة لجان الاستماع وضحايا تحملن العبء الاكبر من كل اشكال الاضطهاد والقمع. واعتماد حزم الانصاف كنظام متكامل لمعالجه الانتهاكات جسديا و سيكولوجيا و ماديا و معنويا باشكالها المتنوعه من جبر الضرر واحياء ذكري الضحايا و تكريمهم و بالتشاور معهم ، و ذلك باقامة التماثيل والنصب التذكارية والمتاحف ، لان المطلوب ليس النسيان ولكن التعافي وابراء الجراح عبر الصفح والعفو .

عمرو عباس
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

مقالات مشابهة

  • شهادتي للتاريخ وإطلالة على المستقبل: التفاهم التاريخي مع القوات المسلحة (٤)
  • وزير الصحة عن قانون المسئولية الطبية : تعديل المواد التي لا تتعارض مع الدستور
  • نقولا: انتخاب الرئيس دستوري
  • الدين مادة أساسية في نظام البكالوريا المصرية الجديدة.. تعديل مهم
  • زرازير: تصويتي غداً لا يمكن أن يأتي مخالفاً للدستور
  • انتخاب القائد.. الدستور واضح لا موجب لتعديل المادة 49 والنص لم يذكر النصاب
  • محلل سياسي لبناني: يصعب تعديل الدستور في ظل غياب رئيس للبلاد
  • مجلس الوزراء: تعديل نظام المرور وإلغاء المادة الحادية والسبعين
  • عاجل -مجلس الوزراء: تعديل نظام المرور وإلغاء المادة الحادية والسبعين
  • هل يحتاج البيسري إلى تعديل دستوري لانتخابه رئيساً؟