همس الحروف – «البرهان» عمدة دون أطيان – الباقر عبد القيوم علي
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
ما زال المثل الشائع الذي يقول : (سُلطة للساق و لا مال للخناق) يسيطر على الكثيرين من الذين تفسحوا و وجدوا ضالتهم في كراسي المؤسسات العامة الدستورية ، التشريعية و التنفيذية ، و بإتحاد هذا المثل مع المثل الشعبي الآخر الذي يقول : (فلان عمدة من غير أطيان) ، فإننا نجد أن هنالك درجة من التعاضد بين المثلين في الحالة السودانية ، و التي تتميز بالرغبة الجامحة و الحماس الزائد لامتلاك القرار و إبراز النفوذ و إظهار القوة و بسط السيطرة و أحياناً تكون هذه السلطة ضعيفة كالمكيف الخربان تصدر إزعاجاً بدون برودة و لكنها من الناحية الشكلية و الإجرائية موجودة ، و من البديهيات أن هذا الأمر يعد من أخطر أنواع أمراض النفوس التي تسيطر عليها شهوة التملك و نيل كل شيء و بأي وسيلة كانت و إن كان ذلك في حساب المعدوم .
في الحالة السودانية نجد ان معظم الذين يتحكمون في القرار متعطّشين جداً للسُّلطة لدرجة تفوق حدود الوصف ، الشي الذي جعل الشعب في حالة خوف و ترقب شديدين من المجهول الذي يتمثل في القرار الأهوج الذي يصعب على صانعه تصحيح مساره إذا ظهرت عليه عيوب عند التنفيذ ، و قد أثبتت التجربة العملية أنّ الترهيب بمثل هذه القرارات يعد وسيلة لتحقيق الأهداف الخالية من الموضوعية بصورة أنجع من الترغيب في اصل الموضوع .
أريد أن يخبرني أحدهم عن السبب الذي يجعل إستخراج ورقة بحجم الA4 بمبلغ 60 ألف جنيه ، لماذا يا من وضعت هذا القرار الذي بموجبه تكون رسوم شهادة الميلاد بهذا المبلغ الخرافي الذي لم يراعي فيه الحد الأدنى للأجور ، ماذا يفعل الفقراء و من أين لهم بهذا المبلغ الذي يقف أمامهم كعائق ضخم بحجم جبل أشم ، فمعظم الناس يهربون من إقامة سنة العقيقة (السماية) بسبب الفقر و العوز و لو إمتلك أحدهم هذا المبلغ لأدخل به الفرحة في بيته بإحياء هذه السُنة التي أصبحت مهجورة للظروف التي يعلمها الجميع ، و كما اريد ان أفهم أيضاً لماذا رسوم إصدار الرقم الوطني بواسطة إستدعائه من معلومات مأرشفة في الحاسوب يتجاوز حدود الوطنية نفسها التي بموجبها يتم إستصداره ، أيعقل أن تكون هذه الورقة بمبلغ 35 ألفاً من الجنيهات ، فلماذا دائماً يتم إصدار القرار بكل إهمال و لا يراعي فيه قراءة حالة الشعب ، و فور إصداره ينال درجة من القداسة المفرطة تحصنه من المراجعة و يعتبر و كأنه قراراً منزلاً ، مثل هذه القرارات تتم دائماً برأي فردي و لكن لا يتم رفع حصانتها إلا عبر لجنة … لماذا ؟!! . الله و رسوله أعلم .. فلماذا كل هذا التعنت و هذه الهالة القدسية المحصنة للقرارات المتعلقة بشأن المواطنين و و التي يكون مصدر قوتها هو شهوة السلطة التي تشعر أصحابها بالخيلاء والكبر ، فشهوة الإمارة والسلطة هي شهوة مرتبطة بنوع الشخصية و درجة تقبلها للرأي و الرأي الآخر ، و النقد البناء من أجل المصلحة العامة .
إهمال قرار سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام لقوات الشعب المسلحة و رئيس مجلس السيادة بشأن مراجعة رسوم الجوازات يجعله في خانة (العمدة من غير أطيان) و هذا ينتقص من سيادة الدولة و لن نسمح بأن يكون رئيسنا بهذا الوصف ، و من لم يستجب لهذا القرار ، أو يحاول تأخير تنفيذه ، أو يساعد على ذلك (بالصهينة) على أن يتم تنفيذه على التراخي يريد قتل الرجل معنوياً و هذا (لا يجوز) في حقه ، فمن المؤسف تنكيس التراتبية الهرمية لسيادة الدولة بحجج واهية كتكوين اللجان و التسويف غير المبرر ، فمن المؤكد أن هذه الأفعال ستخصم من شخصية الرئيس الإعتبارية أمام مواطنيه لا محال ، و بالقياس نجد في وقت سابق أن السيد نائب القائد العام و عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي وجه بإلغاء قرار وزير الطاقة الخاص بزيادة أسعار المحرقات مراعاة للأوضاع الانسانية والمالية التي يعاني منها المواطن في كل بقاع السودان بسبب الحرب ، و تم تنفيذ القرار في نفس اليوم و بدون أي تأخير ، يا ترى ما هو الفرق بين قرار المساعد و قرار الرئيس ، و كذلك ما هو الفرق في الإستجابة من عدمها عند الجهازين التنفيذيين … و الله المستعان .
