قررت أن أغامر فى رحلة استكشافية نحو بلاد غير تقليدية وساحرة. بعد أبحاث مكثفة، اخترت بوتان كوجهتى، هذا البلد الواقع فى قلب جبال الهملايا، حيث تنصهر الطبيعة الخلابة مع الثقافة الفريدة. وكونى أستاذًا مصريًا متخصصًا فى الآداب والعلوم الإنسانية، كانت هذه فرصة لى لاكتشاف أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافات فى عالم اليوم.
انطلقت رحلتى من دبى باتجاه Thimphu ثيمفو، عاصمة مملكة بوتان. كانت اللحظة التى دخلت فيها البلد وأنا مازلت على متن الطائرة تحمل وعودًا بالمغامرات، فوصولى إلى بوتان كان كالدخول إلى عالم سحرى، حيث الجبال الشاهقة والوديان الخضراء تحيط بك من كل جانب.
تمتاز بوتان بثقافتها الفريدة والمحافظة على تراثها. زرت معبد تاكسانج الشهير الواقع على قمة جبلية، وهو موقع دينى رائع يجذب الكثير من الزوار. كانت لدى فرصة للتفاعل مع السكان المحليين ومشاركة تجاربهم وحكاياتهم حول هذا المعبد المهيب.
أما بالنسبة لدراستى، فقد كنت مهتمًا بفهم التشابه بين الثقافات المصرية القديمة والثقافة البوتانية. استكشفت متحفًا محليًا يضم قطعًا أثرية تعود للعصور القديمة، وكانت هذه القطع تحمل تصاميم ورموزًا تذكرنى بأشباهها فى تاريخ مصر الفرعونية.
استمرت رحلتى فى اكتشاف المزيد من المواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الرائعة فى بوتان. قضيت أوقاتًا ممتعة فى القرى الجبلية وفى التعرف على أسلوب حياة السكان المحليين، وكانت هذه التجارب تضيف بعدًا ربما خامسًا لمربّع رحلتى، لعلنى بالغت هنا ولكن عندى من الأسباب والشواهد ما يبرر المغالاة فى القول.
انتقلت إلى فندق آخر على قمة جبل يصل ارتفاعها إلى 9000 قدم فوق سطح البحر. شعرت بدوار عندما كنت أصعد درجات الدرج إلى قاعة الطعام، ورجعت إلى صالة الاستقبال وطلبت شايًا. نزيل مصرى بجوارى ابتسم فى وجهى ودار بيننا حديث ودّى وحكى لى قصته.
الدكتور سامى، أكاديمى مصرى يعمل فى الآثار ويقيم الآن فى لوس أنجلوس، كان قد زار بوتان منذ عشرين عاما وعاش قصة حب مع امرأة جميلة من بوتان أخبرنى أنه سيسمّيها «ليكي-ديما». كانت الجبال الخضراء المورقة والهواء النقى حولنا هما الشاهدين على هذا اللقاء الذى بدأ بحديث عن تجارب الحياة ومغامرات السفر، وسرعان ما تطرق فى الحديث عن ليكي-ديما، وكيف أثّرت هذه العلاقة على حياته ومسيرته الأكاديمية.
وسط جمال الطبيعة البوتانية والهدوء الذى يحيط بنا، شعرت بأن هذا اللقاء هو فرصة فريدة لفهم عميق لتقلبات القلب والعواطف حتى عند من اختاروا حياة العقل والانضباط. كان الدكتور سامى يسرد حكايته مع ليكي-ديما بتأثر لم يفلح فى إخفائه.
اختتمنا اللقاء بابتسامات وتقدير لروح الحب والمغامرة التى تجمع بين قلبين، والتى تجعل الحياة أكثر جمالًا. واتفقنا أن نلتقى فى مساء الغد حينما يطيب الحكى وتحلو المسامرة.
وللحديث بقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رحلة استكشافية الثقافة العلوم الإنسانية الثقافات الطائرة
إقرأ أيضاً:
أشرف العشري: تصريحات ترامب غير واقعية ولا تجد فرصة للتطبيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا تصنف تحت بند الحياد الأمريكي فبعد ساعات من توليه المنصب خرج على المجتمع الدولي بمجموعة من القرارات الصادمة فيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين من غزة.
وشدد «العشري»، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، على أن تصريحات ترامب بتهجير الفلسطينيين هي قرارات غير واقعية وغير عملية على الإطلاق ولا تجد فرصة للتطبيق، أن هذه القرارات تتنافى مع الشرعية الدولية و تمسك الفلسطينيين بأرضهم، مؤكدًا أن مشهد عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى الشمال يعد ردًا على كل مقترحات وتصريحات ترامب.
وأضاف أنه لدى الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب الفرصة لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن يتم فرض معادلة جديدة تؤدي إلى تسوية سياسية وفقاً للمبادئ الشرعية الدولية.
وأشار إلى أنه لابد أن يكون هناك استمرار وتهيئات الأجواء لمزيد من الوقت أمام فرص تنفيذ ما تبقى من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، متابعًا: «نتوقع أن ندخل في كثير من المتاهات و الظروف الصعبة في المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية و الثالثة لما سيلجئ إليه نتنياهو، من فرض الكثير من العراقيل والتحديات والذي يحتاج أن يسعى الجانب الأمريكي للوفاء بتعهداته التي قدمها للوسطاء المصريين و القطريين بأنه سيقدم الكثير من الضمانات لتنفيذ المرحلة الثانية والثالثة.