يبحث كثير عن سبب دموع العين عند الاحتضار، ولم يوجد حديث ثابت يؤكد هذا الفعل، واجتهد بعض العماء في بيان لماذا تدمع عين الميت عند احتضاره، أنه قد يكون سبب بكاء المحتضر آلام نَزْع الروح، أو بِسبب ما يَراه الْمَيِّت وما يَكون مِن هول الْمَطْلَع، أو غير ذلك.

 

هل خروج دمعة من عين الميت من علامات سوء الخاتمة


أكد فقهاء، أن خروج دمعة من عين الميت ليس من علامات سوء الخاتمة، ورد فيه أن ما يكون بعد الموت؛ فقد يكون شيئا طبيعيًا، أو تكون دمعة في العين عند الاحتضار، ثم خَرَجَت الدمعة بعد ذلك، والميت لا يشعر بِمن حوله، ولا يبكي ولا يضحك؛ لأنه ميّت، وما يَصدر عن الميت يكون شيئا طبيعيا، مثل ما يَخرج منه مِن حَدَث ، فكما يخرج منه بعض فضلات جسمه، تخرج منه الدمعة، والتي قد تكون في عينه قبل وفاته.

دعاء للميت أبي.. 8 كلمات تؤنس وحشته وتوسع قبره ماذا نقول عند تلقين الميت؟ 4 كلمات تدخله الفردوس الأعلى هل موت الفجأة سوء خاتمة ومن علامات الساعة؟ بهذه الكلمات استعاذ منه النبي أخبر عنها النبي.. هل ظهرت إحدى علامات الساعة في مكة.. فيديو علامات يوم القيامة.. ظهور 2 منها في مكة و20 علامة حدثت بالفعل ما هو حال الكافر والصالح عند الموت ؟

 

 أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن حال الكفار عند خروج أرواحهم، وذلك بأن الملائكة يضربون وجوه الكفار وأدبارهم، ويبشرونهم بعذاب الحريق، قال تعالى: «وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ» (الأنفال: 50، 51).

 

وقال تعالى: «الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ» (النحل: 28، 29)، فالله سبحانه وتعالى يخبر في هذه الآية أن المشركين الظالمين لأنفسهم عند احتضارهم ومجيء الملائكة إليهم لقبض أرواحهم الخبيثة يظهرون السمع والطاعة قائلين «مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ فقال الله مكذباً لهم بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ» أي بئس المقيل والمقام من دار هوان لمن كان متكبراً عن آيات الله واتباع رسله، وهم يدخلون جهنم من يوم مماتهم بأرواحهم، وينال أجسادهم في قبورها من حرها وسمومها؛ فإذا كان يوم القيامة سلكت أرواحهم في أجسادهم وخلدت في نار جهنم .


فقوله تعالى: «فَأَلْقَوُا السَّلَمَ» أي: الاستسلام والخضوع، والمعنى أنهم أظهروا الطاعة والانقياد، وتركوا ما كانوا عليه من الشقاق، فالمشركون في الدنيا يشاقون الرسل ويخالفونهم ويعادونهم؛ فإذا عاينوا الحقيقة ألقوا السلم وخضعوا وانقادوا، وذلك عندما يعاينون الموت أو يوم القيامة، ولكن لا ينفعهم ذلك؛ لأن الانقياد عند معاينة الموت لا ينفع.

 

صنف من الناس تضربهم الملائكة على الوجه

 

قال الدكتور مبروك عطية، العالم الأزهري، إنه يوجد صنفان من البشر عند خروج الروح منهم، الأول تخرج أرواحهم بشكل طيب كما في قوله تعالى في سورة النحل:«الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (الآية: 32)، والصنف الآخر تخرج بالضرب على الوجه وعلى الدبر.

 

وأورد «عطية»، الدليل على كيفية موت هذا الصنف، مستسدلاً بقول الله -تعالى-، في سورة محمد «فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ».

 

وأبان أنه توجد آية أخرى مرعبة، ذكرت في سورة، الأنعام «أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ».

