بوابة الوفد:
2025-04-26@01:47:49 GMT

الطفلة المعجزة.. تحتاج تفسيراً!

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

استوقفنى خبر نشره موقع «قناة العربية» تحت عنوان «ظنتها نائمة.. طفلة فى مصر رقدت بجوار جثة أمها 6 أيام!».. وعلامة التعجب الموجودة آخر العنوان ليست من صنعى، إذن فهذا الخبر بشهادة كاتبيه يثير الدهشة ويلفت الانتباه، كان العنوان وحده كفيلاً بأن يطاردنى ويطرد النوم من قاموس أيامى، وكان كافياً بأن يجعل عقلى مشغولاً بالإجابة عن وابل من الأسئلة عن حال مجتمعنا، هل وصلنا إلى تلك الحالة من الجفاء وانقطاع المودة والتواصل بيننا؟ كيف تموت أم بجوار ابنتها لمدة 6 أيام دون أن يشعر أو يسأل أحد؟ أين الزوج؟ أين العائلة؟ أين الأقارب؟ أين الجيران؟ أين الأصدقاء؟ أين زملاء العمل؟ هل تبخروا جميعاً تاركين تلك الأم وحيدة بجوار طفلتها هكذا؟! 
قررت الكتابة عن هذا الموضوع، وعدت لقراءة تفاصيل الخبر، لأجد طفلة عمرها ثلاث سنوات عاشت تئن وتقضم فى يدها من شدة الجوع والعطش، بجوار جثة أمها 6 أيام كاملة قبل أن يكتشف الجيران الأمر!، الأم تدعى «إيمان» 31 عاماً، مكان الحادث مدينة الغردقة، مع ذكر تفاصيل إبلاغ السلطات انتهاء باتخاذ اللازم ونقل الطفلة إلى المستشفى.

 
نحن إذن أمام حادثة لا يمكن التشكيك فى مصداقيتها، خاصة بعد هذا الاهتمام من برنامج «صباح العربية» الذى تناول القصة مع إضافة مؤثرات صوتية وبصرية ليزداد التأثر والتأثير والتفاعل مع تلك المأساة. 
ورغم كل ما سبق، يرفض المنطق والعقل فكرة تعايش طفلة بجوار جثة أمها لمدة 6 أيام كاملة، وأصبحت أمام أمرين، الأول: أن تكون تلك الطفلة أشبه بالمعجزة فى زمن لا يعترف ولا يعرف المعجزات، ويجب إذن أن تخضع الطفلة للفحص العلمى ليجيب لنا عن الكيفية التى عاشت بها صاحبة الثلاث سنوات تلك الليالى، وكيف استطاعت الصمود بجوار جثة متحللة تلك الفترة؟ وكيف كانت تأكل وتشرب؟ وكيف كانت تنام وتستيقظ؟ وكيف كانت تلعب وتضحك، وتبكى وتصرخ؟ كيف ظلت على قيد الحياة فى هذا المكان؟، الأمر الثانى: أن تكون معلومة الـ6 أيام مغلوطة، وفى كلا الأمرين نكون أمام كارثة مجتمعية أو مأساة إعلامية. 
بدأت أبحث أكثر لعلى أجد إجابة عن تلك الأسئلة الحائرة، فوجدت الآتى: 
- كان موقع «صدى البلد»- وقد أكون مخطئاً- أول من نشر الخبر يوم الأحد 20 أغسطس 2023، وذكر أن الطفلة عاشت بجوار أمها لمدة قاربت الـ5 أيام !، تبعها موقع «القاهرة 24» فى النشر يوم الاثنين بنفس التفاصيل تقريباً، ثم نشرته «العربية» الثلاثاء، وكان الفارق الوحيد هو زيادة المدة الزمنية فصارت 6 أيام، ثم تناقلت بعد ذلك المنصات الإخبارية الرواية الأخيرة واعتمدتها فى النشر، حتى إن موقع «صدى البلد» الذى كان سباقاً فى نشر المأساة، أعاد نشرها مرة أخرى فى خبر منفصل نقلاً عن قناة «العربية»، وتلك مأساة أكبر من مأساة الطفلة ذاتها! 
- وجدت حادثة مشابهة لتلك المأساة تكاد تكون متطابقة معها من حيث المكان والتفاصيل والكيفية والأسماء منذ عامين تقريباً، ففى الثلاثاء 6 يوليو 2021، نشرت المواقع خبراً تحت عنوان «ظنتها نائمة.. طفلة مصرية تجلس بجوار جثة أمها يومين»، وكان اسم الأم « إيمان» 36 سنة، الطفلة 3 سنوات، مكان الواقعة مدينة الغردقة، وجاء فى التفاصيل أنه عندما اتصلت شقيقة المتوفاة على أختها، أكثر من مرة، ردت الطفلة على التليفون قائلةً: «ماما نايمة»، وعندما تكرر الأمر جاءت شقيقتها إلى الشقة، وبمساعدة الجيران تم كسر الباب، لتفاجأ بأختها جثة هامدة، وأفادت التحريات بأن زوجها تركها منذ ثلاثة أيام، حيث يقيم لدى زوجته الثانية، وقال الدكتور شادى باسم، مدير إدارة الطوارئ بالبحر الأحمر، كما جاء فى جريدة «الوطن» وقتها إن فسيولوجية جسم الطفل يمكنه تخزين الماء لمدة يومين، ولكن لو كان الأمر استمر أكثر من يومين، كانت الطفلة ستدخل فى مشاكل صحية، ولم يعلم الدكتور شادى باسم وقتها أننا سنقف أمام حادثة مشابهة، وسنحتاج إلى تفسير طبى عن: كيف تعيش طفلة 6 أيام بجوار جثة متحللة؟! 
الخلاصة.. فى زمن ولَّت فيه المعجزات وانتهت، يبدو أن اللجوء إلى الاقتناع بأن هناك شيئاً يحتاج إلى تصويب خير ألف مرة من التصديق بأن هناك طفلة عاشت بجوار جثة أمها 6 أيام دون أن يشعر بهما أحد.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قناة العربية طفلة الجفاء الزوج العائلة الأقارب الجيران الأصدقاء زملاء العمل

إقرأ أيضاً:

مؤتمر لندن خطوة تحتاج إلى إرادة

مؤتمر لندن خطوة تحتاج إلى إرادة

تاج السر عثمان بابو

1

جاء مؤتمر لندن الذي عقد في 15 أبريل الجاري بعد دخول الحرب عامها الثالث، واستمرار معاناة الشعب السوداني من التشريد الذي وصل إلى أكثر من 12 مليون داخل وخارج البلاد، ومقتل وفقدان الآلاف من الأشخاص، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والاغتصاب والعنف الجنسي، والتعذيب الوحشي للمعتقلين حتى الموت في سجون طرفي الحرب.

ضم المؤتمر: المملكة المتحدة، الاتحاد الأفريقي، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، ووزراء خارجية وممثلين من كل من: كندا، تشاد، مصر، إثيوبيا، كينيا، المملكة العربية السعودية، النرويج، قطر، جنوب السودان، سويسرا، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، أوغندا، والولايات المتحدة الأمريكية،

بعد فشل المؤتمر في إصدار بيان ختامي صدر بيان من الرؤساء المشاركين،

استند البيان على المبادئ والآليات التي تم التوصل اليها في مخرجات المؤتمر الإنساني الدولي حول السودان والدول المجاورة، المنعقد في باريس بتاريخ: 15 أبريل 2024.

أشار البيان إلى قضايا عامة لا خلاف حولها مثل:

وقف الحرب وتخفيف معاناة الشعب السوداني، والتزامهم الراسخ بسيادة السودان، ووحدته، واستقلاله، وسلامة أراضيه، ودعمهم المستمر لتطلعات السودانيين نحو مستقبل سلمي، موحد، ديمقراطي، وعادل، ورفع الاهتمام الدولي بالتكلفة البشرية الباهظة للحرب. وتكثيف الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية. مع الاعتبار لدور المدنيين في إعادة بناء مستقبل السودان. إضافة لمسؤولية طرفي النزاع في حماية المدنيين، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. والاستناد إلى قرار مجلس الأمن رقم 2736 (2024)، وإعلان جدة، إضافة إلى الركائز الستة الأساسية الواردة في خارطة طريق الاتحاد الأفريقي (مايو 2023) لحل النزاع في السودان.

2

كما أعطى البيان أسبقية للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار ووقف الحرب،  والحفاظ على وحدة السودان ومنع  تقسيمه، بما في ذلك تشكيل حكومة موازية التي قد تقوض سيادته وسلامة أراضيه وتُهدد تطلعات شعبه الديمقراطية.

إضافة للانتقال إلى حكومة مدنية: شدد المشاركون على أن القرار السياسي بشأن مستقبل السودان يجب أن يصدر عن السودانيين أنفسهم، في أوسع وأشمل تمثيل ممكن، وليس مفروضًا من الخارج. وغير ذلك مما جاء في البيان.

3

كما أشرنا فشل المؤتمر في إصدار بيان ختامي بسبب خلاف مصر والسعودية والإمارات، لكن صدور البيان من الرؤساء المشاركين يعتبر خطوة إلى الأمام لها ما بعدها، لكنها تحتاج إلى إرادة.

كما أشرنا سابقاً العامل الخارجي مساعد في وقف الحرب، لكن العامل الداخلي المتمثل في الحراك الجماهيري هو الحاسم، كما يقول المثل السوداني “ما حك جلدك مثل ظفرك فتول انت جميع أمرك”.

فقد تم استبعاد طرفي الحرب، والتأكيد على الحكم المدني الديمقراطي، لكن ذلك يستوجب أوسع نهوض جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة، وخروج العسكر والدعم السريع وكل المليشيات من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الإنسانية، وتفكيك التمكين وإعادة ممتلكات الشعب المنهوبة، وحماية السيادة وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم.

[email protected]

الوسومالسعودية السودان الولايات المتحدة تاج السر عثمان بابو تشاد جنوب السودان فرنسا كندا مؤتمر لندن مصر وقف الحرب

مقالات مشابهة

  • ورم في الكلية .. تدخل طبي عاجل لإنقاذ طفلة في المنوفية
  • غرق شاب في بحر أبو السعود بالفيوم.. وانتشال جثمانه بعد ساعات من البحث
  • ميسي يطلب ضم مودريتش إلى إنتر ميامي قبل مونديال الأندية
  • مأساة مغترب الحوامدية.. عاد من الخليج فوجد زوجته في أحضان رجل آخر أنجبت منه طفلة
  • العثور على طفل حديث الولادة فى صندوق قمامة بالمنوفية
  • طفلة المقابر ضحية مدمن المخدرات.. خرجت لإلقاء القمامة فوقعت في مواجهة مع مجهول
  • حلاق يقتل طفلة بسبب لعبها أمام المحل.. فيديو
  • مؤتمر لندن خطوة تحتاج إلى إرادة
  • تجديد حبس متهم تحرش بطفلة في مدرسة بالمرج
  • طهران: المحادثات النووية مع واشنطن في الاتجاه الصحيح لكن تحتاج إلى وقت أطول