بوابة الوفد:
2025-03-31@11:41:12 GMT

الطفلة المعجزة.. تحتاج تفسيراً!

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

استوقفنى خبر نشره موقع «قناة العربية» تحت عنوان «ظنتها نائمة.. طفلة فى مصر رقدت بجوار جثة أمها 6 أيام!».. وعلامة التعجب الموجودة آخر العنوان ليست من صنعى، إذن فهذا الخبر بشهادة كاتبيه يثير الدهشة ويلفت الانتباه، كان العنوان وحده كفيلاً بأن يطاردنى ويطرد النوم من قاموس أيامى، وكان كافياً بأن يجعل عقلى مشغولاً بالإجابة عن وابل من الأسئلة عن حال مجتمعنا، هل وصلنا إلى تلك الحالة من الجفاء وانقطاع المودة والتواصل بيننا؟ كيف تموت أم بجوار ابنتها لمدة 6 أيام دون أن يشعر أو يسأل أحد؟ أين الزوج؟ أين العائلة؟ أين الأقارب؟ أين الجيران؟ أين الأصدقاء؟ أين زملاء العمل؟ هل تبخروا جميعاً تاركين تلك الأم وحيدة بجوار طفلتها هكذا؟! 
قررت الكتابة عن هذا الموضوع، وعدت لقراءة تفاصيل الخبر، لأجد طفلة عمرها ثلاث سنوات عاشت تئن وتقضم فى يدها من شدة الجوع والعطش، بجوار جثة أمها 6 أيام كاملة قبل أن يكتشف الجيران الأمر!، الأم تدعى «إيمان» 31 عاماً، مكان الحادث مدينة الغردقة، مع ذكر تفاصيل إبلاغ السلطات انتهاء باتخاذ اللازم ونقل الطفلة إلى المستشفى.

 
نحن إذن أمام حادثة لا يمكن التشكيك فى مصداقيتها، خاصة بعد هذا الاهتمام من برنامج «صباح العربية» الذى تناول القصة مع إضافة مؤثرات صوتية وبصرية ليزداد التأثر والتأثير والتفاعل مع تلك المأساة. 
ورغم كل ما سبق، يرفض المنطق والعقل فكرة تعايش طفلة بجوار جثة أمها لمدة 6 أيام كاملة، وأصبحت أمام أمرين، الأول: أن تكون تلك الطفلة أشبه بالمعجزة فى زمن لا يعترف ولا يعرف المعجزات، ويجب إذن أن تخضع الطفلة للفحص العلمى ليجيب لنا عن الكيفية التى عاشت بها صاحبة الثلاث سنوات تلك الليالى، وكيف استطاعت الصمود بجوار جثة متحللة تلك الفترة؟ وكيف كانت تأكل وتشرب؟ وكيف كانت تنام وتستيقظ؟ وكيف كانت تلعب وتضحك، وتبكى وتصرخ؟ كيف ظلت على قيد الحياة فى هذا المكان؟، الأمر الثانى: أن تكون معلومة الـ6 أيام مغلوطة، وفى كلا الأمرين نكون أمام كارثة مجتمعية أو مأساة إعلامية. 
بدأت أبحث أكثر لعلى أجد إجابة عن تلك الأسئلة الحائرة، فوجدت الآتى: 
- كان موقع «صدى البلد»- وقد أكون مخطئاً- أول من نشر الخبر يوم الأحد 20 أغسطس 2023، وذكر أن الطفلة عاشت بجوار أمها لمدة قاربت الـ5 أيام !، تبعها موقع «القاهرة 24» فى النشر يوم الاثنين بنفس التفاصيل تقريباً، ثم نشرته «العربية» الثلاثاء، وكان الفارق الوحيد هو زيادة المدة الزمنية فصارت 6 أيام، ثم تناقلت بعد ذلك المنصات الإخبارية الرواية الأخيرة واعتمدتها فى النشر، حتى إن موقع «صدى البلد» الذى كان سباقاً فى نشر المأساة، أعاد نشرها مرة أخرى فى خبر منفصل نقلاً عن قناة «العربية»، وتلك مأساة أكبر من مأساة الطفلة ذاتها! 
- وجدت حادثة مشابهة لتلك المأساة تكاد تكون متطابقة معها من حيث المكان والتفاصيل والكيفية والأسماء منذ عامين تقريباً، ففى الثلاثاء 6 يوليو 2021، نشرت المواقع خبراً تحت عنوان «ظنتها نائمة.. طفلة مصرية تجلس بجوار جثة أمها يومين»، وكان اسم الأم « إيمان» 36 سنة، الطفلة 3 سنوات، مكان الواقعة مدينة الغردقة، وجاء فى التفاصيل أنه عندما اتصلت شقيقة المتوفاة على أختها، أكثر من مرة، ردت الطفلة على التليفون قائلةً: «ماما نايمة»، وعندما تكرر الأمر جاءت شقيقتها إلى الشقة، وبمساعدة الجيران تم كسر الباب، لتفاجأ بأختها جثة هامدة، وأفادت التحريات بأن زوجها تركها منذ ثلاثة أيام، حيث يقيم لدى زوجته الثانية، وقال الدكتور شادى باسم، مدير إدارة الطوارئ بالبحر الأحمر، كما جاء فى جريدة «الوطن» وقتها إن فسيولوجية جسم الطفل يمكنه تخزين الماء لمدة يومين، ولكن لو كان الأمر استمر أكثر من يومين، كانت الطفلة ستدخل فى مشاكل صحية، ولم يعلم الدكتور شادى باسم وقتها أننا سنقف أمام حادثة مشابهة، وسنحتاج إلى تفسير طبى عن: كيف تعيش طفلة 6 أيام بجوار جثة متحللة؟! 
الخلاصة.. فى زمن ولَّت فيه المعجزات وانتهت، يبدو أن اللجوء إلى الاقتناع بأن هناك شيئاً يحتاج إلى تصويب خير ألف مرة من التصديق بأن هناك طفلة عاشت بجوار جثة أمها 6 أيام دون أن يشعر بهما أحد.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قناة العربية طفلة الجفاء الزوج العائلة الأقارب الجيران الأصدقاء زملاء العمل