 

وواصل: «لو أحد الأشخاص قال لشخص انا هطلع روحك فهذا يحصل له أرق لمدة أسبوع أو سنة، فترك الذكر والعبادات وأكل أموال الناس بالباطل يكون هذا مآله، فلا شىء يساوى الضرب عند الموت، فلو يعلم الإنسان كيف تكون نهايته بهذه الطريقة للعن الأموال الظالمة والتكاسل عن الأخذ بالأسباب، ولكان انشغل بعبادة الله حق عبادته ولا كان هذا الشخص سخر و"لا اتريق ولا كان ضحك أحد على أحد، ولكن كان انشغل بحال غيره».

 

الموت وخروج الروح

قال الدكتور مبروك عطية، العالم الأزهري، إن خروج الروح من جسد الإنسان ليس أمرًا هينًا إلا على من يسر الله تعالى له.



واستشهد «عطية»، بقول الله تعالى: «وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ» (سورة ق: 19).


وتابع: إن الموت نهاية العهد بهذه الحياة الدنيا، والانتقال إلى حياة حقيقية سماها ربنا «الحيوان» أي الحياة الحقيقية، فالموت يأتي فى أي مكان إذا كان فى الحمام أو الكعبة المشرفة.

 

ولفت إلى أن البرزخ هو المكان الذي تتلاقي فيه الأرواح قبل البعث، وأهل الجنة يمكثون فيه مع بعضهم بعضًا، وأهل النار يكونون مع بعضهم أيضًا.ونصح الدكتور مبروك عطية، من يفكرون كثيرًا في الذي يحدث بعد الموت من أمور غيبية، قائلًا: «كلما يزداد تفكيرك في الموت يجب أن تتعمق في الحياة».ونوه بأنه على الإنسان الذي يفكر فيما يحدث له بعد الموت  أن يقدم في الحياة الدنيا كل إبداع، مشيرًا إلى أن مرحلة ما بعد الموت هي حصاد لما قبله، والإنسان يجازي على أعماله التي فعلها في الحياة الدنيا.

 


وواصل: «رسالة الموت إلينا إلى كل حي هي: اعلم أني آتيك»، مؤكدًا أن البرزخ هو أني آتيك»، مُستشهدًا بقول الله تعالى: «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»

 

حال الصالح عند الاحتضار

 الإنسان الصالح يخفف عليه عند سكرات الموت، فالمحتضِر يرى ملك الموت يقف أمامه فإذا كان من أهل الإيمان، فإنه يرى هذا المَلَك بأحسن صورةٍ، كما يرى الملائكةَ يحملون أكفانًا من الجنة، فيقترب مَلَك الموت منه ويجلس عند رأسه ويقول له: يا فلان أبشر برضى الله عليك، فيرى منزلته في الجنة، فيقول مَلَك الموت مخاطبًا روح المحتضِر: يا أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوانٍ.

 

لحظة الاحتضارحال العاصي عند الاحتضار

 أما إذا كان المحتضِر من أهل الشقاء فإنه يرى مَلَك الموت بصورةٍ مفزعةٍ مخيفةٍ ويرى ملائكةً من حوله يحملون أكفانًا من نارٍ فيقترب مَلَك الموت منه ويجلس فوق رأسه ويبشره بسخط الله فيرى منزلته من النار، ويقول مَلَك الموت مخاطبًا روحه: اخرجي أيتها الروح الخبيثة أبشري بسخط الله وغضبه.

 

وروي عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحًا قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيبة، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرجإذن الكلام بالبشارة مستمر طيلة خروج الروح، من وقت ابتداء خروج الروح إلى الانتهاء والبشارة تعمل من الملائكة، أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، وإذا كان الرجل السوء، والحديث صحيح أخرجه أحمد وابن ماجة، وإذا كان الرجل السوء قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغساق، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، تبشر بألوان العذاب».

 

مكفرات الذنوب 

 أولًا: الحرص على أداء الصلاة في وقتها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ غَدَا إلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ». متفق عليه.

ثانيًا الوضوء من مكفرات الذنوب العشرة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهَ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «إسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إلَى المسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ». أخرجه مسلم.

مكفرات الذنوب 


 ثانيًا: الاستغفار من مكفرات الذنوب  قال الله عز وجل: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» (سورة آل عمران، الآية: 135)، وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في كتاب الله عز وجل آيتان ما أذنب عبد ذنبًا فقرأها واستغفر الله عز وجل إلا غفر الله تعالى له ثم ذكر الآية السابقة، ومن الآيات الدالة على فضل الله عز وجل وتكرمه بغفران الذنوب، وتكفير السيئات قوله عز وجل: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا» (سورة النساء، الآية: 110).

عن علي - رضي الله عنه - قال: كنت رجلًا إذا سمعت من رسول الله حديثا نفعني الله عزّ وجلّ بما شاء أن ينفعني به، وإذا حدّثني أحد من أصحابه استحلفته؛ فإذا حلف صدّقته قال : وحدّثني أبو بكر وصدق أبوبكر –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله يقول: «ما من عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له» ثم تلا قوله تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» (سورة آل عمران، الآية: 135) (أخرجه أصحاب السنن وحسنه الترمذي).

 

ثالثًا الصدقة من مكفرات الذنوب أحيانًا تُخَلّصُ صَاحبَها من دخُولِ النّار إنْ كانَ مِن أهلِ الكبائر، أليسَ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة» رواه البخاري وغيره، وعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الصَّلاةُ نُورٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَالْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ».

رابعًا الصيام من مكفرات الذنوب العشرة سواء كان صوم تطوع، أو رمضان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري 38 ومسلم 760)، وفي الحديث الآخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» (رواه مسلم 233)، وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».

الأمر الخامس هو التسامح والعفو من مكفرات الذنوب العشرة ، فقال تعالى: «وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (التغابن: 14)، والعفو والصفح سبب للتقوى قال تعالى: «وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم» [البقرة من الآية:237]، والعفو والصفح من صفات المتقين، قال تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ». [آل عمران:133-134].

الحج من مكفرات الذنوب

الأمر السادس هو الحج من مكفرات الذنوب  فروى البخاري (1521) ومسلم (1350) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

الأمر السابع من مكفرات الذنوب  هو تفريج كربة عن مؤمن، وعون الضعيف لها أجر كبير عند الله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» (رواه مسلم).

الأمر الثامن من مكفرات الذنوب  هو الصبر على الشدائد عنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، فقال تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (الزمر 10)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».

الأمر التاسع من مكفرات الذنوب  هو كفالة اليتيم: فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى» البخاري (10/365).

الأمر العاشر من مكفرات الذنوب  هو الوضوء والحادي عشر بر الوالدين: فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ» (رواه مسلم 245)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ».

الأمر الثاني عشر: صلاة التسابيح من مكفرات الذنوب والمعاصي، التي أرشدنا إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم- وجمهور العلماء يرى أن صلاة التسابيح من الصلوات المستحبة، وينبغي للمسلم ألا يترك العام يمضي إلا ويؤدي صلاة التسابيح.

مكفرات الذنوب أذكار تغفر الذنوب .. مكفرات الذنوب

أولًا:- ورد من الأذكار التي تغفر الذنوب دعاء يقال عند الأذان حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ»، واختلف العلماء في الموضع الذي يقال فيه هذا الذكر، فمنهم من رجح أنه يقال بعد فراغ المؤذن من التأذين، ومنهم من رجح كونه يقال عند تشهد المؤذن لما وقع في بعض روايات الحديث بلفظ، وأنا أشهد.

ثانيًا:- أن الأذكار عقب الصلاب تغفر الذنوب روى مسلم (597) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».

ثالثًا:- وورد دعاء يقال قبل النوم يغفر الذنوب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر - غُفِرت له ذنوبُه أو خطاياه وإن كانت مثل زَبَدِ البحر» أخرجه ابن حبان في صحيحه.

رابعًا: في صحيح البخاري ما يقرب منه، وهو قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ».

خامسًا:  عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر». رواه الترمذي.

سادسًا: ثبت أن من ردد سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ 100 مرة تغفر لها ذنوبه، روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله: :« مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر»، رواه البخاري ومسلم.

 الأمر الثالث عشر: التوبة من مكفرات الذنوب

الله تعالى يأمر عباده بـ التوبة ويتقبلها منهم بل ويفرح بها، قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (النور:31)، وقال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ» (الشورى:25)، و التوبة مقبولة من الإنسان قبل حصول ما يمنع قبولها، وكلما صدرت من الإنسان معصية أو ذنب فعليه المبادرة بالتوبة الصادقة والإكثار من الاستغفار ولو تكرر ذلك مرارًا، المهم عدم العزم على الرجوع لتلك المعصية، قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ» (آل عمران:135-136). 

 شروط التوبة

ذكر العلماء شروط للتوبة المقبولة على المرء أن يجتهد ليحصّلها كلها حتى يطمئنّ أن توبته قد قبلت، والشروط هي:

1- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعيًا لمرضاة أي أحد سواه.

2- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائيًا.

3- الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل.

4-عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت.

5- أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب والمعاصي متعلّقةً بالعباد، وبذل كل الوسع والطاقة في ذلك، فإن كانت التوبة من السرقة مثلًا فعلى العبد أن يردّ المسروقات إلى أصحابها، وإن كان ذلك صعبًا فعلى العبد أن يتصدّق بقيمة المسروقات.


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الميت صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه الله عز وجل الله تعالى م ل ک الموت رسول الله قال تعالى عند الموت بعد الموت ا ف ع ل وا ت غ ف ر وا قال الله ى الله ع ول الله ر الله ا الله إن کان

إقرأ أيضاً:

مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (24) للسيد القائد 1446


(المحاضرة الرمضانية الـ24 )

استدراك :
ستظل شخصيات الدكتور أحمد ونجليه صلاح ومُنير تتواجد في جزئية محاضرات القصص القرآنية؛ لاتساقها مع موضوع المحاضرة وعدم تشتيت انتباه القارئ.

"الدكتور أحمد أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.
أما نَجَلاه صلاح ومُنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها وكذلك حازم ابن شقيقه طالب الهندسة المعمارية وكذلك الدكتور نضال زميل الدكتور احمد وهو استاذ العقائد والاديان في كلية العلوم الاسلامية بذات الجامعة "

انها ليلة السادس والعشرين من ليالي شهر رمضان المبارك ولا تزال شخصيات سلسلة مرايا الوحي تتواجد لمتابعة محاضرات السيد القائد الرمضانية
بعد ان فرغوا من اداء صلاة العشاء توجهوا لصالة منزل الدكتور احمد لمتابعة محاضرة الليلة التي بدأت للتو :-

كنا في محاضرة الأمس، في الحديث على ضوء قول الله سبحانه وتعالى في الآية المباركة: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}[الشعراء:79]، وهو يذكر لنا ما عرضه نبي الله إبراهيم عليه السلام من البراهين المهمة، والدلائل العظيمة، التي تشد الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، في دعوته لقومه إلى عبادة الله وحده، والإيمان به ورسالته، ونبذ الشرك والأنداد التي يتخذونها من دون الله.

تحدثنا بالأمس- باختصار- عن نعمة الله سبحانه وتعالى في مسألة الطعام للإنسان، وكذلك في مسألة الماء الذي يشربه الإنسان، ويحتاجه في حياته احتياجاً أساسياً، ومن الملاحظ- كما أشرنا بالأمس- أن الله سبحانه وتعالى منَّ بهذه النعمة على الإنسان في إطار التكريم للإنسان، الله رزق الإنسان من الطيبات

الله قال في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء:70]، الشاهد في قوله: {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}، فالله كرَّم الإنسان، حتى في طعامه وشرابه، فيما خلقه الله له من الطعام الطيِّب، وكذلك أيضاً في كيفية تناول الطعام، حتى هي فيها تكريمٌ للإنسان،

- يُذكرنا السيد عبدالملك بابرز نقاط محاضرة الامس عن نعمة الله للانسان في الطعام والغداء . . هكذا تحدث الدكتور احمد .

{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[الشعراء:80]، نعمة الصحة والعافية هي من أهم النعم، التي يَمُنُّ الله بها على الإنسان، وعادةً ما يغفل الإنسان عن هذه النعمة حينما يكون في صحة وعافية، والأكثر إدراكاً لهذه النعمة هم المرضى .

فحالة المرض هي حالة صعبة على الإنسان، والإنسان يَمُرُّ بهذه الحالة، هي من الحالات التي يَمُرُّ بها الإنسان كثيراً في مسيرة حياته، في عمره، كم يمرض الإنسان، واثناء مرضه يدعو الله سبحانه وتعالى، ويتضرع إليه، {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا}[الزمر:49]، في آيةٍ أخرى: {دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}[يونس:12]، فيلتجئ إلى الله، ويدرك كم أن العافية والصحة والشفاء نعمة عظيمة، يتهنأ فيها بكل شيء: بطعامه، بشرابه، بنومه، بالحياة، يتمكن من القيام بأعماله بكل راحة .

فنعمة العافية والصحة هي من أهم النعم التي يَمُنُّ الله بها على الإنسان.

- ما اعظم نعمة العافية التي يوضحها لنا السيد عبدالملك وكيف ان اكثر من يدرك هذه النعمة هم المرضى ... هكذا تحدث الدكتور نضال .

والله سبحانه وتعالى جعل في غذاء الإنسان، وما يتناوله الإنسان من الطيبات، ما يزيد في صحته، ما يدعمه صحياً، وهذا من المميزات للطيبات: أنها في أصلها سليمةٌ من المضار، وفيها ما ينفع الإنسان، يزيده قوة، يزيده صحة، يُحسِّن من وضعه الصحي، يزوَّد جسمه بالعناصر اللازمة لصحته ونموه وطاقته، ويقيه الكثير من الأمراض.
في الإنسان أيضاً جهاز المناعة زوَّده الله به، يساعده أيضاً على الصحة، على العافية، على التشافي، والله سبحانه وتعالى مع ذلك أودع في كثيرٍ من النباتات، كثيرٍ من المواد التي أحلَّها للإنسان، أودع فيها أيضاً عناصر الشفاء فيجعل في نبتةً مُعَيَّنة شفاءً من داءٍ مُعَيَّن، أو في نَبْتَةٍ أخرى كذلك، شفاءً من داءٍ آخر، أو في تركيب أدوية من مجموعة من النباتات المُعَيَّنة كذلك شفاء من داء مُعَيَّن، كما قال عن العسل نفسه: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}[النحل:69]، (فِيهِ شِفَاءٌ): جعل الله فيه ما يساعد الإنسان على التشافي، والتعافي، والصحة، والسلامة من المرض، والخروج من المرض أيضاً.
والله سبحانه وتعالى يَمُنُّ بالشفاء بشكلٍ مباشر، حالة الشفاء هي من الله، حتى عندما نأخذ بالأسباب، سواءً فيما يتعلق بالأدوية والطب، أو حينما يبتدئك الله بنعمة الشفاء قبل ذلك، الأسباب بنفسها الاستفادة منها متوقفةٌ على أن يُنْزِل الله لك الشفاء، وإلَّا يمكن للإنسان أن يسير في مسار العلاج والطب، وقد يُمْضِي فترةً طويلة، وقد يستهلك إمكانات كثيرة، ولا يصل إلى نتيجة، حتى يأتي الشفاء من الله سبحانه وتعالى؛ فيتشافى ويتعافى.
في مسألة الأخذ بالأسباب، مطلوبٌ منَّا أن نأخذ بالأسباب؛ لأن هناك توجيهات من الله سبحانه وتعالى، هناك أيضاً من قِبَل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حثٌّ على الأخذ بالأسباب، والأسباب متنوعة، منها مثلاً: تناول الأدوية المفيدة، بإرشاداتٍ طبية، من ذوي الاختصاص والمعرفة، ومنها أيضاً الدعاء، الدعاء ضروري، هو من الأسباب المهمة، مثلاً: الصدقات، هي من الأسباب المهمة، وهكذا ما ورد الحثُّ عليه، تلاوة القرآن كذلك، سماع تلاوة القرآن كذلك، مجموعة الأسباب المتنوعة هي مهمةٌ في مسألة الشفاء، والشفاء هو من الله، من الله سبحانه وتعالى، كما قلنا: حتى الانتفاع بالأسباب متوقفٌ على أن يُنْزِل الله الشفاء منه سبحانه وتعالى من عنده، الإنسان بحاجة إلى الشفاء من الأمراض بحاجة إلى الله سبحانه وتعالى، والله هو الذي هيأ لنا في مسيرة حياتنا كل الأسباب، بل حتى الهداية إلى العلوم، العلوم الطبية التي يستفيد منها الناس في مسألة مواجهة الأمراض، والعلاج من الأمراض، هذه العلوم هي بهداية من الله سبحانه وتعالى، منها: ما يتعلق- مثلاً- بجسم الإنسان، وأحواله، وأسباب عِلَلِه، ومنها: ما يتعلق بما أودع الله في الأشياء، سواء النباتات، أو المواد الأخرى، من وسائل الشفاء، ما أودع الله فيها من عناصر الشفاء، من أسباب الشفاء،

- يتحدث الدكتور احمد معقباً : يقدم لنا السيد عبدالملك جزئية هامة وهي الشفاء للانسان باعتبارها نعمة من الله عز وجل وحثنا على الاخذ بالاسباب للشفاء كما وضحها في هذه الجزئية .

الإنسان في حالة المرض، هي من الحالات التي ينبغي أن تُذَكِّره بافتقاره إلى الله، وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى وصبوراً في نفس الوقت؛ لأنها من حالة الضراء، التي وجَّه الله فيها بالصبر، وأثنى على الصابرين فيها: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}[البقرة:177]، من الضراء، ومن حالة الضراء هي: الوضع الصحي، المرض، والمعاناة من المرض، فهي من الحالة التي يكون الإنسان فيها صبوراً، وهناك نموذج عظيم في الصبر، في حالة البلية في الوضع الصحي، هو: نبي الله أيوب عليه السلام من الأنبياء، قال الله عنه: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )
فالإنسان يحتسب معاناته أيضاً، وهو يرجع إلى الله، يتوب إلى الله، يكثر من الاستغفار، أحياناً قد يكون السبب- مثلاً- ذنوب مُعَيَّنة، قد يكون السبب أحياناً ذنوباً مُعَيَّنة، أحياناً قد تكون من جانب الإنسان، يكون منه تقصير في أمور مُعَيَّنة، أو ابتلاء في أمرٍ مُعَيَّن، فالصبر، مع الرضا عن الله، مع الالتجاء إلى الله، مع الدعاء، مع الأخذ بالأسباب، كما أمر الله، وأذن الله، وهيأ الله؛ لأن هذا شيءٌ في إطار تدبير الله سبحانه وتعالى.

- ايضاً يوضح لنا السيد عبدالملك حالة المرض باعتبارها من الحالات التي ينبغي أن تُذَكِّره بافتقاره إلى الله، وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى، وقدم لنا نموذج عظيم في الصبر وهو نبي الله ايوب عليه السلام . . هكذا تحدث الدكتور نضال .

حياة الإنسان ابتداءً بيد الله سبحانه وتعالى، هو الذي خلقك وأحياك، ما بعد ذلك أيضاً موتك، ثم حياتك في الآخرة بيد الله سبحانه وتعالى.

من أهم ما يكون مؤثِّراً على الناس، وهاجساً كبيراً لديهم هو: مسألة الرزق والأجل، وهذا بيد الله سبحانه وتعالى، ليس إلى الناس.

حياتك ورزقك بيد الله جل شأنه، أجلك بيد الله سبحانه وتعالى ليس إلى الناس؛ ولهـذا ينبغي أن يكون الإنسان مُنْشَدّاً إلى الله سبحانه وتعالى، متوجهاً إليه بالعبادة، بالطاعة.

- يوضح لنا السيد عبدالملك اهمية ان يدرك الانسان ان مسألة الرزق والاجل بيد الله لهذا عليه ان يكون منشداً لله سبحانه وتعالى بالعبادة والطاعة . . هكذا تحدث الدكتور احمد .

الموت والحياة، كلاهما قادمٌ، آتٍ بالنسبة للإنسان، كل الناس يموتون، {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}

الكل سيموت، والإنسان سيموت، وموته بيد الله، أجله بيد الله، ولا يمكن للإنسان أن يمتنع من ذلك، أي إنسانٍ كان، كبيراً، صغيراً، زعيماً، رئيساً، ملكاً، تاجراً..أياً كان.

الموت هو بداية الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، مُقَدِّمة لمستقبل الإنسان في الآخرة، وهذه هي النقطة المهمة، هو في إطار مصير الإنسان إلى الله
الموت من جانب هو نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى؛ لأن الإنسان كلما طال عمره يهرم، ويَضْعُف، ويعجز، ويتعب، ويتحول كل شيءٍ في الحياة إلى شاقٍ عليه.

إذا طال عمر الإنسان كثيراً، يصل به الحال إلى أن يفقد قدرته الذهنية في التركيز، والحفظ، والمعرفة، فلا يستطيع أن يحافظ على المعلومات، {لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} [النحل:70].

كلما طال عمر الإنسان؛ كلما عانى أكثر، كذلك ما يواجهه الإنسان من أعباء الحياة، من همومها، من مشاكلها، من ظروفها المتنوعة والمتقلبة.

الموت هو من ناحية راحةٌ للإنسان، يعني: يَتَعَمَّر فترة مُعَيَّنة ما دامت الحياة خيراً له، ثم يأتي الموت فيستريح؛ عندما يكون مؤمناً، مُتَّجِهاً اتِّجاهاً صالحاً، هذا يفيده أيضاً.

{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام:18]، لا أحد يستطيع أن يمنع عن نفسه الموت، أياً كان، لا بشكلٍ شخصي، ولا بشكلٍ جماعي."

لا تستطيع أي دولة، أو زعيم، أو قائد، أو ثريٌّ أن يمنع عن نفسه الموت، فالموت هو من مظاهر قهر الله فوق عباده.

الموت- كذلك- ينتقل جيل؛ يُتِيح المجال للجيل الذي يليه، في الاستخلاف في الأرض، في الإبداع، في الحركة في الحياة، في تَحَمُّل المسؤوليات.

الموت جزءٌ من تدبير الله الحكيم في الحياة، يهيئ الفرصة للأجيال القادمة لتستلم دورها في عمارة الأرض.

بعد الموت حياة (الحياة في الآخرة)؛ ولـذلك فأنت مُتَّجهٌ إلى الله سبحانه وتعالى للحساب والجزاء في عالم الآخرة.

- انتهت المحاضرة والجميع تظهر على وجوههم ملامح الرضا والاعجاب بما قدمه السيد القائد عن الموت كحالة ايجابية شرحها بطريقة تربوية بديعة .

مقالات مشابهة

  • لماذا لم يبعث الله رُسلا بعد النبي محمد؟.. مرصد الأزهر يجيب
  • نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على د. مطلب النفيسة
  • نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الدكتور مطلب النفيسة
  • عن عمر يناهز 37 عاماً.. الموت يغيّب الفنان الشعبي «سعد محمود»
  • دعاء ليلة الجمعة الأخيرة في رمضان.. ردده يقضي الحوائج ويفك الكروب ويمحو الذنوب
  • كم ملك يحضر عند ختم القرآن؟.. أسرار لا يعرفها الكثير
  • 4 ركعات في ليلة القدر .. أوصى بها النبي تغفر الذنوب وتزيد الرزق وتمنحك 6 عطايا
  • مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (24) للسيد القائد 1446
  • أبو هاشم: يكشف أسرار عائلته التى حملت راية التصوف فى مصر لأكثر من 250 عاما
  • لماذا ليلة القدر خير من ألف شهر؟.. ترقبها مغرب اليوم لـ19 سببًا