بوابة الوفد:
2025-03-10@13:22:12 GMT

رحلة إلى مملكة بوتان (١)

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

قررت أن أغامر فى رحلة استكشافية نحو بلاد غير تقليدية وساحرة. بعد أبحاث مكثفة، اخترت بوتان كوجهتى، هذا البلد الواقع فى قلب جبال الهملايا، حيث تنصهر الطبيعة الخلابة مع الثقافة الفريدة. وكونى أستاذًا مصريًا متخصصًا فى الآداب والعلوم الإنسانية، كانت هذه فرصة لى لاكتشاف أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافات فى عالم اليوم.


انطلقت رحلتى من  دبى باتجاه Thimphu ثيمفو،  عاصمة مملكة بوتان. كانت اللحظة التى دخلت فيها البلد وأنا مازلت على متن الطائرة تحمل وعودًا بالمغامرات، فوصولى إلى بوتان كان كالدخول إلى عالم سحرى، حيث الجبال الشاهقة والوديان الخضراء تحيط بك من كل جانب.
تمتاز بوتان بثقافتها الفريدة والمحافظة على تراثها. زرت معبد تاكسانج الشهير الواقع على قمة جبلية، وهو موقع دينى رائع يجذب الكثير من الزوار. كانت لدى فرصة للتفاعل مع السكان المحليين ومشاركة تجاربهم وحكاياتهم حول هذا المعبد المهيب.   
أما بالنسبة لدراستى، فقد كنت مهتمًا بفهم التشابه بين الثقافات المصرية القديمة والثقافة البوتانية. استكشفت متحفًا محليًا يضم قطعًا أثرية تعود للعصور القديمة، وكانت هذه القطع تحمل تصاميم ورموزًا تذكرنى بأشباهها فى تاريخ مصر الفرعونية.
استمرت رحلتى فى اكتشاف المزيد من المواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الرائعة فى بوتان. قضيت أوقاتًا ممتعة فى القرى الجبلية وفى التعرف على أسلوب حياة السكان المحليين، وكانت هذه التجارب تضيف بعدًا ربما خامسًا لمربّع رحلتى، لعلنى بالغت هنا ولكن عندى من الأسباب والشواهد ما يبرر المغالاة فى القول.
انتقلت إلى فندق آخر على قمة جبل يصل ارتفاعها إلى 9000 قدم فوق سطح البحر. شعرت بدوار عندما كنت أصعد درجات الدرج إلى قاعة الطعام، ورجعت إلى صالة الاستقبال وطلبت شايًا. نزيل مصرى بجوارى ابتسم فى وجهى ودار بيننا حديث ودّى وحكى لى قصته. 
الدكتور سامى، أكاديمى مصرى يعمل فى الآثار ويقيم الآن فى لوس أنجلوس، كان قد زار بوتان منذ عشرين عاما وعاش قصة حب مع امرأة جميلة من بوتان  أخبرنى أنه سيسمّيها «ليكي-ديما».  كانت الجبال الخضراء المورقة والهواء النقى حولنا هما الشاهدين على هذا اللقاء الذى بدأ بحديث عن تجارب الحياة ومغامرات السفر، وسرعان ما تطرق فى الحديث عن ليكي-ديما، وكيف أثّرت هذه العلاقة على حياته ومسيرته الأكاديمية.
وسط جمال الطبيعة البوتانية والهدوء الذى يحيط بنا، شعرت بأن هذا اللقاء هو فرصة فريدة لفهم عميق لتقلبات القلب والعواطف حتى عند من اختاروا حياة العقل والانضباط. كان الدكتور سامى يسرد حكايته مع  ليكي-ديما بتأثر لم يفلح فى إخفائه.
اختتمنا اللقاء بابتسامات وتقدير لروح الحب والمغامرة التى تجمع بين قلبين، والتى تجعل الحياة أكثر جمالًا. واتفقنا أن نلتقى فى مساء الغد حينما يطيب الحكى وتحلو المسامرة. 
وللحديث بقية.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رحلة استكشافية الثقافة العلوم الإنسانية الثقافات الطائرة

إقرأ أيضاً:

عُمان ورحلة التحول الرقمي.. حين يصبح المستقبل واقعًا

في عالمٍ يتحرك بسرعة الضوء، حيث تتقلص المسافات وتندمج العوالم في فضاء رقمي واحد، تدرك الدول أن البقاء ليس لمن يراقب التغيير، بل لمن يصنعه. وفي قلب هذا التحول، تقف سلطنة عُمان، ليس كمتلقٍّ للتكنولوجيا، بل كصانعٍ لمستقبلٍ رقمي يتناغم مع هويتها وتطلعاتها التنموية.

منصات رقمية أفقٌ جديد للإدارة والحكم:

حين أعلنت عُمان تدشين ثلاث منصات وطنية، لم يكن ذلك مجرد خطوة تقنية، بل إعلانًا عن مرحلة جديدة، حيث تتحول العلاقة بين المواطن والحكومة من معاملة ورقية جامدة إلى تفاعلٍ ديناميكي مباشر.

منصة «تجاوب» ليست مجرد نظام لتلقي الشكاوى والمقترحات، بل هي جسرٌ يربط المواطن بصانعي القرار، حيث يصبح الصوت الفردي جزءًا من نسيج السياسات العامة. إنها فلسفةٌ جديدة في الحكم، حيث تتحول الحكومة من سلطة منفصلة إلى كيانٍ يسمع، ويستجيب، ويتفاعل.