إقرأ أيضاً:

محلل اقتصادي: ريادة الأعمال تحتاج إلى تشريعات مرنة وتمويل استثماري لا منح حكومية

???? ليبيا – الشحومي: نجاح صندوق دعم الشركات الناشئة مرهون بالحوكمة والشفافية ????????

رأى منذر الشحومي، المحلل الاقتصادي ومدير صندوق رأسمال الجريء في المملكة المتحدة، أن الحكومة الليبية اختارت إبقاء صندوق دعم وضمان تمويل الشركات الناشئة تحت إشرافها المباشر، مع منحه شخصية اعتبارية وذمة مالية مستقلة، مما يعكس جدية رسمية، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى خطر التسييس وضعف الحوكمة.

???? ازدواجية في الإشارات الحكومية ⚖️
الشحومي، وفي تصريحات خاصة لصحيفة “إندبندنت عربية”، أوضح أن التجارب الدولية كالبريطانية والسنغافورية أظهرت أن التمويل الحكومي إذا لم يُدر وفق منطق السوق والشفافية والمساءلة، قد يتحول إلى قناة لامتصاص الموارد بدل توزيعها بفعالية.

???? التمويل الاستثماري أم الدعم الحكومي؟ ????
أكد الشحومي أن الخلط بين الدعم الحكومي والاستثمار الجريء خطأ شائع، حيث تعتمد بعض الحكومات على المنح لدعم المشاريع الناشئة، بينما يفضل رأس المال الجريء الاستثمار في الشركات مقابل حصة من الملكية، وهو ما يعزز الاستقلالية المالية والنمو المستدام.

???? ضرورة إشراك القطاع الخاص في الصندوق ????
وأشار إلى أن التجارب الناجحة تعتمد على إشراك القطاع الخاص في إدارة الصناديق، حيث تساهم الحكومات بنسبة محدودة (غالبًا 25%)، مع ترك قرارات الاستثمار للمتخصصين، مما يقلل من التدخلات السياسية ويعزز ثقة المستثمرين.

???? مراحل تطور الشركات الناشئة ????
وأوضح الشحومي أن الشركات الناشئة تمر بمراحل تبدأ من التمويل الذاتي إلى الطرح العام الأولي، مشيرًا إلى أن مجرد توفير التمويل لا يكفي، بل يجب إنشاء حاضنات أعمال، مسرّعات، وجامعات داعمة، ومستشارين قانونيين لتعزيز ريادة الأعمال.

???? إصلاح القوانين وتحسين بيئة العمل ????
الشحومي أكد أن التحدي ليس سن قوانين جديدة، بل تفعيل القوانين القائمة مثل القانون 23 لسنة 2010، مستغربًا من بطء تسجيل الشركات، قائلاً:
“لماذا لا يتمكن رائد أعمال ليبي من تسجيل شركته خلال يومين إلكترونيًا كما هو الحال في إستونيا ورواندا؟”

???? البنية الرقمية… الوقود الغائب ????
شدد على أهمية تطوير شبكات الإنترنت، الدفع الإلكتروني، والتحول الرقمي الحكومي، معتبرًا أن الاقتصاد الرقمي أساس الابتكار، داعيًا مصرف ليبيا المركزي وهيئة سوق المال إلى تبني نماذج تنظيمية أكثر مرونة لدعم الشركات الناشئة.

???? الابتكار والجامعات: دور التعليم في دعم الاقتصاد ????
تساءل الشحومي: “هل ندرّس ريادة الأعمال في الجامعات الليبية؟ هل لدينا حاضنات أعمال داخل الجامعات؟ هل تُحوّل الأبحاث العلمية إلى مشاريع حقيقية؟”، معتبرًا أن إصلاح التعليم ضرورة لبناء اقتصاد تنافسي.

???? التنافسية والحد من الاحتكار ????
أكد أن الابتكار لا يزدهر في بيئة تخشى الفشل أو تفتقد المنافسة، داعيًا إلى إصلاح قوانين الإفلاس، حماية الملكية الفكرية، ومنع الاحتكار، لضمان بيئة تنافسية عادلة.

???? من يدير الصندوق؟ ????
وأشار إلى أن إدارة صناديق الاستثمار الجريء تحتاج إلى مهارات متخصصة، داعيًا إلى تدريب كوادر محلية وإشراك خبرات دولية لضمان نجاح التجربة.

???? دروس من التجارب الدولية ????
استشهد الشحومي بتجارب إستونيا ورواندا وكولومبيا وأوكرانيا، مؤكدًا أن التحديث لا يحتاج إلى موارد ضخمة، بل إلى إرادة سياسية واستراتيجيات واضحة.

???? هل تنجح ليبيا في هذا الرهان؟ ????
واختتم الشحومي بأن نجاح الصندوق يعتمد على حوكمة شفافة، منظومة تمويل متنوعة، تشريعات مرنة، بيئة رقمية متطورة، وربط الجامعات بالسوق، داعيًا إلى قرارات جريئة تترجم النوايا إلى بنية اقتصادية مستدامة.

مقالات مشابهة

  • فرحة وسعادة تجمع السفير الاندونيسي وأروي طفلة الغربية
  • "مسلسل لام شمسية" على أرض الواقع.. كهربائي يتحرش بطفل بأكتوبر.. وآخر بالوايلي
  • نائب:العدالة في رواتب الموظفين تحتاج إلى “توافق سياسي”
  • قومي الطفولة ينجح في إعادة طفلة إلى مصر بعدما تركتها والدتها بالإمارات
  • خيانة زوجية.. تفاصيل العثور على طفلة رضيعة ملقاة بجوار مسجد في الفيوم
  • تركتها والدتها بالإمارات.. الطفولة والأمومة يعيد طفلة لمصر بالتنسيق مع الجهات المعنية
  • محلل اقتصادي: ريادة الأعمال تحتاج إلى تشريعات مرنة وتمويل استثماري لا منح حكومية
  • فعل عجيب يحدث فى آخر ساعة من رمضان .. ترقبوا المعجزة
  • إلهام شاهين توجه رسالة للمخرج محمد سامي "تحتاج لهدنة"
  • شاهد بالصورة والفيديو.. طفلة سودانية تبكي فرحة وتفشل في إكمال حديثها بعد اخبارها باقتراب العودة إلى أرض الوطن (الله أكبر أنا مبسوطة حنرجع السودان)