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: عمدة البرهان الحروف همس
إقرأ أيضاً:
البرهان غلطان
طه مدثر عبدالمولى
tahamadther@gmail.com
(1)مجالس الذكر والنميمة
مامن مجلس يجتمع فيه كبار عتاولة الحركة الاسلاموية.الا كان مجلسهم ذلك حسرة وندامة الى يوم القيامة.ومجالسهم هى مجالس غيبة ونميمة وشتيمة وقذف وسب ولعن الخ.وما تسريبات الشيخ عبدالحى يوسف عنكم ببعيد.زمااان كانوا يقولون لنا حب الاذية من طباع العقرب.ولكن بعد المداولة وبعد النظر فيما تتمخض عنه اجتماعات تلك الحركة.نقول ان حب الاذية من طباع الكيزان والمتكوزنين ومن لف لفهم واتبع هواهم. ملحوظة:لا تنظروا الى طول لحية شيخكم.ولا الى نضارة وجهه.ولا لنعومة بدنه.ولكن تمعنوا فى أحاديثه وكلامه وفى جلسات نميمته و اغتيابه وبهتانه للآخرين...
(2)البرهان غلطان
البرهان غلطان.هذه العبارة ليست ملك يمينى.ولكنها خاصة جدا بأحد المؤثرين المنسيين.فى زحمة تكاثر و توالد المؤثرين!!.وهى خاصة باللواء معاش والخبير العسكري والإستراتيجي والمحلل السياسي.اللواء عبدالهادي عبدالباسط.فعندما سئل على إحدى الفضائيات العربية.عن العقوبات الأخيرة التى فرضها الاتحاد الأوروبي على قيادات سودانية عسكرية وأمنية.فاجاب فريد عصره ودرة زمانه (البرهان غلطان.وماسمعو كلامى)وذهب ابعد من ذلك.وطالب بطرد السفراء الأجانب (تحديدا الاوربيين)من البلاد.وقاطعه المذيع هل تريد ان يكون السودان معزولا عن العالم وتفرض عليه عقوبات جديدة؟..ودون الاستعانة بصديق أجاب سعادة اللواء العلامة و الفهامة.واستشهد بأن نظام البشير ظل طوال ثلاثة عقود (حى ويفرفر دى من عندنا) مفروضة عليه عقوبات.ولم يتأثر..(غايتو)ولو فى هذه الحرب القذرة.شئ مفرح ويدخل السرور والبهجة على الأنفس.هو تواجد تلك الكائنات التحليلية على الفضائيات العربية.فهى سلوى ومبعث إبتسامة.وبضمير خال من الغرض ومن المرض وخال من الكولسترول الضار.نقول أن المحللين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين أربعة (قابلة للزيادة من عندك)الاول محلل يجبرك ان تسمعه.والثانى. محلل يحق لك ان تتبعه.والثالث محلل باللعنات تشيعه.والرابع محلل يحق لك أن تصفعه.وهنا اتركك لضميرك.لتضع امثال اللواء السابق ذكره فى المكان الذى تراه مناسبا.بين أولئك المحللين.
(3)تنويه عام
كل من يدعو إلى استمرارية الحرب إلى ما لا نهاية.عليه أن يراجع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون على الله من دم قتل رجل مسلم)وايضا عليه أن يعلم أن الله سأله عن شق كلمة زاد بها من نيران الحرب وزاد بها من معاناة الشعب السودانى.وهنا نقول إن العجلة محمودة فى هذا المقام.مقام ايقاف الحرب.والحفاظ على ماتبقى من انفس ودماء وموارد وبنية تحتية والخ..والذهاب إلى السلام عاجلاً افضل من الذهاب إليه آجلا.ونقول هذه الرومانسيات.ونحن نعلم أن الطرفان لا يريدان سلاما للوطن .هما فقط يريدان حكم المواطن وان لم تبق منه إلا صورة الدم والعظم.!!..