أما «المنظومة الوطنية للتخطيط والتقييم»، فهي عقلٌ رقمي يُفكر، ويُحلل، ويُقيّم المسار نحو «رؤية عمان 2040». إنها ذاكرةٌ مؤسسية ذكية تحفظ الأداء، وتضع السياسات تحت مجهر التدقيق المستمر، فلا يُترك النجاح للصدفة، ولا يُسمح للفشل بالاستمرار.

وأخيرًا، تأتي «البوابة الوطنية الموحدة للخدمات الإلكترونية» بصفتها نافذة شاملة تُعيد تعريف مفهوم الخدمة الحكومية. لم يعد المواطن بحاجةٍ إلى أروقة البيروقراطية، بل بات بإمكانه إنجاز معاملاته بكبسة زر، في فضاءٍ رقمي يحاكي المستقبل. لقد أصبح من الممكن للمواطنين والمقيمين إنجاز العديد من الخدمات الحكومية في وقت قياسي، مما يعزز من مستوى الشفافية والفاعلية الإدارية.

بين الفلسفة والاقتصاد معًا نتقدم:

في قلب هذا التحول، يبرز ملتقى «معًا نتقدم»، حيث لا يكون المواطن مجرد متلقٍ للقرارات، بل شريكًا في صناعتها. إنه تحوّلٌ في الفلسفة السياسية، حيث لم تعد الدولة كيانًا يُصدر القوانين من برجٍ عاجي، بل فضاءً مفتوحًا للنقاش والحوار.

في هذا الملتقى، تُناقش الخطة الخمسية القادمة، ويُرسم مستقبل الوظائف والمهن، وتُدرس أوجه التنمية الاقتصادية. ليس الحديث هنا مجرد استعراضٍ للإنجازات، بل رحلةُ تفكير جماعي في اقتصاد الغد، حيث لا يُنظر إلى التحديات كمشاكل، بل كمشاريع تنتظر من يحوّلها إلى فرص.

الهوية الرقمية حين

يلتقي التراث بالمستقبل:

لكن السؤال الفلسفي العميق هنا: هل يمكن لدولةٍ أن تتحول رقميًا دون أن تفقد جوهرها؟ هل يمكن أن تعبر عُمان نحو المستقبل دون أن تُبدّد روحها التاريخية؟

الجواب يكمن في التفاصيل، وفي قدرة الدولة على بناء نظام رقمي لا يطمس هويتها، بل يعيد تعريفها في سياقٍ حديث.

فالتحول الرقمي في عُمان ليس انفصالًا عن الماضي، بل استمرارية له، حيث تلتقي الحكمة العُمانية العريقة بأدوات العصر الحديث.

إنه ليس مجرد «رقمنة» للخدمات، بل هو تجديد للفكر الإداري، حيث تصبح الحكومة كيانًا أكثر مرونة، وأكثر قربًا من نبض الشارع.

إن هذا النهج يثبت أن التقدم الرقمي لا يعني التخلي عن القيم الثقافية، بل يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيزها ونقلها إلى الأجيال القادمة.

المستقبل ليس وجهة بل رحلة مستمرة:

ما تفعله سلطنة عُمان اليوم ليس مجرد قفزةٍ تقنية، إنما هو رسمٌ لملامح دولةٍ لا تنتظر الغد، بل تسعى إليه. إنها تدرك أن التحول الرقمي ليس مجرد مشروع، إنما هو ثقافةٌ جديدة، عقليةٌ تُعيد التفكير في طريقة إدارة الموارد، وتوجيه الطاقات، وصياغة السياسات.

وهذا يعني أن عملية الرقمنة لا تعد تحولا لحظيا، بل رحلة مستمرة تتطلب الابتكار والتطوير الدائم لضمان تحقيق أقصى فائدة للمجتمع.

في النهاية، نحن لا نتحدث عن تقنيات جامدة، بل عن إعادة هندسة العلاقة بين المواطن والدولة. هذا هو جوهر العصر الرقمي: ليس أن تكون لديك منصات إلكترونية، بل أن تكون لديك رؤيةٌ تجعل هذه المنصات جسورًا حقيقيةً نحو مستقبلٍ أكثر ذكاءً، وأكثر إنسانية.

مقالات مشابهة

  • مستشار بالأكاديمية العسكرية: حرب أكتوبر كانت ثمرة سنوات من الكفاح العسكري والعلمي
  • من الخسارة إلى الأمل.. تقرير أممي يتناول رحلة سيدتين عراقيتين
  • اضرابات تشل المطارات الألمانية وتلغي 3400 رحلة جوية
  • كانت 50 وأصبحت 5.. أحمد عمر هاشم يكشف أسرار فرض الصلاة على المسملين
  • رحلة تاريخية للملك تشارلز الثالث وكاميلا إلى الفاتيكان
  • أمير المنطقة الشرقية يستقبل سفير المملكة لدى مملكة البحرين الشقيقة
  • إلغاء رحلات مصر للطيران إلى ألمانيا
  • الربيع في كرمانشاه.. رحلة من أساطير الكورد إلى معالم السياحة
  • عُمان ورحلة التحول الرقمي.. حين يصبح المستقبل واقعًا
  • مجلس التعاون الخليجي يشيد باستضافة مملكة البحرين لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي