تزايد سرقات المتاجر في أميركا يرعب الموزّعين
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
أدى انتشار ظاهرة السرقة في المتاجر والصيدليات بالولايات المتحدة الأميركية -مؤخرا- إلى تزايد حالة القلق والخوف لدى العاملين في مجال التوزيع.
وشرعت متاجر وصيدليات بأميركا في تعزيز إجراءات الحماية للكثير من السلع خوفا من تعرضها للسرقة، وهو ما بات يؤثر سلبا بشكل كبير على العاملين في مجال التوزيع لشعورهم بعدم الأمان.
وحسب ما ذكرت لورن هوبارت رئيسة سلسلة متاجر "ديكس سبورتينغ غودز" للسلع الرياضية فإن "جرائم العصابات المنظمة والسرقة باتت تشكل خطرا كبيرا بالنسبة للعديد من الموزّعين".
وتضيف "حصّة السرقات في خسائر البضائع كبيرة، سواء بالنسبة لنتائج الربع الثاني أو لتوقعاتنا للعام بكامله".
وتمثل خسائر البضائع الفرق بين الكميات التي يتم شراؤها من المورّدين والمخزون الفعلي، وهو أقلّ بسبب عمليات السرقة من قبل الزبائن والموظفين.
وتثير زيادة عمليات السرقة، خصوصا العنيفة منها، قلق الكثير من الشركات في الولايات المتحدة بينها شركة التوزيع الضخمة "وول مارت" ومنافستها "تارغت" وسلسلة صيدليات "سي في إس" ومنافستها "وول غرينز" وسلسلة متاجر "هوم ديبو" للمفروشات أو حتى موزّع الأحذية الرياضية "فوت لوكر".
ويقول براين كورنيل رئيس مجموعة "تارغت" إنه في الأشهر الخمسة الأولى من العام "سجّلت متاجرنا زيادة بنسبة 120% للسرقات العنيفة أو للتهديدات بالعنف".
ويضيف "لا تزال فرقنا تواجه عددًا غير مقبول من السرقات بالمتاجر وجرائم العصابات المنظمة" مشيرًا إلى أن خسائر البضائع المسجّلة بالربع الثاني "أعلى ممّا يمكن تحمّله على المدى الطويل".
وحسب آخر استطلاع أجراه الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة بأميركا "إن آر إف" (NRF) وصلت خسائر البضائع إلى 94.5 مليار دولار عام 2021 مقارنة بـ 90.8 مليارا عام 2020.
ووفق استطلاع أجري بين الموزّعين، أقر 88% بـ "زيادة المخاطر على صعيد الهجمات ضد العملاء والموظفين خاصة وقت جائحة كورونا".
ولجأت بعض المتاجر لتركيب جدران شفافة مع أقفال للرفوف وأحيانًا سلاسل حول الثلاجات، بالإضافة إلى أزرار تستخدم لطلب مساعدة الموظفين للحصول على السلع المطلوبة. وغالبًا ما تكون الرفوف غير المحمية لا تحمل بضائع كثيرة، أو تكون فارغة، للحدّ من السرقة.
وحسب وسائل إعلام، فإن بعض الشركات تطلب من موظفيها عدم التدخّل في حال حدوث سرقة، وعدم الاتصال بالشرطة من أجل الحفاظ على سلامتهم.
وتُقدم شركات أخرى على إغلاق متاجرها، على غرار سلسلة "جاينت" للسوبر ماركت في واشنطن حيث "معدلات السرقة والعنف عالية وتتفاقم".
وعام 2021، أغلقت سلسلة "وول غرينز" 5 متاجر في سان فرنسيسكو بسبب السرقات، بينما أغلقت "وول مارت" 4 متاجر في شيكاغو هذا العام بسبب تراجع الأرباح.
ويقول جون ريني المدير المالي بمجموعة "وول مارت" إن الوضع متفاوت، فقد "زادت خسائر البضائع هذا العام" وزادت العام الماضي أيضًا مضيفًا "لا نريد أن يزيد ذلك لأنه قد يؤدي إلى ارتفاع في الأسعار".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، وثقت كاميرا مراقبة حادثة سرقة جماعية لأحد المتاجر بولاية كاليفورنيا، حيث أشهر عدد من الشباب السلاح في وجه البائع، قبل أن يسرعوا في سرقة أموال المتجر وبعض البضائع.
وعام 2014 سن قانون في كاليفورنيا يطلق عليه "اقتراح 47" يخفف العقوبات المفروضة على السرقات الصغيرة (أقل من 950 دولارا) وبعض جرائم المخدرات "غير العنيفة" من جناية إلى جنحة، وهو ما يعده البعض سببا في تفشي السرقات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لماذا يقاطع المتسوقون بالخارج البضائع الأميركية؟
يدفع إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مواصلة سياسات تعرّض الاقتصاد الأوروبي إلى الخطر، المزيد من الأوروبيين إلى مقاطعة البضائع الأميركية للتعبير عن إحباطهم الشديد من تعامل الإدارة الأميركية مع الحلفاء القدامى، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير.
ونقلت الصحيفة عن بو ألبرتوس، الدانماركي، الذي يدير مجموعة من 90 ألف عضو على موقع فيسبوك تدعو إلى مقاطعة المنتجات الأميركية، قوله "كان ينتابني إحساس بالعجز، ولذلك نشعر الآن أننا نفعل شيئا ما. تصرفاتنا نابعة من إحباطنا. الزخم الأقوى وراء مثل هذه الممارسات الاستهلاكية يتركز على ما يبدو في بلدان قام ترامب بمعاداتها بشكل مباشر، مثل الدانمارك التي هدد بالاستيلاء على أرضها (غرينلاند) وكندا التي قال مرارا وتكرارا إنها يجب أن تكون الولاية رقم 51 للولايات المتحدة".
وبينما يتودد ترامب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويفرض تعريفات جمركية على البضائع الأوروبية، تنتشر في العديد من بلدان القارة العجوز مجموعات مقاطعة البضائع الأميركية والتي تتبادل النصائح بشأن قائمة منتجات محلية بديلة.
في مجموعة سويدية على فيسبوك يبلغ عدد أعضائها 80 ألفا، يتساءل المستخدمون عن إرشادات لشراء أجهزة لاب توب وأطعمة للكلاب ومنتجات معجون أسنان غير أميركية الصنع، ويسهب أعضاء مجموعة فرنسية بالثناء على منظفات غسل الملابس وهواتف ذكية أوروبية، حسب الصحيفة.
إعلانعلاوة على ذلك، تعج تلك الصفحات بمناقشات تفصيلية حول هوية البضائع الأميركية وكيف يمكن تصنيف منتجات كوكاكولا المصنعة في بريطانيا، أو آيس كريم (بن وجيريز) الذي تملكه حاليا شركة يونيليفر البريطانية.
ويوضح هذا كيف أن مقاطعة المنتجات في عصر التجارة العالمية ليست بتلك البساطة، بيد أن هذه المجموعات معظمها توفر مكانًا يجمع أوروبيين منزعجين وغيرهم من الجنسيات يتبادلون خلالها القصص و يعبرون عن معارضتهم للسياسات الأميركية.
طريقة اعتراضوفي ذات السياق، تعترف ماجكين جينسن (49 عاما)، التي تعمل منسقة لوكالة حكومية في كوبنهاغن، بأن ملايين البشر في أرجاء العالم يبتاعون البضائع الأميركية وأن مقاطعة بعض المستهلكين في عدد محدود من الدول لتلك المنتجات ربما لا تشكل فارقا هائلا، وبالرغم من ذلك، توقفت جينسن عن شراء منتجات أميركية أمثال "أوريو" و"كاتشب" (هاينز)، واستبدلت سيروم (بديل زيت الشعر) الأميركي "إيستي لودر" بالمنتج المحلي (بيوتي باسيفيك).
وقالت جينسن "أنا لست حتى قطرة في محيط، لكن هذه طريقتي المتواضعة للاحتجاج"، وشددت على أن قرارها بالتوقف عن شراء المنتجات الأميركية نابع من معارضتها لإدارة ترامب وليس للشعب الأميركي.
ودفع رد الفعل العنيف بعض المتاجر إلى تنفيذ سياسات تسهل على المستهلكين تمييز المنتجات المحلية، على سبيل المثال، تقوم سلسلة متاجر "لوبلاو" الكبرى في كندا بوضع الرمزT للإشارة إلى المنتجات الأميركية الصنع التي زادت أسعارها بسبب الرسوم الانتقامية التي فرضتها كندا مؤخرا ردًا على ترامب.
وفي الدانمارك، أضافت سلسلة متاجر "نيتو" و"بيكا" و"فوتكس" نجوما إلى ملصق السعر للمنتجات الأوروبية بناء على طلب المستهلكين من أجل تمييزها بشكل أوضح وفقا لتصريحات الشركة الأم.
وترى الباحثة بمركز "أتلانتك كاونسل"، إليزابيث براو أن وسائل التواصل الاجتماعي والاقتصاد العالمي المترابط تمنح المستهلكين صوتا أعلى من ذي قبل.
إعلانوتابعت: "على مدار السنين، اقترفت الولايات المتحدة العديد من الأشياء المثيرة للجدل، لكني لا أعتقد أنها، بما في ذلك حرب فيتنام، أثارت حملة مشابهة، والسبب وراء ذلك ببساطة هو أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن متاحة آنذاك".
يدرك قادة الأعمال العواقب المحتملة الناجمة عن ذلك، فقد حذّرت شركة (بيوند ميت)، وهي شركة أغذية نباتية مقرها كاليفورنيا، في أحدث تقرير مالي لها من أنها قد تفقد عملاءها على الصعيد الدولي بسبب "المشاعر المعادية لأميركا".
تراجع سريعوقال مايكل ميدلاين، الرئيس التنفيذي لشركة "إمبارير" ثاني أكبر سلاسل المتاجر الكندية، مؤخرا إن مبيعات شركته من المنتجات الأميركية "تتهاوى بشكل سريع" جراء الطلب المتزايد على البضائع غير الأميركية، ومن المتوقع استمرار هذا الانحدار بعد أن جلبت الشركة مزيدًا من المنتجات من دول أخرى بدلا من الولايات المتحدة بعد أن تسببت الرسوم الكندية الانتقامية في زيادة تكلفة استيراد المنتجات الأميركية.
في سياق مشابه، قالت شركة الشيكولاتة السويسرية (ليندت) في وقت سابق هذا الشهر إنها سوف تبدأ في كندا بيع شيكولاتة صنعت في أوروبا وليس في الولايات المتحدة بهدف تفادي الرسوم الجديدة وتقليص المخاطر الناجمة من ردود الفعل الغاضبة للمستهلكين.
وتعد شركة تسلا المصنعة للسيارات الكهربية أحد أكبر المتضررين من مقاطعة المنتجات الأميركية بالخارج، لا سيما بعد أن أصبح رئيسها التنفيذي إيلون ماسك ركنا أساسيا في إدارة ترامب، بالإضافة إلى ترويجه لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا عبر منصة "إكس" التي يملكها.
وفي ألمانيا، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أوروبا، انخفضت مبيعات سيارات تسلا بنسبة 76% في فبراير/شباط مقارنة بذات الفترة من العام السابق، وفقًا للجمعية الألمانية لصناعة السيارات.
وتضرب المقاطعة العالم الرقمي أيضا حيث ألغى مستهلكون اشتراكاتهم في منصات أميركية أمثال "نتفلكس" و"ديزني+" و"أمازون برايم فيديو" وغيرها من التي تقدم خدمات البث الرقمي بالرغم من صعوبة إيجاد بدائل تقدم نفس العروض حيث قرر البرتوس على سبيل المثال الاشتراك في منصة البث السويدية "فيا بلاي".
إعلانمن جانبه، قال مادز موريتزن، الذي أسس المجموعة الدانماركية الداعية لمقاطعة المنتجات الأميركية على فيسبوك، إنه حذف حساباته في موقع إير بين إن بي Airbnb لتأجير الشقق والغرف وهوتيلز دوت كوم وتوقف عن استخدام "غوغل" و"مايكروسوفت"، وبرر استخدامه لفيسبوك، الذي تقع شركته الأم في كاليفورنيا، كمنصة للمجموعة باعتباره الوسيلة الأسهل للوصول إلى أكبر عدد من الناس.
واستطرد "من المهم جدا أن نقول إننا لا نزال نحب الأميركيين، ما نزال نحب الولايات المتحدة، لكن ثمة وضعا راهنا لا يروق لنا، وهناك إدارة أميركية حالية لا نحبها".